٣٠ ت٢ ٢٠٢٥ 
يُصادَف يوم التاسع والعشرين من نوفمبر اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. ويُعبّر إتحاد النقابات العالمي عن تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني البطل في نضاله من أجل الحرية والكرامة والعدالة. ويصادف هذا العام مرور أكثر من عامين على بدء الإبادة الجماعية ضد إخوتنا وأخواتنا في فلسطين، حيث فقد أكثر من 63,000 إنسان حياتهم، ولا تزال الأعداد تتزايد بشكل مأساوي. إن وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة هو بالتأكيد تطوّر يبعث الارتياح في نفوس كل التقدميين ومحبي السلام. ومع ذلك، فعلى الرغم من الضجة والتهليل الذي يطلقه ما يُسمّى بصُنّاع السلام، فقد أثبت التاريخ أن الاتفاقات مثل هذا الاتفاق، المفروضة من قبل الإمبرياليين "تحت تهديد السلاح"، لا يمكن أن تحقق سلاماً عادلاً أو دائماً، لأنها تخدم مصالح الاحتكارات لا مصالح الشعوب. إنه اتفاق يدفن التطلعات العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة. إن الاتفاق الذي يقوم عليه وقف إطلاق النار، وكذلك إدارة تنفيذه، يجريان تحت سيطرة وإشراف الولايات المتحدة، التي كانت على الدوام الحليف المخلص لإسرائيل. إن الوحشية غير المسبوقة التي أظهرها الكيان الإسرائيلي، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين—وكان معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن—وتدمير المنازل والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية للحياة الكريمة، والتهجير القسري للملايين من أماكن سكنهم، كلها جرائم ارتُكبت أمام أعين البشرية جمعاء. ولابد من محاسبة الكيان الإسرائيلي والمسؤولين عن هذه القرارات على هذه الجرائم. كما تقع مسؤولية هذه الجرائم على جميع الحكومات التي توفر لإسرائيل الدعم الاقتصادي والعسكري، وتمنحها الغطاء السياسي والدبلوماسي، وتزوّدها بالوسائل المادية لارتكاب هذه الهمجية غير المسبوقة. إن الولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وحلفائهم الآخرين في الناتو، يتحملون المسؤولية الكاملة عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، وعن استمرار الاحتلال الإسرائيلي والتوسع الاستيطاني لعقود، حيث جرى سحق حقوق الشعب الفلسطيني بوحشية. إن إتحاد النقابات العالمي يقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالباً بإنهاء كل أشكال التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي مع الدولة الإسرائيلية المجرمة، وبالترميم الفوري للدمار وتهيئة ظروف حياة كريمة لسكان غزة، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة والضفة الغربية، والوقف الفوري للاستيطان غير القانوني والإجرامي على الأراضي الفلسطينية. ومن الواضح أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وبالتطبيق الكامل لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ويدعو إتحاد النقابات العالمي منظماته الأعضاء وأصدقاءه إلى تكثيف أنشطة التضامن مع فلسطين. عاشت التضامن الأممي عاشت فلسطين خاص موقع اتحاد الوفاء |