اخبار عربية ودولية > افتتاح الدورة الرابعة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالقاهرة
كلمة رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب في افتتاح الدورة الرابعة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالقاهرة 27-28 شباط/ فبراير 2013
وكالة انباء العمال العرب: 28-2-2013
الاخ/ محمد شعبان عزوز – رئيس المجلس المركزي
- معالي الاستاذ/ خالد الازهري – وزير القوى العاملة والهجرة. - معالي الاستاذ / احمد محمد لقمان – مدير عام منظمة العمل العربية - الاخوات والاخوة / اعضاء المجلس المركزي - الاخوات والاخوة / الضيوف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،.احييكم بداية جميعاً تحية حارة ، وارحب بكم وبمشاركتكم في اعمال هذه الدورة الرابعة من اعمال المجلس المركزي لاتحادنا، وارحب بشكل خاص بمعالي الاستاذ/ خالد الازهري وزير القوى العاملة والهجرة في جمهورية مصر العربية ، الذي يشرفنا حضوره في هذه الجلسة ، كما ارحب بمعالي الاستاذ/ احمد محمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربية هذا الرجل الذي اخذ على عاتقه طيلة السنة الماضية وحتى الآن القيام بجهد مشكور من اجل المساهمة في تعزيز الحركة النقابية العربية في اطار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والحفاظ على وحدة وانسجام الفريق العمالي في منظمة العمل العربية باعتباره يشكل احد الاعمدة الثلاثة التي تقوم عليها هذه المنظمة العتيدة ، فله منا ولجهوده ولدور منظمة العمل العربية في هذا المرحلة الحساسة كل التقدير والاحترام.كما اود ان اعبر عن تقديري لهذا الحضور المتميز لاعضاء المجلس المركزي في هذه الدورة وحرص الجميع على المشاركة رغم محاولات البعض عرقلة عقدها في موعدها والبحث عن مبررات زائفة لتعطيلها وعدم انعقادها .ان هذا الحضور في تقديري ، كما المشاركة الواسعة في ورشتي العمل اللتان عقدتهما الامانة العامة ببيروت والقاهرة خلال الاسبوعين الماضيين يشكلان رسالة واضحة لكل اولئك الذين نعوا الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، واعتبروه جزء من الماضي .. ونحن بهذا الحضور وهذه المشاركة الواعية والمسؤولة والحريصة على وحدة وتماسك الحركة النقابية العربية في اطار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، نؤكد بأن هذا الاتحاد قلعة صامدة لايمكن ان تنال منها مخططات البعض معلومة الاهداف والدوافع .
ايتها الاخوات ، ايها الاخوة ، لقد تعرض الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب خلال السنة الماضية ومطلع هذه السنة الى استمرار الحملة المضادة الشرسة التي لم يشهدها في تاريخه، والتي بدأت بالعمل على تجفيف كل منابع التمويل التي كانت تساعد الاتحاد على القيام بأنشطته وفعالياته الى محاولة اجهاض انعقاد الدورة الثالثة للمجلس المركزي التي انعقدت السنة الماضية ( فبراير 2012) في بيروت ، وصولاً الى محاولة سحب العضوية الاستشارية للاتحاد في منظمة العمل الدولية اثناء انعقاد مجلس ادارة هذه المنظمة خلال شهر آذار/ مارس 2012/ الى محاولة اضعاف دور الاتحاد اثناء انعقاد مؤتمر العمل العربي في شهر نيسان / ابريل من نفس العام بالقاهرة ، الى محاولة تغييب الاتحاد عن المشاركة في مؤتمر العمل الدولي في حزيران / يونيو 2012 .. الى المحاولات المتكررة بخلق بديل آخر عن الاتحاد تحت صيغ مختلفة ، وتستمر الحملة الى يومنا هذا بمحاولات التشكيك في مشروعية اجتماع الدورة الثالثة للمجلس وفي دستورية القرارات التي اتخذتها وصولاً الى التشكيك في عقد هذه الدورة.
ورغم كل هذه التحديات ، ورغم كل هذه المخططات الرامية للنيل من الاتحاد ورغم كل الصعوبات المحيطة بعمل الاتحاد ، يبقى التصميم والارادة والتفاؤل قائماً الى ابعد الحدود .. يبقى ذلك بفعل الشرفاء والمناضلين في الحركة النقابية العربية الذين يعون تماماً خلفيات كل مايجري ، ومن يقف وراءها وما هي اهدافه ومراميه؟ ويقرأون القراءة الصحيحة للاحداث وتطوراتها ، ويؤمنون بتعزيز وحدة الحركة النقابية العمالية العربية والحفاظ على لحمتها وتماسكها.
