غسان غصن في حوار شامل لـوكالة أنباء العمال العرب :أتقدم بالتهنئة للعمال العرب في العام الميلادي الجديد ..ومستمرون في مواجهة أعداء الوحدة ودعاة التفكك وأهل الشر
الوفاء : 4-1-2018
* الإحتلال والإرهاب والشرزمة أخطر تحديات تواجه "العمال العرب" ! *عقدنا الإجتماع الطارئ للمجلس المركزي لنؤكد أننا مع فلسطين حتى تتحرر..وطالبنا عمال العالم بالتحرك لرفض القرار الأمريكي الإعتراف بالقدس عاصمة "للإحتلال" *ما تفعله أمريكا وإسرائيل وحلفائهما لا يقل خطورة عن دور الجماعات الإرهابية التي تعيث في الأرض فسادا وتخريبا وتدميرا *نتحرك الأن في 3 محاور هي "لم الشمل والوحدة النقابية" و" التنسق مع أطراف الإنتاج" و"دعم خطط التنمية والبناء" *ننسق مع "العالمي للنقابات " ومنظمة الوحدة الافريقية " على محاربة كل أشكال الاستغلال والحد من تحويل العامل إلى مجرد سلعة ومواجهة العولمة الجائرة والليبرالية المتوحشة وضمان كرامة العامل وحقه بالعمل اللائق وحق التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي. *نطالب في كل المحافل عربيا ودوليا بخلق تكتل عربي -أفريقي - ودولي لمواجهة التحديات المشتركة..وعلاقتنا بمنظمتي العمل الدولية والعربية ممتازة. *السياسات العالمية الراهنة نتج عنها : 168 مليون طفلٍ يعمل في أسوأ اشكال عمالة الاطفال..و21 مليون ضحيةٍ من ضحايا العمل الجبرى.. 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع ..200 مليون عاطل. (.. قال إن أخطر ما يتعرض له "العمال العرب" والشعب العربي خلال هذه المرحلة هو الإرهاب والإحتلال ،وذكر مجموعة من الأرقام الحديثة التي تكشف عن الحجم الحقيقي للتحديات..وأكد على أن الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يتحرك الأن في 3 محاور ،وهي: السعي نحو "لم الشمل والوحدة النقابية " ،و" العمل المشترك مع كافة الشركاء الإجتماعيين ذات الأهداف المشتركة حول العالم" ،و " "العمل مع طرفي العملية الإنتاجية وهما الحكومة وأصحاب الأعمال في دعم خطط التنمية والإنتاج" ،موضحا أننا في المرحلة المقبلة مطالبون جميعا بالوحدة والعمل المشترك فالإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي أتولى منصب أمينه العام ،تأسس في الرابع والعشرين من شهر آذار /مارس 1956 ، كإطار معبرٍ عن وحدة نضال الطبقة العاملة العربية،وجاء تأسيسه قبل أكثر من نصف قرن تتويجاً لنضالات الطبقة العاملة وتضحياتها الكبرى بهدف إيجاد تنظيم نقابي عربي، يعمل على تحقيق التطلعات الطبقية والوطنية والقومية ويقوي من تلاحمها في الكفاح من اجل مواجهة الأخطار المهددة لأهدافها وطموحاتها المستقبلية، ويضع حجر الأساس للوحدة، لإيمانه المطلق بأن تحرر الأرض من الهيمنة الامبريالية والصهيونية والرجعية بكافة مظاهرها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية مرهون بحجم الدور الذي تؤديه الطبقة العاملة في قيادة المجتمع وبما يعزز من دورها النضالي في إقامة المجتمع الموحد المتقدم والمزدهر تنسيقا وعملا مع الشركاء الإجتماعيين ذات الأهداف المشتركة..تفاصيل أكثر في هذا الحوار مع الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن .. ). *بداية ماذا تقول للعمال العرب في العام الميلادي الجديد 2018؟ ** أتقدم بالتهنئة للعمال العرب وعمال العالم في العام الميلادي الجديد ،وأقول لهم نحن مستمرون في مواجهة أعداء الوحدة ودعاة التفكك وأهل الشر،واتمنى ان تعود هذه الأيام وقد تحقق السلام والأمن والأمان على وجه الأرض ،وأن تنعم الشعوب بالتقدم والرخاء ،وان يندحر الإرهاب بشكل كامل ،وان يرحل الإحتلال الاسرائيلي عن أراضينا العربية . *ما هو رد فعل الأمانة العامة للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب على أحداث القدس الأخيرة ؟ ** الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يضع القضية الفلسطينية على جدول أعماله وفي خطاباته العمالية والإعلامية،بإعتبارها القضية المحورية ،فنحن نرفض الإحتلال ،وندعم فلسطين حتى تتحرر ،وفي الأحداث الأخيرة عقدنا إجتماعا طارئا للأمانة العامة والمجلس المركزي في العاصمة اللبنانية بيروت ،و توجهنا بدعوة كافة الاتحادات النقابية العمالية في مختلف العواصم العربية للتعبير عن رفضهم القاطع لنقل السفارة الأميركية الى مدينة القدس العربية التي ستبقى الى الأبد عاصمة فلسطين، والتظاهر امام السفارات الأميركية، ومطالبة الدول العربية ،و الامم المتحدة، ومجلس الأمن، والجامعة العربية بالدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمطالبة الادارة الأميركية بالرجوع عن قرارها الجائر المخالف لشرعية قرارت الامم المتحدة والمواثيق الدولية.كما طالبنا الإتحادات العمالية الصديقة في كل بلدان العالم بالإمتناع عن تأدية الخدمات التي تحتاجها السفارات والقنصليات والمركز الأمريكية ،وكذلك خدمات المواني والمطارات للسفن والطائرات الأمريكية .وكان الهدف من هذا الإجتماع الطارئ هو التأكيد على أن "العمال العرب" في ظهر القضية الفلسطينة حتى التحرر من الإحتلال. *إذن بما تعلق على القرار الأمريكي بالإعتراف بالقدس عاصمة للإحتلال؟ ** قرار الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " بنقل السفارة إلى مدينة القدس يشكل سابقة خطيرة في اختراق القانون الدولي من قبل دولة عضو دائم العضوية بمجلس الأمن ، وهو بمثابة خروج من الالتزامات الدولية ، ويفتح الباب على مصراعيه أمام مواجهة قانونية دولية، ويفرض على مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة مسؤوليةٍ عاجلة إحترام قراراتها والإلتزام بها ،تلك المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية التي نصت عليها عشرات القرارات الدولية وأخرها القرار 2334.وهنا نؤكد أيضا في الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الممثل الذي يمثل ما يقرب الـ100 مليون عامل أننا نؤيد ونساند فلسطين في قضيتها من أجل التحرر من الإحتلال الغاشم المسنود من الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة ،وأن ما تفعله أمريكا وحليفتها إسرائيل- بصفتهما الإرهابي الأكبر على كوكب الأرض- لا يقل خطورة على المجتمع العربي والدولي من الجماعات الإرهابية التي تعيث في الأرض فسادا ،وتخريبا ،وتدميرا . *ما هي الرسالة التي توجهها إلى العمال والشعب الفلسطيني ؟ **ندعم الإنتفاضة الفلسطينية الجديدة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني البطل من خلال المظاهرات والمواجهات التي تحدث اليوم على أرض فلسطين.كما تحي الأمانة العامة عمال فلسطين في معركتهم ،ونتابع هذا من خلال تلك التحركات العمالية المتمثلة في المسيرات الرافضة للإحتلال .. *بما أن القضية الفلسطينية هي المحورية بالنسبة "للعمال العرب" كيف تأثر عمال فلسطين بالإحتلال ؟ **نعم هي قضيتنا الأم بل قضية العالم كله تلك الدولة التي لا تزال تقع تحت قبضة الإحتلال الا وهي القضية الفلسطينية ..فبسبب "الاحتلال الإسرائيلي" فإن هناك 2 مليون مواطن فلسطيني يعيشون في غزة، 80 في المئة منهم لاجئون منذ العام 1948، على مساحة لا تزيد عن 1,3 من مساحة فلسطين التاريخية، في ظل حصار وبطالة وفقر بسبب الإجراءات الإسرائيلية القاسية وحروبها التي دمرت غزة ثلاث مرات خلال 5 سنوات، وتعرقل ادخال مواد البناء اللازمة لإعادة الاعمار والبناء،والتي تركت عشرات الألوف من الأسر تعاني التشرد والفقر والضياع والقلق من المستقبل. الامر الذي يفضي الى انفجار الأوضاع ويضع المنطقة كلها في دائرة العنف والتطرف بشكل مستمر..وإن اوضاع عمال الاراضي الفلسطينية المحتلة والذي تصف بشاعة الاجراءات الاسرائيلية التي يتعرض لها 200,000 عامل فلسطيني اضطرتهم حال الفقر والبطالة التي يرزح تحتها 1,3 مليون عامل فلسطيني ،للعمل داخل اسرائيل في ظروف لاإنسانية تتمثل في حرمانهم حقوقهم الأساسية بتشغيلهم من دون تسجيل، واستخدام السماسرة ليتقاسموا معهم نصف اجورهم، وتشغيل الاحداث والاطفال في ظروف بعيدة من معايير العمل اللائق. كما يوجد في فلسطين طبقا لأفضل الاحصاءات 320 الف اسرة تعيش تحت خط الفقر، ونسبة بطالة في غزة تصل الى 40 في المئة وفي اوساط الشباب والخريجين اكثر من 55 في المئة وبين الشباب من سن 16 عاما إلى 29 عاما زهاء 73 في المئة، وفي المقابل، يوجد اقتصاد ضعيف وهش ومحاصر بسبب الاجراءات الاسرائيلية، حيث يعيش الشعب الفلسطيني داخل الوطن في حالة مستحدثة من الاحتلال بشكل جديد - فالواردات والصادرات والمعابر، والوقود والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر والمواد الخام ، كلها بإمرة اسرائيل ولا حق للفلسطينيين في استخراج الغاز من الشواطئ، ولا البترول من الارض حتى الماء الخارج من تحت الارض يشتريه الفلسطينيون ويدفعون ثمنه لإسرائيل لكي يشربوه. *ما هو التحدي الأخطر والأبرز الذي يواجه العمال العرب الأن؟ **أقول لكم وبدون تفكير هو الإرهاب ،الذي يتأثر به العالم أكثر من أي فئة أخرى ،وطبعا نحن نعيش اليوم منطقة ملتهبة ضربها الإرهاب ،ناهيك عن الإرهاب الأكبر حيث يواصل الإحتلال الإسرائيلي في فرض سيطرته على بعض المناطق في فلسطين والجولان السورية وبعض مناطق جنوب لبنان تحت سمع وبصر العالم الذي يعرف ويسمع ذلك ولكن "بأذن من طين والأخرى من طين أيضا" ..إذن أخطر تحدي يواجه منطقتنا العربية هو الإرهاب والإحتلال الذي يقضي وبشكل مباشر على الأخضر واليابس وكل خطط التنمية والبناء والتعمير ،ورغم الإنتصارات التي تحققها الجيوش العربية إلا أن "الإرهاب" ترك لنا ،و سيترك ماض أسود . *هل الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لديه معلومات وأرقام حديثة عن أثار الإرهاب ونتائجه ؟ **نعم ،فقد تسبب الإرهاب الذي ضرب بعض بلداننا العربية خلال الخمس سنوات الماضية وبشكل مباشر بدعم من دول رأسمالية متوحشة في: "1" - دمار كامل للبنية التحتية لاربع دول عربية هي ليبيا واليمن والعراق وسوريا،"2" - 14 مليون لاجئ ،"3" - 8 مليون نازح، "4" - 1.4 مليون قتيل وجريح ،"5" - 30 مليون عاطل عن العمل ،"6" - 900 مليار دولارخسائر تدمير البنية التحتية والمواقع الإنتاجية،"7"- 640 مليار دولار سنويا خسائر فى الناتج المحلى العربي،"8"- 50 مليار دولار تكلفة اللاجئين سنويا ،"9" ــ تريليون و 200 مليار دولار كلفة الفساد فى المنطقة العربية بسبب غياب القوانيين والامن، "10"ــ 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر المدقع،"11"ــ 60 ٪ زيادة في معدلات الفقر آخر عامين،"12" ـ 90 ٪ من لاجئي العالم عرب،"13" - 80 ٪ من وفيات الحروب عالميا مواطنيين عرب!،"14" - سوريا والعراق فقط تحتاج إلى ترليون دولار لإعادة الإعمار وأصلاح ما أفسده الإرهاب!! *هل الإرهاب والإحتلال والسياسات الإقتصادية التي تحكم منطقتنا والعالم أثرت فقط على "العمال العرب" أم على عالم العمل والعمال حول العالم ؟ **أن الإرهاب والإحتلال و الازمات الناجمة عن غياب سياسات حقيقية وعادلة لا تهدد العالم العربي فقط بل تمتد إلى كل البلدان حيث تتوقع البيانات والمعلومات الرسمية تجاوز معدل البطالة بنهاية 2017 لنحو 200 مليون شخص على مستوى العالم ،و أن الأمر يستدعى خلق 600 مليون فرصة عمل، وفقًا لهدف التنمية المستدامة الذي وضعته منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة ، والمتمثل في توفيرعمالة كاملة ،وعمل لائق للجميع بحلول عام 2030،وقولها إن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم، وموضحة أنه فى كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة في الأمراض المهنية، إضافة إلى أن هناك لا يزال 168 مليون طفلٍ يعمل في أسوأ اشكال عمالة الاطفال، و21 مليون ضحيةٍ من ضحايا العمل الجبرى، كما نؤكد على وجود 168 مليون طفلٍ عامل، 85 مليون منهم يعملون في أعمال خطرة،وأن عمل الأطفال موجود في قطاعات عدة بدءا بالزراعة - 99 مليون - ومرورا بالتعدين والصناعات التحويلية وانتهاء بالسياحة، وهو ينتج سلعا وخدمات يستهلكها الملايين كل يوم..كما أن ظاهرة الفقر التي جاءت تفاصيلها في تقرير حديث لمنظمة العمل الدولية ايضا خطيرة، بحيث رصدت زهاء 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع و967 مليون شخص يعيشون في فقر متوسط او على حافة الفقر في الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة على حد سواء،ووجود ارتفاع في معدلات الفقر في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة في الفترة ما بين عامي 2006 و 2011".. *بعد كل تلك التحديات ..ما هو الحل،أو ما هو الدور الذي سيلعبه إتحادكم خلال الفترة المقبلة ؟ ** قبل الإجابة على سؤالك هذا لابد وأن أوضح تحديا أخر نحن نركز عليه ونواجهه من خلال النضال ضد أي تدخلات مشبوهة من قبل المراكز النقابية الدولية في الشؤون الداخلية للحركة النقابية في بلداننا،ونقاوم التفرقة والشرزمة بكل ما أوتينا من قوة ..وعودة إلى دور الاتحادات والنقابات العمالية في هذه المرحلة الخطيرة من عمر هذا العالم فيتمثل في العمل المشترك الجامع والموحد الذي تقوم تنظيماتنا الوطنية والقومية والرافضة للإستغلال والتوحش الإقتصادي والعسكري والإجتماعي العمل من أجل تحقيقه..وبعد هذا العرض لهذا الواقع الذي لو إستمر فإن مستقبل العمل سيكون بلا ملامح أو رؤية ،وستزداد الأزمات لأنه مثلا لو إستمر ارتفاع معدلات البطالة عالميا ،و تواصل العمالة في ظروف غير مستقرة يؤثران بشدة على أسواق العمل في العديد من اقتصادات الدول الناشئة والنامية،لذلك نحن في الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بدأنا منذ أن توليت المسؤولية أنا وزملائي في الأمانة العامة ،في منتصف عام 2015 ونحن نتحرك في خطة محددة تعتمد على 3 محاور ،وهي السعي نحو "لم الشمل والوحدة النقابية " و" العمل المشترك مع كافة الشركاء الإجتماعيين ذات الأهداف المشتركة حول العالم" و " "العمل مع طرفي العملية الإنتاجية وهما الحكومة وأصحاب الأعمال في دعم خطط التنمية والإنتاج" .. ولذلك فإننا في المرحلة المقبلة مطالبون جميعا بالوحدة والعمل المشترك من أجل تحالف وتعاون دولي وتأسيس تكتل "عربي- أفريقي- عالمي" لمواجهة التحديات التي تواجه عالم العمل والعمال التي ذكرناها سابقا ،فنحن في الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نؤمن بالوحدة ونعمل الأن مع بعض المنظمات ذات الأهداف المشتركة ومنها منظمتي العمل الدولية والعربية ،والإتحاد العالمي للنقابات ،ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية ،وهدفنا خدمة ودعم أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة ،ففي 1 كانون الثاني/يناير 2016، بدأ رسميا نفاذ أهداف التنمية المستدامة الـ17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدها قادة العالم في أيلول/سبتمبر 2015 في قمة أممية تاريخية، وستعمل البلدان خلال السنوات المقبلة، واضعة نصب أعينها هذه الأهداف الجديدة التي تنطبق عالميا على الجميع ،على حشد الجهود للقضاء على الفقر بجميع أشكاله، ومكافحة عدم المساواة ،ومعالجة تغير المناخ، مع كفالة اشتمال الجميع بتلك الجهود،وعلى الرغم من أن أهداف التنمية المستدامة ليست ملزمة قانونا، فإن من الحكومات تأخذ زمام ملكيتها وتضع أطر وطنية لتحقيقها،ولذا فالدول هي التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن متابعة التقدم المحرز واستعراضه، مما يتطلب جمع بيانات نوعية ، يسهل الوصول إليها في الوقت المناسب، بحيث تستند المتابعة والاستعراض على الصعيد الإقليمي إلى التحليلات التي تجري على الصعيد الوطني، وبما يساهم في المتابعة والاستعراض على الصعيد العالمي،وعلى الصعيد العالمي، ستُرصد أهداف التنمية المستدامة الـ17 وغاياتها الـ169 من خلال استخدام مجموعة من المؤشرات العالمي التي تعتمدها اللجنة الإحصائية. *إذن خطتم هي دعم فكرة العمل المشتركة لتحقيق أهداف ما ؟ **نعم ..فإن مواجهة تلك التحديات في عالم العمل وبحثا عن عالم عمل افضل لن تتحقق إلا بالمزيد من التعاون في الأفكار والمبادئ والرؤى في المرحلة المقبلة من اجل مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه عالم العمل والعمال ،والحد تحويل العامل إلي مجرد سلعة، ومواجهة العولمة الجائرة، و النيو ليبرالية المتوحشة ، والخصخصة ،وضمان كرامة العامل ،وحقه بالعمل اللائق، وحق التنظيم النقابي، والتفاوض الجماعي..ولأن العالم يشهد تغييرات جذرية غير مسبوقة فلابد من اتخاذ التدابير لمواكبة هذا التغيير وتعزيز العدالة الاجتماعية التي تبقى الضمانة الأكيدة للسلام في العالم..ولابد وأن تقوم الحكومات والعمال وأصحاب العمل في العالم بعقد حوارات تتمحور حول العمل، والمجتمع، والوظائف اللائقة، وتنظيم العمل والإنتاج، وحوكمة العمل،وتعزيز العمل اللائق والعدالة الاجتماعية،وحقوق المرأة والطفل والشباب.