اخبار عربية ودولية > الاستاذ رجب معتوق امين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يشارك في الملتقى الدولي حول العولمة الاقتصادية في الصين
نص كلمة الأمين العام للإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب فى الدورة الثامنة للملتقى النقابي الدولي حول العولمة الاقتصادية فى الصين.
كلمة السيد/ رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب فـي المنتدى النقابي الدولي حـول العولمة الاقتصادية والنقابات 28-30 اغسطس 2012 بكين – الصين ايتها الرفيقات ، ايها الرفاق
يطيب لي بداية ان انقل الى حضراتكم تحيات الامانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتمنياتها لكم ، ولهذا الملتقى بكل النجاح والتوفيق . وأتقدم بجزيل الشكر للاصدقاء في الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين على استضافتهم ورعايتهم لعقد هذه الدورة الجديدة من اعمال هذا الملتقى الذي اصبح نشاطاً سنوياً معهوداً يحظى بإهتمام ومتابعة كافة المعنيين بالشأن النقابي والعمالي في العالم . وكعادة لجنة التنسيق لهذا الملتقى في اختيار الموضوعات التي تطرحها للنقاش ، فقد احسنت بطرحها لان يكون موضوع هذه الدورة من الملتقى هو " احترام العمل وحماية حقوق العمال " . فالعمل قيمة انسانية عظيمة ، به ترتقي الامم ، وتحقق الانجازات وبالعمل يحيا الانسان ، وبالتالي يكون احترام العمل وتقديسه هو مسؤولية وطنية على كل فرد عامل .. في أي عمل كان يرتضيه لنفسه وينسجم مع قدراته الذهنية والجسدية ويتحقق له فيه ظروف العمل المناسبة التي تنسجم والمعايير المتعارف عليها. بالمقابل تخلق علاقات العمل حالة من التشابك بين مصلحة العمل وحقوق العمال .. وبين العمال ، وارباب العمل، أي كانوا افراداً ام حكومات .. يكون العامل في تلك العلاقات هو الحلقة الاضعف ، الامر الذي يجعله ضحية بعض الاجراءات او القرارات التي لاتكون في مصلحته . من هنا .. تعمل النقابات على حماية حقوق العمال ، والتي اصبحت في عالم اليوم متعددة وشائكة ومعقدة .. خاصة في ظل الازمات المالية والاقتصادية والانعكاسات التي يتعرض لها العالم وتلقى بظلالها القاسية على كل الدول ولاسيما منها الدول الفقيرة والنامية . هنا في هذه الدول تحديداً يفقد العامل فرصة عمله بسهولة ومن الصعوبة عليه تعويضها ، هنا في هذه الدول لاتتحقق أي ضمانات او حماية اجتماعية للعامل ، هنا في هذه الدول تغيب النظم الوطنية الفعالة للحماية الاجتماعية ومكافحة الفقر والاستبعاد الاجتماعي وانعدام المساواة والامن والاعتلال الصحي ومواطن العجز التعليمية. وهنا ، تغيب السياسات الرامية الى تعزيز النمو المؤاتي لاستحداث العمالة وتغيب التدابير الفعالة المتخذة من اجل ضمان امن الدخل والوصول الى الخدمات الاجتماعية الاساسية للجميع ولاسيما الفئات المستضعفة. ايتها الرفيقات ، ايها الرفاق ان المنطقة التي جئنا منها ، ونمثلها في هذا الملتقى هي جزء من هذا العالم ، وهي تعاني ما تعاني ، من ظروف اقتصادية بالغة السوء لدى بعض بلدانها ، من تدني في مستوى التنمية المستدامة الامر الذي لايوفر فرص عمل للطامحين من الشباب والشابات .. ومن تفاوت في الدخل العام بين بلد وآخر ومن تأثر واضح بإنعكاسات وتداعيات الازمات الدولية القريبة والبعيدة ، ومن غياب للديمقراطية ، والحكم الرشيد وغياب الشفافية وانتشار الفساد .. ومن تخلف نظم التعليم والصحة.. ومن تغول اصحاب رأس المال على حساب العمال والكادحين ومن التهميش والفقر . وهي العوامل التي حركت الجماهير في انتفاضات جماهيرية