٢٦ ت٢ ٢٠٢٥

يُصادف 29 تشرين الثاني اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ويؤكد اتحاد النقابات العالمي على تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني البطل في نضاله من أجل الحرية والكرامة والعدالة. ويأتي هذا اليوم في وقت تجاوز فيه عمر الإبادة المستمرة ضد إخوتنا وأخواتنا في فلسطين العامين، حيث ارتقى أكثر من 63 ألف شهيد، وما زالت الأعداد تتزايد بشكل مأساوي.

إن وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة يشكّل بلا شك تطوّرًا يبعث بالارتياح لدى كل القوى التقدمية ومحبي السلام.

إلا أنه، ورغم الاحتفالات والمظاهر التي يقدّمها "صنّاع السلام" المزعومون، فإن التاريخ أثبت، وخاصة مع حكومة نتنياهو الإجرامية، أن مثل هذه الاتفاقيات المفروضة من قبل الإمبرياليين "تحت تهديد السلاح" لا يمكن أن تُنتج سلامًا عادلًا أو دائمًا، لأنها تخدم مصالح الاحتكارات وليس مصالح الشعوب. وهو اتفاق يدفن التطلعات المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة.

إن الاتفاق الذي بُني عليه وقف إطلاق النار، وكذلك إدارة تنفيذه، يتمّان تحت السيطرة والإشراف المباشر للولايات المتحدة، الحليف الدائم لإسرائيل.

إن الوحشية التي مارسها الكيان الإسرائيلي، والتي أودت بحياة عشرات آلاف المدنيين—معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن—وتدمير آلاف المنازل والمستشفيات والمدارس، وما تبقى من مقومات الحياة الكريمة، إضافة إلى التهجير القسري لملايين السكان، كل ذلك جرى أمام أعين الإنسانية جمعاء. ويجب بلا شكّ محاسبة الكيان الإسرائيلي وكل المسؤولين عن هذه الجرائم.

كما تتحمل المسؤولية أيضًا جميع الحكومات التي تدعم إسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا، والتي تمنحها الغطاء السياسي والدبلوماسي، وتوفّر لها الأدوات اللازمة لارتكاب هذه الوحشية غير المسبوقة. فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاؤهم في الناتو يتحملون المسؤولية المباشرة عن الإبادة والتطهير العرقي في غزة، وعن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتمدد الاستيطان لعقود، وما رافقه من انتهاكٍ سافر لحقوق الشعب الفلسطيني.

إن اتحاد النقابات العالمي يقف، كما كان دائمًا، إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالبًا بإنهاء كل أشكال التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي مع الكيان الإسرائيلي المجرم، وإعادة إعمار ما دُمّر، وتهيئة ظروف حياة كريمة لأهالي غزة، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة ومن الضفة الغربية، ووقف الاستيطان غير القانوني والعدواني على الأراضي الفلسطينية فورًا.

من الواضح أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ويدعو اتحاد النقابات العالمي جميع منظماته وأصدقائه إلى تكثيف أنشطة التضامن مع فلسطين.

عاشت التضامن الأممي

عاشت فلسطين