الموظفون والاطباء في مستشفى صيدا الحكومي: لإيجاد حل سريع ودائم يؤمن مستحقاتنا الوفاء :25-7-2019 عقدت صباح اليوم لجنة متابعة موظفي مستشفى صيدا الحكومي مؤتمرا صحافيا في باحة المستشفى الرئيسية بمشاركة المدير الطبي الدكتور أحمد حجازي ورئيس اللجنة الطبية الدكتور زكريا عاصي ورئيس قسم الجراحة الدكتور هلال شعبان، عرضوا خلاله الأوضاع المالية الصعبة التي يمر بها المستشفى، مطالبين وزيري الصحة والمال وفعاليات المدينة والدولة مجتمعة "بإيجاد حل سريع ودائم لتأمين انتظام مرتبات الاطباء والموظفين والعاملين ودفع مستحقاتهم المتأخرة". حجازي استهل حجازي المؤتمر بكلمة شرح فيها أهمية المستشفى ودوره في "تقديم الخدمات الطبية والاستشفائية منذ 12 عاما بما لم يقتصر على خدمة أهالي مدينة صيدا والجوار بل يتعداها ليشمل الإقليم والجنوب، ولجهة قدرته الاستيعابية في الأسرة التي تبلغ 150 سريرا، وهو ما يجعله الثاني بعد مستشفى حمود، في وقت لا تتجاوز المستشفيات الاخرى من حيث عدد أسرتها ال80، اضافة الى الجسم الطبي الذي بلغ عدده 150 طبيبا والموظفين العاملين الذين تجاوزوا ال300، مما يعني ثلاثمئة عائلة". وقال: "ليست المرة الأولى نجتمع، ووقفتنا اليوم هي تكرار لوقفات متعددة، وقد صبرنا كثيرا، ونحن اليوم نتوجه بنداء إلى اهلنا في صيدا والجوار وفي الجنوب ومنطقة الإقليم كما نتوجه الى الفعاليات السياسية الموجودة في المدينة لأننا نعول كثيرا على حركة هذه الفعاليات في دعم المستشفى، ونتوجه بشكل خاص الى وزارة الصحة وعلى رأسها الوزير جميل جبق، هذا الطبيب منا وفينا الذي يعلم المعاناة". واعتبر "أن هذا الصرح لن يقفل لأننا موجودون جميعا هنا لاستمراريته رغم كل الظروف التي عانيناها، ونحن نمر بهذه الأزمة ونتطلع أطباء وعاملين في المستشفى الى مساندتنا من الكل دون استثناء، وفي مقدمهم وزير الصحة والزميل الدكتور جميل جبق، ولقد كان المستشفى ولا يزال للجميع، وهذا المستشفى ليس صغيرا ومعزولا، بل لديه كل الإمكانات ليقدم ما هو أفضل للمريض، وهذه مهمتنا جميعا نحن الموجودين هنا، وعليهم أن يتفهموا مهمتنا". وأكد "أن الجسم الطبي والممرضين والموظفين العاملين في المستشفى لم يمتنعوا يوما عن تقديم الخدمات الطبية، وهو شيء مهم جدا، ورغم كل الامور سيبقى هذا المستشفى مشرعا أبوابه للجميع دون استثناء". وقال: "إن على الدولة والفاعليات والمجتمع المدني مساندتنا وعدم تركنا وحدنا، لتتضافر جهودنا جميعا في هذه المعركة ونقدم الخدمة المميزة التي بدأناها منذ 12 سنة، ونأمل الاستمرار بها". وأضاف: "من هنا صرختنا اليوم، لنطالب كل أبناء المدينة والجوار والاقليم والجنوب الذين يعلمون أن صيدا عبر هذا الصرح الطبي القديم الجديد لطالما حرصت على تقديم الخدمات الطبية للجميع كما هي عادتها في التعليم وأشياء أخرى لأولادها ولاهلها في الجوار، ومنهم الفلسطينيون، ونحن لسنا بحاجة فقط الى الدعم المادي الذي هو أساس، بل أيضا لاستمرار الدعم من كل المجتمع لينظر الى هذه المستشفى، المؤسسة الاستشفائية، لافتا إلى "اننا لسنا مستشفى عاديا والفعاليات عليها دور مهم جدا في عملية دعم هذه المستشفى. ونحن لاستمراريتنا على المدى الطويل محتاجون إلى أمور كثيرة، أولها ايجاد الحل السريع والدائم لدورة مالية منتظمة تؤمن