اخبار عربية ودولية > الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ومنظمة العمل العربية ..وتاريخ من العلاقات
وكالة أنباء العمال العرب:14-2-2014
تعتبر منظمة العمل العربية هي أول منظمة عربية – في إطار الجامعة العربية – تقوم أساسا لخدمة جماهير العمال ولرفع مستواهم الاقتصادي والفكري والإنتاجي كما تعد ثاني منظمة رسمية في العالم تقوم على مبدأ التمثيل الثلاثي لأطراف العمل .. حيث أن هذا لم يتكرر منذ قيام منظمة العمل الدولية ..ومنظمة العمل العربية هي منفذ هام لكل القضايا الهامة التي تؤثر في القوي العاملة بالوطن العربي وذلك لأن إقرار أى مبدأ في هذه المنظمة سيلزم الحكومات بتنفيذها بعد التصديق عليها بعكس الحال في أى مقررات نقابية التي قد لا تلاقي القبول من بعض الحكومات وحيث أن المنظمة ثلاثية التمثيل فإن قراراتها نابعة من العمال وأصحاب الأعمال والحكومات ..ونجد أنه من المفيد أن نلقي بعض الضوء على منظمة العمل العربية التي يعتبر قيامها خطوة كبيرة وحدثا هاما في سبيل إرساء دعائم التكامل والوحدة بين الأقطار العربية في مختلف مجالات شئون العمل والعمال ..فقد نشأت منظمة العمل العربية في نطاق مؤتمر وزراء العمال العرب وفي أول مؤتمر لوزراء العمل العرب الذي عقد في يناير 1965 في بغداد تقدم وفد جمهورية مصر بميثاق عربي للعمل تلتزم به الدول العربية جميعها ويحمل في جنباته إنشاء منظمة عمل ثلاثية التكوين وكان الهدف من وراء الدول العربية في مجالات العمل والسعي إلى بلوغ مستويات متماثلة في التشريعات العمالية والتأمينات الاجتماعية وذلك بهدف الإسهام في ارتقاء المجتمع العربي وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع مستوي وكفاية القوي العاملة العربية..وكان من الطبيعي أن يتجه التفكير إلى إنشاء جهاز يتولي عبء لقيام بهذه المسئولية يتسني تحقيق وتنفيذ تلك الأهداف لذلك فقد تضمنت المادة ( 15) من الميثاق العربي للعمل ما نصه :" توافق الدول العربية على إنشاء منظمة عمل عربية تطبق نظام التمثيل الثلاثي الذي يقوم على أساس اشتراك أصحاب الأعمال , والعمال مع الحكومات في كل نشاطات المنظمة وذلك وفقا للدستور الملحق بهذا الميثاق "وقد أقر المؤتمر الأول لوزراء العمل العرب الميثاق العربي للعمل ودستور المنظمة بالقرار رقم ( 1) ورفع إلى مجلس جامعة الدول العربية والذي أقه بموجب القرار رقم 3102 / د – 43 بتاريخ 21 مارس 1965 وبذلك أصبحت الحكومات العربية مدعوة إلى لتصديق عليهما حتى يتسلم وضعها موضع التنفيذ .. سيما والمادة ( 18) من دستور المنظمة تنص على ما يلي :" يعمل بهذا الدستور بعد أربعة أشهر من إيداع وثائق التصديق من سبع دول من الدول الأعضاء ".وقد تجمعت منذ انعقاد المؤتمر الأول لوزراء العمل العرب حتى المؤتمر الخامس الذي عقد بالقاهرة في يناير 1970 الذي أعلن قيام المنظمة تسع تصديقات من الدول العربية وهي : السودان والأردن , الجزائر , العراق , سوريا , الكويت , مصر , المغرب , اليمن الديمقراطية الشعبية .وتوالت بعد ذلك التصديقات والانضمام لعضوية المنظمة بحيث أصبحت عضوية المنظمة تضم كل الدول العربية ( ثمانية عشر دولة بما فيها فلسطين ).وفي مارس 1971 عقد بالقاهرة المؤتمر الأول لمنظمة العمل العربية حيث تم خلاله انتخاب أعضاء لجنة المتابعة بينما لم يوفق المؤتمر في انتخاب المدير العام والمديرين المساعدين ..وفي الدورة الاستثنائية للمؤتمر الذي عقد بالقاهرة في سبتمبر 1972 ثم إقرار اللوائح والأنظمة الأساسية للمنظمة وانتخاب الدكتور طيب الخضيري " الجزائر " أول مدير عام لمنظمة العمل العربية ..وفي الدورة الثانية لمؤتمر العمل العربي الذي عقد بالقاهرة في مارس 1973 ثم انتخاب المديرين المساعدين لمكتب العمل العربي الذين قامت بترشيحهم الفرق الثلاث بالمؤتمر ( حكومات – أصحاب أعمال - عمال )وقد فاز النقابي غازي ناصيف مكي " سوريا " بمنصب المدير العام المساعد للمنظمة عن فريق العمال ... وكان من قبل يشغل منصب رئيسي الاتحاد العام لنقابات العمال بالقطر العربي السوري , والرئيس السابق للإتحاد العربي لعمال البترول والكيماويات ...