وكالة انباء العمال العرب:15-1-2014
في الوقت الذي بات وطننا الوطن العربي والحمد لله مليء بما يسمى بالثورات ومليء بما يسمى بتبعات الربيع العربي من مظاهر احتجاج واغلاقات واضرابات وفعاليات منها ما هو صحيح وكثير منها ما هو غير صائب ولا علاقة له بالواقع .. وها نحن اليوم نعيسش اعنف فترة زمنية في هذا القرن من مذابح وتقطيع رؤوس وتنكيل والتشهير بالجثث للموتى . وها انحن انتقلنا من مراحل الثورات الى مراحل الانقلابات ومن مرحلة الاحتجاجات الى مراحل القتل والارهاب وسفك الدماء ومن مراحل المطالبة بتحرير الانسان والارض اصبحنا ننفذ عمليات فرض امر واقع اجرامية جديدة من قبل ادوات الامبريالية والراسمالية ومن حذا حذوهم من متطوعي الارهاب في بلداننا العربية . ولو نظرنا قليلا وبتمعن ما جرى من مسلسل دموي ما يدعى بالثورات مبتدئا بثورة حقيقية بداها العامل البوعزيزي من تونس وحولها البعض عن مسارها وهاهي تونس تحصد نتاج هذه الثورة لانها خرجت عن مسارها الوطني الصحيح ... ومرورا بليبيا التي قامت قوى الامبريالية بغطاء عربي عربي والدخول الى لحدود الليبية متذرعة بانهاء حالة من الحكم غير الرشيد وانهاء حالات الفلتان والفساد وانهاء حالة حكم دامت اربعين عاما ونيّف وكانت هذه الا ذريعة واستطاع حلف الاطلس بضوء اخضر من ما يسمى بالجامعة العربية التي اصبحت لا تمثل موظفيها والعاملين فيها في هذه الفترة وبالتالي حصل ما يدعى بالحلف الاطلسي على النفط والمعادن وقاموا باقتسام الغنائم وتقسيم ليبيا ووصولا الى مصر التي اعلن فيها الشباب عن ثورة حقيقية واذا بالسحر ينقلب على الساحر ويحصل ما حصل وسيطرة الاخوان المسلمين على البلدد الى ان حصل ما حصر من ثورة 30 يوليو التي ردّت الكثير مما افتقده الشعب المصري من اعتبارات مادية ومعنوية ووطنية وما ادت اليه من هدم للعديد من المشاريع التدميرية التي كانت مصر وفلسطين معا ستكونان لو حصل لا سمح الله هي ضحية لهذه المؤامرات . ولا ننسى اليمن الجريحة التي تحاول كل قوى الشر زج انفها بها رغم عن اصحابها واهلها وشرفائها اليمنيين الا ان المحاولات لا زالت جارية في دحض كل المؤامرات التي احيكت ولا زالت تحاك عليها وانتهاء وليس النهاية في سوريا وما يجري بها من عملية خلق الاحتقان الداخلي والطائفي والفئوي وعملية شحن كل المتمارضين ضد سوريا البلد القوي الكبير الصامد ورغم صمودها في وجه كل آلة الحرب العالمية المدججة بحمايات دولية واممية . وما تتعرض له سوريا من مؤامرات تلو المؤامرات ومن كوارث وعمليات ارهابية منظمة وعلى راسها ما يجري في مدينة عذرا العمالية هذه المدينة التي يعتاش منها الاف الاسر والعوائل العمالية السورية وما يجري من تدمير للتاريخ السوري والمتاحف والمساجد والكنائس كما هو في معلولة السورية التـاريخية . وها نحن نحصد العثرات والمأساة تلو الماساه مما ترتب على هذه الثورات الموجهة حسب اعتقادي اضعف الايمان من تبعات لا يحمد عقباها في لبنان وفي فلسطين عامة وفي العديد من الاقطار العربية ذات العلاقة المتداخلة الصلاحيات بين بعضها البعض . وهنا جاء دور الحركة العمالية العربية التي يقع على عاتقها العبء الكبير والحمل الثقيل في تنمية ثقافة محاربة الارهاب المنظم . علما ان الحركة العمالية العربية باتت صاحبة