اخبار متفرقة > مياوم بنصف وجه بعدما صعقه «15 ألف فولت»
شعيب عامل المتعهد... يتألم من نكران «أمّه الكهرباء»
كتب عدنان طباجة في جريدة السفير بتاريخ 7-6-2012
خسر عامل المتعهد في "مؤسسة كهرباء لبنان" أحمد علي شعيب في تاريخ 10 شباط 1999، نصف وجهه الأيسر، ومن ضمنه عينه وأذنه وخدّه، وأجزاء من ذقنه ورقبته وفكه، إضافة إلى إصابته بحروق بالغة في الظهر والبطن وتلفٍ في الأعصاب وآلام مبرحة. ولا يزال بحاجه لعمليات جراحية عدة. شعيب، الذي يحمل هذا الوجع كله، كان يؤدي في ذاك التاريخ، واجبه في العمل على خط التوتر العالي (قوة 15 ألف فولت) في بلدة قعقعية الجسر في منطقة النبطية، عندما صعقه التيار الكهربائي لينتج ما أنتج من إصابته في وجهه ورأسه وجسده من جروح بليغة. أدخل شعيب إلى العديد من المستشفيات للمعالجة التي امتدت أشهراً ثم إلى سنوات طويلة، على نفقة أهله ورفاقه من "عمّال المتعهد"، الذين كانوا يتبرعون له على قدر إمكانياتهم من دوائر المؤسسة في المناطق كافة، بل ويجهدون في تأمين المساعدات المادية والعينية لأفراد عائلته إبان محنته. ولم يقف دعمهم عند هذا الحد، بل شمل التبرع له بـ 350 وحدة دم، قبل استحصاله على بطاقة إعاقة أصبح بموجبها يعالج على نفقة وزارة الصحة. ما زاد من آلام شعيب، نكران "مؤسسة كهرباء لبنان" بأنه كان يعمل لديها أثناء إصابته، كذلك المتعهد. ومن هنا، تهرباً من تحمل أي مسؤولية عن إصابته، ولم يقولا له حتى "الحمد لله عالسلامة"، ولم يساعداه في أي شيء على الصعيد المادي، مما اضطره إلى الوقوف على أبواب الجمعيات والوزراء والنواب والخيرين والمحسنين من المواطنين، ليمنّوا عليه ببضعة آلاف من الليرات أو المساعدات العينية التي لا تسمن ولا تغني من جوع له ولعائلته. ولم تقتصر معاناة شعيب عند هذا الحد، فبدلاً من دفع أجر شهرٍ كامل له أثناء فترة معالجته، قبض أجرة عشرة أيام من كل شهر، مما حرم أفراد عائلته المؤلفة من زوجته وأولاده الثلاثة الذين كانت أعمارهم تتراوح بين خمس وعشر سنوات من العيش بكرامة، بعدما عانوا شظف العيش وحرموا من أي رعاية صحية أو تربوية أو اجتماعية، في ظل عدم توفر الأموال اللازمة لمعالجتهم، وتحمل أعبائهم المدرسية والاجتماعية، ما انعكس سلباً على أوضاعهم النفسية والحياتية. يتهكم شعيب على "مؤسسة كهرباء لبنان" والوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة والمياه، معتبراً أنهم خدموا مؤسسة الكهرباء على أكتاف العمّال الذين منهم من خسر حياته صعقاً بالتيار الكهربائي، ومنهم من حصل على بطاقة إعاقة مكافأة له على إصابته، ومنهم ما زال أسير الآلام والأوجاع والأوضاع النفسية والعصبية، ومنهم من وهب عمره عشرات السنين لهذه المؤسسة التي كنا نعتبرها أماً لنا، ومن واجبها احتضان أولادها وحمايتهم، بينما هي أصبحت بعد التجربة أماً عقوقاً لا تعرف الشفقة والرحمة، ولا تسأل عن الغبن اللاحق بعمّال المتعهد من أمثاله منذ عشرين سنة، علماً أنها تستخدمهم في كافة الأعمال المتعلقة بها من صيانة وتركيب أعمدة ومحطات، وفي المكاتب والأقسام والعمل على الحاسوب وقسمي الكيل والمتأخرات. ويتساءل بحسرة ومرارة عن العدالة في بلد نأكل ونشرب من خطابات العدالة والإنسانية التي يتحصّن بها رجال الدين والسياسة على الدوام، والذين وصفهم بأنهم لا يعملون إلا لأنفسهم وليس لأجل الآخرين، متسائلاً عمن يتحمل مسؤولية معاناته من الآلام والفقر والحرمان، من دون أن يلقى أي جواب حتى الآن. شعيب ما زال بحاجة ماسة لإجراء العديد من العمليات الجراحية في رأسه ووجهه، لكن أوضاعه المادية لا تسمح له بذلك، مما اضطره للتعايش مع الألم على الدوام، ويأمل من الخيرين والمحسنين مساعدته على إجراء هذه العمليات، وذلك عبر الاتصال به على رقمه.