|
اخبار عربية ودولية > \\ |
:ما تشهده مناطق عديدة في بلداننا من حروب ونزاعات يتم تمويلها من بعض الدول الامبريالية مثلما يجري في سوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وافغانستان واوكرانيا امر لايساعد على النمو الاقتصادي
وكالة أنباء العمال العرب25-9-2014
:فى مداخلة من السيد رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في جلسة الحوار حول التعاون جنوب - جنوب ، خلال احدي جلسات العمل بالملتقي النقابي الدولي حول العولمة الاقتصادية والنقابات الذى ينعقد الأن في العاصمة الصينية بكين على مدار يومي 24-25 هذا الشهر ..جاء فيها:"بداية اشكركم باسم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لاتاحتكم الفرصة لي للتحدث في موضوع التعاون – جنوب – جنوب...وسوف اتناول في مداخلتي هذه ....... الموضوع من خمس محاور – وبإختصار شديد قدر الامكان : أولاً- في مفهوم التعاون جنوب – جنوب : التعاون بين بلدان الجنوب هو : العمل على تعامل وتقاسم الحلول الانمائية الرئيسية من معارف وتجارب وأفضل الممارسات وسياسات وتكنولوجيا ودراية وموارد داخل البلدان الواقعة في القسم الجنوبي للعالم وفي ما بينها. وقد جاء مفهوم التعاون جنوب – جنوب في ضوء تطور الفكر السياسي بعد الحرب العالمية الثانية والذي ادى الى العديد من الاحداث البارزة. ويعتبر نموذج التعاون جنوب – جنوب اهم نموذج للتعاون الانمائي الدولي الجديد. حيث انه الاكثر انفتاحاً وشمولية ، والتعاون المتبادل الذي يهدف الى تحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. ثانياً- في المرتكزات الرئيسية للتعاون جنوب – جنوب: ينظر الى التعاون جنوب – جنوب اليوم على انه مكون اساسي وضروري للتعاون من اجل التنمية. ويرى الخبراء في هذا المجال ان المحركات الرئيسية للتعاون جنوب – جنوب تتأسس على : * توافق متنام في الاراء في مختلف انحاء العالم للتأكيد على ان التعاون بين بلدان الجنوب هو وسيلة فعالة لتحفيز التنمية والقضاء على الفقر والبطالة والافات الاجتماعية الاخرى كالمرض والامية . *قبول التعاون بين بلدان الجنوب على نطاق واسع على اعتبار انه نموذج مكمل لتنمية التعاون بين الشمال والجنوب وليس بديلاً له . *التعاون بين بلدان الجنوب يساعد البلدان النامية على الانتفاع من الابتكارات والعبر المستفادة والممارسات الجيدة بعدما خضعت للتجربة والاختبار في اماكن اخرى من الجنوب . ثالثاً- في مزايا التعاون جنوب – جنوب : يتوفر التعاون جنوب – جنوب على مزايا هامة تتجلى في عدة عوامل تسير كلها في اتجاه ضرورة مأسسته وتعزيزه وتطويره من ابرزها : - تتقاسم الدول النامية عدة مؤهلات وامكانات ، فقدراتها ومواردها تتكامل فيما بينها في غالب الاحيان .-استطاعت العديد من البلدان النامية تنويع اقتصادياتها مما مكنها من اكتساب قدرة كبيرة على انتاج السلع والخدمات. -خلقت ثورة الاتصالات فرصاً جديدة لتبادل اسهل للمعلومات بين دول الجنوب . -خلق فرصاً جديدة لتبادل السلع والخدمات والمعلومات بين الدول النامية . -توفر امكانيات هائلة في مجال الموارد البشرية ذات مستوى تقني عال . -ظهرت جهات جديدة فاعلة فضلاً عن الحكومات تبرز في مجال التعاون الدولي كالنقابات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص – حيث بات دورها يتضح اكثر في مجال التعاون بين دول الجنوب . وليس هناك اكثر دليلاً على ذلك من الدور الذي يقوم به الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين ، وتعاونه المتنامي مع المنظمات النقابية في البلدان النامية ، وعقده هذه الملتقى النقابي حول العولمة الاقتصادية والنقابات للدورة العاشرة على التوالي. هذا من جهة ، ومن جهة اخرى ، تعتبر التنمية الصينية وغيرها من البلدان النامية كجنوب افريقيا والهند والبرازيل واحدة من مزايا نموذج التعاون الجديد بين بلدان الجنوب واحد مرجعياتها لمواجهة التحدي المتمثل في الافكار والخبرات . لقد اصبحت تجربة التنمية اقرب من الواقع ، مقارنة مع التنمية الغربية في القرن الماضي ، كما قدمت المزيد من الافكار المفيدة والخبرة خلال السنوات العشر الماضية استجابة للفقر والجوع والمرض ومواجهة التحديات . رابعاً – التعاون جنوب – جنوب والامن والعدالة : ربما يعد عنصر الامن من ابرز التحديات التي يشهدها التعاون جنوب – جنوب . لاسيما بعد تنامي ظاهرة الارهاب في العالم ، وعدم توفر الامن والامان مما يهدد السلم العالمي . ان ما تشهده مناطق عديدة في بلدان الجنوب من حروب ونزاعات مسلحة والتي تتم تغذيتها وتمويلها من بعض الدول الامبريالية مثلما يجري الآن في سوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وافغانستان واوكرانيا ، والنزاعات الحدودية في بعض البلدان الافريقية ، امر لايساعد على النمو الاقتصادي ، ولا على تنفيذ خطط تنموية ، ولايدعم التعاون بين بلدان الجنوب . ان مسألة القضاء على بؤر الصراع في العالم ولاسيما في البلدان النامية والفقيرة ينبغي ان تأتي في الاولويات وأن تحظى بإهتمام الجميع وليس في اطار التعاون بين بلدان الجنوب فحسب . ولدعم نموذج الجنوب الجديد النشيط وعدم مقاومته ، يجب اجراء تغييرات جذرية على نظام بريتون وودز .. ان طريقة المعونة المشروطة وهيكل الحكم الذي يحدد من طرف الدول المانحة حسب حصة التمويل يبدو انها قد اصبحت من الماضي. كما من حق الدول النامية ان يكون لها حضوراً اكبر في اطار مجلس الامن الذي منح طبقاً لميثاق الامم المتحدة العضوية الدائمة به لخمس دول بعينها، وهي الاطراف الرئيسية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية . خامساً – دور المنظمات النقابية في دعم وتطوير هذا التعاون : لاشك ان المنظمات النقابية من خلال رسالة التضامن الدولي التي تؤمن بها وتناضل من اجلها، عليها مسؤولية دعم وتطوير آليات هذا التعاون وتعزيزها. ان الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين والاتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب قد اعطت المثال الحضاري بتأسيسها لهذا الملتقى النقابي الدولي منذ ما يزيد عن العشر سنوات .. انطلاقاً من الافكار والمبادىء التي يؤمنون بها من اجل ان يكون العالم وخاصة بلدان الجنوب اكثر تعاوناً ورخاءاً وتقدماً وازدهاراً . وها نحن ماضون في هذه المسيرة النضالية التي بدأت بداية متواضعة ولكنها اصبحت اليوم عنصراً هاماً وموثوقاً على الساحة النقابية الدولية ." |
|
|
|
|
|
|
|
|
|