مقالات صحفية مختارة > «الأضحى بقاعاً»: إنذارات باستغناء عشرات المؤسسات عن عمّالها
سامر الحسيني السفير 25-10-2012
في اعتصام أقيم على طريق المصنع الدولية تخلله قطع الطريق الدولي، واجه عدد من أصحاب المؤسسات التجارية هذه الظاهرة والبعض ممن يقوم بها من الشبان اللبنانيين، طالبين منهم فتح الطريق والابتعاد عن مؤسساتهم التجارية لتعمل وتستفيد من حركة العابرين التي لم يعد يهمها في هذه الأيام سوى عبور الطريق والوصول إلى الحدود اللبنانية – السورية، من دون التوقف والتبضع مثلما جرت العادة. مسألة قطع الطرق، باتت من العوامل المؤثرة سلبا في الحركة الاقتصادية في البقاع، الذي يعاني أصلا من الأحداث السورية والاضطرابات الداخلية اللبنانية وعمليات الخطف. وقد تفاقم شلل الحركة، كما حصل في اليومين الماضيين، ولم يعد سوى انجاز مراسم دفنها عشية عيد الأضحى. الأوضاع الأمنية الأخيرة، وما نتج عن عملية اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، أدت إلى ركود في نشاط المؤسسات السياحية والمالية والصناعية والتجارية التي يتسابق أصحابها على إطلاق الصرخات والأوجاع التي لم تعد تحتمل، حيث ترتفع فيها نسبة البطالة، ما يؤشر إلى نتائج اقتصادية صعبة تنذر باستغناء عشرات المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية عن المئات من عمالها المسجلين سابقا في الضمان الاجتماعي، عدا عن استغناء مؤسسات أخرى عن العمال المياومين. و"تكفلت الاضطرابات وعمليات قطع الطرق الأخيرة بضرب حركة العيد"، وفق ما يقول محمد حمزة من سوق المصنع، الذي يتحدث عن أسوأ أيام تعيشها الأسواق البقاعية التي تخلو اليوم حتى من الرواد المحليين. حركة عبور ناشطة إلى سوريا لم تجلب حركة العبور الناشطة في هذه الأيام باتجاه سوريا، من خلال مواكب آلاف العمّال السوريين الذين بدأوا عطلة عيد الأضحى باكرا، المرتجى الاقتصادي للمؤسسات التجارية التي يشكو أصحابها من عجقة سير، لكن من دون انتقالها إلى داخل مؤسساتهم التجارية. يتحدث أصحاب المؤسسات التجارية عن مخاوف كبيرة تنتاب العابرين على طريق شتورة ـ المصنع، فالقادم من سوريا ينهمك في ايجاد مأوى له ولعائلته، أو الاسراع في التوجه إلى بيروت من دون أن يمارس سياحته السابقة المتمثلة بالاستراحة القسرية في مطاعم ومقاهي ومؤسسات شتورا، وهذا ما ألحق ضررا فادحا في مطاعم الوجبات السريعة مثلما يؤكد رباح هاشم، صاحب أحد المطاعم على طريق شتورا. الحركة في شتورا تقتصر هذه الأيام على اللبنانيين، ترتفع أعدادهم أعداد العائلات السورية، وهذا الأمر مخالف لأمال هذه المؤسسات التي كانت تعتمد على حركة العائلات السورية. فأحد السائقين السوريين الخائف من الوقوع في فخ الطريق المقطوعة، يستعجل في الوصول إلى بيروت خوفا من الاضطرابات المفاجئة على الطرق. ويعتبر أحد أصحاب مكاتب التخليص في المصنع، أن "اقفال الطريق لساعات يكبد المخلصين الجمركيين والمستوردين والمصدرين أعباء مالية وأكلافا كبيرة في ظل مخاطر العبور على الطريق السورية وارتفاع أسعار الشحن". ولا تنحصر أضرار عمليات قطع الطرق في البقاع على الواقع الاقتصادي، إنما تتعلق بالحياة اليومية لمئات العائلات البقاعية المتنقلة ما بين قرى البقاع والعاصمة بيروت، التي تعاني معوقات ومخاوف ترتفع حدتها عند الأهالي المنتظرين عائلاتهم على طرق مقطوعة تتسبب باشكالات غير محمودة بين العابرين وقاطعي الطريق. من 900 إلى 400 عرس وفي هذا السياق، يسجل إلغاء حجوزات عشرات حفلات الأعراس في المؤسسات الفندقية في البقاع بسبب المخاوف الأمنية على الطريق الدولية في البقاع، ما أدى الى انعدام الاستفادة الاقتصادية والمالية، وفق مدير "بارك اوتيل" جهاد سليم الذي يشير إلى أن "حجم عديد الأعراس انخفض من 900 إلى 400، وبعض الأعراس لم يتجاوز عددها 300 مدعو، والسبب الأوضاع غير الآمنة على الطرق". وانخفض حجم الأعمال السياحية في ساعات الليل في الصيف إلى ما يزيد على 70 في المئة قياسا إلى حركة العام الماضي، وفق احصاء "أصحاب المؤسسات السياحية والمقاهي في زحلة وعنجر"، كما أن بعض المؤسسات الفندقية استغنت وعدلت عن اقامة البرامج الترفيهية الليلية التي لم تستقطب جمهورا بسبب الخوف والعامل الأمني على الطرق البقاعية.