جاء ذلك خلال رعايته حفل تكريم للمعلمين في عيدهم، أقامته في حسينية بلدة بيت شاما "التعبئة التربوية" ل"حزب الله" وشعبة البلدة، في حضور فاعليات بلدية وتربوية واجتماعية.
وأشار الحاج حسن إلى أن "النبي الأكرم هو معلم، كان يعلم الناس التزكية والعلم، كما ان حواريي السيد المسيح كانوا ينادونه بالمعلم، لأنه يربيهم ويزكيهم، ومن دون علم لا إمكان لتطور المجتمعات، والتعليم هو صناعة الإنسان، ولطالما كان وما زال المعلم يشكل العامل المؤثر في بناء شخصية المتعلمين، والنموذج والقدوة والمثال لطلابه. وإن كانت الحكومات المتعاقبة لم تنصف المعلم ولم تقدر عطاءاته، ولكن للمعلم الأجر الكبير عند الله عز وجل".
وتابع: "نحن نسعى إلى معالجة الملفات، سواء من خلال حضورنا في الحكومة أو في المجلس النيابي، أو من خلال إمكانات الحزب المباشرة، نسعى للتخفيف من الأوجاع والآلام، ومنها موضوع التربية، ونحن جزء من الحركة النقابية ومن روابط المعلمين، ونتعاطى بقراءة متكاملة للواقع القائم لاتخاذ القرار المناسب".
ورأى أن "لبنان وصل إلى ما وصل إليه من أزمات وتدهور اقتصادي ونقدي ومالي ومعيشي واجتماعي وخدماتي، نتيجة مسار طويل من الأخطاء، أولها نظامنا السياسي الولاد للأزمات، وحتى المواد الدستورية حمالة للأزمات، فعلى سبيل المثال ينص الدستور على أن رئيس الجمهورية يصدر بالإتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة. وإذا لم يتفقا ماذا يحصل؟ وهناك العديد من المواد الدستورية تختلف وجهات النظر بشأنها".
وتابع: "كما أن نظامنا الاقتصادي هو نظام مافيات وكارتيلات مختلطة بالطائفية والمذهبية والحمايات، وهناك من يدافع عنه لأنه نظام منافع، وهذا النظام الريعي رتب على البلد دين عام كبير، وفوائد سندات خزينة مرتفعة، ونحن في كتلة الوفاء للمقاومة منذ التسعينات كنا نرفع الصوت في مجلس النواب ونصوت ضد هذه السياسات. وأخطر مبدأ بني عليه الاقتصاد اللبناني هو ارتهانه للخارج، وما زالوا مصرين على هذا النهج. من يريد مساعدتنا أو تقديم النصح لنا أو الاستثمار عندنا أهلاً وسهلاً به، ولكن من غير المقبول أن نرهن اقتصادنا وبلدنا إلى الخارج".
وأكد أن "من أسباب ما وصلنا إليه أيضا الفساد، ففي البلد نسبة عالية من الفساد، وحزب الله أكمل واجبه إلى الآخر في ملف الفساد، في تكوين الملفات وتقديم المستندات وتنظيمها ودراستها، وتقديمها للقضاء المختص، ولكن الحزب ليس سلطة قضائية أو أمنية، وإنما هو حزب سياسي قام بواجبه على أكمل وجه في موضوع مكافحة الفساد، ووصل في بعض الملفات إلى القضاء، وهناك من صدرت أحكام بحقهم في تلك الملفات، وهناك من لم يحاكم حتى الآن، وهناك من وضعت أمام محاسبتهم الخطوط الحمر".
