اخبار متفرقة > موظفو القطاع العام ينتفضون ويعتصمون.. ومصير المسابقات معلّق
«هيئة التنسيق» موحدة وتلوّح بتصعيد أكبر ما لم تقرّ الحكومة «السلسلة»
كتب عماد الزغبي في جريدة السفير بتاريخ 17-7-2012
قال القطاع العام كلمته أمس، وأكد الموظفون في مختلف الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة، أنهم جسم واحد، وكلمة واحدة خلف «هيئة التنسيق النقابية» و«رابطة موظفي الإدارة العامة» في مطلب إقرار سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام، ورفض تجزئة السلسلة، مهما كانت الأسباب. فقد شهدت الإدارة العامة أمس، انتفاضة نقابية بامتياز، بعدما كسر الموظفون حاجز الخوف في الرابع من تموز الجاري، وجاهروا علنا من خلال الاعتصام أمام إداراتهم بالمطالبة بحقهم بسلسلة رتب ورواتب، وردوا على المحاولين شق صفوف هيئة التنسيق بأن لا عودة الى الوراء، بعدما كبرت «كرة الثلج» النقابية، وتدحرجت من الجنوب الى الشمال، مرورا بالبقاع وجبل لبنان وبيروت العاصمة، التي شهدت إداراتها توقفا شبه تام عن العمل لمدة ساعتين، بالتزامن مع تعليق سائر أعمال التصحيح لمسابقات الامتحانات الرسمية. وأكدت اللافتات والكلمات التي ألقيت على وحدة الموظفين والهيئة التعليمية، وأن لا عودة عن الإضراب ومقاطعة التصحيح قبل إقرار السلسلة. وتتجه الأنظار إلى الاجتماع المرتقب عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووفد «هيئة التنسيق النقابية»، مع توقع مشاركة وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب في الاجتماع والذي عاد مساء أمس من دبي. غير أن أجواء هيئة التنسيق لم تبد أي ارتياح للاجتماع، خصوصا لجهة عدم مشاركة وفد اللجنة الوزارية الخماسية التي شكلها ميقاتي. واعتبرت المصادر أن تغييب اللجنة الوزارية المؤيدة للسلسلة عن الاجتماع يعني «أن اللجنة على موجة ورئيس الحكومة على موجة أخرى». وأشار نقيب المعلمين نعمه محفوض لـ«السفير» الى أنه تمنى على مكتب رئيس الحكومة مشاركة رئيس مجلس الخدمة المدنية خالد قباني في الاجتماع «كونه صاحب فذلكة السلسلة». وعلم أن دياب الذي شارك في فعاليات مؤتمر آسيا والمحيط الهادي الثاني عشر للموهوبين في دبي، تابع أجواء تعليق أعمال التصحيح مع مكتبه في بيروت.
