نداء للهيئات الاقتصادية: لشبك الايدي في ورشة وطنية تنقذ لبنان وتحمي شعبه
الوفاء : 29-4-2020 عقدت الهيئات الاقتصادية اللبنانية اجتماعا برئاسة الوزير السابق محمد شقير في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، بمشاركة جميع ألاعضاء، وناقشت التطورات الاقتصادية والمالية والنقدية واستكملت مناقشة الورقة التي تعدها والتي تتضمن ملاحظات واقتراحات الهيئات على برنامج الحكومة للانقاذ المالي. وبعد نقاش مطول، أطلقت الهيئات الاقتصادية النداء الاتي:"يمر بلدنا الحبيب لبنان في ظروف حرجة وبالغة الصعوبة والتعقيد لن تستثني من تداعياتها وآثارها المؤلمة أحدا، وتكاد تلتهم الأخضر واليابس وتقضي على ما تبقى من مقومات صمودنا وحتى وجودنا". وتابع:"إن الهيئات الاقتصادية اللبنانية، وإنطلاقا من مسؤوليتها الوطنية، واستشعارا منها بالخطر المحدق بالبلد وشعبه، تطلق نداء موجها الى عقول اللبنانيين وقلوبهم افرادا كانوا أم مسؤولين، تحضهم فيه على الوحدة ونبذ التفرقة والخلافات والخصومة، لأن هذه اللحظة التاريخية التي يمر فيها الوطن تستدعي التحلي بروح المسؤولية وبأكبر قدر من التكاتف والتضامن والتعالي على الصغائر والمكاسب على اختلافها". واضاف:"اليوم، وبعد اعوام طويلة من الصراعات والخلافات والتجاذبات والتعطيل، أقله منذ العام 2005، دفع ثمن خسائرها غاليا الاقتصاد والمواطن والوطن، ألم يحن الوقت كي نتعلم من دروس الماضي وعبره؟ بكل واقعية، إن هذه الصراعات لو تكررت مئة مرة، فلن يكون هناك منتصر، إنما سيكون هناك بالتأكيد خاسر واحد هو لبنان وشعبه. وهنا لا بد من التنبيه، الى إن هذه المرة غير كل مرة، فاليوم البلد مستنزف جراء أزمات ومشكلات وصراعات مزمنة، أبرز مظاهره: إقتصاد منهار، مؤسسات متهالكة، عملة وطنية في مهب الريح، بطالة مستشرية، فقر وعوز دخلا الى الأكثرية الساحقة من بيوت اللبنانيين". وقال:"نعم، الوقت الآن ليس لرمي مسؤولية الأزمة على أي طرف، وليس أيضا لتنحي أطراف أخرى والاكتفاء بمشاهدة ما يجري، لأنه في كلا الحالتين النتيجة واحدة، الخراب على الجميع من دون استثناء". واضاف:"ازاء كل ذلك، إن الهيئات الاقتصادية اللبنانية، تدعو وبصوت مخلص وصادق، كل القوى السياسية الى نبذ التفرقة ورمي الخلافات جانبا"، وتطالب "بشكل خاص السلطة السياسية المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد بصب كامل جهودها لجمع اللبنانيين والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم والتركيز على الخطوات الانقاذية، لأن البلد يحتاج حقيقة وبالحاح، الى كل لحظة والى كل طاقة والى كل عمل بناء من أجل خلاصه وحماية شعبه،بالله عليكم، إعملوا على شبك الأيادي بين مختلف مكونات البلد، وإشراك الجميع: قوى سياسية، مصرف لبنان، مصارف، قطاع، خاص، مهن حرة، مجتمع مدني، في هذه الورشة الوطنية للعمل سويامن أجل إنقاذ لبنان. إعملوا على إنقاذ آلاف المؤسسات التي هي ثَمرة جهد وتعب وعرق اللبنانيين وجنى عمرهم على مدى سنوات طويلة. إعملوا على إنقاذ مئات آلاف الموظفين والعمال الذين باتوا في غالبيتهم من دون عمل. إعملوا على حماية معيشية اللبنانيين، والحفاظ على كرامتهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم. إعملوا على انتشال سمعة لبنان من الحضيض وإعادتها الى سابق عهدها. بالله عليكم،أعيدوا الأمل الى قلوب اللبنانيين والبسمة الى وجوههم". وختم:"من أجل كل ذلك، نناشد رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، الدفع باتجاه البدء فورا بالاجراءات الكفيلة بولوج عملية الانقاذ الفعلية، لا سيما البنود الاصلاحية الكثيرة التي تم اقرارها من قبل الحكومتين الحالية والسابقة والتي تشكل مطلبا للمجتمعين المحلي والدولي، لأن التأخير وإضاعة الوقت سيراكم الخسائر وسيقلص من إمكانية الانقاذ. وحذاري التعرض واستهداف القطاعات الاقتصادية على اختلافها، لأنها ليست المشكلة إنما تشكل أساس الحل للعودة الى طريق التعافي والنهوض والنمو وخلق فرص العمل. نحن الهيئات الاقتصادية اللبنانية، كنا وسنبقى رأس حربة في خدمة بلدنا ومجتمعنا.. وبالأمس واليوم وغدا نضع كل امكاناتنا في تصرف الدولة لإنقاذ الوطن" . |