اخبار عربية ودولية > كلمة رجب معتوق امام مؤتمر"اعادة بناء الحركة النقابية الدولية "المنعقد في الجزائر
ننشر نص كلمة رجب معتوق امام مؤتمر"اعادة بناء الحركة النقابية الدولية "المنعقد في الجزائر..الامين العام يدعو الي مخاطبة منظمة العمل الدولية بأن تعيد النظر في سياساتها وعلاقتها بالاتحاد الدولي للنقابات
وكالة انباء العمال العرب:12-3-2014
القي اليوم الثلاثاء 11 مارس رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كلمة في المؤتمر الدولي للحركة العمالية المنعقد حاليا في الجزائر ..هذا نصها: "السيد الرئيس ،السيد / الامين العام ،السيدات والسادة ،بداية نود ان نغتنم هذه المناسبة لنتقدم بتقديرنا وشكرنا لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية ولامينها العام السيد/ اوي لاكيمفا وقيادتها الشابة على تنظيم هذا المؤتمر الذي نرى انه جاء في وقته المناسب لكثير من الاسباب .كما نتوجه بالتقدير للزملاء في الاتحاد العام للعمال الجزائريين وعلى رأسهم الاخ/ المناضل عبد المجيد سيدي السعيد الامين العام لحسن الاستقبال وكرم الضيافة . ان موضوع هذا المؤتمر " اعادة بناء الحركة النقابية الدولية " وما يتضمنه من محاور في تقديرنا لم يأت من فراغ .. وانما جاء تلبية للهواجس والقلق الذي بدأ ينتاب العديد من مكونات الحركة النقابية الدولية ومن بينها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، التي تشعر بقلق بالغ من الخطاب النقابي الاحادي والاقصائي والانفراد بالدور القيادي الذي ساد الحركة النقابية الدولية ، وغيب روح التضامن النقابي الدولي خلال السنوات الاخيرة . لقد كنت شخصياً من بين المشاركين في المؤتمر الاندماجي الذي شهدته العاصمة النمساوية - فيينا عام 2006 بين الاتحاد الدولي للنقابات الحرة والاتحاد العالمي للعمل في ذلك الوقت، واستبشرت بين الكثير من القادة النقابيين ان الحركة النقابية الدولية مقبلة على مرحلة من التضامن والتعاون والحوار الجاد . ولكن مع كل اسف ، فقد اصبت بخيبة كبيرة عندما بدأت المس ان هذا الاندماج جاء على حساب منظمات اخرى من بينها المنظمة التي امثلها ، وان خطاب الاقصاء والتهميش هو الذي صارسائداً ، وان المركزية النقابية الدولية الجديدة التي تأسست على انقاض الاتحادين السابقين والتي سميت بـ ITUC ، لم تبادلنا مشاعر الرغبة في التعاون والتنسيق والتضامن التي عبرنا عنها واعلناها في الكثير من المناسبات ، بل باتت تنظر الينا بعين التكبر والاستعلاء . ان سياسة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التي تعكسها قرارات مؤتمراته ومجلسه المركزي وكافة فعالياته الاخرى لم تنحاز يوماً الا الى العمال وجماهير الشعب الكادحة ، ولم يناضل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الا من اجل النهوض بالاقتصادات العربية والاستفادة من الثروات العربية في بناء تنمية مستدامة تعود بالنفع على الجميع وفي مقدمتهم العمال . لقد سعى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دائماً الى تطوير علاقاته الدولية من اجل تصليب الموقف النقابي وتعزيز التضامن النقابي .. وكان منفتحاً في الحوار مع كل المراكز النقابية الدولية والاقليمية والوطنية في مختلف قارات العالم، من اجل خلق جبهة نقابية دولية ، تعمل على مواجهة كافة الاستحقاقات في اطار من الشراكة