الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق يكتب عن لقاء المغاربة "الميلودي والاموي والعزوزي"..ويقول لهم:بيانكم الختامي أثلج صدورنا وبعث فينا حالة من التفاؤل غير المسبوقة..و نهنئنكم ونشد على أياديكم لإنجاز كم لهذه المبادرة التاريخية .
وكالة أنباء العمال العرب:31-1-2014
"قد أكون أكثر الناس ابتهاجا وفرحا وسعادة باللقاء التاريخي الذي التئم امس الأربعاء 29 يناير 2014 ، بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء ، تلك المدينة المغربية الجميلة التي احبها كثيرا رغم ازدحامها وضوضائها ، والذي ضم ثلاثة من كبار القادة النقابيين ، لثلاثة من المنظمات النقابية العريقة ذات التاريخ النضالي المشرف والمشهود . المناضل النقابي الميلودي المخارق الامين العام للاتحاد المغربي للشغل الذي خلف القائد التاريخي لهذه المنظمة العتيدة المرحوم المحجوب بن الصديق ، وارتوى من معينه ، وتتلمذ على يديه ، وما يتحلى به من حنكة وحكمة واقتدار ، وزملائه القادة النقابيين الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام رغم الظروف التي باعدت فيما بيننا في بعض الأوقات ، والتي لا يد لنا فيها ، المناضل النقابي القومي العروبي الكبير محمد النوبير الأموي ، الكاتب العام للكنفدرالية الديمقراطية للشغل ، الذي لا يملك المرء إلا أن يرفع له القبعة لتاريخه النضالي المشرف وتعرضه للسجن في أكثر من مرة مدافعا شرسا عن أهدافه ومبادئه وقيمه ، والمناضل النقابي عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل ، الذي له هو الآخر ماله من تاريخ يعكس المدرسة النقابية المغربية المناضلة لأجل الحق ورفع الظلم ليس عن الشغالين المغاربة فحسب ولكن عن الوطن والأمة في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية . أن مبعث ابتهاجي وسعادتي بهذا اللقاء التاريخي هو أنني كنت من اول المنادين به منذ سنوات عديدة مضت ، ولعل الأخ الميلودي المخارق الامين العام للاتحاد المغربي للشغل يذكر أنني تحدثت معه في هذا الأمر بعد انتخابه مباشرة في المؤتمر العام للاتحاد المغربي للشغل الذي انعقد في الدار البيضاء أواخر العام 2010 . وكنت أدرك في قرارة نفسي انه لابد وان يأتي اليوم الذي تلتقي فيه المنظمات النقابية المغربية على كلمة سواء . لعلني من بين النقابيين العرب القلائل الذين يحتفظون بعلاقات جيدة مع عدد كبير من القادة والكوادر النقابية للمنظمات النقابية المغربية على تنوعها ، رغم انه كانت تحكم هذه العلاقات بعض القيود التي لا مجال لذكرها اليوم !!. ..على أية حال ، أن الوصول إلى النقطة الهامة التي كنا نتمناها ونعمل من اجلها قد أنجزت بهذا اللقاء الذي اعتبره الجميع انه لقاء تاريخي . ..لا شك أن البيان الختامي الذي صدر عن هذا اللقاء هو الاخر قد أثلج صدورنا ، وبعث فينا حالة من التفاؤل غير المسبوقة ، لاسيما وأننا نعد الحركة النقابية العمالية المغربية بما لها من ارث نضالي عريق رافد حقيقي لنضالات الحركة النقابية العمالية العربية ، وللاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وأنها لم تقصر يوما في دعم والدفاع عن هذا الاتحاد ، كما أنها سباقة دوما في تبني القضايا القومية على مختلف الصعد ، وخاصة الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، والنضال من أجل كافة القضايا العربية ، وقضايا الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق المواطن العربي في مختلف المجالات ، ورفضها للإرهاب بكل أشكاله ومن ينفذه ومن يخطط له ومن يموله . وكنت في زيارة أخيرة لي للزملاء في الاتحاد المغربي للشغل قد سمعت كلاما يرفع الرأس تضامنا مع معاناة الشعب السوري الذي يعاني ويلات الإرهاب المدعوم والممول من بعض الحكومات العربية والأجنبية وعلى رأسها أمريكا والعدو الصهيوني . ولا شك أنهم هم أيضاً يدركون دعم أشقائهم النقابيين العرب لهم في قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية التي ما انفك الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعلن أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية ويطالب الاحتلال الإسباني بالخروج منها دون أية شروط ، وكانت لا تخلو قرارات كل مؤتمراته العامة ومجالسه المركزية من الإشارة القوية إليها . .بالفعل ، أن ما جاء في البيان الختامي لهذا اللقاء والذي اعتبر ... " أن العمل المشترك هو في حد ذاته حدث تاريخي هام .. يعبر عن إرادة نقابية جماعية تهدف إلى توحيد الحركة النقابية المغربية .. قصد استعادتها لموقعها التاريخي الطبيعي في حركية الصراع الوطني والطبقي .. لكي تلعب أدوارها في بناء مجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. والكرامة ، والتوزيع العادل في ظل دولة الحق والقانون .." يعتبر نقلة نوعية في العلاقة بين المركزيات النقابية الثلاث ، ويؤسس لمرحلة مهمة قادمة من التعاون والتضامن النقابي التي قد تلغي إلى غير رجعة حالة التشرذم التي تعانيها الحركة النقابية المغربية ، وتكون نبراسا للحركة النقابية العربية في أماكن أخري للاهتداء بها . أن " الحركة النقابية المغربية التى تملك قرارها المستقل عن أية جهة كانت ، لا يحركها سوي هاجس الوطنية دفاعا عن حق ( المغرب ) في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبناء الديمقراطي " كفيلة بان تلعب دورا تاريخيا مماثلا على الصعيد النقابي القومي ، وان تعمل على الحيلولة دون استهداف الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، واتحاداته المهنية العربية ، والنيل منه مهما كانت الأسباب والمبررات ، ومهما كانت القوي التي تقف وراء ذلك !! . أننا نتوق في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وفي الحركة النقابية العربية لدعم ومساندة اشقائنا النقابيين المغاربة ، لأننا نعرف تماماً معدنهم الأصيل ، ووطنيتهم المخلصة ، وعروبتهم الصادقة . وآرثهم النضالي المشرف ، وتضحياتهم الفائقة معلومة لدى العدو قبل الصديق . وبالتالي ، يحق لنا أن نعول على دعمهم ومساندتهم وتفهمهم وحرصهم على تعزيز وحدة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب . ونجزم بان هذا اللقاء التاريخي الذي كنا ننشده منذ وقت طويل مضي سوف يفتح لنا الآفاق المفعمة بالأمل والتطلع الي المستقبل الأفضل ليس على صعيد المغرب فحسب ، ولكن على صعيد كل الوطن العربي .. اننا نهنئنكم ونشد على أياديكم لإنجاز كم لهذه المبادرة الحدث ولمن فكر فيها ودعا لها ونظمها وشارك فيها واستجاب لها كل التقدير والاحترام من كل عامل مغربي ، بل ومن كل عامل عربي من المحيط إلى الخليج . ...بقلم الامين العام للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب رجب معتوق.
|