عارمة خلال السنة الماضية اسقطت انظمة ديكتاتورية عقيمة كما تابعتم في عدد من البلدان العربية. ونحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومن خلال معايشتنا لهموم عمالنا في المنطقة وكذلك هموم العمال الاجانب العاملين فيها كنا قد نبهنا مراراً وتكراراً من الوضع المزري التي تعيشه بلداننا وحذرنا من ان الانفجار الشعبي آتٍ لا محالة. وقلنا ان جل المشاكل التي تعاني منها بلداننا العربية تعود الى تفشي ظاهرة البطالة وانعدام فرص العمل اللائق امام الشباب ، فضلاً عن تفاقم سياسات الخصخصة واللبرلة وتعزز الرأسمالية المتوحشة. ايتها الرفيقات ، ايها الرفاق لحماية حقوق العمال ، واحترام العمل نرى من الضرورة ان يتجذر ويتعزز التضامن النقابي على كل المستويات المحلية، الوطنية ، الاقليمية والدولية .. وان نسعى لتعزيز الوحدة النقابية ووحدة الطبقة العاملة ، لان استحقاقات المرحلة لايمكن مواجهتها الا بوحدة العمل النقابي لا بتعدديته وتشظيه وراء كيانات نقابية هشة تحت عنوان حرية التعبير عن الرأي النقابي. وان نعمل من اجل تطوير بني الحركة النقابية ، وتعزيز وحدتها ، وترسيخ استقلاليتها ، وتعميق ديمقراطيتها ، وارتباطها بمصالح العمال ، ان بناء نقابات قوية ومتماسكة وحرة وديمقراطية ومستقلة هو العمل الاساس في مواجهة كل ما نتعرض له من تحديات .. لاننا فقط بهذه الوسيلة الفعالة وبقيادات نقابية عمالية مناضلة وواعية نستطيع قهر كل تلك التحديات ، ونستطيع الدفاع عن حقوق عمالنا عملاً وفعلاً ، وليس قولاً فقط. ايتها الرفيقات، ايها الرفاق لايمكننا ان نفصل حالة ووضع العمال في أي مجتمع عن الحالة العامة ، ومايتعرض له ذلك المجتمع من تحديات داخلية وخارجية .. ولايمكننا ان نختزل حقوق العمال في بعض المطاليب الاقتصادية والاجتماعية دون النظر الى الحالة العامة للمجتمع والدولة ، وايضاً المحيط الاقليمي لهذا المجتمع او الدولة. ان حالة فقدان الامن ، وعدم الاستقرار ، والنزاعات المسلحة سواء كانت بين اطراف داخلية او خارجية ، او فرض سياسة العقوبات الاقتصادية العقيمة ، او حالات التوتر في السياسات الدولية او صراعات النفوذ الاقليمي كل ذلك يلقى بتداعيات خطيرة على اوضاع عمالنا ولذلك فنحن بقدر ما ندعو الى : -الاسراع في معالجة السياسات الخاطئة لمواجهة الازمات الاقتصادية. -اعتبار غياب البعد الاقتصادي والاجتماعي في العملية التنموية قد فاقم من الازمات الاقتصادية التي تعاني منها الدول. -ضرورة اطلاق تنمية متوازنة بين قطاعات الانتاج وعناصره. -اعتماد سياسات تحقق الامن الغذائي ومحاربة الفقر. -التركيز على الاهتمام برأس المال البشري من خلال الاستثمار بالتعليم والتدريب وتعزيز مهارات العمل. -اعتماد ثقافة النزاهة ومحاربة الفساد ، وتقليل تأثيره على الاداء الاقتصادي ومستويات المعيشة. بالقدر ذاته ندعو الى : -ضرورة حل كافة المشاكل بالوسائل السلمية وبالمفاوضات والحوار . -عدم اللجوء الى العنف واستخدام القوة لقمع المطالب المحقة للجماهير. -تعزيز مبدأ التعاون بين الدول على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير. -رفض اعتماد سياسة العقوبات الاقتصادية أي كان نوعها لان ضحيتها الاولى هي الشعوب وليس الحكومات. -رفض الهيمنة الدولية والاستفراد العالمي وفرض نماذج سياسية وديمقراطية معينة بالقوة. -ترك الشعوب تحدد مصيرها وتقرر اختياراتها دون تدخل خارجي. -تعزيز التعاون بين الدول الفقيرة والنامية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على كافة المستويات. شكراً لحسن استماعكم