مقالات صحفية مختارة > مهرجان النبطية الرمضاني ينتشل الحركة التجارية من ركودها
مشتريات العيد تتركز على الألبسة والأحذية والألعاب
كتب عدنان طباجة في جريدة السفير بتاريخ 15-8-2012
«فطار وضهار سهار مع جمعية التجار». كان شعار المهرجان الصيفي الرمضاني في النبطية اسماً على مسمى هذا العام. إذ ساهم هذا المهرجان بإنعاش الحركة الاقتصادية في السوق التجاري بشكل لم تعهده طيلة العام إلا في مثل هذه المناسبة، وبالتحديد قبيل أيام من عيد الفطر. فحلّت الحركة مكان الركود التجاري والاقتصادي الذي ظلّ ضيفاً ثقيلاً على المنطقة منذ سنوات عدة، حيث أصبح تجار المدينة ينتظرون مناسبات الأعياد بفارغ الصبر، لكي تعود الحركة التجارية إلى محالهم ومؤسساتهم طبيعية، إلى أن تحقق لهم ما أرادوا اعتباراً من يوم أمس خلال «سوق الاثنين التجاري» الأسبوعي في النبطية. فقد تدفّق المواطنون من مختلف مناطق الجنوب للتبضع وشراء الاحتياجات الخاصة بالعيد، والتي تتركز بمعظمها على مشتريات الألبسة والأحذية والألعاب الولادية فقط، لأن أحوالهم لا تسمح بشراء غيرها من السلع والبضائع الضرورية الأخرى، ومن المتوقع استمرار هذه الحركة حتى آخر يوم من شهر رمضان، جرياً على عادة كل عام. وشهد الإقبال على السوق التجاري في النبطية تضاعفاً مع فتح المحال والمؤسسات التجارية أبوابها خلال الأسبوعين الماضيين ليلاً بعد الإفطار وحتى منتصف الليل لاستقبال الزبائن الذين تحول أعمالهم دون حضورهم إلى السوق في ساعات النهار. وفي هذا الاطار، يقول صاحب محل الألعاب سمير جابر إن «التجار بدأوا بتنفس الصعداء مع اقتراب موعد العيد، لأن الاعتماد يتركز على بيع الألعاب في أعياد الفطر والأضحى والميلاد ورأس السنة. أما في بقية الأيام فلا بيع ولا من يحزنون». وفيما يشرح جابر أنه كان يجلس طيلة النهار يراقب السوق دون أي عمل، يخلص إلى أن «تجارة الألعاب هي تجارة موسمية»، وان يكن «يحمد الله على الإقبال الجيد على محله عشية العيد، ويتمنى أن تبقى على هذا النحو بعده». لا تقتصر المبيعات الموسمية على محال الألعاب فقط، بل تجاوزتها لتشمل مختلف محال ومؤسسات الأحذية والألبسة، لا سيما الولادية منها، بحسب التاجر حسن سعد، لأن المواطنين باتوا منذ زمن بعيد يؤجلون مشتريات أولادهم لمناسبة الأعياد، وهذا ما يحدث الآن، أما في بقية أيام السنة فبالكاد نبيع فستاناً أو زوجاً من الأحذية، لأن هذه الأمور باتت في نظرهم من الكماليات. ويرى التاجر عصام وهبي أن «من الطبيعي أن تنتعش الحركة التجارية في النبطية عشية عيد الفطر»، معرباً عن تخوفه في نفس الوقت لـ«زوالها مع انتهاء مفعول هذه المناسبة، ليعود الركود التجاري إلى ما كان عليه سابقاً، لا سيما في ظل الأوضاع السياسية والأمنية العصيبة التي يعاني منها اللبنانيون في الوقت الحالي، والمرشحة للتصاعد في المستقبل». ويعتبر التاجر أحمد سلوم أن الجزء الأكبر من الحركة التي سجلها السوق التجاري في النبطية خلال الأشهر الأخيرة وحتى الآن كانت حركة متفرجين لا حركة متسوقين، أمّا الحركة التي نشهدها الآن فهي حركة طبيعية في مثل هذه المناسبة، معرباً عن تشاؤمه بزوال هذه الحركة بعد عطلة العيد، لأن التجارب السابقة علمتنا ذلك. يضطر العيد ليلى فقيه لشراء الألبسة والأحذية والألعاب لأولادها، لكي يكونوا في حلة جديدة، وتقول: «لا يكفي اننا لم نعرف طعم الأعياد في صبانا حتى نحرم أولادنا منها، ومهما كلفتني هذه المناسبة من الأموال فإن مشهد البسمة على وجوه أولادي يساوي كل الأموال، لا أريد أن أورث أحداً شيئاً، أريد لأولادي أن يفرحوا في حياتهم فحسب». تخالف توفيقة سلام رأي فقيه، وتبدو حذرة جداً في شراء احتياجات العيد لأولادها، لأن فرحة العيد سيعقبها الإرهاق والتذمر مع اقتراب موسم العام الدراسي ومتطلباته الكثيرة، لذلك تحاول شراء ما تيسر وضروري، لأن مشتريات الكتب والقرطاسية للأولاد أهم من حاجيات العيد، وستحاول أن توازي بين هذه الاحتياجات واحتياجات المدرسة قدر الإمكان. في سياق متصل، تشكل الحركة التجارية النشطة في سوق النبطية مدعاة فرح لرئيس «جمعية تجار النبطية» وسيم بدر الدين، لانعكاسها إيجاباً على أحوال التجار الذين يتبرمون طوال أيام السنة. وهؤلاء «يعزون تراجع الحركة في الأيام العادية للأحوال الاقتصادية والمعيشية والسياسية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في الظروف الراهنة، بالإضافة إلى توسع الأسواق وتعدد المحال والمؤسسات التجارية لتشمل معظم قرى وبلدات المنطقة، ما يحد من حضور المواطنين إلى سوق النبطية». على ان بدر الدين يرى أنه «بالرغم من كل هذه الظروف فإن سوق النبطية يبقى الأهم والأقوى ومقصد الكثيرين من المواطنين الذين يجدون فيه كل شيء وأسعاره أرخص من بقية الأسواق الأخرى، ولا تجوز المقارنة معه على الإطلاق»، متمنياً «زوال الأسباب السياسية والأمنية وتحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين لما فيه المصلحة العامة للجميع».