اعتصامات
تلبية لدعوة هيئة التنسيق نفذ اعتصام حاشد في وزارة التربية والتعليم العالي، وأكد محفوض «أن التحرك هو رد على المماطلة والتسويف من قبل الحكومة». وتوجه الى ميقاتي بالقول: «وزيرا التربية والمال أعدا سلسلة منذ ثلاثة شهور ولغاية اليوم لم تمر في مجلس الوزراء، ودولتك قلت لنا أنه في حال لم يمر مشروع الموازنة في مجلس الوزراء أنا على استعداد لتمرير السلسلة وحدها، ونقول لك يا دولة الرئيس أن لا أحد يستطيع دق إسفين في هيئة التنسيق النقابية، استطعتم ضرب النقابات وتفريغ «الاتحاد العمالي العام» من محتواه، ولكن لن نسمح لأحد بضرب إسفين في هيئة التنسيق، نتمنى على الوزراء الأربعة الذين تم الاتفاق معهم أن يكونوا إلى جانب هيئة التنسيق كما وعدونا، ونتمنى كذلك أن ينتهي الموضوع غدا (اليوم)، وإلا ستذهب هيئة التنسيق نحو التصعيد». وشددت رئيسة دائرة شؤون الموظفين في الوزارة سلام يونس على ضرورة عدم الفصل بين القطاعات، ولفتت الى الإجحاف اللاحق بالموظفين، وحرمانهم من الزيادات. وأكدت أن الإصلاح الإداري يبدأ بتصحيح الرواتب. بدوره قال رئيس «رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب، لو لم نأخذ هذا الموقف لما حصلنا على موعد، وغدا (اليوم) قبل إقرار السلسلة نطالب بتصحيح الأرقام، قيمة الدرجات، ملف المتقاعدين وفصل الضرائب عن السلسلة. موضحا انه «قدمنا الكثير من التعهدات والتسهيلات، على عكس الدولة». وأكد أن الموظف واحد «أكان إداريا أم عسكريا». وشدد غريب على «ضرورة اصدار سلسلة الرتب والرواتب ضمن سلة واحدة، وعدم ربطها بالضرائب»، وأكد أن «لا عودة الى التصحيح إذا لم يتم إقرار سلسلة الرتب والرواتب». ودعا رئيس رابطة معلمي الأساسي محمود أيوب اللبنانيين «للتضامن معنا». وأكد النقابي محمد قاسم أنه إذا لم ينجح اللقاء بين الهيئة والرئيس ميقاتي اليوم، «ستلجأ الهيئة إلى خطوات تصعيدية أكثر». وتجمع موظفو وزارة الاعلام أمام مبنى الوزارة مقابل مصرف لبنان، حاملين لافتات تطالب بإنصافهم كتب عليها: «نعم لإقرار سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام»، «لا لتجزئة السلسلة نعم لإقرارها لجميع الموظفين»، «لا لفصل الاساتذة عن القطاع العام»، «نعم للعدالة الاجتماعية بين جميع موظفي الدولة»، «سلسلة رتب ورواتب أم سلسلة قيود؟». وتلا أدهم منصور بيانا باسم المعتصمين أكد فيه «وجوب إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي وعدنا بها منذ زمن، وذهبت هذه الوعود أدراج الرياح»، ودعا إلى أن «نكون جميعا متضامنين ويدا واحدة من موظفين ومتعاقدين ومتعاملين وأجراء وهيئة تنسيق وأساتذة من اجل تحقيق مطالبنا لأنها حق لنا وخصوصا أننا نكتوي بنار الغلاء الفاحش الذي تأتى بسبب إقرار زيادة غلاء المعيشة التي دفعت للقطاع الخاص». ولبت وزارة المال دعوة هيئة التنسيق، واحتشد موظفوها أمام مبنى كورنيش النهر وبشارة الخوري ورياض الصلح وفي جميع الماليات في المحافظات وفي جميع المحتسبيات في الأقضية. وألقى نائب رئيس الرابطة وليد الشعار كلمة رأى فيها: أن المطالبة بالسلسلة «لا لأنها تلبي طموحنا، وهي أصبحت بعيدة عن النسخة الأصلية التي كنا قد أعددناها منذ أكثر من عام، ولا لأنها عادلة وهي ليست كذلك، بل لأنها تمثل الحد الأدنى المقبول». وشارك وزير الصحة علي حسن خليل موظفي الوزارة في الاعتصام لبعض الوقت، وأكد أحقية ما يطالبون به، ولفت الى أن هذا المطلب تم عكسه في اللجنة الوزارية لتصحيح رواتب الموظفين، لأنه لا يمكن الطلب من الموظفين العطاء من دون تحسين رواتبهم. وفي وزارة الخارجية والمغتربين، شارك الوزير عدنان منصور المعتصمين، وشدد على ان مطالب الموظفين بالسلسلة عادلة، وتناول وضع المتعاقدين «لو حصلوا على زيادة فإن ذلك لن يؤمن لهم نهاية خدمة». واعتصم موظفو وزارات العمل والاقتصاد والثقافة والاتصالات والزراعة، والشؤون الاجتماعية، أمام مباني وزاراتهم تلبية لدعوة هيئة التنسيق فتوقفوا عن العمل لساعتين، احتجاجا على عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب. وقال رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة محمود حيدر «نحن موحدون وسنبقى موحدين حتى إقرار السلسلة بدءا من الأسلاك العسكرية مرورا بالإدارية وانتهاء بالتعليم». والتزم موظفو تعاونية موظفي الدولة، وديوان المحاسبة، والتفتيش المركزي، بالاعتصام. وأعتصم العاملون في مبنى الإدارة المركزية لـ«الجامعة اللبنانية» على درج المبنى، ورفعوا اللافتات المطالبة بالسلسلة. وتوقف موظفو الدائرة العقارية ودوائر النفوس والتربية والصحة في جبل لبنان عن العمل.