وفاز عن الحكومات عبد الله بوحموش " المغرب " وعن أصحاب الأعمال إبراهيم الربيعي " العراق "..وتشغل منظمة العمال العربية مقرا مستقلا بالدقي بالقاهرة ويعمل بها جهاز وظيفي وإداري وفني من مختلف لبلاد العربية..ولابد هنا أن نشيد بالجهود التي بذلته إدارة الشئون الاجتماعية والعمل بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة مديرها العام الدكتور محمد عبد الوهاب العشماوي التي كانت تتولي أعمال السكرتارية المؤقتة طوال الفترة التي سبقت قيام المنظمة وانتخاب المدير العام للمنظمة ..وقد أنجزت منظمة العمل العربية بعض الانجازات التي من خلالها تمارس نشاطها لتحقيق أهدافها .. منها تكوين " لجنة الحريات النقابية " بمكتب العمل العربي – وهو السكرتارية الدائمة والهيئة الإدارية التي تختص بممارسة الوظائف التي نصت عليها المادة الثامنة عشر من الدستور وتختص لجنة الحريات النقابية بفحص الشكاوي الواردة للمكتب من الحكومات أو منظمات العمال وأصحاب الأعمال واتحاداتهم القطرية ... وإقرار برنامج التعاون الفني بين الدول العربية وإقرار اتفاقية عربية للتأمينات الاجتماعية و,إعداد بحوث دراسات عن هجرة العمال العرب داخل الوطن العربي وخارجه ..وتأكيدا لمبدأ اللامركزية ثم تشكيل سبع لجان صناعية في نطاق مكتب العمل العربي بهدف توفير المعلومات والدراسات والمقترحات الخاصة بمشاكل وظروف العمل والعمال في القطاعات الصناعية المعنية ووزعت مقار هذه اللجان كما يلي :لجنة البترول والكيماويات ( العراق ) لجنة المناجم ( المغرب ) – لجنة عمال الزراعة ( الجزائر ) لجنة العمل في البحر ( لبنان) – لجنة الغزل والنسيج ( سوريا ) لجنة البناء والتشييد ( مصر) وقد وضع المكتب خطة لنظام عمل هذه اللجان وتنظيم اجتماعاتها بصفة دورية في أقرب وقت ممكن .. ومنها إنشاء المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية ليمارس دوره في القيام بتدريب وإعداد المستويات المسئولة في إدارات العمل وقطاعات الأعمال والنقابات وإعداد البحوث والدراسات في مختلف مجالات العمل والإنتاج التي تهم الفرق الثلاث والتي تعاون في رسم سياسات العمل وسن تشريعاته .. ومعهد آخر في بغداد ..ويعتبر الاتحاد الدول لنقابات العمال العرب والاتحادات العمالية في الوطن العربي ركيزة هامة لتقدم منظمة العمل العربية باعتبار أن المنظمات العمالية بحكم تكوينها أكثر التزاما من غيرها من التنظيمات وتستطيع أن تساهم في تأكيد مبدأ القومية العربية بالإضافة إلى دورها في القضايا العمالية ..وتدعيم دور الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب داخل منظمة العمل العربية وإنما هو تدعيم لفريق العمال العرب الذي يشكل أحد الأعمدة الثلاثة التي تقوم عليها المنظمة ....والجدير بالذكر أن المؤتمر التأسيسي لاتحاد العمال العرب الذي عقد في دمشق عام 1956 وضع في مقدمة أهدافه الاجتماعية والعمالية التي تضمنها دستور الاتحاد " العمل على توحيد تشريعات العمل في بلدان الوطن العربي لتحقيق العدالة والضمانات والتأمينات الاجتماعية وتحسين شروط الاستخدام لجميع العمال "وكذلك العمل على " تحقيق حياة أفضل ورفع مستوي معيشة عمال الوطن العربي ..والعمل على " زيادة القوة الإنتاجية للعمال بتحسين وسائل العمل والأخذ بأساليب التدريب المهني .." والعمل على القضاء على البطالة وضمان استقرار العمل وتنشيط الحركة التعاونية ونشر الثقافة العمالية والصحية والتدريبية والمهنية بين عمال الوطن العربي ..ولم تلبث هذه المبادئ أن تأكدت مرة أخري في أهداف منظمة العمل العربية إذ أن طبيعة اختصاصات المنظمة – كما جاء في دستورها تكمن في تحسين ظروف العمل وشروطه للقوي العاملة بما يتفق وكرامة الإنسان العربي , والسعي إلى رفاهيته المادية والروحية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص إيمانا بأن القوي العاملة العربية هي أحد الدعامات الأساسية للوحدة العربية الشاملة..