والتعاون وتحقيق الاهداف المشتركة لعمال العالم ، لاسيما امام تداعيات الازمات العالمية في السياسة الدولية ، ولجوء بعض الدول الى استخدام القوة ونشر الحروب ، وزرع الفتن ، والصراع من اجل المصالح ، والازمات الاقتصادية والمالية التي كانت لها انعكاساتها السلبية الحادة على شعوب البلدان الفقيرة والبلدان النامية ، تلك الازمات التي غالباً ما تكون ضحيتها الاولى شريحة العمال والكادحين والفقراء وذوي الدخل المحدود . رغم كل هذا الدور ، تعرض الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، الى حملة عدائية غير مسبوقة ، وبكل اسف لم تكن هذه الحملة من الحكومات او من اصحاب العمل ، ولكنها كانت من اطراف نقابية ، كنا نتمنى ان تكون غير ذلك . فمنذ العام 2010 وبعد المؤتمر العام الثاني عشر للاتحاد عملت منظمة العمل الدولية وبضغط من ITUC على مقاطعة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، واوقفت أي نوع من التعاون الفني او التقني معه، دون ابداء الاسباب ، رغم اتصالاتنا المتكررة مع المسؤولين في هذه المنظمة بدءاً من السيد/ المدير العام ، ودائرة الاكتراف ، وانتهاءاً بمكاتب المنظمة في بيروت والقاهرة ، وقد قيل لنا بالحرف الواحد : "اذا اردتم استئناف التعاون مع المنظمة عليكم بحل مشاكلكم مع ITUC" . جرى بعد ذلك ووفقاً لتقارير كيدية كاذبة وتحوي لمعلومات مزورة محاولة سحب العضوية الاستشارية من اتحادنا في المنظمة ، ومحاولة تغييبنا عن حضور اعمال مؤتمر العمل الدولي عام ( 2012) .وجرت محاولة منعنا من ممارسة لعب دورنا الاستشاري في مؤتمر المنظمة الاقليمي الذي عقد بجوهانسبرغ عام 2012.وليس هذا فحسب .. بل رفض السيد/ غاي رايدر المدير العام للمنظمة طلبنا بتحديد موعد للقاء به رغم العديد من المكاتبات .ولم يكن هذا دور منظمة العمل الدولية المعهود في علاقاتها مع اتحادنا ، وانما استجدت هذه العلاقة العدائية اذا جاز التعبير بعد أن تولت السيدة/ شارن بورو مسؤولية الامين العام في الـ ITUC عام 2010 . حيث كشفت هذه السيدة ومع كل اسف عن عداء صارخ لاتحادنا ، رغم اننا ارسلنا لها خطاب ودي بعد انتخابها مباشرة، باركنا فيه توليها هذا المنصب ، وعبرنا فيه عن استعدادنا للحوار والتعاون في كل ما من شأنه ان يخدم العمال ويحقق الاهداف المشتركة . وصعدت هذه السيدة من حملتها المعادية لاتحادنا بعد تبنيها لتأسيس ماعرف بالمنتدى النقابي الديمقراطي العربي، الذي تحول بتحريضها وجهودها وضغطها على بعض الموظفين العرب بمنظمة العمل الدولية ، وتحريض بعض منظماتنا الاعضاء الى ما سمي باتحاد النقابات العربية المقرر ان يعقد مؤتمره الاول في ابريل القادم ، كي يكون الاتحاد الجديد بديلاً للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وفي سابقة غير معهودة طلب من منظماتنا الاعضاء ضرورة الانسحاب من الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب اذا رغبت ان تحظى بعضوية الاتحاد الجديد والاستفادة بما يمكن ان يقدمه لها من مزايا . السيد/ الرئيس ،السيدات والسادة ،لاشك ان سياسة ITUC في السنوات الاخيرة ، لايبدو انها تعكس رغبة في تنفيذ ما اقره مؤتمر اليابان بشأن تعزيز التضامن النقابي الدولي . ولايمكن فهم سلوك قيادة هذه المنظمة تجاهنا وتجاه الاتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية ومنظمات عديدة