منظمة العمل الدولية تسعى لمكافحة ظاهرة عمل الأطفال في الشارع بإنشاء مركز جديد في بيروت لدعمهم

الوفاء : 12-9-2017

– تفتتح منظمة العمل الدولية ووزارة العمل اللبنانية والسفارة النرويجية في لبنان مركزاً تدعمه منظمة العمل الدولية في ضاحية الأوزاعي بالعاصمة بيروت ليساعد الأطفال العاملين في الشارع.

 ويتلقى المركز الذي تديره جمعية بيوند، وهي منظمة لبنانية غير حكومية، دعماً فنياً ومالياً من مشروع منظمة العمل الدولية "مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في صفوف اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم" الذي تموله الحكومة النرويجية.

ويقدم المركز طائفة متنوعة من خدمات الدعم العملية للأطفال المحليين واللاجئين العاملين في الشارع. وتتضمن الأعمال التي يؤديها هؤلاء الأطفال التسول، والتجارة والخدمات في الشارع، وأنشطة غير شرعية.

وقد زاد العدد الضخم أصلاً للأطفال العالقين في أسوأ أشكال عمل الأطفال زيادة كبيرة في المنطقة عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011 ووصول لاجئين، وكثير منهم أطفال، إلى البلدان المجاورة.

وتحذر منظمة العمل الدولية من أن ازدياد استغلال هؤلاء الأطفال العاملين يثير قلقاً بالغاً في المنطقة. فقد قال فرانك هاغمان نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية وأخصائي عمل الأطفال: "على النقيض من التوجهات العالمية، تفشى عمل الأطفال في لبنان وبلدان مجاورة أخرى. ويعود ذلك في المقام الأول إلى تدفق اللاجئين شديدي الحاجة للدخل. والأطفال العاملون في الشارع ضعفاء على نحو خاص لأنهم معرضون لظروف عمل خطرة وللمضايقة ويمكن إغوائهم لممارسة أنشطة خطرة غير شرعية".

يقدم المركز خدمات تعليمية واستشارية وغيرها للأطفال العاملين وللأطفال الخارجين من عمل الأطفال وأولئك المعرضين لدخوله. وتُعد الأوزاعي واحدة من أكثر ضواحي بيروت حرماناً وهي تستضيف أعداداً ضخمة من اللاجئين السوريين.

وقد دعمت منظمة العمل الدولية حكومة لبنان في محاربة عمل الأطفال في السنوات الأخيرة بتنفيذ تدخلات عملية وتحليل السياسات، ومنها وضع خطة العمل الوطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال.

وقالت نزهة شليطا مديرة وحدة مكافحة عمل الأطفال في وزارة العمل: "تمنح خطة العمل الوطنية الأولوية لثلاثة قطاعات رئيسية للتدخل، وواحد منها هو عمل الأطفال في الشارع. وفي هذا الصدد، لا بد من تقديم خدمات مباشرة للأطفال كتلك التي يقدمها هذا المركز".

وقد حضرت حفل الافتتاح سفيرة النرويج في لبنان لين ليند التي قالت: "إن عمل الأطفال محظور في شتى بقاع العالم. وحكومتي ملتزمة بضمان حصول جميع الأطفال على فرص لرسم مستقبل أفضل لأنفسهم. ونحن نعمل مع شركاء جيدين ومن خلالهم تحقيقاً لذلك وسننجح عندما تنجحون. ويقدم مركز الأوزاعي الخدمات المباشرة المطلوبة لضحايا عمل الأطفال وسوء المعاملة. وأنا متأثرة بما تقوم به جمعية بيوند من عمل صالح بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل اللبنانية".

يقدم المركز للأطفال الذين يرعاهم خدمات من قبيل برامج محو الأمية وتعليم مبادئ الحساب، والدعم النفسي الاجتماعي، والتوعية بمخاطر عمل الأطفال من خلال أعمال الدراما والفن، وأنشطة ترفيهية، وأنشطة حماية الأطفال. 

وقال جو عوض من جمعية بيوند: "نحن نعمل بجد أيضاً على إحالة أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأطفال إلى النظام التعليمي الحكومي عبر نظام رصد عمل الأطفال".

هذا النظام هو أداة من أدوات منظمة العمل الدولية يزود الأطفال الخارجين من عمل الأطفال بخدمات حكومية وغير حكومية ويرصدهم عن كثب كي لا يعودوا إلى الشارع. وقد اعتمدت وزارة العمل اللبنانية هذا النظام.

كما يقدم مشروع منظمة العمل الدولية المسؤول عن المركز دعماً اقتصادياً لأسر الأطفال حيثما أمكن لمساعدتهم في معالجة العوامل التي تدفعهم إلى إرسال أطفالهم إلى العمل.

وقد قدم المشروع دعماً متخصصاً في مجال بناء القدرات لمرشدي المركز الاجتماعيين ولمربيه، ودرَّب قوى الأمن الداخلي في الأوزاعي ومنطقة جبل لبنان على سبل الاهتمام بالأطفال العاملين وسحبهم من العمل في الشارع.

تُعد بيروت واحدة من أشد المدن اللبنانية كثافة بالأطفال العاملين في الشارع تليها طرابلس وفقاً لدراسة وطنية أجرتها منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وجمعية إنقاذ الطفل الدولية في عام 2015 تحت مظلة وحدة مكافحة عمل الأطفال في وزارة العمل.

وفي عام 2016، افتتحت جمعية بيوند مركزاً مماثلاً بدعم من منظمة العمل الدولية ووزارة العمل ومنظمة أسود النرويج للأطفال العاملين في القطاع الزراعي في سهل البقاع بلبنان. ومن المقرر تدشين مركز ثالث في النبطية بجنوب لبنان في تشرين الأول/أكتوبر.