الوفاء : 22-5-2018 ارفعوا أيديكم عن ملاّحات أنفة
هل قرّر حيتان المال والشركات العقارية إقفال كل منافذ الشاطئ اللبناني على أهله وسكانه ومنعهم من مشاهدة بحرهم الذي عاشوا على شطآنه ألوف السنين؟ ألم تكتفِ هجمة الاسمنت في بيروت وطرابلس وجبيل وصور وصيدا وجونيه وسواها من سواحل المدن والبلدات اللبنانية لتعمل فيها تشويهاً؟ الم يكتفوا بإلغاء الحدائق والساحات العامة التاريخية؟ ألم يكتفِ هؤلاء بتدمير وإلغاء المباني التراثية في بيروت التي حفظت التراث المعماري وكانت زينة وبهجة المدينة وذاكرتها المعمرانية وتحويلها إلى «مولات» وأبراج زجاجية ومعدنية خالية من البشر ومن الذائقة الجميلة؟ أوَ لم يكتفوا بالإهمال المتعمّد للإذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان؟ ذاكرة لبنان وإرثه الفكري والإعلامي والثقافي؟ هل وصل الأمر إلى وضع الملاحات التراثية في بلدة أنفة على خارطة جشع الشركات العقارية وإزالة هذا الأثر الذي صنعه أجدادنا على امتداد ألوف السنين واعتاشوا منه صناعةً وتجارةً ورزقاً وأرجواناً. أين هي وزارة الثقافة من هذا الأمر الخطير؟ أين هي الحكومة التي تتغنى بالتراث اللبناني من حماية هذه الذاكرة الغنية؟. الجميع مسؤولون. كفوا أيديكم عن ملاحات أنفة. أطلقوا أيديكم في تلفزيون وإذاعة لبنان. هلمّوا بسواعدكم لإنقاذ الأبنية التراثية. |