متطلبات المستشفى من مرتبات الموظفين وعائدات الأطباء التي تدخل الى صندوق المستشفى والمستحقات السابقة للاطباء التي بلغت قيمتها ثلاثة مليارات ونصف مليار، والدعم المالي الفعال من الوزارة لانهاء هذه الأزمة، وزيادة السقف المالي". وختم حجازي متمنيا "أن ياخد وزير الصحة والمعنيون كل المطالب في الاعتبار لما يشكله مستشفى صيدا الحكومي من أهمية لتأمين الخدمات الطبية والاستشفائية للمواطنيين جميعا". خليل بدوره قال رئيس لجنة متابعة الموظفين في المستشفى خليل كاعين: "قبل بداية شهر رمضان المبارك، وبعد تأخر رواتبنا لشهرين رفعنا الصرخة لجميع المعنيين في البلد من أجل انقاذ المؤسسة الصحية هذه من التدمير والانهيار، ومن اجل تسديد رواتبنا التي بات تسديدها كاملة ضربا من ضروب الأحلام". أضاف: "دخلنا شهرنا الخامس ولم نتقاض إلا الفتات القليلة، نقف على مشارف عيد الأضحى المبارك ونحاول اخماد شوق اطفالنا له بسبب الضائقة المالية التي تعصف بالموظفين، فيما شبح المدارس وأقساطها ولوازمها يطاردنا بعد نهاية عيد الاضحى. باتت أوضاع الموظفين الانسانية تروى في حكايات، المصارف انتقلت من مرحلة فرض غرامات التأخير الى مرحلة التهديد بالملاحقة القضائية. بعض العائلات تم طردها من بيتها بسبب عدم تسديد الايجار. نسوة بعن من حليهن لحفظ كرامة عائلاتهن وتأمين قوت عيالهن. رجال بكوا بسبب عجزهم عن تأمين حاجات اطفالها فهل بعد دموع الرجال من كلام يقال!". وتابع: "وعود ووعود لم نسمع غيرها حتى باتت نكتة سمجة نضحك عليها بحرقة كل يتذرع بالموازنة العرجاء التي اتفق عليها مجلس النواب منذ أيام، أو بسلفة موعودة تنتظر مجلس الوزراء كي يتم صرفها، و حتى اللحظة ما من بارقة أمل، فهي ليست على جدول الأعمال الجلسة القادمة! كيف لا ومصلحة المواطن و كرامته دائما خارج حسابات سياسيي هذا الوطن؟" ولفت إلى أن "وزارة الصحة لم تتقدم حتى اللحظة بحلول جذرية تنهي معاناة المستشفى بما فيه من مرضى وموظفين وأطباء وشركات دائنة، وفي لقائنا الاخير معها منذ اسبوع قدمنا مطالبنا التي كنا قد ذكرناها سابقا: سحب الدعوى الكيدية الباطلة قانونيا ونقابيا ودستوريا والمنتهكة لحرية وكرامة الموظفين، والتي تقدم بها مدير المستشفى ضد عدد من الموظفين، ودون أي قيد أو شرط، وتسديد الرواتب المتأخرة كاملة دون نقصان، وتأمين استمرارية الرواتب حفاظا على حق الموظف بالحياة الكريمة والتي كفلها الدستور، وعدم المساس بسلسلة الرتب والرواتب، ونرفض رفضا قاطعا أي اجتزاء لرواتبنا ومستحقاتنا، فالقوانين والمعاهدات الدولية التي وافق عليها لبنان تمنع المساس بالراتب و الذي يعد دينا ممتازا و حقا مقدسا يحرم المساس به، وتأمين استمرارية المؤسسة عبر دعمها و ايجاد حلول جذرية لديونها حفاظا على سلامة المرضى فيها، وكف يد الفساد وقمع المخالفات القانونية في المستشفى ومنع ملاحقة الموظفين بغير وجه حق، ومنع الاجراءات الكيدية بحقهم". وختم معتبرا أن "مطالبنا ليست بالتعجيزية، ولكن في وطن أمعن في إذلال أبنائه وسحق حقوقهم وكراماتهم، هي ضرب من الخيال في وطن بتنا كموظفين نلامس خط الفقر فيه، يبحثون دائما عن حلول لمشاكلهم في جيوبنا. قد يصبر المرء على جوعه لكنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام أطفاله، والكرامة فوق كل اعتبار". |