٢٠ ت٢ ٢٠٢٥ 
في خطوة تعكس عمق التضامن النقابي الدولي، عقد الاتحاد الدولي للعمال (ILC)، الذي تأسس عام 2023 ويضم 33 منظمة نقابية من 25 دولة، اجتماعاً استراتيجياً مشتركاً مع منظمة الوحدة النقابية الأفريقية (OATUU)، المنظمة القارية التي تمثل أكثر من 70 مركزاً نقابياً وطنياً يجمعون نحو 25 مليون عامل في 55 دولة أفريقية. استمر الاجتماع على مدى أربعة أيام من 11 إلى 14 نوفمبر 2025 في مدينة إسطنبول التركية، تحت شعار "الحركة العمالية أمام تحديات العمل الجديدة والتحول العالمي". استضاف الاجتماع في مرافق تابعة لاتحاد "ممور-سن"، أكبر اتحاد نقابي لموظفي القطاع العام في تركيا وأحد الأعضاء الرئيسيين في ILC، بحضور قيادات نقابية بارزة من أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. وشهد جلسات رفيعة المستوى يوم 12 نوفمبر، تلتها متابعات يوم 14، مع أنشطة رمزية مثل غرس الأشجار ضمن مبادرة "الوطن الأخضر" التركية لربط قضايا العمال بالاستدامة البيئية. ترأس الوفد من جانب ILC السيد علي يالتشين، رئيس الاتحاد، والسيد حمزة أوكسوز، الأمين العام، إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي. أما من جانب OATUU، فقد قاده الدكتور فرانسيس أتوولي، رئيس المنظمة وعضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية (ILO) والأمين العام لاتحاد عمال كينيا (COTU-K)، والسيد أرزقي مزهود ، الأمين العام، مع وفود إقليمية أفريقية. ركز الاجتماع على قضايا ملحة تهدد مستقبل العمل عالمياً، بدءاً من مخاطر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي يهدد بفقدان ملايين الوظائف وتوسع اقتصاد المنصات غير المنظم، مروراً باتساع الفجوات الاقتصادية ونمو العمالة غير الرسمية في ظل تأثيرات التغير المناخي والسياسات النيوليبرالية. كما أدان المشاركون بشدة ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة، مؤكدين دور النقابات في النضال ضد الإمبريالية والصمت الدولي. في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أتوولي أن "عالم العمل يتغير بسرعة فائقة عبر الرقمنة والأتمتة والتحول الاجتماعي، ويجب على النقابات أن تتطور وتتوحد وتقود هذا التحول برؤية وتضامن". وأشاد بـ ILC كـ"اتحاد قوي ومستقبلي"، متعهداً بتعميق الشراكة لتحقيق الوحدة العالمية. من جهته، شدد علي يالتشين على أن "التحول يجب ألا يأتي على حساب العدالة، فتضامننا لا يقتصر على الحدود بل يُعرف بالعدالة والسلام وكرامة الإنسان"، مستذكراً شعار ILC "معاً من أجل عالم عادل". أما أرزقي مزhoud فقد أوضح أن "مشاكل العمال لا تعرف حدوداً، وبالتالي الحل يكمن في التضامن، وبناء اقتصاد يركز على الإنسان والكرامة". وأضاف حمزة أوكسوز أن "العصر الذي نعيشه يتحرك أسرع من الزمن نفسه، ويجب علينا كاتحادات أن نعزز التعاون لحماية العمل في العصر الرقمي". تعهد المشاركون بالدعوة إلى معايير دولية تحمي حقوق العمال في التحول الرقمي، وإطلاق برامج تدريب مشتركة حول محو الأمية الرقمية، إلى جانب تجديد الدعوة لـ"انتقال عادل" عبر الحوار الاجتماعي، ودعم العمال الأفارقة في مواجهة التحديات الهيكلية. كما أعلنوا عن إطار للتعاون المستمر يشمل حملات مشتركة وتبادل المعرفة، مع رفع الصوت في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وILO حول الكوارث الإنسانية. اختتم الاجتماع ببيان مشترك أكد أن "الحركة العمالية ليست مجرد أساس للاقتصاد، بل حجر زاوية في السلام الاجتماعي والديمقراطية والتنمية المستدامة"، مع التزام بتوسيع التعاون في الدورة 114 لمؤتمر العمل الدولي المقررة في يونيو 2026 بجنيف. يُعد هذا اللقاء امتداداً لجهود تاريخية في توحيد الحركة النقابية، حيث يركز ILC على الاقتصادات الناشئة والنضال ضد الإمبريالية، بينما تُكمل OATUU مسيرتها منذ تأسيسها عام 1973 لتعزيز الوحدة الأفريقية. ويمثل خطوة هامة للعمال الأفارقة في قضايا مثل تنظيم القطاع غير الرسمي وتضامن غزة. |