الانفجار يرعب الأسواق المالية ويرفع منسوب الحذر
عدنان الحاج السفير 17-8-2013
كانت انعكاسات وآثار انفجار الضاحية الجنوبية حاضرة في اليوم الأخير من تداولات الأسواق المالية، حيث انعكست مزيداً من الجمود والحذر وارتفاع وتيرة الطلب على الدولار مقارنة مع الأيام الأولى من الأسبوع. وحسب توقعات المتعاملين فإن حجم الحذر والتوتر قد يستمر خلال الأسبوع المقبل مما سيزيد في الضعف والتريث نتيجة تراكم التطورات وسرعتها. فقد تم تداول الدولار على الهامش الأعلى أمس حيث وصلت الأسعار إلى 1515 ليرة من دون تدخلات تذكر من مصرف لبنان نتيجة غياب العروض. كذلك كانت حركة البورصة وتخوف المتعاملين من التطورات المحلية والتأثيرات الإقليمية. ولم تنحصر الآثار على السوق المالية بل امتدت إلى النشاط الاقتصادي بشكل عام والتجاري على الأخص. وجاءت كارثة الضاحية الجنوبية يوم أمس الأول بعد تطورات سريعة من اختطاف المواطنين الأتراك وأحداث عرسال والتطورات في الأزمة السورية، مع استمرار الفراغ الحكومي والسياسي بشكل عام، تدخل الأسواق المالية في المزيد من التراجع والجمود، لا سيما ان الأسواق الخارجية والمتعاملين يدخلون الفرصة الصيفية. هذه التطورات الداخلية مضافة إليها العوامل الخارجية تزيد الضغوط والتوتر والضعف في الأسواق المالية اللبنانية غير المستقرة والحذرة أصلاً منذ أشهر طويلة. إلى ذلك يدخل عنصر صعوبة تمويل احتياجات الدولة واستحقاقاتها بالليرة اللبنانية التي تفوق الستة آلاف مليار ليرة لما تبقى من العام 2013 بواقع شهري يفوق 1200 إلى 1300 مليار ليرة، وسط تمنع المصارف عن الاكتتابات بسندات الخزينة لآجال طويلة. هذا الواقع يجعل مصرف لبنان يلجأ إلى خطوات جديدة وهي إصدار شهادات إيداع طويلة الأجل لمدة 12، سنة، بعد شهادات العشر سنوات، بفوائد تصل إلى 9 في المئة وبيعها للمصارف عن طريق إغرائها بالفوائد المرتفعة، وهذا ما يجده بعض المتعاملين خطوة حذرة في ظل ارتفاع الفوائد الأميركية على الدولار التي وصلت إلى حوالي 2,75 في المئة على سندات العشر سنوات. وفي حال استمرار الفوائد على السندات الأميركية فإن المصارف التي تحمل هذه السندات الطويلة سترى نفسها امام صعوبة تعديل محافظها نتيجة التحويلات إلى الدولار من قبل المتعاملين. إلى ذلك يستمر مصرف لبنان حتى الآن بإقراض الدولة بفوائد مقبولة لتأمين احتياجاتها لا سيما ان على الدولة استحقاقات تصل إلى حوالي 600 مليون دولار خلال الأشهر المقبلة ناتجة عن القروض والتمويل الخارجي. وعلمت «السفير» ان بعض المصارف اللبنانية تقبل على شراء شهادات إيداع مصرف لبنان بشكل جيد مما يساعد في تسويق الشهادات لتكوين السيولة المطلوبة لمواجهة المتطلبات. أما سوق القطع فقد شهد خلال فترة ما بعد الأعياد إقبالاً على طلب الدولار بشكل ملحوظ ويمتد هوامش 1514 و1515 ليرة، الأمر الذي استوجب في إطار محدود تدخل مصرف لبنان، مع العلم ان عروض الدولار تراجعت بشكل كبير. أما بالنسبة للأوراق اللبنانية بالعملات فهي تشهد جموداً غير مسبوق، حيث لا طلب لامس الداخل ولا من الخارج على هذه الأوراق التي كانت تحسنت بعض الشيء خلال الأسابيع الماضية. على صعيد آخر كانت تداولات بورصة بيروت ضعيفة جداً حيث تتحرك أسعار الأسهم صعوداً أو نزولاً بكميات قليلة من الأسهم مع تراجع الطلب وضعف العروض التي اقتصرت خلال أواخر الأسبوع على عدد محدود من الأسهم الرئيسية من سوليدير إلى بعض الأسهم المصرفية.
البورصة: ضعف وحذر
تراجعت تداولات بورصة خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 16/8/2013 نتيجة تزاحم الأحداث والتطورات وكان آخرها انفجار الضاحية الجنوبية بعد سلسلة من التطورات المحلية والإقليمية، ناهيك عن ضعف الأسواق المالية المستمر منذ أشهر بفعل الانقسامات السياسية الداخلية. فقد بلغت تداولات الأسبوع المذكور ما مجموعه حوالي 56 ألفاً و242 سهماً قيمتها حوالي المليون و774 ألف دولار، مقابل تداولات للأسبوع الماضي بلغت حوالي 186 ألفاً و891 سهماً قيمتها حوالي المليونين و228 ألف دولار. هذا الجمود المسيطر الذي اختلطت أسبابه بين الأحداث والعطلة الصيفية للأسواق مرجح ان يستمر الأسبوع المقبل بفعل تزايد التوترات. وبلغ التراجع في القيمة حوالي 450 مليون دولار بما نسبته 20,3 في المئة وحوالي 50% من حيث العدد. أما الأسهم التي تغيرت أسعارها خلال الأسبوع فكانت على الشكل الآتي: 1ـ تراجع سهم سوليدير «أ» بنسبة 1,8 في المئة واقفل سعر 11,21 دولاراً مقابل 11,41 دولاراً للأسبوع الماضي. كما تراجع سهم سوليدير «ب» بنسبة 1,2 في المئة واقفل على سعر 11,14 دولاراً مقابل 11,27 دولاراً للأسبوع الماضي. 2ـ تراجع سهم بنك عودة المدرج بنسبة 0,6 في المئة واقفل على سعر 6,25 دولارات مقابل 6,29 دولارات للأسبوع الماضي. كما تراجعت شهادات إيداع عودة بنسبة خمسة في المئة وأقفلت على سعر 6,26 دولارات مقابل 6,59 دولارات للأسبوع الماضي. كما تراجع سهم عودة التفضيلي بنسبة 0,1 في المئة وأقفل على سعر 100,10 دولار. 3ـ ارتفع سهم بنك بيبلوس المدرج بنسبة 0,7 في المئة وأقفل على سعر 1,52 دولار مقابل 1,51 دولار للأسبوع الماضي. 4ـ ارتفع سهم بنك بيمو التفضيلي بنسبة 0,1 في المئة وأقفل على سعر 101 دولار مقابل 100 دولار للأسبوع الماضي. 5ـ ارتفع سهم «هولسيم ليبان» للأسمنت بنسبة 8,8 في المئة وأقفل على سعر 15,68 دولاراً مقابل 14,41 دولاراً للأسبوع الماضي.
الدولار خارجياً
ارتفع سعر الدولار أمام سلة عملات أمس. وارتفع الدولار 0.3 في المئة أمام الين إلى 97.65 يناً في حين تراجع اليورو بعض الشيء خلال اليوم إلى 1.3330 دولار. في ما يلي أسعار صرف العملات الرئيسة مقابل الدولار في أسواق الصرف الأجنبي أمس: 1.334 دولار أميركي، الإسترليني 1.5627 دولار أميركي، الدولار الاسترالي 0.9172 دولار أميركي، 97.53 ينا يابانيا، 0.9262 فرنك سويسري، 5.5893 كرونات دنمركية، 5.9136 كرونات نرويجية، 6.5205 كرونات سويدية، 2.344 ريال برازيلي، 1.0321 دولار كندي، 7.7535 دولارات هونج كونج، 12.841 بيزو مكسيكي، 32.9005 روبلاً روسياً، 1.27 دولار سنغافوري، 9.989 راندات جنوب افريقية.
اليورو
في ما يلي أسعار صرف العملات الرئيسة مقابل اليورو في أسواق الصرف الأجنبي أمس: 1.3341 دولار، 130.1 ينا يابانيا، 0.8536 جنيه إسترليني، 1.2356 فرنك سويسري، 7.4576 كرونات دنمركية، 7.892 كرونات نرويجية، 8.6998 كرونات سويدية، 1.4544 دولار استرالي، 1.3774 دولار كندي، 10.3449 دولارات هونج كونج، 43.8937 روبلاً روسياً، 1.6936 دولار سنغافوري.
النفط
استقرت العقود الآجلة لخام برنت فوق 109 دولارات للبرميل أمس. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم تشرين الأول 17 سنتا إلى 109.77 دولارات للبرميل. وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أيلول ثمانية سنتات إلى 107.33 دولارات للبرميل وقد ارتفعت 1.3 في المئة أيضاً هذا الأسبوع.
الذهب
تراجع الذهب عن أعلى مستوياته في شهرين الذي سجله في وقت سابق أمس. وارتفع الذهب في السوق الفورية إلى أعلى مستوياته في شهرين عند 1372.51 دولارا للأوقية (الأونصة) في وقت سابق من الجلسة ثم تراجع إلى 1360.01 دولارا للأوقية منخفضاً 0.4 في المئة.
الأسهم الأميركية
فتحت الأسهم الأميركية على انخفاض طفيف أمس. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 21.35 نقطة أو 0.14 في المئة إلى 15090.84 نقطة. ونزل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 1.62 نقطة أو 0.10 في المئة إلى 1659.70 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 2.18 نقطة أو 0.06 في المئة إلى 3603.93 نقطة.
الأسهم الأوروبية
استقرت الأسهم الأوروبية أمس. وزاد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1 في المئة إلى 1228.31 نقطة في التعاملات المبكرة. وارتفع مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 0.1 في المئة إلى 2838.60 نقطة. وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.05 في المئة ومؤشر كاك 40 الفرنسي 0.04 في المئة بينما نزل مؤشر داكس الألماني 0.2 في المئة.
عدنان الحاج
|