ولا بديل إذن من تحقيق العدالة الاجتماعية من أجل مستقبل أفضل للعمل ،من خلال مبادرة تركز على العوامل الديموغرافية وتلبية الاحتياجات الخاصة للشباب والنساء واللاجئين، وبناء اقتصادات قوية تستطيع الاستفادة من الاتجاهات العالمية والتغيرات التكنولوجية لتحسين نتائج التوظيف،وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز آفاق عمل النساء في خضم التغيرات السريعة في عالم العمل،وتقوية الضمان الاجتماعي في البلدان العربية،والإهتمام بإقامة المشروعات التي تولد فرص العمل الحقيقية حيث يبقى ازدهار فرص عمل الشباب أحد أكبر التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بلدان المنطقة العربية مثلا. فمن المتوقع أن يصل عدد الشباب من الفئة العمرية 15- 24 عاماً في البلدان العربية في الخليج والشرق الأوسط ومصر إلى 64 مليوناً بحلول عام 2050، وهذا العدد يتطلب زيادة في فرص العمل اللائق لشباب المنطقة. *هل لك أن تضعنا في نهاية هذا الحوار أمام بعض التحركات الملموسة نحو الوحدة والعمل المشترك والتنسيق ؟ ** طبعا هناك تحركات عملية وملموسة من خلال تواجدنا كعمال عرب في معظم المحافل الدولية والعربية تنسيق مع منظمتي العمل الدولية بجنيف والعربية بالقاهرة ولأننا اليوم كتكتلات وطنية مطلوب منا التحالف في شكل منظم ومؤسسي ووضع خطة عمل محددة في المرحلة المقبلة ،وأقصد هنا بالتكتلات والقوى النقابية والعمالية: الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الممثل لما يقرب من 100 مليون عامل عربي ،ووأيضا إتحاد النقابات العالمي بقيادة جورج مافريكوس ذلك الاتحاد الذي تأسس عام 1945 على اسس تحررية طبقية للكفاح من اجل حقوق الطبقة العاملة،و يضم في صفوفة 86 مليون عضو ومنظمات نقابية واتحادات رئيسية من جميع القارات.وايضا منظمة الوحدة النقابية الإفريقية بقيادة ارزقي مزهود التي ينضوي تحت لوائها 73 إتحاد وطني منتشرين في ٥٤ دولة أفريقية وتضم 30 مليون عاملة وعامل.. وإن هذا التعاون في الأفكار والمبادئ والرؤى نتطلع إلى تزايده في المرحلة المقبلة من اجل خلق تكتل عربي -أفريقي ودولي لمواجهة التحديات المشتركة ولا يفوتني هنا أن أؤكد أنّ التعاون بيننا وبين منظمتي العمل العربية والدولية وباقي الشركاء الاجتماعيين سيكون السبيل الوحيد أيضا لمواجهة كل المخاطر والتحديات التي تواجه عالم العمل والعمال..وللإجابة على السؤال فإن مطالبتي الأن بتفعيل هذا التعاون لا يأتي من فراغ ،بل هو إمتداد لتعاون قائم بالفعل بين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية انطلاقا من إعلان أكرا في غينيا في كانون الثاني / يناير 2014 حيث اتفقت المنظمات الثلاث على محاربة كل أشكال الاستغلال والحد من تحويل العامل إلى مجرد سلعة ومواجهة العولمة الجائرة والليبرالية المتوحشة وضمان كرامة العامل وحقه بالعمل اللائق وحق التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الحركة النقابية العمالية العالمية على مختلف المستويات لاسيما البطالة والهجرة والنزوح وخصوصاً محاولات تفتيت النقابات والسعي إلى خلق الانشقاق بين المراكز النقابية العربية والأفريقية والعالمية ، ومحاولات إضعاف الحركة العمالية وتشتيتها لمصلحة القوى الرأسمالية والأنظمة النيوليبرالية.
|