اخبار عربية ودولية > الامين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يكتب عن تجربة"سحر شيخ"
..ويطالب الإمارات العربية المتحدة وإمارة قطر بالسماح ببناء تنظيمات نقابية عمالية..ويهدد بحملة دولية لفضح الممارسات غير الانسانية التي يتعرض لها العمال الأجانب في هاتين الدولتين
وكالة أنباء العمال العرب:3-7-2014
"سحر شيخ ... اسم لسيدة بريطانية من أصل باكستاني اصبح أشهر من نار على علم في دولة الإمارات العربية المتحدة .
هذه السيدة نجحت فيما لم ينجح فيه اي مواطن عربي يعيش داخل دولة الإمارات او خارجها . ونجحت لانها بريطانية تستطيع ان تدخل الدولة وتخرج منها متي شاءت ودون ان تتعرض لسؤال واحد مهما كان بسيطا .!! شهرة هذه السيدة جاءت على اثر اهتمامها بأوضاع العمال المهاجرين العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة من جنوب شرق اسيا والذين يقدر عددهم بنحو الخمسة ملايين عامل . فهي استطاعت ان تؤسس تنظيما يرعى مصالح العمال المهاجرين ويدافع عن حقوقهم ، رغم ان حكومة الدولة لازالت لم تصادق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحق التنظيم النقابي ، كما لازالت تحظر قيام مثل هذه التنظيمات بقوة القانون . فقد قامت هذه السيدة بتبني مبادرة تقوم على توفير خدمات لدعم 52 الف عامل اجنبي موزعين على 52 مخيما للعمال في دولة الإمارات . وتقوم المبادرة التي نشرتها على موقع " العربية نت " على توفير استشارات للعمال وتنظيم نشاطات لهم خارج المخيمات ، فضلا عن توزيع المساعدات وتغطية النفقات الطبية احيانا اضافة الى تسديد نفقات مدارس أطفالهم في بلادهم . ويتمثل العامل الأهم بالنظافة ، اذ أشارت شيخ الى ان كل مخيم نتبني تنظيمه ، نعمل فيه على توفير أسرة خالية من الحشرات ، " فنحن نقوم بتنظيف رؤوس الرجال بالشامبو بأنفسنا ". كما يتم تقديم دورات باللغة الانجليزية بالتعاون مع الجامعة الامريكية في دبي لهؤلاء العمال على أمل ان يقوموا بنشر تلك المعرفة أيضاً . وتعمل شيخ على تفعيل المبادرة معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة فيسبوك ، ومن خلال تعاونها مع غرفة تجارة وصناعة دبي ، ووزارة العمل في الدولة ، ليتم التأكد من ان العمال الأجانب في الدولة مدركون لحقوقهم خاصة في الحالات التي يتوقف فيها اصحاب العمل عن دفع أجورهم . ونحن نغبط للسيدة شيخ مبادرتها التي نجحت في تنفيذها لكونها بريطانية مما سهل لها التحرك بسهولة ويسر وحقق لها اعتراف أطراف الانتاج ممثلة في وزارة العمل وغرفة التجارة والصناعة . لقد خضنا خلال العقدين الأخيرين مفاوضات طويلة وشاقة مع وزارة العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة من اجل الاعتراف بحق التنظيم النقابي والسماح للعمال بتشكيل تنظيمهم الذي يمثلهم أسوة بعمال العالم اجمع وضرورة العمل على المصادقة على الاتفاقيات الدولية في هذا الصدد كما العمل على احترام اعلان المبادئ والحقوق الاساسية في العمل الصادر عن منظمة العمل الدولية ، والتي شاركت حكومة الدولة في مناقشته والمصادقة عليه . كل جهودنا بكل أسف كانت تصطدم بتعنت المسؤولين في وزارة العمل وتخوفهم من ان تكون هذه التنظيمات للعمال الأجانب وليس للعمال الإمارتيين لان عددهم محدود وفقا لما يرونه هم . سجل دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التعاطي مع حقوق العمال الأجانب ليس ناصعا . فالعمال الهنود الذين يشكلون الأغلبية من بين الجنسيات الأخري يتعرضون لممارسات غير إنسانية ، وكذلك عمال البناء الذين يجبرون على العمل لساعات طويلة في ظروف جوية صعبة تزيد فيها درجة الحرارة عن 50 درجة مئوية . السؤال الاكثر اثارة امام مبادرة السيدة سحر شيخ ، هو كم سحر شيخ نحتاج حتي نغطي كل العمال الأجانب في الدولة ؟ ثم لماذا هذا الالتفاف غير المبرر على الاتفاقيات الدولية ؟ لماذا تسمح حكومة الإمارات لهذه السيدة بان تقوم بمثل هذه المبادرة وان تنشئ جمعية لرعاية العمال الأجانب وكأنها تنشئ جمعية للرفق بالحيوان بالعودة الى قصة تأسيسها التي أوردتها في لقاء صحفي ؟ بينما تصر حكومة الدولة على عدم إعطاء حق التنظيم النقابي لكل العمال على حد سواء . ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وهو يتابع الأوضاع المزرية للعمال الأجانب العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة يشجب بشدة سلوك وزارة العمل وازذواجية المعايير التي تعمل بها . ويعبر عن أسفه واستيائه من عدم التزام وزارة العمل الإماراتية بكل الوعود التي قطعتها معه اثناء اللقاءات العديدة التي تمت على هامش مؤتمري العمل العربي والدولي لدورات عديدة متتالية . ويؤكد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ان من أهدافه الاساسية الدفاع عن حقوق ومصالح العمال ، وانه لن يتراجع في القيام بهذه المهمة مهما كلفه من ثمن ، وانه سيقوم بحملة دولية بالتعاون مع عدد من المنظمات النقابية في العالم لفضح الممارسات غير الانسانية التي يتعرض لها العمال الأجانب في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة قطر . وسوف يكشف الأسباب العنصرية المقيتة التي يتعلل بها المسؤولين في هاتين الدولتين بعدم السماح ببناء تنظيمات نقابية عمالية وعدم السماح للعمال الأجانب بالانضمام اليها .. وللحديث بقية "
*بقلم رجب معتوق الأمبن العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.