رعى وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي احتفالا في مبنى "الميدل إيست" لموظفي وعمال شركة طيران الشرق الأوسط في عيد العمال. وشكر كل العاملين في الشركة "لعطائهم وجديتهم ووفائهم وأمانتهم لأن العمال في كل العالم هم المنتجين في المجتمعات"، معتبرا أنه "على مدى عقود من الزمن شهدنا تحركات وتغيرات في دول كبيرة سببها المطالبة بلقمة العيش الكريم وحياة حرة للمحافظة على كرامة العامل وحريته، وما نشهده مؤخرا عنوانه الأول الكرامة وفرص العمل والحرية، وهذا ما شهدناه في تونس، ومصر، لأن ثمة فقرا وحاجة وقلق على المصير، وللأسف لمس لبنان في مراحل معينة مثل هذه الحالات، وكان الخطر يطيح في كل شيء في البلد".
وأشار إلى "أن المخاطر لا تزال قائمة في لبنان، وهذا يفرض علينا في كل مواقع المسؤولية، التفكير الوطني السليم، البعيد عن المذهبية والطائفية والفئوية، والمناطقية والحزبية، والحسابات الضيقة لأن الصرخة في كل المناطق والبيئات والطوائف والمذاهب والأحزاب والحاجات، هي هي، والهموم واحدة، لذلك فلتكن إهتماماتهم واحدة، لا أن نتخاصم في السياسة ونتشابك ونبث الحقد في النفوس والضغينة، ولا نعمم إلا الكلام السيء، ونبدد الطاقات والإمكانات ونفقد إمكانات التلاقي بين اللبنانيين لكي نجد حلولا للأزمات التي نعاني منها والنتيجة السلبية لن تقع على فريق أو منطقة أو حزب"، معتبرا "أن المدرسة للموالاة والمعارضة، والطريق لا يسلكها الموالي ويبتعد عنها المعارض، والمستشفيات والمصانع أيضا، والعملة هي لكل اللبنانيين، والتضخم والمشاكل الإجتماعية أيضا، والنقل العام للجميع، وفاتورة الكهرباء تقطع من الكل، والثروة المائية الكبرى التي يتميز بها لبنان وتهدر في المجاري والأنهر والبحار، دون الإستفادة منها".
أضاف: "إن الثمن يدفعه كل اللبنانيين، وليس فريقا واحدا، حسب تركيبة الحكومات والتركيبة السياسية. ونجدد الدعوة إلى الموقف الواحد بين اللبنانيين حول القضايا الاجتماعية التي يعانيها المواطن".
وسأل: "لماذا أقول إن الميدل إيست هي أم المؤسسات الوطنية؟ لأنها تحتل أهم موقع في الذاكرة الوطنية اللبنانية، وموقعها إيجابي وعندما نتحدث عن لبنان، وتاريخه الحديث، ونفتح الذاكرة اللبنانية، نرى خارطة لبنان على الوطن الذي ننتمي إليه جميعا ونرى الميدل إيست في الموقع المتميز على هذه الخارطة بين المؤسسات المنتجة، والمؤسسات الاقتصادية التي شكلت أساسا للاقتصاد الوطني اللبناني. لذلك لا أسميها فقط أم المؤسسات الوطنية، بل أقول احموا أمكم لأنكم تحمون أمتكم، فبين الأم الميدل إيست والأمة اللبنانية والوطن علاقة وفية كاملة متكاملة".
وتوجه بالتحية إلى "كل العاملين على ما يقومون به في هذه المؤسسة الوطنية الكبرى في كل قطاعاتها ومجالات عملها"، مباركا للنقابة "بعيدها العمالي وعملها وإنتاجها، والروحية القائمة والتأكيد الدائم لحرية العمل النقابي، لأنه عمل مسؤول لتحسين أوضاع العمال، فكيف إذا كنا أمام شركة نرى فيها إدارة متابعة لكل حركة الطيران، ونحن جميعا نشكل فريق عمل واحد، النقابة، الإدارة، الوزارة، هكذا نتطلع بشراكة تامة لمستقبل هذه المؤسسة".
وقال: "قياسا على الواقع الذي كانت تعانيه الميدل إيست، هناك خطوات متقدمة في سياق سلسلة من الإنجازات التي تطور الشركة، وتقدم نفسها شركة وطنية في مصاف الشركات العالمية. صحيح أنه كان هناك خسائر هذه السنة، حسب ما أشار إليه رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت، لكنها قياسا على الشركات الخاسرة في منطقة الشرق الأوسط لا تزال تحقق أرباحا بفعل الجهود والرؤية المعتمدة من الإدارة".
