اخبار متفرقة > المياومون والجباة يقررون النوم في «مؤسسة الكهرباء» حتى التثبيت
اجتماع اللجنة الفرعية لـ«الإدارة والعدل» يزيد من هواجس العمال
كتب كامل صالح في جريدة السفير بلتاريخ 22-5-2012
علمت «السفير» أن اعتصام العمّال المياومين وجباة الاكراء المطالبين بتثبيتهم في ملاك «مؤسسة كهرباء لبنان»، يتجه إلى مزيد من التصعيد مع قرار العمّال بدءا من اليوم، الاعتصام «24 ساعة على 24 ساعة» في مقر المؤسسة في بيروت، بحيث يشمل النوم في المقر وفق صيغة المناوبات، على أن يحافظ الاعتصام في دوائر المناطق على وتيرته المستمرة منذ أكثر من شهر. وجاءت خطوة العمّال الجديدة، احتجاجا على المعطيات غير المطمئنة التي سمعوها في الاجتماع الثاني للجنة الفرعية المنبثقة عن «لجنة الإدارة والعدل» أمس. وأفادت مصادر «لجنة المتابعة للعمّال المياومين والجباة» أن «الاجتماع لم يقدم لنا شيئا مطمئنا، بل على العكس سمعنا تلويحا من بعض المعنيين بالتخلي عن متابعة قضيتنا»، مضيفة «هناك كلام في كلام كالعادة، بهدف ايقاف اعتصامنا، فيما مصير لقمة عيشنا وأولادنا وعائلاتنا في مهب المجهول.. لأن إذا توقفنا اليوم سترمينا شركات مقدمي الخدمات (sp) خارجا». واعتبرت «أن بعض المشاركين في اللجنة لم يقرأوا قانون العمل، ولا يعرفون ما هي شروط مجلس الخدمة المدنية، وباعتقادهم أننا نتلقى أوامرنا من المتعهدين، فيما في الواقع، نحن لا نتعاطى مع المتعهدين أبدا، بل نتلقى الأوامر مباشرة من رؤساء المصالح والدوائر في المؤسسة، ونخضع للرقابة على أعمالنا، ونقبض رواتبنا من موظف ثابت في المؤسسة، وهذا كله لا يعرفه بعض النواب». وأوضحت المصادر أن «الشغور الاجمالي في المؤسسة، يبلغ حوالي 2300 وظيفة، منها ما هو موزّع على حوالي 1250 وظيفة على الفئة الخامسة، التي تشمل معظم العمّال، وهي لا تحتاج، وفق شروط مجلس الخدمة، سوى الشهادة الابتدائية والخبرة، بينما الشغور في الفئة الرابعة يبلغ حوالي 500 وظيفة، أما في الفئة السادسة فيبلغ 397 وظيفة، مما يعني أن كل العمّال المعتصمين الذين يحق لهم التثبيت في المؤسسة، لن يسدوا الشغور في المؤسسة، بل ستبقى هناك حاجة إلى موظفين في عدد من الفئات». أمام هذا المعطى، بدا أن مشروع التثبيت، لن يحوز موافقة «لجنة الإدارة والعدل» في مجلس النواب هذا الأسبوع، على الرغم من تسارع الاتصالات واللقاءات في الأيام الأخيرة، للتوصل إلى صيغة تجمع بين المشروع المقدم من وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، والمشروع الذي وافقت عليه «لجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه»، وقدمه النائبان الدكتور أيوب حميد وأكرم شهيب.
