عن التعددية والتطبيع فى بلاده ويؤكد: المستعمر اصبح يتغلغل نقابيا وعماليا بين صفوف الحركة النقابية الفلسطينية والعربية تحت مظلّة "التعددية العرجاء"..ويتحدث عن رموز التطبيع النقابى فى المنظمات الدولية
وكالة أنباء العمال العرب:28-10-2013
بعيدا عن مفهوم التعددية ومن يؤيد ومن يعارض هذه التعددية في العالم العربي وفي فلسطين بشكل خاص . الا اننا علينا ان نعي تماما ما يكمن وراء هذه التعددية . وبداية اود ان اوضح بان موقفي الشخصي مع التعددية النقابية الديموقراطية الناضجة الهادفة لخدمة قضيتنا الفلسطينية وطنيا وعربيا ودوليا وليس كما يشاع عن تعدديات ما انزل الله بها من سلطان في فلسطين التي باتت مبنية على اسس مهترئة وغير صالحة للاستعمال عدا عن انها اصبحت تعمل بناء على اجندة موجهة من الخارج وليس لخدمة فلسطين بل لخدمة المستعمر الذي اصبح يتغلغل نقابيا وعماليا بين صفوف الحركمة النقابية الفلسطينية تحت مظلّة التعددية العرجاء . وان الواقع الفلسطيني بداية يفرض علينا ان نتوحدة في جهودنا وفي كادرنا الوطني النقابي من اجل الذود عن حقوق عمالنا في اطار المساهمة الوطنية الفعالة في التحرر الوطني الذي يعتبر انطلاقة رئيسية للاتحادات والنقابات وعلى راسها الاتحاد العام لعمال فلسطين . لكن لو بحثنا في اهداف التعددية ومرجعياتها في فلسطين لعرفنا جيدا بان مصدرها جاء من اتحادات اقليمية هادفة الى مسح المعلم النقابي الوطني الفلسطيني وهو " الاتحاد العام لعمال فلسطين " ومسح شيء اسمه منظمة التحرير الفلسطينية على اعتبار ان هذا الاتحاد جزء لا يتجزء من هذه المنظمة الشرعية رغم انها تحمل في دعايتها الكثير من الشعارات البراقة التي يراها البعض بانها ايجابية كالدفاع عن العمال ولجم اسرائيل عن السيطرة على موارد عمالنا واحتكارهم في الوقت الذي يتقاسم فيه بعض النقابيين الفلسطينيين مصادر وارصدة وحقوق العمال الفلسطينيين بواسطة وزارة المالية الاسرائيلية التي اصبحت الفيصل في تقاسم الثروات المسروقة من عمالنا دخل الخط الاخضر الفلسطيني واصبحت تقوم بدور بيت المال المسروق من عمالنا . ناهيكم عن مئات الملايين التي تخلى عنها مروجي التعددية لاسرائيل ولدعم ميزانية الهستدروت الاسرائيلي الذي يجثم على قلوب عمالنا ويبتزهم ويفرض عليهم رسوم تنظيم نقابي بنسبة 1% رغما عنهم. علما ان القانون الاسرائيلي الذي صوت عليه الكنيست مؤخرا اعتبر الانتساب النقابي حرية وليس اجباريا لكن للاسف يمارس بحرية على العامل الاسرائيلي ويؤخذ بالسياط من العامل الفلسطيني الذي يعمل في نفس موقع العمل داخل الخط الاخضر . لكن علينا هنا ان نعي المفارقة التي ينتهجها الهستدروت الاسرائيلي بالحفاظ على عماله ويرفض ان يحصّل رسوم التنظيم من عماله ويقيبل ذلك على عمالنا الفلسطينيين وهذه الموافقة المدعومة من قبل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وللاسف الشديد وبعلم قيادات ووطنيين كثر في هذا الوطن علما اننا نتلقى الوعود بالمحاسبة لكنني انا متاكد بانه لن يكون هنالك اي محاسبة لأن الضغوطات التي تمارس من ممولي التطبيع والشروط التي يضعها الممولين وهي اقامة العلاقات الحميمة مع الاسرائيليين هي الشرط الاساسي للدعم . وهنالك من الداخل النقابي الفلسطيني من يصور للعامة وللجهات الرسمية التي يؤد منهم الكثير هذا الخط بان هذه المساعدات مرهونة بالتطبيع ليس من اجل التطبيع بل من اجل تعزيز التفاهمات العربية الاسرائيلية والفلسطينية الاسرائيلية من اجل دعم وتقوية عملية السلام التي باتت تشكل عبئا على العامل والشعب الفلسطينيى . وعودة للوراء ما هو الهدف المنشود من التعددية التي يراها البعض من زاوية بعض الاتحادات الاقليمية مثل اتحاد ITUC وبدعم من منظمة العمل الدولية التي يترأسها عرّاب التطبيع واكلة حقوق العمال الفلسطينيين جاي رايدر للاسف الشديد . لكن الهدف الرئيس يكمن في انهاء الحالة الوطنية النقابية الاتحاد العام لعمال فلسطين لكونه لا يزال متمسك بالثوابت الوطنية والنقابية الحرة والتي تلبي رغبات التحرر الوطني والنضال العمالي والشعبي الفلسطيني المشروع . هذا الاتحاد الذي يواجه في الكثير من المحافل الدولية بمحاولات الاقصاء ولابتزاز وممارسة الاستقواء عليه احيانا بدعم نقابي فلسطيني عربي دولي . الا ان هذه الاتحاد في ظل هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وبفضل وجود الكوادر الوطنية التاريخية فيه امثال المناضل النقابي الفلسطيني حيدر ابراهيم الامين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين الذي يسير على خطى سامي طه وحسني الخفش وغيرهم من النقابيين القوميين الفلسطينيين والعرب وغيره من القيادات التي تعمل الى جانبه واسوة بنضاله الوطني والنقابي الفلسطيني العربي الدولي . ورغم كل الممارسات التي تبذل من كل قوة الامبريالية النقابية العربية الا ان الاتحاد العام لعمال فلسطين لا زال وسيبقى يرفع راية النضال الوطني والعمالي جنبا الى جنب لحين التحرر الوطني الكامل ولن يرمي الراية النضالية الوطنية وهذا ما يزعج الطرف الاخر مما دعا بهم والى الاستنفار وتسخير كل الطاقات المادية والبشرية مستغلين ادوات فلسطينية رخيصة وعربية من اجل السيطرة وطمس معالم هذا الاتحاد الوطني الفلسطيني وقامت بصرف الملايين داخل فلسطين متحت شعار بعض البرامج الوهمية واجراء انتخابات لن تجرى ابدا واذا تمت تم الكثير منها بطرق شراء الذمم وهذا ما يثلج قلوب الداعمين الذين لا يهمهم سوى رفع وتعزيز وجود اتباع الحر والهستدروت الاسرائيلي في فلسطين وتنمية ظاهرة التطبيع في العالم العربي . نعم ان ما يهدفون منه هو مد قوافل التنطبيع من فلسطين الى الدول العربية وهذا للاسف ما بدأ يلمس وانه نجح في بعض البلدان وعبر العديد من الاتحادات اتي تعتبر التطبيع وجهة نظر . وهنالك العديد من القيادات العربية النقابية من عدة دول عربية صالت وجالت وناضلت كثيرا وحاولت في اروقة مننظمة العمل الدولية وبيت ما يسمى بالامم المتحدة باقناع العديد من النقابات والاتحادات الفقيرة بالتطبيع لكن باءت بالفشل بل هم ما فشلوا ويئسوا لانهم مدركون انهم يعملون لصالح اعداء الامة العربية وضد العمال العرب وهنالك من فرض الشروط على الاتحادات العربية لاقامة العلاقات معها وربطها بعدم اللقاء بوفود الاتحاد العام لعمال فلسطين ونجحوا الى حد ما في ابعاد اللقاءات العربية العربية وهذا ما يرسمون بالطبع له ولأكثر من ذلك .،ووصل الحد بالاتحادات الاقليمية وداعميها أن لجأت الى التنويع وتوزيع الادوار وتوزيع المهام والمناصب وتوزيعها ما بين رموز التطبيع ووضعهم في اماكن حساسة سواء في الاتحادات الاوروبية او في مكاتب منظمة الدولية ومنهم الكثير من قبل على نفسه ان يعمل مراسلاً تحت امرة الاتحاد الحر واللوبي التطبيعي في منظمـة العمـل الدولية ويهاجم العرب علنا . وكان يحس بالفشل عندما يجابه باي موقف وطني عربي وهنا لا بد أن نشيد بالاتحادات العربية والنقابات العربية والاسلامية التي وقفت ولا زالت تناضل في وجه هذه الزمرة في كل المحافل العربية والدولية ولا زالت تاخذ الموقف الوطني الصحيح لذي يعتبر رجعيا بنظر الاخرين من دعاة التطبيع . وعلى راسها الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب الذي بات يفكر الكثير بمحاصرته وانزال اسماء نقابية عربية وهمية هلامية جديدة كمحاولات يائسة للالتفاف عليه . ولا ننسى اتحاد النقابات العالمي W F T U الذي ناضل الى جانب دعاة الديموقراطية ومحرري الشعوب ولا يقصر في دعم عمال وشعب فلسطين ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية والاتحادات من كل اقطار العالم في امريكا اللاتينية وافريقية واسيا وعلى راسها الصين وبعض الاتحادات والنقابات في اوروبا . واخيرا ... هذا ..ما يهدف اليه دعاة التعددية غير الديموقراطية وودعاة التطبيع الذين يستمدون قوتهم من داخل فلسطين وبدعم خارجي .هو ازالة ومسح كل الادوات الوطنية التي قد تساهم في المستقبل القريب بتحرير الوطن الفلسطيني وتعزيز دور الحركة العمالية الفلسطينية . وهذا ما يهدفون اليه من اجل ان نرتمي جميعا باحضان النقابات الهستدروتية الاسرائيلية ونكون تابعين لها وللاتحادات الكبيرة في العالم ولتي يسطر عليها النظام الراسماي العفن . الا ان كل هؤلاء سيبقون بعيدين المنال وبعيدين جدا عن تحقيق اهدافهم البالية ما دام فينا رمق العمل الوطني النقابي الحر الاصيل النابع من فلسطين والاقطار العربية المجاورة وغير المجاورة والبلدان الاسلامية ونقاباتها واتحاداتها ومن كل العالم الحر الداعم لصوت الحق لفلسطين ولعمال فلسطين . *بقلم النقابي محمد العرقاوي القيادى فى الاتحاد العام لعمال فلسطين
|