مليارا دولار مشاريع «سوليدير إنترناسيونال» في الحازمية والسعودية
عدنان الحاج السفير 9-9-2013
يبدو أن التباطؤ الاقتصادي الحاصل في لبنان وتراجع النشاط العقاري عامة، وفي بيروت في شكل أكبر، نتيجة ظروف عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وتراجع حركة الرساميل والاستثمارات في لبنان، وتراجع الطلب على العقارات في وسط العاصمة الذي أدى إلى تراجع المبيعات العقارية للعرب والأجانب في لبنان أكثر من 30 في المئة، وحركة البناء أكثر من 14 في المئة، يبدو أن هذا الواقع انعكس تراجعاً على نشاط بورصة بيروت وتأثر أسعار الأسهم بشكل كبير خلال العام 2013 (حوالي 37 في المئة في 8 أشهر). كذلك على مبيعات وأرباح «شركة سوليدير بيروت» التي تأثرت نتيجة غياب الطلب، وتراجع نشاط البيع والإيجارات خلال السنتين الأخيرتين مقارنة مع الأعوام الماضية. هذا الواقع ربما يكون أحد أبرز الأسباب التي ساهمت في تنشيط حركة ومشاريع شركة «سوليدير انترناسيونال» المملوكة بنسبة 39 في المئة من «شركة سوليدير بيروت»، وحوالي 61 في المئة من مساهمين خليجيين وصناديق دولية ومصارف، لتنفيذ مشاريع عقارية في الخارج، لا سيما في السعودية والإمارات، إضافة إلى مشروع في منطقة الحازمية، وآخر في مصر تجري حوله مفاوضات لتسوية وضعه مع الشركاء والمستثمرين العرب. وتقدر قيمة المشاريع التي تنفذها «شركة سوليدير انترناسيونال» في كل من السعودية ومنطقة الحازمية في لبنان، بحوالي الملياري دولار بين عقارات وكلفة إنشاءات بمساهمات كبيرة من مستثمرين سعوديين وصناديق عالمية وعربية. وتأتي خطوة توسع مشاريع «سوليدير انترناسيونال» على اعتبار أن القانون يحظر على «سوليدير بيروت» العمل خارج نطاق منطقة بيروت وفق نظامها ومهامها المحددة. لكن الشركة الأم تستفيد من عائدات الشركة التابعة، ومن أرباح المشاريع بنسبة ملكيتها فيها المحددة بحوالي 39 في المئة. السؤال البديهي هنا: هل تعوض نشاطات ومشاريع «سوليدير انترناسيونال» في الخارج ضعف الحركة في وسط بيروت، وتراجع حجم المشاريع، وتحسن الأرباح المتراجعة في ظل الجمود القائم في لبنان؟ في التفاصيل، لقد تأسست شركة «سوليدير انترناسيونال» في العام 2007 برأسمال قدره حوالي 700 مليون دولار. تملك «سوليدير بيروت» منها ما نسبته 39 في المئة (حوالي 273 مليون دولار) أما الباقي وقدره حوالي 61 في المئة، فيملكه مساهمون خليجيون وصناديق استثمارية من أوروبا وأميركا، وبعض المصارف المحلية (بنك عودة، وبنك ميد). بمعنى آخر، فإن حوالي 55 في المئة من المساهمات تعود لمساهمات خليجية. الأهداف الأساسية للشركة، حسب التقارير الجاري العمل عليها من قبل الخبراء، تكمن في تكبير الموجودات من عقارات وأراضٍ عن طريق شراء عقارات في عدد من البلدان العربية ودول المنطقة مع المحافظة على السيولة النقدية بعد الأزمات المالية في العام 2008، وإدارة المخاطر بعد الأزمة، إضافة إلى تنفيذ المشاريع التي تقوم بها الشركة في الخارج عن طريق الإفادة من اسم «سوليدير»، وهي تشكل قوة تسويقية للشركة بالاستعانة بخبراتها العقارية. وهذه المشاريع تؤمن المردود، إضافة إلى السمعة في عالم الاستثمار، حيث يحضر الشركاء العرب وغير العرب لمشاهدة تجربة «سوليدير» في لبنان في إعادة الإعمار. النظرة الاقتصادية إلى شركة «سوليدير انترناسيونال» تنطلق من اعتبارها مطوراً عقارياً شاملاً من دراسة المشروع ورسم الجدوى الاقتصادية والبحث عن الأراضي والعقارات، وصولاً إلى مرحلة البناء والتطوير والبيع، ما يجعلها مطوراً شمولياً. الاستناد الأساس يقوم على فريق عمل مختلط يستفيد من خبرة «سوليدير» ودعمها على المستوى التقني، وتقديم خدمات لقاء بدلات مع فريق عمل خاص تابع لـ«شركة سوليدير انترناسيونال».
مشاريع الشركة الخارجية
تملك شركة «سوليدير انترناسيونال» مجموعة مشاريع خارج لبنان، لا سيما في المملكة العربية السعودية والإمارات، إضافة إلى مشاريع أخرى في لبنان وتحديداً منطقة الحازمية. 1) هناك مشروع في العاصمة السعودية الرياض مشروع وادي قرطبة، وهو عبارة عن أرض مساحتها حوالي 270 ألف متر مربع تقع قرب مطار الملك خالد الذي يضم أكبر تجمعات تجارية واقتصادية. وهذا المشروع تملكه الشركة بنسبة 100 في المئة. وبدأ العمل على المشروع في مجمع سكني للأجانب. يستوعب المشروع في مرحلة لاحقة حوالي 600 عقار بين فيلات وشقق. وتقدر كلفة المشروع بحوالي 200 مليون دولار، ويتوقع الانتهاء منه في العام 2015. 2) المشروع الثاني هو المشروع التخصصي بالقرب من مشروع قرطبة في الرياض، وهو عبارة عن مجمع سكني للأجانب تتوزع ملكيته بمعدل 50 في المئة لـ«شركة سوليدير انترناسيونال»، و50 في المئة لمستثمر سعودي (أحد الأمراء) وهو يقع على 40 ألف متر مربع، وكلفته ليست كبيرة كالمشروع الأول. 3) هناك مشروع ثالث في الرياض أيضاً في أرض منطقة «الملقة»، وقد أسست الشركة صندوقاً استثمارياً تملك منه 75 في المئة و25 في المئة ملكية مساهمين ومستثمرين سعوديين. رأسمال الصندوق حوالي المليار و200 مليون ريال سعودي (حوالي 320 مليون دولار). المشروع عبارة عن استثمار حوالي مليون متر مربع في منطقة قريبة من منطقة الملك عبد الله المالية في الرياض. يقوم المشروع في قسم منه على إفراز وبيع عقارات مطورة بالبنى التحتية، والقسم الثاني ستقام عليه مشاريع لشقق سكنية ومشاريع تجارية بنشاطات متنوعة. وهناك أرض كبيرة في الرياض يعمل على تحويلها من أرض زراعية إلى حضرية مساحتها حوالي 90 مليون متر (وهو مشروع قيد التحضير).
أكثر من مشروع في جدة والإمارات
- أبرزها مشروع في جدة هو «غولدن تاور»، وهو عبارة عن برج سكني في منطقة في جدة مطلة على البحر. وهو يتألف من 48 طابقاً. تملك «شركة سوليدير انترناسيونال» 50 في المئة من المشروع و50 في المئة تعود لشريك سعودي مليء. وبدأ العمل في هذا المشروع في العام 2012، وهو عبارة عن 65 شقة بتصاميم مميزة. كلفته حوالي 120 مليون دولار ويتوقع إنجازه في نهاية العام 2015. - المشروع الثاني في جدة عبارة عن صندوق استثماري برأسمال 600 مليون ريال تملك «سوليدير انترناسيونال» منه 50 في المئة والـ50 الباقية تعود للمستثمرين في الصندوق العقاري. وتملك «شركة سوليدير» نصف الصندوق الذي يملك 50 في المئة من المشروع. وقد تم تكليف الصندوق بفرز الأرض مع الشريك السعودي. وهو كما مشروع الملقة في الرياض، سيتم بيع قسم من العقارات وتطوير قسم منها كمشاريع عقارية. - مشروع عجمان (في الإمارات): لقد تمت دراسة المشروع لمراحل عدة، حيث كان مشروعاً سكنياً تحول إلى مشروع سياحي تملك «سوليدير انترناسيونال» منه حوالي 39 في المئة بالتعاون مع حكومة عجمان. وهناك 11 في المئة مملوكة من شركة إماراتية و50 في المئة لحكومة عجمان. مساحة المشروع 5 ملايين و400 ألف متر، ورأسماله حوالي 550 مليون دولار (حوالي ملياري درهم). يتميز المشروع بحرية التملك كمنطقة حرة والأرض بعيدة حوالي 25 دقيقة عن مطار دبي وعنده 7 كيلومترات مطلة على المياه. هدف المشروع بيع الأراضي وتطوير مشروع سياحي وإقامة فنادق خمسة نجوم ريزورت منطقة شاطئ وملعب غولف مع متنزه. الفندق الأول يقوم على 85 ألفا و300 متر بتصميم أجنبي وهو عبارة عن 160 غرفة. أما الفندق الثاني في المشروع فهو عبارة عن 130 غرفة بمساحة أرض قدرها حوالي 75 ألف متر، مساحة الغرفة من 50 إلى 300 متر مربع، ويشكل بناء قليل الارتفاع مع منطقة خضراء ومساحات مشجرة. إضافة إلى متنزه وملعب غولف. هذه المشاريع كلها تنتهي في العام 2015 حسب تقديرات القائمين عليها. هذا المشروع يملك حالياً حوالي 255 مليون دولار نقداً في المصارف الإماراتية، وتقدر قيمة الأرض الدفترية بحوالي 400 مليون دولار، وليست عليه أية ديون ولا رهونات.
مشروع لبنان/ الحازمية
تعمل «شركة سوليدير انترناسيونال» على تنفيذ مشروع في الحازمية على مساحة أرض قدرها 90 ألف متر وأراض محيطة بحوالي 20 ألف متر بحيث تملك الشركة حوالي 110 آلاف متر ولها حق انتفاع من المشروع بنسبة 35 في المئة فقط والباقي لمستثمرين لبنانيين منهم (مصطفى البساط، وعبد كماري الذي يملك وحده حوالي 35 في المئة من المشروع). يتضمن المشروع تصميماً لمنطقة سكنية مقفلة ويتوقع إنجازه تبعاً لأوضاع البلد الأمنية والسياسية في حدود العام 2017 حيث يجري العمل حالياً على وضع التصاميم. في الخلاصة، أن الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان ومن بعدها التطورات الاقليمية، لم تعد سبباً في حرمان لبنان من الاستثمارات الجديدة العربية والخارجية، وإنما تشجع المستثمرين اللبنانيين على البحث عن مجالات الاستثمارات في الخارج بحثاً عن المناخ الأكثر استقراراً، وهذا واقع في المؤسسات الصناعية والسياحية وحتى العقارية اللبنانية نتيجة نمو أجواء عدم الاستقرار على حساب تراجع النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل. عدنان الحاج