وسأل: "هل هذا يعني أن الأمور في الشركة سليمة ولا إشكالات؟ بالطبع لا، ففي كل مؤسسة تكون هناك ملاحظات على اداء العمل، على القرارات، والتوجهات، لكن عندما نرى تطورا ونواكب الخطوات الجبارة التي تقوم بها الشركة آخذين بعين الاعتبار أوضاع العاملين فيها، يعطينا حافزا لمواجهة كل ما هو سلبي، ولا سيما على مستوى الموظفين، وإذا كان هناك إجحاف بحقهم فإننا على استعداد لرفع الإجحاف عنهم إذا كانوا يستحقون ذلك، لأن الذي يتخذ قرارا بحجم انصاف أكثر من 70% من العاملين يفعل ذلك، ولا يستهدف أحد بسبب ما".
وتابع: "أمام رئيس مجلس ادارة الميدل ايست أقول، منذ أن عينت في هذا الموقع، أتلقى مراجعات وطلبات بخدمات، والكل يعتبر نفسه مظلوما، لكني لم أناقش يوما جوابا للادارة، والسبب في ذلك أن من يستحق يأخذ حقه، وهذا ليس منة مني ومن رئيس مجلس الإدارة، لكن من يخطئ ويذهب إلى مرجعية معينة بحجة أنه من هذا المذهب أو الطائفة أو الحزب، اتخذ بحقه إجراءات، ولا مكان لذلك في شركة الطيران الشرق الأوسط".
وشدد على "حق العامل، وكرامته، وإنصافه، وعلى الحوار المفتوح المبني على الثقة والتكامل والعمل لكل العاملين بين الإدارة والنقابة، ونعم لرؤية استراتيجية وطنية لشركة طيران الشرق الأوسط، ولقرار من الحكومة يجدد الحصرية للميدل إيست، مهنئا الجميع في عيدهم".
الحوت بدوره اعتبر رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت "أن الاحتفال اليوم بعيد العمال لموظفي الشركة يأتي بظروف مختلفة عن العام 2010، حيث أضفنا تحسينات على الرواتب والأجور حسب الأقدمية، إضافة إلى زيادة الإيجازات. وتابعنا عام 2011 البحث مع النقابة تطبيق ما تم الاتفاق عليه وصولا إلى مطلع العام 2012 لزيادة غلاء المعيشة، والشركة قامت بإعطاء الزيادات لأكثر من 70 في المئة من العاملين فيها، وإذا كان هناك حالات إجحاف فنحن في صدد إعادة النظر فيها وتصحيحها".
واعتبر الحوت "أن معدل الراتب الذي كان عام 2007 بنسبة 930 دولارا شهريا اليوم أصبح 1550 دولارا شهريا، بسبب غلاء المعيشة"، مشيرا إلى أن للشركة إمكانات، وإمكاناتها لم تعد تسمح لها بأكثر من ذلك، وهذه الاتفاقات ناجزة وقائمة مع النقابات. ومن أولوياتنا اليوم الحفاظ على استمرارية الشركة، وأنا لست خائفا على حصريتها، في ظل وجود وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، والقرار الذي سيتخذه نحن نتبناه مسبقا".
وقال: في ما يتعلق بأوضاع المنطقة، أود أن أعلمكم أن الأرباح الرسمية للشركة إنخفضت من 90 مليون دولار في الـ2010 إلى 40 مليون دولار في العام 2011، لدينا انخفاض 50 مليون دولار في الربحية، وإذا استمر الوضع على ما هو نخشى أن نتبع شركات منطقة بحر المتوسط برمتها، واقتصاداتها وشركاتها التي تعاني، أولاها الشركة القبرصية التي طلبت من شركة الميدل إيست شراءها لتأمين استمرار عمل الطيارين والمضيفين الجويين والأرضيين، وأكدت النقابات القبرصية أنها على استعداد لتوقيع العقد الذي نراه مناسبا لنا مع الموافقة عليه حفاظا على عمالهم. وخلال يومين سأتوجه إلى قبرص لبحث الموضوع"، مشيرا إلى "أن الطيارين القبارصة خفضوا من رواتبهم بنسبة 9%، وهم مستعدون لأكثر من ذلك، شرط ضمان استمرار العمل، وسأعدد الشركات الخاسرة، منها: السورية، الأردنية، خسائر أكثر من 80 مليون دولار، المصرية، التونسية، المغربية كذلك، إسبانيا، شركة أفلست وأخرى تكبدت خسائر هائلة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليونان حدث ولا حرج، أما بالنسبة لتركيا التي تعتبر أكبر شركة في المنطقة وأرباحها هائلة منذ خمس سنوات إلا أنه ولأول مرة تعلن عن خسائرها".
ودعا الحوت إلى "التعاون للمحافظة على استقرار الشركة لزيادة إنتاجيتها وللمحافظة على العامل بها"، مشيرا إلى "أن الشركة لا تقوم في حال عدم إزدياد الإنتاجية، نقابات وإدارات، لأن الشركة أمانة في أعناقنا وسندافع عنها، ولن نسمح لأحد النيل منها، والحفاظ على استمراريتها ليس بالأمر السهل، لأننا أمام ظروف صعبة مؤكدا حفظ حقوق الموظفين والعمال".