رئيس "عمال سورية" أمام الدورة 106 لمؤتمر العمل الدولي بجنيف: آن الأوان ليقول العالم كله "كفى استهتاراً بأرواح وخيارات الشعوب
الوفا : 10-6-2017
أكد جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية أن الحرب الإرهابية الظالمة التي تواجهها سورية كان لها تداعيات سلبية وآثار كارثية على عمال وشعب سورية، بعد أن استهدفت العصابات الإرهابية التكفيرية كل مقومات الحياة.
القادري أشار في كلمته التي ألقاها في الدورة 106 لمؤتمر العمل الدولي في جنيف اليوم إلى أن دور القوى المعادية الإقليمية والدولية في دعم وتمويل العصابات المسلحة قد انفضح في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه العصابات استهدفت البنى التحتية والقاعدة المادية لاقتصادنا الوطني التي بنيت بعرق عمال سورية، حيث استهدف الإرهابيون المعامل والشركات والمدارس ورياض الأطفال والطرق والجسور والجامعات، وقطعوا أوصال الاقتصاد الوطني عبر نهب الموارد الاقتصادية كالنفط والغاز والحاجات الأساسية للأمن الغذائي، والتعدي على حركة المواصلات والطرق العامة .
وأضاف القادري : لقد دمروا ما بناه عمالنا وشعبنا بالجهد والعرق خلال عقود طويلة من التنمية ، واستهدفوا كل مظاهر الحياة من خلال فكرهم الظلامي التكفيري والإقصائي والإلغائي وهو الفكر الغريب كل الغرابة عن القيم الحضارية والتقاليد الإنسانية للشعب العربي السوري .
وتابع القادري: لقد تناغمت ممارسات الإرهابيين في الداخل السوري، وتماهت مع الحصار الإقتصادي الخانق والعقوبات الظالمة التي فرضت على الشعب السوري، من قبل الدول والأنظمة التي هي بالأساس داعمة وممولة للإرهاب ، ومتدخلة بشكل سافر بالحرب على سورية، وفي محاولة يائسة لتجويع الشعب العربي السوري وتركيعه وتحطيم صموده وإيمانه بوطنه والتفافه حول جيشه البطل وقيادته الشرعية، في مواجهة الإرهابيين وإجرامهم الوحشي، وكل ذلك يتماهى مع استمرار "إسرائيل" باحتلال الجولان السوري والأراضي الفلسطينية والمزارع اللبنانية ، وقيامها بالانخراط في الاعتداء على سورية خلال دعمها للعصابات الإرهابية في الجنوب السوري وتدخلها المباشر لصالح تلك العصابات.
و قال القادري: إننا في سورية نعاني منذ أكثر من ست سنوات من الإرهاب العابر للقارات، ويلاحظ بأن معظم الإرهابيين الدوليين الذين اجتذبتهم داعش أو جبهة النصرة قد جاؤوا من دول فقيرة ، وعند دراسة أوضاع هؤلاء الإرهابيين يتبين أن هؤلاء معظمهم شباب عاطل عن العمل ومهمّش وقد استخدمت المنظمات الإرهابية وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى هؤلاء الشباب، ومن ثم عبر التواصل المباشر فيما بينهم، بعد أن تلقوا الأموال من تلك العصابات وجرى تجنيدهم، وبعد ذلك عملت المنظمات على غسل أدمغتهم عبر نشر الكراهية والتطرف، وجرى دفعهم نحو سورية والعراق واليمن و ليبيا وغيرها من المناطق والبلدان بتسهيلات لوجستية ودعم مالي و تدريب من قبل دول إقليمية ودولية أصبحت معروفة للجميع.
وطالب القادري منظمة العمل الدولية "كجهة متخصصة" بتصميم وتنسيق برامج تكفل تأمين فرص العمل للشباب في الدول الفقيرة والنامية وهو ما يشكل سبباً رئيسياً في إعادة تأهيل هؤلاء الشباب وإبعادهم عن الوقوع في مستنقع الإرهاب، دون إسقاط مسؤولية الدول الكبرى في ذلك والتي بدأت للأسف تكتوي بنار الإرهاب.
و قال القادري: آن الأوان ليقول العالم كله ويرفع الصوت عالياً في وجه من أوجد وخلق داعش والنصرة وأخواتها... كفى استهتاراً بأرواح وخيارات الشعوب، وعلى جميع أعداء الإنسانية المتسترين بشعارات حقوق الإنسان أن يتوقفوا عن سياساتهم و ممارساتهم المدمرة.
ونوه القادري إلى الطروحات التي طرحت في ندوة بيروت خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها السيد المدير العام لمنظمة العمل الدولية السيد "جاي رايدر" في الشهر الرابع من العام الحالي ، لا سيما مبادرة المدير العام حول " مستقبل العمل و قضية تدريب وتأهيل العمال السوريين في لبنان والأردن، باعتبارها عنصراً هاماً في الجهود المبذولة في مكافحة البطالة المنتشرة والمتفاقمة في العالم العربي وخاصة في فئات الشباب والنساء واللاجئين.
وتطرق القادري في كلمته إلى قضية اللاجئين السوريين الذين تم تهجيرهم من سورية بسبب اعتداءات العصابات الإرهابية والإجرام المنظم بحق الشعب العربي السوري والواقع الاقتصادي الصعب الذي خلقته الحرب في سورية، منوهاً إلى عملية الاستغلال التي يتعرض لها هؤلاء اللاجئين و تعرضهم للإهانة الإذلال والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية، وإجبارهم على الرضوخ لأقسى الأعمال وأدنى الأجور ، في تجاهل تام لتوصيات ومواثيق منظمة العمل الدولية والمجتمع الدولي في كل ما يتعلق بحقوق اللاجئين، وأكد القادري على إدراج قضية العمال اللاجئين ( ومن ضمنهم العمال السوريين ) في أعمال هذه الدورة ، وطالب المؤتمر بأن ينجز التشريعات اللازمة والملزمة لدول اللجوء من أجل معاملة العمال اللاجئين على قدم المساواة مع العمال الوطنيين.
وتساءل القادري في كلمته عن عدم دعوة سورية لحضور أعمال ندوة بيروت ، وخاصة وأنها ناقشت قضايا العمل في المنطقة العربية وقضية اللاجئين السوريين بشكل خاص ، وتمكينهم من العمل في بلاد اللجوء، داعياً إلى عقد الندوة القادمة في العاصمة السورية دمشق لدراسة المشاريع التي يمكن لمنظمة العمل الدولية أن تقدمها من أجل اللذين فقدوا أعمالهم و موارد رزقهم واضطرارهم لمغادرة أرضهم، إضافة إلى ما يمكن لمنظمة العمل الدولية أن تقدمه في مجال التأهيل والتدريب المهني ، مع الثقة بأن تنفيذ مثل هذه البرامج في سورية سيسهم في الحد من ظاهرة اللجوء وفي توفير العمل اللائق والكريم وفي عملية إعادة إعمار ما خربه ودمره الإرهاب.
وختم القادري كلمته بالتأكيد على مواصلة سورية بأطراف انتاجها الثلاث بالتعاون مع منظمة العمل الدولية متمنياً لإدارة المنظمة ومجلس إدارتها ومديرها العام كل الأماني الطيبة والمزيد من النجاح والتقدم.
|