وانطلاقاً وتأسيساً على ذلك قام الخيرون من قادة الحركة النقابية بمساعدة كبيرة ومقدرة ومشكورة من معالي الاستاذ/ احمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربية بإجراء سلسلة من اللقاءات بدأت على هامش الدورة (101) لمؤتمر العمل الدولي في يونيو / حزيران من العام الماضي واستمرت حتى وقت قريب. وتوجت تلك اللقاءات بعقد اجتماع تشاوري لرؤساء المنظمات الاعضاء الذين شاركوا في اعمال الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التي انعقدت في 28-29 تشرين الثاني / نوفمبر 2012 .. حيث تم فيه تشكيل لجنة خماسية ضمت لها الجزائر في وقت لاحق.. لمناقشة سبل تعزيز قدرات الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مواجهة التحديات التي يتعرض لها . وعقدت هذه اللجنة سلسلة من الاجتماعات في كل من القاهرة والخرطوم وتوصلت من خلال مناقشاتها الى جملة من المقترحات تعرض على مجلسكم الموقر هذا ضمن مجموعة المذكرات المقدمة للنقاش.
وفي تقديرنا تعد هذه المبادرة والورقة الناتجة عنها من اهم المبادرات التي تعرض على هذا اللقاء لما تميزت به من مسؤولية وحرص على وحدة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومنظماته الاعضاء والسعي نحو ازالة كافة الصعوبات والعراقيل التي تقف امامه ، كما السعي نحو تحديث وتطوير اداء الاتحاد وتجديد شبابه.
ولابد لي هنا ان احيي كافة اعضاء اللجنة على الجهد المشكور الذي قاموا به وتحملهم عناء السفر والى مناقشتهم الواعية وحرصهم الاكيد والنتائج القيمة التي توصلوا اليها .
ايتها الاخوات ، ايها الاخوة ، اننا نلتقي اليوم في محطة هامة من محطات العمل النقابي العربي وعلينا جميعاً بهذا الحضور المشرف ان نسعى جميعاً في جو ديمقرطي الى ترقية الحوار فيما بيننا لنعالج كل ما يعترض سبيلنا في ان يكون هذا الاتحاد قلعة شامخة تتحطم امامها كل مشاريع التشرذم والتشظى والتشتيت للحركة النقابية، وان نعلن اننا على استعداد للحوار مع الجميع بقلب مفتوح وبيد ممدودة من اجل ان ندافع عن حقوق عمالنا ومكتسباتهم وان يكون للحركة النقابية العربية الدور الفاعل والمتقدم ضمن خارطة التغيير التي تشهدها بلداننا العربية بعد كل تلك الانتفاضات والحراك الجماهيري الواسع والاحداث الدامية والمريعة التي شهدتها وتشهدها بعض بلداننا العربية.
ان تعزيز التضامن النقابي العربي ، وتعزيز وحدة الحركة النقابية العربية وتطوير اداء الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وتوسيع دائرة الحوار والنقاش الموضوعي فيما بيننا جميعاً هي الاهداف التي علينا ان نسعى الى ان تكون ضمن بؤرة اهتمامنا خلال هذه المرحلة، وفي ذلك فان ما هو معروض على حضراتكم ضمن جدول اعمال هذه الدورة يستحق ان نقف امامه بكل المسؤولية والحرص الذي عهدناه فيكم جميعاً .
ايتها الاخوات ، ايها الاخوة ، بعد الاحداث التي شهدتها بلداننا العربية خلال السنتين الماضيتين وماسمي بالربيع العربي ، الذي يبدو لنا انه لم يأخذ من الربيع أي من سماته ، لازالت منطقتنا العربية تشهد اضطرابات واسعة، نتائجها السلبية المدمرة هي على حساب العمال ومكتسباتهم ، حيث وحتى الآن فيما يبدو اننا فقدنا الاستقرار الامني .. وما نتج عنه من فوضى واضطرابات شملت كل القطاعات وكل مناحي الحياة.. فمؤشرات الفقر في ازدياد ، ومؤشرات البطالة لم تنخفض، والاستثمارات مؤجلة وخطط التنمية متوقفة، وحالات التضخم في ارتفاع والتناقضات السياسية تستشري اكثر من أي وقت مضى ، والدولة الحديثة لم تر النور بعد . وكل ذلك يلقى على الحركة النقابية العربية مسؤوليات واعباء اضافية لانشك بأنها قادرة على ما امتلكته من خبرة واقتدار ان تتعامل معه بكل موضوعية.
