مقالات صحفية مختارة > حسم 50% من الضريبة: هل يستغلّه الفاسدون؟
الاخبار العدد ١٧٠١ الثلاثاء ٨ أيار
تستمرّ الصادرات الصناعية بتسجيل نموّ إيجابي لافت رغم جميع الظروف المحيطة. ومع إقرار حسم 50% من ضريبة الدخل المفروضة على تلك الصادرات، من المتوقع أن يُحفّز هذا النمو أكثر، وربّما شهد القطاع تحوّلاً بنيوياً على أكثر من صعيد. ففي لقاء صناعي - تجاري عُقد في جمعية تجار بيروت أمس، شجّع وزير الصناعة فريج صابونجيان المصانع الصغيرة والمتوسطة على الاندماج، مشيراً إلى أنّ الإجراء الضريبي المتّخذ _ الذي يُنتظر أن يقرّه مجلس النواب _ من شأنه أن يُحفّز هذا التوجّه. كذلك لفت إلى أنّ قطاع الامتيازات (Franchise) يمكنه الإفادة أيضاً من الحسم إذا فتح مصانع في لبنان وصدّر إنتاجها. وقد نمت الصادرات الصناعيّة بنسبة 11% تقريباً خلال الشهرين الأوّلين من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2011؛ وبلغت 527.1 مليون دولار. ويُسجّل هذا النمو في مرحلة تشوبها الاضطرابات في المنطقة. لكن رغم أهمية هذا الإجراء، يتّضح أنّه علاج لنتائج لا لأسباب ضعف القطاع الصناعي؛ فبداية، بحسب فريج صابونجيان نفسه، من شأن الحسم الضريبي أن يعوّض على الصناعيين جزءاً من الكلفة التي يتكبّدونها على الطاقة. وكان من الأجدى أن يجنّد الصناعيون أنفسهم مناصرة لحقّهم وحق البلاد مجملة بمعالجة مشكلة الطاقة. وهناك تخوّف آخر ينبع من تجربة استرداد ضريبة القيمة المضافة (TVA)؛ إذ بحسب وزير المال محمد الصفدي، يعود تأخير استرداد الضريبة حالياً إلى وجود شركات وهمية حاولت الإفادة من هذا الأمر «وهناك تحقيق في النيابة العامة المالية». فهل تسود الممارسات غير المشروعة للإفادة من حسم ضريبة الدخل في القطاع الصناعي؟ يطمئن محمّد الصفدي إلى أنّ الوزارة كلّفت مكتباً استشارياً وضع تصوّر جدي لحل أزمة أصحاب الحق الذين ترتبت عليهم لدى الوزارة فوائد مالية، لا قيمة الاسترداد فقط... فلنستبشر خيراً! (الأخبار) اقتصاد