كسرت حماوة الحركة التجارية خلال الايام القليلة الماضية، جمود موسم كامل من الركود الذي أصاب المناطق الحدودية، مع عزوف نسبة كبيرة من المغتربين والمصطافين عن قضاء إجازاتهم في هذه المنطقة، بسبب جملة من المشكلات المائية والكهربائية، فضلا عن الاضطرابات الامنية التي شهدتها البلاد. فقد أنعش عيد الفطر الروح في جسم الاسواق التجارية في المنطقة، حيث عادت المحال التجارية في المدينة لتفتح أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل، مع زيادة واضحة في عدد المتسوقين والزبائن، ساعد على ذلك مبادرة التجار الى إجراء تنزيلات وحسومات على بضائعم، لا سيما «العيدية» منها مثل الالبسة والاحذية والالعاب. كما كان لآخر سوق خميس قبل العيد حصته من هذا الانتعاش، فقد شهد السوق حركة كثيفة للرواد والمتسوقين بعد خفض الاسعار من قبل أصحاب البسطات في محاولة لجذب الزبائن لشراء حاجيات عيد الفطر بعدما فضل الكثيرون انتظار «الخميس» أي يوم السوق للشراء والتبضع. يقول التاجر محمد عبد الله وهو صاحب بسطة لبيع «الايشاربات» في «سوق الخميس» ان الحركة اليوم نشطة مقارنة مع ذي قبل، خصوصاً ان بعض المواطنين انتظروا السوق ليشتروا حاجيات العيد بأسعار تناسب وضعهم المعيشي. وتؤكد مريم ياسين وهي أم لأربعة أولاد «ليس باستطاعتي شراء ثياب العيد لجميع أبنائي دفعة واحدة، لقد اتفقت معهم على الشراء لاثنين منهم في عيد الفطر، والآخرون في عيد الاضحى المقبل بعد حوالي الشهرين، فالوضع الاقتصادي صعب ونحن على ابواب المدارس ولكن رغم ذلك يبقى للعيد نكهته الخاصة ولا يمكن ان نتجاوزه دون إدخال الفرح الى الاولاد وسوق الخميس هو المفضل لدينا وأرخص أسعارا». وتتفق آراء التجار على ان الحركة التجارية في العشرة الاواخر من شهر رمضان أفضل بكثير من الأيام والاشهر السابقة، ويرى بعضهم ان قسما كبيرا من الناس تجاوزوا القطوعات السياسيـة والامنيـة التي يمر بها البلد.