مقالات صحفية مختارة > ميقاتي يطلب إنشاء مسلخ جديد لبيروت.. والحاج حسن: «تحقيق ذلك دونه عقبات»
كتبت جريدة السفير بتاريخ 5-4-2012
لم يعد سرا الواقع المزري لمسلخ بيروت «المؤقت»، بل يمكن تعميم هذا الوصف على معظم المسالخ المنتشرة في المناطق. ويشير وزير الزراعة حسين الحاج حسن إلى وجود سعي حثيث لمعالجة هذا الواقع في إطار متابعة «ملف سلامة الغذاء»، عبر «تصاعد التشدد في الرقابة على المنتجات»، ومنها «وضع آلية ستصدر قريبا لمعرفة مسار الأغذية منذ دخولها عبر النقاط الحدودية وحتى آخر بائع تجزئة»، مبرزا «أهمية وضع نظم ومعايير إدارية للمسالخ، وأن تلتزم تدريجيا بأنظمة الـ HACCP».ويوضح أن «رئيس مجلس الوزراء اتصل بمحافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش للإسراع في إنشاء مسلخ حديث وواسع». لكن «تحقيق ذلك حاليا»، وفق الحاج حسن، «دونه عقبات مستعصية على الحل حتى الآن على الأقل، خصوصا في موضوع تملك الأرض»، معلنا بعد اجتماعه بقالوش، ورئيس «بلدية بيروت» بلال حمد، ورئيس «اتحاد بلديات الضاحية» رئيس «بلدية الغبيري» محمد سعيد الخنسا، لبحث وضع المسالخ وسوق الخضار في مدينة بيروت والضواحي، عن خطوات جرى الاتفاق عليها في الاجتماع بعد التواصل مع ديوان المحاسبة، منها: «تأهيل سريع جدا لمسلخ بيروت الحالي»، موضحا أن «البلدية والمحافظة لديهما التمويل اللازم لذلك». والاتفاق على كيفية إدارة المسلخ والإشراف والرقابة من قبل مصلحة الصحة في محافظة وبلدية بيروت التي تعنى بسلامة الكادر البشري، ومصلحة المسالخ التي تعنى بسلامة الذبيحة».لكن «عملية التأهيل هذه، غير كافية، كذلك لن تكفي حاجات سكان بيروت». وبانتظار ايجاد المكان البديل الدائم والمناسب، يعلن أن «لجنة مكونة من الوزارة والبلديات ستزور المسالخ الموجودة في منطقة شويفات بالتنسيق مع شركة رقابة عالمية، للإفادة حول اعتمادها».ومن القرارات أيضا، التأكيد على «منع الذبح داخل الملاحم، وصولا إلى المنع النهائي في آخر العام الجاري». أما وضع مسلخ طرابلس «فالبحث فيه لمرحلة ثانية». وإذ يشدد الحاج حسن على «أهمية التعاون والتنسيق بين الوزارات المعنية والبلديات وأصحاب الملاحم والمواطنين في ملف الأمن الغذائي»، يكشف عن إنجاز الوزارة كشفا شاملا عن واقع المسالخ الصالحة وغير الصالحة، مشيرا إلى أن «البلديات بدأت بإجراء مسح شامل أيضا، لمستودعات الأغذية واللحوم لمراقبة آليات التخزين والحفظ». ويلفت إلى أن «من صلاحية البلديات إنشاء المسالخ وإدارتها واستثمارها، لكن من صلاحيات الوزارة الإشراف وإعطاء التوجيهات اللازمة». إعادة شحنات ألبان ولحومويرى «أننا ذاهبون إلى سد الثغرات في ملف الأمن الغذائي ومعالجة السلبيات»، معلنا أنه «في الأيام القليلة الماضية أعاد عددا كبيرا من شحنات الألبان والأجبان واللحوم ليس لعدم سلامتها الغذائية، إنما لعدم المطابقة بين المنشور على السلع والوثائق المقدمة، ومنها مثلا: سلع مستوردة من الخارج وكتب عليها «صنع في لبنان»، وأخرى كتب عليها 100 في المئة من حليب البقر الطازج وضمن المكونات ذكر أنها حليب بودرة». وتعليقا على واقع المسالخ في منطقة عين سعادة، ومدى التزامها بالإجراءات الصحية، يشير إلى «أن الوزارة كانت قد وجهت إنذارات للالتزام بالشروط الصحية والبيئة، لكن قرار الإقفال يعود لمحافظ جبل لبنان». وكان الحاج حسن قد أوضح «أن الاجتماع بحث وضع المسالخ عموما ومسلخ بيروت خصوصا». وتحدث عن مشروع مسلخ بيروت الحديث «الذي كان سيقام بهبة من بنك التنمية الإسلامي بقيمة 18 مليون دولار على أرض في منطقة المدور، لكن لم ينفذ منذ سنوات طويلة ما أدى إلى أن تصل الحال في مسلخ بيروت الحالي إلى ما وصلت إليه».من جهته، يوضح الخنسا لـ«السفير» أن «اتحاد البلديات زار مسالخ شويفات ورتب وضعها، لكن لاعتمادها رسميا، تحتاج إلى لمسات قانونية»، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن «جهة مختصة ستكشف عن المسالخ قريبا لوضع تقرير يفيد بأنها صحية وسليمة، ومن ثم إجازة اعتمادها».وإذا لم تحز المسالخ الشهادات الصحية المطلوبة، يجيب الخنسا «سيصار إلى البحث عن أخرى»، مشيرا إلى أن «هناك دراسة لإنشاء مسلخ جديد من قبل اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الذي سيؤمن قطعة الأرض». ويؤكد أن «العناصر المسؤولة عن مراقبة سلامة الغذاء في الاتحاد تراقب باستمرار الواقع على الأرض، وللآن لا شيء يدعو إلى القلق»، لافتا إلى أن «عمليات الذبح في الملاحم تتم بإشراف كامل من قبلنا».بلاغ.. وجدول لدورات سلامة الغذاء في المقابل، طلب قالوش عبر بلاغ من «جميع المؤسسات والمحال التي تتعاطى بيع وشراء وتخزين المواد الغذائية على أنواعها، ضرورة التقيد بتطبيق الشروط الصحية، كما شروط السلامة العامة»، مذكرا «بالخطة التي أقرت سابقا، وتقضي بإجراء مسح شامل على هذه المؤسسات والمحال كافة بواسطة فرق شُكلت لهذه الغاية، تضم مراقبين صحيين، وعناصر من الإطفاء والحرس، علما أن إجراءات ستتخذ بحق المخالفين، وفق الأصول». وفي سياق متصل، صدر عن وزير السياحة فادي عبود الجدول الزمني لدورات سلامة الغذاء للمؤسسات، وتوجه به إلى جميع النقابات السياحية، وذلك استكمالا للدورة التدريبية التي أجريت يوم الاثنين الماضي، لمراقبي وزارة الاقتصاد والتجارة ومفتشي مصلحة الضابطة وقسم الشرطة السياحية. ويشارك في الدورات التي ستستمر تباعا إلى 20 حزيران المقبل، معنيون في موضوع حفظ وتحضير وتقديم الطعام والشراب في المؤسسات السياحية.