المناطق
وعم الإضراب مختلف المناطق اللبنانية، وتوقف موظفو الإدارات العامة في المؤسسات الرسمية كافة في سرايا جب جنين في البقاع الغربي وراشيا وفي بعلبك («السفير») عن العمل طيلة يوم أمس. واعتصم الموظفون على درج سرايا بعلبك يتقدمهم قائمقام بعلبك عمر ياسين الذي أعلن الالتزام بقرار هيئة التنسيق، ودعا الموظفين الى انتظار الخطوات التي تعلنها الهيئة «لنبقى معها الى حين إقرار مطلبنا في إقرار السلسلة». ونفذ أمس موظفو وأجراء بلدية صيدا («السفير») اعتصاما سلميا لهم أمام القصر البلدي في ساحة النجمة للمطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. وقام عدد من العمال وأجراء البلدية بقطع الطريق لبعض الوقت، قبل أن يعاد فتحها بعد تمني رئيس البلدية محمد السعودي، وألقى يوسف المسلماني كلمة باسمهم، عرض فيها لمطلبهم إقرار السلسلة. ونفذ موظفو الإدارات العامة في النبطية («السفير») اعتصاماً أمام السرايا الحكومية في النبطية، وأقدموا على قطع طريق حسن كامل الصباح قرب السرايا لبعض الوقت. واعتصم عمال وموظفو وزارة الاتصالات في مركزي البترون وشكا («السفير») وامتنعوا عن تقاضي فواتير الهاتف وتلقي مراجعات المواطنين وانجاز معاملاتهم. وتجمع الموظفون أمام مركزهم في باحة سرايا البترون مؤكدين التزامهم بكل قرارات هيئة التنسيق. كما نفذ موظفو بلدية الميناء اعتصاما أمام مبنى بلدية الميناء («السفير»)، ووزع المشاركون بيانا أكدوا فيه «أن الاعتصام يأتي رفضا للمماطلة في انجاز سلسلة الرواتب وسياسة ضرب الوحدة النقابية». وحيت الهيئة الإدارية لـ«رابطة موظفي الإدارة العامة» بعد اجتماع استثنائي في نهاية يوم التوقف عن العمل، الموظفين على «وقفتهم الشجاعة وتلبية الدعوة الى الاعتصام». وطالب بيان «بإقرار سلسلة الرتب والرواتب لجميع موظفي القطاع العام في مشروع قانون واحد»، مؤكداً «وحدة هيئة التنسيق بجميع مكوناتها، والتي ستذهب موحدة الى لقاء رئيس مجلس الوزراء، وبمطلب وحيد لا رجوع عنه هو إقرار السلسلة، ودون ذلك ستضطر الرابطة إلى خطوات تصعيدية تحدد في حينه مع هيئة التنسيق بما فيها الإضراب والتظاهر». وأشادت لجنة المتابعة المنبثقة عن رابطة العاملين في «الجامعة اللبنانية» في بيان بـ«التجاوب الذي أبداه العاملون في الجامعة مع الدعوة إلى الاعتصام والإضراب، من أجل إقرار السلسلة التي تراجعت الحكومة عن إقرارها رغم الوعود».
