:إنعقاد مؤتمر العمل العربى برئاسة قطر سيترك أثرا سلبيا في أوساط الفريق العمالي
معتوق وكالة أنباء العمال العرب:22-10-2013
أن تصريح معالي المدير العام لمنظمة العمل العربية السيد احمد محمد لقمان لوكالة أنباء العمال العرب بان دولة قطر سوف تترأس الدورة القادمة لمؤتمر العمل العربي المقرر عقدها في الربع الأول من العام 2014 بالقاهرة ، وان مجلس إدارة المنظمة وافق على ذلك بالإجماع في اجتماعه الأخير الذي عقد بالقاهرة أيضاً ، سوف تترك أثرا سلبيا حادا في أوساط الفريق العمالي بالمؤتمر ، سواء بالنسبة للمنظمات الأعضاء في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أو تلك التي هي خارجه . والسبب في ذلك هو أن دولة قطر لم تستجب لكل النداءات التي وجهت لها باحترام التزاماتها فيما يتعلق بالسماح بالتنظيم النقابي . حيث أن هذه الدولة تعد من بين دول قليلة في مجلس التعاون التي لم تعترف بعد بحق التنظيم النقابي .. ( دولة قطر ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ) وهي رغم وجود مئات الآلاف من العمالة الوافدة بها إلا أنها لازالت تعرقل إقامة أي شكل من أشكال التنظيم النقابي . ورغم كل الوعود التي قطعها المسؤولون عن وزارة العمل بالعمل على إجراء التعديلات اللازمة على قانون العمل حتي يكون أكثر مرونة في هذا الصدد إلا انه من الناحية العملية لا احد منهم أوفي بما وعد .ولا نعتقد أن الفريق العمالي في مؤتمر العمل العربي سوف يقبل بان يتراس الوزير القطري المؤتمر بينما بلاده لازالت تفتقر لحرية التنظيم النقابي . الأمر الآخر هو أن قطر تتعرض لحملة دولية عارمة هذه الأيام من قبل عدد من المنظمات النقابية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان نتيجة الممارسات التعسفية التي تتعرض لها العمالة الوافدة هناك ، والتي يتم التعامل معها كالرقيق . وتفتقر لأبسط الحق في التظلم أو الشكوي مما تتعرض له من ظلم ، وقد أوردت تقارير إخبارية أن عدد من العمال الأجانب قد فقدوا حياتهم خلال الأسابيع الماضية نتيجة بيئة العمل السيئة وتشغيلهم في درجات حرارة عالية جداً دون توفر ابسط مقومات الصحة المهنية .وضمن هذا السياق لا اعتقد أن الفريق العمالي بالمؤتمر سوف يقبل بمثل هذه الأوضاع التي تتعرض لها العمالة الوافدة بهذا البلد ومنها عمالة عربية .ونحن بالقدر الذي لا نشكك فيه بالنوايا ، إلا أننا نبدي استغرابنا الشديد من اختيار قطر لرئاسة مؤتمر العمل العربي القادم في مثل هذه الظروف وضمن هذه الأجواء ؟ في تصوري الشخصي أن هذا الاختيار سوف يضاعف من الإشكاليات التي ستطرح أمام المؤتمر خاصة وان هذه الدورة للمؤتمر مناط بها اختيار مدير عام جديد لمنظمة العمل العربية ، بعد اعتذار السيد لقمان عن مواصلة عمله حتي نهاية فترته الدستورية . ...كما يتساءل البعض عما اذا في اختيار قطر لرئاسة المؤتمر علاقة بانتخاب المدير العام الجديد للمنظمة ؟..ذلك ما ستكشفه الأيام القادمة ..! *بقلم رجب معتوق "الامين العام للإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب."
|