وعني الميثاق العربي للعمل بإبراز هذه الأهداف مشيا إلى أن هدف الدول العربية هو رفع مستوي القوي العاملة لتطوير المجتمع العربي وتقدمه على أسس متينة ... مؤكدا إيمان الدول العربية بأن السلام العالمي أساسه العدالة الاجتماعية .. وقد رسم دستور منظمة العمل العربية لتحقيق هذه الأهداف :التعاون الكامل في الشئون العلمية والتنسيق بين الأجهزة المختصة بها وتطويرها بما يتلاءم والتطور الاقتصادي والاجتماعي ..بلوغ مستويات متماثلة في التشريعات العمالية والتأمينات الاجتماعية وقد أوضحت المادة الثالثة من الدستور اختصاصات منظمة العمل العربية بما يلي :- تنسيق الجهود العربية في ميدان العمل.- توحيد التشريعات العمالية وظروف العمل كلما أمكن ذلك.- القيام بالدراسات والبحوث في الموضوعات العمالية المختلفة مثل تخطيط القوي العاملة وظروف وشروط العمل للمرأة والأحداث , المشال المتعلقة بالعمل في الصناعة والتجارة والخدمات , مشاكل عمال الزراعة الأمن الصناعي , الصناعات الصغرى والريفية الثقافة العمالية التصنيف المهني , التعاونيات والكفاية الإنتاجية وعلاقتها بالتشغيل والإنتاج وغير ذلك من موضوعات ..- تقديم المعونة الفنية في مجال العمل .- وضع خطة لنظام التأمينات الاجتماعية ..- التنسيق بين الوفود العربية لدي مؤتمر العمل الدولي .- وضع خطة للتدريب المهني وتنظيم حلقات تدريبية للعمال .- إعداد القاموس العربي للعمل .ومما لا شك فيه أن التعاون سيكون وثيقا بين المنظمة واتحاد العمال العرب من أجل تحقيق هذه الأهداف , ونظام التمثيل الثلاثي الذي تنفرد به المنظمة دون أية منظمة عربية أخري كفيل بتهيئة فرص هذا التعاون على نحو جاد وعلى أوسع نطاق كما أن اتحاد العمال العرب يتمتع بالوضع الاستشاري داخل المنظمة وله الحق في حضور مؤتمرات واجتماعات ولجان المنظمة وهذا يدعم مجال التعاون العملي بين الاتحاد والمنظمة.كما أن اللجان الصناعية المتخصصة التي يقوم مكتب العمل العربي بإنشائها ستعمل جنبا إلى جنب مع الاتحادات العمالية المهنية العربية وستتعاون معها من أجل تحقيق هذه الأهداف على مستوي كل صناعة و أى قطاع ..والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعلق أهمية كبيرة على منظمة العمل العربية من أجل الوصول إلى وحدة تشريعية عربية في مجال العمل والتأمينات مراعية في ذلك الأوضاع والنظم الاجتماعية في كل بلد عربي .. فالعمال يمثلون القاعدة العريضة في أى مجتمع والعمال العرب ينظرون إلى منظمة العمل العربية على أنها ركيزة من أهم الركائز التي سوف تعجل بتحقيق الوحدة والعمال العرب هم صحاب المصلحة الرئيسية في أن تحقق منظمة العمل العربية أهدافها كاملة ..وقيام منظمة العمل العربية في ساحة العمل العربي واعتمادها على العمال العرب كطرف من أطراف ثلاث تقوم عليها المنظمة بالنسبة لكافة انشطتها واجتماعاتها وحيث يستمر الاهتمام والتنسيق والدعم من جانب الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحادات العمالية المهنية العربية والاتحادات العمالية العربية القطرية خاصة في هذه المرحلة من عمر المنظمة ذلك عن طريق :(أ) إبرام اتفاق تعاون بين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وبين منظمة العمل العربية في المجالات لعربية المشتركة .. وخاصة في مجالات الحريات النقابية والثقافة العمالية والتدريب المهني ..(ب) تبادل التمثيل والمشورة بين الاتحاد والمنظمة في كافة المؤتمرات والاجتماعات التي يعقدها كل من الاتحاد والمنظمة.(ت) عقد اجتماع قبيل الدورة السنوية لمؤتمر العمل العربي على مستوي المنظمات العمالية العربية الأعضاء بالاتحاد ومندوبي العمال في الوفود العربية إلى المؤتمر العام للمنظمة وذلك لتنسيق خطة العمال العرب وتوحيد وجهة نظرهم بالنسبة للقضايا والمجالات التي تهم الطبقة العاملة العربية داخل المنظمة. ...من كتاب "الحركة النقابية بين الماضي والحاضر