الحصة الكبيرة من زوابع الامبريالية واعصارات المصالح الفوقية وعمليات التفاف على الشرعية النقابية العربية الاتحاد الدولي لعمال العرب . ورغم صموده في وجه هذه العاصفة القوية ورغم ثبات الاتحادات النقابية العربية صاحبة المبدا الوطني والقومي من السودان الى سوريا ومن فلسطين الى اليمن ومصر العروبة وغيره من الاتحادات العربية الشريفة التي لا نكن لها الا كل الاحترام والتقدير لمواقفها العمالية العربية الشريفة والتي لا زالت تقف شوكة في حلق المؤامرة العالمية والدولية والعربية ضد اتحاداتنا العربية القومية . وها هم الاف العمال يقتلون ويستشهدون على ايدى الادوات الارهابية في سوريا ومصر وليبيا وغيرها وغيرها من المناطق الملتهبة عربيا والتي اشعل الارهابيون فيها النيران ضد كل مقومات ومقدرات شعوبنا العربية من اجل خدمة اللاقوميين واصحاب العلاقات المتنفذة في امريكا وحلقائهم . وفي ظل هذه المعطيات الخطيرة المطلوب من اتحاداتتنا العربية بان تاخذ زمام المبادرة وتحمل على عاتقها المسؤولية الكبيرة والمبادرة الى بث روح نبذ الارهاب في كل مكان وان تقوم بانتفاضة تغيير حقيقية يحملها من بداخل الصفوف العمالية والنقابية العربية متحديّة كل الحواجز الامريصهيونية التي تنصب هنا وهناك والتي تتجلى في بعض الاتحادات المنهزمة عربياً والتي اصبحت بوقا يهتف من خلالها لجهات نقابية متنفذة تخدم الامبريالية وعلى راسها الكونفدرالية العالمية للنقابات ITUC واعوانهم في من العرابين فيما يسمى بمنظمة العمل الدولية الشرق والغرب .هذه الاتحادات التي تحاول ان تنال من وحدة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وكل الاحرار النقابيين مستهدفة بذلك قضيتنا العربية المركزية وهي القضية الفلسطينية وتساهم بشكل كبير في تصفيتها تحت شعارات لا تنم عن علاقة هذه الاتحاد بقومية قضيتنا وقضايانا العربية والاسلامية . وعلينا بالفعل ان نخلق في النقابات والاتحادات العربية ربيعا نقابيا حقيقيا يقوده كل الشرفاء من اتحاداتنا العربية من شرقها الى غربها والعمل على انهاء حالة التأكلز وحالة الفوقية والتبجح بشعارات باهتة لا تنم عن الحد الدنى من متطلباتنا النضالية واستحقاقاتها الوطنية . فهنيئا للاتحادات العربية الأصيلة التي رفضت الا ان تكون قومية وشريفة ومتاصل بداخلها النخوة العربية الشريفة . وهنا لا بد الا ان نثمن دور الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ICATU والاتحاد العالمي للنقابات WFTU ومن خلفه اتحاد عمال فلسطين والاتحاد العام لنقابات عمال مصر واتحاد عمال السودان والحر البحريني واتحاد نقابات سوريا العملاق المناضل واتحاد عمال اليمن والكويت والعراق وبعض الاتحادات العربية في ليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا وغيرها وغيرها من النقابيين الشرفاء الذين يدحضون بدورهم الدور المتقاعص للهياكل التي يتم تسميتها بين الحين والاخر والتي اخرها اتحاد النقابات العربية التي تم مؤخرا تشكيلة تحت اشراف شارون رئيسة اتحاد الحر في العالم والتي تقود معركة تفتيت الحركة النقابية العربية وطمس القضية الفلسطينية وتحجيم النضال المطلبي العربي بدعم بعض المستعربين من وطننا العربي وغير العربي . بقلم النقابي الفلسطيني : محمد العرقاوي
|