اخرى ، الا انه سلوك يخالف القيم والمثل النقابية التي نناضل من اجلها جميعاً . ان انفراد ( ITUC) بالنفوذ القوي داخل منظمة العمل الدولية ، امر يبعث على القلق ليس بالنسبة لنا فحسب ولكن لبقية معظم اطراف الانتاج . ان قيام الـ ( ITUC) بتوجيه منظمة العمل الدولية في تحديد تعاملها او تعاونها معنا ، او تأثيرها القوي في مجلس الادارة ، او في تعيين الموظفين الدوليين لاينم عن أي قدر من المساواة انما هو تعبير عن تهميش مناطق عديدة في العالم بأن تأخذ حقها وتتحمل مسؤولياتها وتستفيد من هذه المنظمة مثل غيرها . السيد الرئيس ، السيدات والسادة ، ان اللقاء الثلاثي الذي عقد منتصف يناير الماضي في اكرا وضم الاتحاد العالمي للنقابات ، ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية ، والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والبيان الذي صدر في نهاية اعماله ، شكل محطة مهمة على صعيد تعزيز التضامن والتعاون بين هذه المنظمات على مختلف الصعد ، خاصة التعبير عن وجود تحديات مختلفة تواجه الحركة العمالية على مختلف المستويات. ان هذا اللقاء يشكل في تقديرنا قاعدة للانطلاق من خلالها.. وتعبئة القوى النقابية في مختلف انحاء العالم وحشد المؤيدين والمناصرين لرفض هذا الواقع العدائي وغير العادل.. والعمل على تصحيح الخلل الذي طرأ في العلاقات النقابية الدولية. السيد الرئيس ،السيدات والسادة ،ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في الوقت الذي يجدد فيه امامكم ومن على هذا المنبر استعداده الدائم للحوار بعقلية منفتحة ، وبقدر من الاحترام المتبادل والمساواة مع مختلف مكونات الحركة النقابية الدولية ، من اجل تعزيز العمل المشترك ، وتعزيز التضامن النقابي الدولي ، لتحقيق الاهداف المشتركة ، ومواجهة كافة التحديات الراهنة امام الحركة النقابية الدولية .ويجدد ايمانه بضرورة تعزيز الحقوق والحريات العامة، والحقوق والحريات النقابية ، والتزامه بالمبادىء الاساسية التي كرستها المواثيق الدولية لحقوق الانسان ومعايير العمل الدولية. فإنه يغتنم هذه المناسبة للدعوة الى : ان يتضمن بيانكم الختامي توضيح حجم الخلل الذي اصاب العلاقات النقابية الدولية ، ومدى القلق الذي ينتاب مكونات الحركة النقابية الدولية والناجم عن سياسة التهميش والاقصاء والعداء التي يمارسها الـ (ITUC). ان يوضح هذا اللقاء للرأي العام النقابي الدولي حجم الممارسات العدائية التي يمارسها الـ ( ITUC) بحق مكونات الحركة النقابية الدولية ، والانحراف الذي اصاب سياساته مؤخراً والذي يناقض القيم والمثل النقابية التي نناضل من اجلها جميعاً . ان تتم مخاطبة منظمة العمل الدولية بأن السياسة التي تنتهجها مؤخراً والفاقدة للعدالة والمساواة .. وانفراد الـ ITUC بالنفوذ الكبير في اجهزتها ، مما افقدها سمة الديمقراطية الداخلية هو امر يحتاج الى اعادة النظر لانه يحيد هذه المنظمة عن مسارها ويفقدها ثوابتها التي تعمل من اجلها . ان يعمل التحالف النقابي الدولي الذي انشىء في اكرا مؤخراً بين WFTU ، OATUU ، ICATU ، على تعبئة العمال في العالم وحشد التأييد لمواقفه ومطالبه العادلة ، وان يجدد رفضه لأي اقصاء او تهميش يمارس عليه داخل اروقة ILO او في مختلف المحافل الدولية.....اخيراً سيدي الرئيس – السيدات والسادة اجدد لكم شكري لحسن الاستماع والمتابعة ."
