اخبار متفرقة > ورشة نقابية ل"جبهة التحرر العمالي" في عكار
ناصر: بالاصلاح المتكامل يكون لقانون النسبية معنى الحسن: سياسة اسناد الخارج اقتصاديا لم تعد تجدي
الوفاء - 20/4/2012
افتتحت "جبهة التحرر العمالي في لبنان" ومؤسسة "فريدريش ايبرت" اليوم في فندق "جنة عرقة" في بلدة الحاكور - عكار، ورشة عمل نقابية وعمالية بعنوان "الاهداف والاحتياجات النقابية في ضوء المتغيرات الوطنية والاقليمية"، في حضور اعضاء من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وممثلين عن النقابات العمالية والزراعية وفاعليات المنطقة. بعد النشيد الوطني، تحدث معتمد التقدمي في عكار رفيق درويش فقال: "ان النقابات العمالية في لبنان للاسف قد اثبتت فشلها نتيجة التدخلات السياسية واصبحت حكرا على فئة دون سواها حيث الغت السياسة دور النقابات واصبح عملها مسيسا يمثل فريقا سياسيا معينا"، مطالبا الاتحاد العمالي العام بأن "يتوحد خلف الطبقات العاملة ويبعد نفسه عن التجاذبات السياسية التي لم تخدم سوى مصالح السياسيين المتلطين وراء الطائفية والمذهبية". الحسن ثم القى الدكتور قصي الحسن كلمة وكالة داخلية الشمال في التقدمي فتحدث عن "مجموعتين اساسيتين في العوامل التي تمارس تأثيرا على اوضاع المجتمعات عموما واللبنانية بشكل خاص وهي: الازمات الداخلية والازمات الخارجية". ولفت الى ان "الازمات الداخلية تضرب نواحي الحياة الاقتصادية والمجتمع اللبناني يرزح تحت انماط اجتماعية مختلفة مما يشكل مؤشرا للتصادم الهائل بين الاتجاهات المتناقضة في التطور الاجتماعي الذي لا بد وان يؤدي في النهاية الى اتباع النمط الاكثر ملاءمة والذي يضمن السير بلبنان نحو بناء الاقتصاد الوطني على قاعدة الاستخدام العقلاني للموارد البشرية والطبيعية واعادة العلاقات الاقتصادية لما يخدم مصلحة الوطن العليا لا مصلحة الطبقات النافذة".
وعن الازمات الخارجية لقضايا المجتمعات النامية ومنها لبنان قال: "ان العلاقة الاقتصادية الخارجية لم تعد قادرة على حل مشاكل النمو في لبنان فسياسة اسناد الخارج اقتصاديا للبنان وصل او هو في طريق الوصول الى الخواتيم غير السعيدة للسائرين عليه من السياسيين اللبنانيين او الذين يرسمون السياسة الاقتصادية للبنان، فهي لم تعد بقادرة على حل مشاكل النمو الاقتصادي المعقدة للتخلف الاقتصادي في لبنان . لهذا من الضروري ان تتجه جهود اللبنانيين على الصعيد الخارجي الى جعل العلاقات الاقتصادية الخارجية طبيعية مع الدول المتقدمة فلا يترك هذا الامر خاضعا للعبة الامم من جهة او لعبة القوى العفوية والخفية من جهة اخرى وتحقيق ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بالقضاء على مجموعة العوامل الداخلية التي تعيق النمو".
عبد الصمد وقال الامين العام لجبهة التحرر العمالي عصمت عبد الصمد: "نحتفل اليوم باليوبيل الذهبي لجبهة التحرر العمالي في لبنان التي اسسها المعلم الشهيد كمال جنبلاط عام 1962 ردا على سياسة القمع والانحياز التي كانت تمارسها السلطة في محاربة اليسار النقابي الوطني، وهذه الورشة اليوم جزء من احتفالاتنا بالعيد الخمسين للجبهة". واشار الى ان "هذه الورشة من سلسلة ورشات على مستوى كل لبنان وهي قاربت وتقارب المستجدات والمتغيرات التي نعيشها وانعكاساتها على واقع العمال والاجراء، اضافة الى مناقشة الاحتياجات العمالية في كل منطقة لان لكل منطقة خصوصيتها واحتياجاتها".