وأشار إلى أن " الأزمة في سوريا والحرب في سوريا رتبت أعباء كبيرة على لبنان، وخاصه لجهة الترانزيت وانقطاع الطرقات وقدوم حوالي مليوني سوري إلى لبنان، كما ان الحصار والعقوبات الأميركية سبب رئيسي للأزمة الحالية في لبنان، وللأسف بعض القوى والشخصيات السياسية اللبنانية ترفض الإقرار بوجود حصار، فهل هناك أدل على الحصار من منع الامريكيين لبنان طيلة السنوات الماضية من استخراج نفطه؟ فخلال تولي الأميركيين الوساطة غير النزيهة بين لبنان والكيان الصهيوني لترسيم الحدود البحرية، كانوا يريدون فرض الخط رقم واحد أو خط هوف لمدة 11 سنة، ولولا معادلة كاريش التي أطلقتها المقاومة السنة الماضية لما كان هناك ترسيم، ولما كانت الشركات ستبدأ الآن بالعمل في حفر البئر في البلوك رقم 9. وثانيا أكبر أزمة يعاني منها لبنان هي أزمة الكهرباء والطاقة، فمن الذي يمنع لبنان من استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن أليست أميركا؟ ومن الذي يمنع لبنان من قبول الهبات من إيران وروسيا والصين؟ وقد أقر الأميركيون أنفسهم بوضوح على شاشات التلفزة بما يقومون به، شنكر قال قبل سنة نحن أفلسنا مصارف في لبنان، وبومبيو قال عام 2019 على اللبنانيين ان يواجهوا حزب الله وإلا ستمر أياما صعبة على لبنان، كما ان مساعدة وزير الخارجية باربارة ليف قالت قبل 3 أشهر أن أياما صعبة ستمر على لبنان، مظاهرات واضطرابات، وقد تنهار المؤسسات، لكن هذا سيؤدي إلى إعادة إعمار لبنان من تحت الرماد بعد التخلص من حزب الله، وفي الحرب الإعلامية أنفقت أميركا مليارات الدولارات لتشويه صورة حزب الله، وذهب ترامب والإدارة الأميركية إلى خيار القضاء على كل اللبنانيين بفرض الحصار الاقتصادي والمالي وتصييق الخناق على لبنان، وإدخال البلد في هذا المأزق الذي نعاني منه. هذه أدلة على حرب اقتصادية وليس على حصار أميركي فقط، ونحن بالتأكيد لن نسكت على هذا الحصار".
وأردف: "تريد امريكا ان تحاصر لبنان، لكي تحاصر المقاومة، لأن المقاومة أفشلت مشاريع الأميركيين في المنطقة، فقد هزمنا أميركا عام 2006 وأفشلنا مشروع الشرق الأوسط الجديد التي كانت تبشرنا به كونزاليزا رايس في عهد جورج بوش الإبن، وهزمنا أميركا في الحرب ضد التكفيريين، وأفشلنا مشروعها بتغيير وجه المنطقة. ومشروع الأميركيين الحالي بأن يتخلى لبنان عن المقاومة لاخذه إلى التطبيع والصلح مع العدو الصهيوني، وإنهاء القضية الفلسطينية، وتوطين الفلسطينيين، ودمج النازحين السوريين في لبنان. وهذه التضحيات التي ندفعها هي في سبيل دفع كل هذه المخاطر عن لبنان، وبالتأكيد كلفة التضخيات في المواجهة والمقاومة هي أقل بكثير من حجم الخسائر عند الاستسلام".
ودعا اللبنانيين إلى "الحوار والتفاهم لانتخاب رئيس جمهورية بصناعة وطنية لبنانية، حتى لا يستغل الأميركي وينفذ إلى الداخل اللبناني".
ورأى أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي عجزت كل المؤامرات والمخططات عن إنهائها، والشعب الفلسطيني ما زال يقاوم ويواجه ويقاتل بنفس العزيمة التي كانت عام 1936، بالمقابل يشهد الكيان الصهيوني الغاصب إنقسامات بين حكومة العدو والمعارضة وحول الإصلاحات القضائية، والقوى العسكرية والأمنية تُضرب ولا تلتحق بالخدمة، ورئيس الكيان يحذر من حرب أهلية. هذا تطور كبير يجب متابعته، ومحور المقاومة داعم أساسي للشعب الفلسطيني علنا وبكل فخر واعتزاز".
وختم الحاج حسن، معتبرا أن "الاتفاق الذي حصل برعاية صينية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية تطور كبير أزعج الصهاينة وأربك الأميركيين، ورأينا حجم القلق لدى الأعداء الأميركيين والإسرائيليين، وهذا له علاقة بالكثير من العلاقات الدولية، له علاقة بالصين ودورها الكبير في العالم والمنطقة، وله علاقة بكسر الأحادية، وقد يؤسس لمرحلة جديدة من المساحات المشتركة والتفاهمات. ونحن كانت دعوتنا الدائمة في إطار الجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي والأمتين العربية والإسلامية، وفي إطار الدول العربية وفي العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، والعلاقات الإسلامية - الإسلامية، وبين السنة والشيعة، دائما كانت دعوتنا إلى الحوار واللقاء وإلى القواسم والمساحات المشتركة، ونأمل أن يؤسس هذا اللقاء إلى مرحلة جديدة يكون لها انعكاسات إيجابية على لبنان وأن تكون عامل خير باتجاه فلسطين".