أفكار جدّية وعملية وايجابية
وبينما أجّل باسيل أمس، مؤتمره الصحافي الذي كان سيتطرق خلاله إلى موضوع المياومين في المؤسسة، أوضح رئيس اللجنة الفرعية النائب نوّار الساحلي لـ«السفير» أن «اللجنة واصلت في اجتماعها الثاني درس مشروع القانون المتعلق باجراء مباراة محصورة لعمال غبّ الطلب وجباة الاكراء في المؤسسة، بحضور النائبين غازي زعيتر وميشال فرعون، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال الحايك، وممثل مجلس الخدمة المدنية انطوان جبران، ومندوب عن العمّال». وأكد الساحلي أن «الاجتماع تخلله طرح العديد من الأفكار الجدّية والعملية، والايجابية»، مشيرا إلى أن «مشروعين صارا قابلين للأخذ والرد، بهدف الوصول إلى صيغة ختامية يوافق عليها الأطراف جميعا»، لافتا الانتباه إلى أن تركيز المجتمعين كان على ابراز القواسم المشتركة بين المشروعين، بهدف بلورتها مجددا وتقديمها وفق صيغة جديدة». وكشف أن «من الأفكار رفع عدد العمّال الذين سيثبتون في الملاك عبر صيغة تطمئن العمّال للمباراة المحصورة، وتحسين بنود العقد مع شركات مقدمي الخدمات (SP)، بما يعزز حقوق العمّال وديمومة عملهم». وفي الأيام القليلة الماضية، عقدت «اللجنة الفرعية» اجتماعين مع «مؤسسة كهرباء لبنان» ومستشارة باسيل، وشهدت، وفق الساحلي، «طروحات جدية لمعالجة المشكلة، منها أفكار عن موضوع المباراة المحصورة وعقود الـSP ووجوب تغييرها. وطرح مندوب مجلس الخدمة المدنية أفكارا تتعلق بالعمّال الذين امنوا فترة طويلة في العمل». ودعا الساحلي العمّال المعتصمين إلى «التعاطي بليونة أكثر مع المعطيات الجديدة». وناشدهم بـ«التخفيف من التصعيد، وإبداء ايجابية تجاه المؤسسة والوزارة»، واعدا «بنقل أفكارهم إلى لجنة الإدارة والعدل التي ستجتمع غدا، لطرح مجموعة الأفكار للوصول إلى حل يجمع بين مشروع الحكومة واقتراح القانون المقدم من بعض النواب». وأكد أنه «ليس ضد الاعتصام، بل ضد تصعيد الاحتجاجات بما يضرّ العمل في مؤسسة كهرباء لبنان، وتاليا يضرّ مصالح اللبنانيين كافة»، مشددا على «أهمية أن يبقى الاعتصام سلميا، وألا يتوقف الجباة عن تحصيل الجباية، إذ تشهد المؤسسة وضعا صعبا». ومقابل دعوة الساحلي، أشارت «لجنة العمّال»، إلى «أن عودتنا للجباية، يعني نزع أهم وسيلة ضغط في اعتصامنا لنيل حقوقنا المشروعة»، موضحة أن «التطمينات حول العقد مع الشركات، اقتصر على رفع ضمانة العمل إلى 3 سنوات، وأن من يرسب في المباراة المحصورة، ينال تعويضه ويذهب إلى بيته، فيما بقي موضوع عدد العمال في المشروع ملتبسا، إذ انطلق من 700 كحد أدنى، من دون تحديد الحد الأقصى».
مياومو النبطية يطالبون باسيل بالاستقالة
واستمر اعتصام المياومين والجباة في عدد من الدوائر، ففي النبطية («السفير»)، تجمع العشرات من دوائر النبطية وجزين ومرجعيون وبنت جبيل، أمام مبنى المؤسسة، وطالبوا وزير الطاقة جبران باسيل بـ«الاستقالة، لعدم تنفيذه لمطالبهم المحقة». وألقى حسن نعمة كلمة باسم المعتصمين، طالب فيها «الحكومة ونواب المنطقة بالاهتمام بأوضاعهم المعيشية الصعبة، وهم يعيشون الفقر لعدم تمتعهم بأي من الحقوق، ومنها عدم ادخالهم إلى الضمان الصحي والاجتماعي وغيرها من القضايا المعيشية، على الرغم من التصريحات التي يطلقونها، وما يتعرضون له من خطر محدق بهم». وأدى الاضراب الذي ينفذه عمّال الكهرباء ومنهم عمال الصيانة، إلى عدم اصلاح الأعطال، وارتفاع ساعات التقنين في المنطقة، والتغذية بالتيار تقتصر على بضع ساعات فقط.
اختفاء مستخدم في معمل الزوق
من جهة أخرى، قررت «نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان» الاعتصام في معمل الزوق، اليوم من الثانية عشرة ظهرا حتى الثانية من بعد الظهر، استنكارا «لاختفاء الزميل نمر راشد المستخدم في معمل الزوق بعد ظهر يوم الجمعة في 18/5/2012 ولم يعرف عنه شيئا لتاريخه». وأكدت النقابة في بيان أنها فوجئت بنبأ اختفاء راشد، وأوضحت أنه «انطلاقا من حرصها على العمّال والمستخدمين في المؤسسة، تهيب بالقوى الأمنية أن تسارع لمعرفة مصير راشد، وكشف النقاب عنه، حرصا على سلامة المواطنين، وصونا لحرية تنقلهم، وحفاظا على الوطن والمواطنين من عودة هذه الآفة التي لا تخدم إلا أعداء لبنان واللبنانيين». وأملت أن «تتمكن الأجهزة الأمنية من إعادته سالما لعائلته وعائلة المؤسسة، لأننا على ثقة تامة بقوانا العسكرية وأجهزتنا الأمنية ودورها الرائد بحفظ الأمن والاستقرار، وسلامة المواطنين»، محذرين من «أن تكون هذه الأعمال مقدمة لخلق جو ما على مستوى البلاد والعباد».