بيضون ثم كانت كلمة لبديعة بيضون باسم مدير مكتب بيروت في مؤسسة "فريدريش ايبرت" سمير فرح اشارت فيها الى ان "العمل متواصل منذ سنوات مع جبهة التحرر العمالي وهناك نشاطات تتركز على التدريب واكتساب المعارف والمعلومات لكن اهمية الافادة من هذه المعارف في تطبيقها في مجتمعاتنا كي تؤتي الثمار المرجوة منها"، مؤكدة "اهمية ان نصل الى مرحلة المصالحة مع النفس كي نصبح فاعلين اكثر منا متذمرين، فالوضع النقابي مترد بفعل التدخلات السياسية ومن المفترض ان يحسب السياسي الف حساب للنقابي، وان تكون مصالح العمال والاجراء وحقوقهم اكبر من اي مصلحة سياسية".
ناصر وقال أمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر: "نأتي الى عكار التي اعطت كل الوطن في كل الازمنة ولكنها حقا لم تأخذ من الوطن بعض حقها عليه من السلطة والدولة في كل المراحل. اننا هنا في ظل ظروف سياسية معقدة وفي ظل مرحلة صعبة وربما اعتدنا في لبنان ان نصف كل المراحل بأنها دقيقة وصعبة ومعقدة وعلينا ان نعمل لاجتيازها بكل السبل. ولكن منذ سنة او ما قبل اتخذنا موقفا سياسيا عبرنا عنه بوضوح وقلنا لكل اللبنانيين اننا في مرحلة نحن احوج ما نكون فيها الى الاستقرار الداخلي، وقلنا لكل الشعب اللبناني ولكل القوى السياسية التي نختلف معها اوالتي نتفق معها اننا نريد استقرارا داخليا لكل اللبنانيين بمعزل عن كل المتغيرات التي حولنا".
اضاف: "كما هناك قضايا داخلية نحن اختلفنا عليها في السابق مع البعض واتفقنا فيها مع البعض الآخر، ايضا استجدت الازمة السورية والثورة السورية واختلف اللبنانيون حولها فقلنا للبنانيين تعالوا لنجنب لبنان تداعيات هذه الازمة الا ان ذلك لم يمنعنا ولم يدفعنا على الاطلاق الى الا نكون منحازين الى ارادة الشعب السوري والا نكون منحازين لعطاءات وتضحيات الشعب السوري، فهذا الموقف تاريخي واخلاقي ومبدئي وايضا سياسي لان ارادة الشعوب لا يمكن ان تكسر مهما اشتدت آلة القتل والقمع وكل شعب في أي دولة عندما ينتفض على جلاده سوف ينتصر حتما، فكما انتصر الشعب التونسي والمصري واليمني لا بد للشعب السوري ان ينتصر في يوم من الايام".
وتابع: "انه موقف تاريخي بمعزل عن العلاقات السياسية الداخلية التي اردناها ان تستمر مع كل القوى السياسية فقط وفقط من اجل استقرار لبنان ومنعة لبنان الداخلية، لانه لا بد وان نعود ونلتقي في لحظة حول مصالحنا اللبنانية الوطنية العليا".
وأردف: "تطرح في الآونة الاخيرة مجموعة من العناوين السياسية تارة تحت شعارات الاصلاح وطورا تحت شعارات التغيير. البعض عاد من جديد ليطل علينا بعنوان قانون الانتخابات النيابية تحت شعار اصلاح قانون الانتخاب من اجل عدالة تمثيلية لكل الفئات والقوى اللبنانية فيطرح في هذا الاطار قانونا انتخابيا على اساس النسبية. لنذكر البعض ونحن عند هذا الالتزام التاريخي اننا مع كمال جنبلاط كنا اول من طرح قانونا انتخابيا على اساس النسبية في لبنان، وموقفنا اليوم لا ينطلق من رفض النسبية ولا نرفضها انما اذا اراد البعض ان يطرح الاصلاح فعليه ان يطرح كل الاصلاح لا ان يجتزىء عناوين معينة لاهداف سياسية اصبحت واضحة ومكشوفة، فإذا اردنا الاصلاح فللاصلاح طريقه وعناوينه فلنأت الى كل هذه العناوين للنناقشها ونتحاور فيها لنطل على اللبنانيين بعناوين اصلاحية كاملة متكاملة وبمشروع اصلاحي متكامل ليكون عندها للنسبية معنى ولا يكون القانون الذي يطرح استنسابيا لاهداف سياسية لا تخفى على احد. فمن يريد الاصلاح لا يعرض الصفقات في قطاع الكهرباء، ومن يريد التغيير لا يعقد الصفقات في المازوت الاحمر، فلا نضلل اللبنانيين بعد اليوم فهم اوعى وادرك ولن يغشهم احد وهم عالمون ومدركون لكل الحقائق".
وستتابع ورشة العمل النقابية عملها على مدى اليومين المقبلين لتصدر بعدها توصيات.