واننا نرى امام التداعيات التي تشهدها بلداننا اليوم، بأنه من حقنا ان نجدد موقفنا المعلن والمؤيد لحركة الجماهير ومطالبها، ونجدد اصطفافنا الى جانب جماهير عمالنا ومطالبهم، وان ندعو كل القوى السياسية في بلداننا سواء التي وصلت الحكم او تلك التي في المعارضة الى التحلي بالمسؤولية الوطنية وان تعمل على ضرورة تعزيز الحوار الوطني ونبذ العنف والقتل والتصفيات الجسدية، وان تفتح ابواب نسيم الحرية للجميع، وتعزز حق الجميع في المشاركة في بناء الوطن وان ترفض الاقصاء والتهميش وان تعزز المصالحة الوطنية الشاملة بما يحقق الوحدة الوطنية التي تشمل كل مكونات المجتمع وتعزز من مكانته وتحقق له الامن والاستقرار والتقدم والرفاه.
وكذلك ، وامام كل مايجري على ساحتنا العربية وكما تعهدنا سابقاً ووفقاً لمبادئنا واهدافنا ودستور اتحادنا وقرارات مؤتمراته ومجالسه، لايمكن ان يجعلنا توالي الاحداث في منطقتنا العربية من أن نغفل لحظة واحدة على قضيتنا المركزية، قضية فلسطين ، وحق شعبنا الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ورفضنا لجدار الفصل العنصري ومطالبتنا بإطلاق الاسرى والاسيرات في معتقلات الكيان الصهيوني، وادانتنا لكل الانتهاكات التي تتم بحق المدينة المقدسة وعمليات الحفر والتهديم التي يقوم بها العدو الصهيوني .
ولايمكن ان نغفل لحظة واحدة ان عدونا الاساس هو العدو الصهيوني الذي علينا ان نستمر في حشد الهمم والطاقات لمواجهته وانهاء مشروعه الاستيطاني الاستعماري الصهيوني العنصري . وهنا لابد لنا ان نجدد التحية للمقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين وفي كل البلدان العربية الرافضة للمشروع الصهيوني الامريكي الغربي الرامي الى نشر ما اسموه بالفوضى الخلاقة والذي يستهدف تمزيق الامة العربية ورسم سايكس بيكو جديد يزيد من تشرذم دولنا العربية ويخلق دويلات طائفية قبلية اثنية لاحول لها ولا قوة . ونعبر عن كل الاسى لما يجري على الارض السورية من اقتتال ذهب ضحيته الالاف من الابرياء قتلى وجرحى ومشردين والحال وقد لاحظنا ان كل من الحكومة السورية وقوى المعارضة وصلت الى قناعة فيما يبدو بأن اسالة مزيد من الدماء لن تحقق الا تخريب للوطن وتدميره، وان معظم تلك القوى بدأت تبعث بإشارات الى اهمية اللقاء والحوار ، فإننا ندعو الحكومة السورية وكافة اطراف المعارضة المسلحة الاخرى الى الاسراع بالجلوس الى طاولة الحوار وايقاف نزيف الدم الحرام بين الاخوة السوريين والالتفات الى حل كل المشاكل بالطرق السلمية حفاظاً على هذا البلد من التشظي والتقسيم وانهائه كقلعة مقاومة ضد العدو الصهيوني .
وقبل ان نختم لابد وان ندعو كل القوى الحية في بلداننا العربية الى وحدة الصف والكلمة والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك ، وتجاوز الخلافات الهامشية، وصد محاولات من يريدون دق اسفين بين القوى القومية والقوى الاسلامية، وتوجيه البوصلة نحو مصالح الامة العربية العليا التي ينشدها المواطن العربي خدمة لقضاياه ومصالحه.
واخيراً .. اود ان اتقدم بحزيل الشكر للاتحاد العام لنقابات عمال مصر ولرئيسه الاخ/ جبالي المراغي على كل التسهيلات التي قدمت لنا من اجل عقد هذه الدورة من اعمال المجلس المركزي وان احييه لحسن الاستقبال وكرم الضيافة. وفقكم الله جميعاً وسدد خطاكم وكلل اعمالكم بنجاح وتوفيق من عنده . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته