م..ويكشف عن الخلل الدستورى الذى ارتكبته اتحادات منضمة الي الكيان المزعوم..ويسأل عن علاقة "عيسى حياتو "بالإجتماع..ويؤكد على ان "الدولى لنقابات العمال العرب"ليس ملك افراد 

 

وكالة أنباء العمال العرب: 11-1-2014 

الموقف الذى اتخذته ثلاثة عشرة نقابة عمالية عامة في اليمن ، والتي أعلنت فيه رفضها الانضمام لما سمي "باتحاد النقابات العربية " ، وعدم انسلاخها عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ،

واحترامها لتاريخها النضالي في هذا الاتحاد ، كما تاريخ هذا الاتحاد المشرف طيلة العقود الستة الماضية ، وتأكيدها على تعزيز الوحدة النقابية العربية في إطار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، هو موقف تاريخي مشرف يسجل لعمال اليمن ولتنظيماتهم النقابية التي ابت الارتهان لمواقف بعض الأفراد أو القيادات التي لا يعرف التاريخ النقابي العربي عنها شيئا ، بينما تمكنت في غفلة من الزمن ركوب الموجة تحت عناوين من يسوقها ذاته لا يحترمها بل ويعمل عكسها تماماً . 

النقابات العمالية العامة اليمنية ، أعلنت في بيانها التي أصدرته مؤخرا وعممته على مختلف المنظمات النقابية العربية والدولية كما على وسائل الإعلام المختلفة " تمسكها بعضويتها في الاتحادات المهنية العربية ، وبما يعزز وحدة الحركة النقابية العربية في إطار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وتحت مظلته ، وذلك طبقا لنصوص وأحكام النظام الأساسي للاتحاد العام لنقابات عمال اليمن " كما أعلنت عن " تمسكها بعضويتها بالاتحادات المهنية الدولية " .

وردا على مشاركة بعض النقابيين اليمنيين في الاجتماع الذي عقد مؤخراً بتونس تمهيدا لتأسيس ما سمي " بالاتحاد العربي للنقابات " أعلنت النقابات اليمنية العامة الثلاثة عشر في بيانها " التأكيد المطلق والحازم على عدم اعترافها أو قبولها بما يسمى الاتحاد العربي للنقابات ، أيا كان اسمه أو مكان وزمان وجوده وتواجده ، وبالتالي فان من شارك أو يشارك أو يقبل ويعترف بهذا الكيان المشبوه ، فلا يمثل إلا نفسه فقط أيا كان موقعه ، مع التأكيد بانه لا يحق له الكلام أو التصريح باسم الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن " وأضاف البيان " أن الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن ، له هيئات قيادية وتنظيمية منتخبة وهي من تقرر وتقر الإنظمام أو الانسحاب من والى الاتحادات العربية والدولية ، وهذا القرار من المهام والاختصاصات الأصلية والحصرية للمجلس المركزي للاتحاد العام لنقابات عمال اليمن " . 

ونحن بقدر ما نحي فيه قادة هذه النقابات العمالية العامة في اليمن ونرفع لهم القبعة احتراما وتقديرا على موقفهم النقابي المبدئ العروبي الأصيل ، وعلى حرصهم على أن يكون القرار النقابي قرار ديموقراطي ومن خلال الهيئات الدستورية لأي منظمة نقابية ، وحرصهم على وحدة العمال العرب وتنظيمهم القومي الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي يشغل منصب نائب الامين العام فيه احد القيادات النقابية اليمنية المشهود له بنضاله النقابي ، وعلى تمسكهم بعضويتهم في الاتحادات المهنية العربية ، كما الاتحادات الدولية . فإننا بالفعل نبدى دهشة واستغرابا من قيام اتحادات نقابية عمالية عربية أخري اعضاء بالاتحاد الدولي لنقابات الغمال العرب ، بالمشاركة في تأسيس الاتحاد المزعوم دون العودة لهيئاتها الدستورية ، ودون إبلاغ التنظيم النقابي التي هي عضو اصيل فيه ، بل وبعضها مؤسس له ، بانسحابها منه ، بينما قبلت بالشرط الأساسي لمؤسس الاتحاد الجديد الذي خطط ونظر له ويعمل على تنفيذه ، والذي لا يعدو عن كونه موظف صغير بالاتحاد الدولي للنقابات ، وهو انسحابها من الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب . 

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، هل الأنظمة الداخلية لهذه الاتحادات تعطي الحق لقياداتها في اتخاذ قرار الإنظمام لأي منظمة عربية أو دولية والانسحاب منها دون الرجوع للهيئات الدستورية أم هو تهميش هذه القيادات للهيئات الدستورية لمنظماتها ؟. 

أن دستور الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي شاركت في صياغته كافة المنظمات الأعضاء يقول في مادته السابعة " يجوز للمنظمة العضو أن تنسحب من عضوية الاتحاد بناء على قرار يصدر عن هيئاتها الدستورية المختصة " .

كما تشير المادة السادسة من هذا الدستور انه " لا يجوز لأية منظمة عضو في الاتحاد الإنظمام إلى أية منظمة إقليمية أو دولية تقف مواقف معادية من قضايا الأمة العربية وطبقتها العاملة أو من قضايا الحريات العامة والفردية وحقوق الشعوب في الحرية والديمقراطية والتقدم " . بينما يعتبر مؤسس الاتحاد الجديد المزعوم أكثر من يعادي الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ليس الآن ولكن منذ تأسيسه في مارس 1956 . وهنا يذكر أن المجلس العام للاتحاد الدولي للنقابات الحرة في ذلك الوقت وبعد اشهر معدودة من تأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب قد اتخذ قرارا اعتبر فيه هذا الأخير منظمة معادية لقربه من اليسار النقابي الدولي .

أننا قد نجد العذر والمبرر للمنظمات النقابية التى ليست أعضاء في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وتلك التي تأسست حديثاً ولا تزال تفتقر للخبرة النقابية وليس لديها إلمام بالتاريخ النقابي العربي ، حتي أن أحدهم وفي اجتماع ضيق ضمه مع عدد من قياديي منظمته الناشئة وبحضور أحدهم ممن يعتبر نفسه خبيرا في الحركة النقابية الدولية ، ظل يردد اسم ( عيسى حياتو) رئيس المنظمة الأفريقية لكرة القدم على انه الامين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية ، دون أن يكلف أحدهم نفسه بالتصحيح له ، لأنهم جميعا في الهم شرق . ولكن ليس من مبرر لمنظمات أصيلة ومناضلة في تاريخ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أن تاخذ موقف معادي منه ، بينما كان من الأولي بها أن تقوم بإصلاحه من الداخل وعبر هيئاته الدستورية ، وليس الآن فحسب وكان يمكن أن يكون ذلك منذ سنوات عديدة مضت فيما إذا كانت الأسباب التي يسوقها بعضهم صحيحة .

على أية حال ، نعود ونكرر القول ، ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب منظمة قومية عريقة ، وهى ليست ملك أفراد بل هي ملك لكل العمال العرب الذين هم أعضاء فيها كما الذين هم خارجها . وهي ولدت من رحم معاناة العمال العرب وفي ظروف بالغة الصعوبة ، وأسسها قادة أوائل بإمكانات كمن ينحت على الصخر باظافره ، وبالتالي فانه وفاءا لهؤلاء القادة ، وللأجيال التي اعقبتهم كما للأجيال القادمة سندافع عنها بكل ما نملك من طاقات ، وإبقاء جذوتها وقادة ، ومشعلها وهاج ، شاء من شاء وأبى من أبى ....وشكرا عمال اليمن لقد انرتم لنا الطريق .

..بقلم رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولى