أصدر الاتحاد العالمي للنقابات بيانا جاء فيه :"اختارت الأمانة العامة لاتحاد النقابات العالمى النضال ضد البطالة كهدف مركزى فى يوم 3 اكتوبر وهويوم الحراك العالمى لعام 2014 . ولم يكن هذا الاختيار عشوائيا . فالبطالة اليوم هى الأكبر والمشكلة الأكثر خطورة للطبقة العاملة الدولية فى كامل العالم الرأسمالى .الملايين والملايين عاطلين عن العمل ، هؤلاء الذين حُكم عليهم بالفقر وحُرموا من حتى الاساسيات ، يعمل الملايين كعبيد فى الاعمال غير المسجلة والأعمال لبعض الوقت والأعمال بالعقود الثانوية بشروط عمل وأجور حقيرة . ولدى كل اسرة فرد عاطل عن العمل . وهذا يجعل المشكلة عامة .يستغل البرجوازيون وحكوماتهم هذه المشكلة لصالح مصالحهم الخاصة. فهم يقلصون الرواتب ويخفضون من الإعانات الاجتماعية ويفرضون تطورات لصالح الاحتكاريين حيث تنعدم الحقوق العمالية والرواتب السيئة وانعدام ساعات العمل الثابتة وانعدام الضمان الاجتماعى وانعدام التخصص .تُصر الأمانة العامة لاتحاد النقابات العالمى على ان النضال ضد البطالة هو المهمة الرئيسية للطبقة العاملة وجميع المنظمات النقابية . فالنضال الطبقى الموجه فقط من يستطيع خلق مخرج من الوضع الحالى لصالح العاطلين عن العمل والشعب العامل والطبقات الشعبية.يجب على الطبقة العاملة التحالف مع الفلاحين الفقراء وأصحاب المهن الحرة والسكان الطبيعيين والمفكرين التقدُميين، عليهم بالمطالبة بحلول ودية للشعب من اجل اليوم والغد. فى آسيا وأمريكا الجنوبية والشمالية وأوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط واستراليا . تُعد البطالة اليوم سمة متوارثة للرأسمالية ، فهى جزء من “الدى ان اية” الخاص بها . نتيجة للأزمة الرأسمالية الدولية ونسبة البطالة المتزايدة فى كل البلدان . يدعو اتحاد النقابات العالمى جميع المنظمات النقابية للمشاركة فى يوم الحراك العالمى للدفاع عن حق العمل وحق العمل اللائق والمطالبة بالتدابير الفورية لحماية العاطلين . يدعوا اتحاد النقابات العالمى وأعضائه فى الثالث من اكتوبر 2014 ملايين العمال حول العالم للمشاركة فى الأنشطة والمبادرات وصفوف الاعتصام والاحتجاجات والمظاهرات والإضرابات فى كل البلدان حول العالم . حتى بالرغم من ان البطالة جرح عميق للطبقة العاملة حول العالم ، فلا يمكننا تحديد الارقام الفعلية للمشكلة . فالطرق والإحصائيات التى تراقب البطالة غير موثوق فيها كونهم ادوات للخدع الحكومية والسياسية من اجل التلاعب بالرأى العام . فالأرقام منبثقة بشكل مناسب بناء على مطالب الحكومات وأرباب العمل . يتم اختيار البيانات الاحصائية الرسمية بناء على تحديد منظمة العمل الدولية ، وطبقا لهذا التصنيف ” يمثل معدل البطالة للأشخاص العاطلين عن العمل كنسبة للأيدى العاملة . والأيدى العاملة هى مجموع الأفراد العاملين والعاطلين . ويتضمن الأفراد العاطلين الأعمار ما بين 15 الى 74 الذين : • بدون عمل خلال الاسبوع المشار اليه (!!!) • المتوفرون لبدء عمل خلال الاسبوعين القادمين (!!!) • الذين يبحثون عن عمل بجدية خلال الاسابيع الأربع الماضية او وجدوا عمل بالفعل ويبدءون خلال الثلاث اشهر القادمة (!!!) . طبقا لبيانات منظمة العمل الدولية فى عام 2012 . يوجد اكثر من 197 مليون عاطل حول العالم . أى بنسبة 6% من اجمالى القوى العاملة العالمية . فمن الواضح ، أن تحديد منظمة العمل الدولية قد استثنت عدد كبير من العاطلين او الأفراد الذين حُرموا من الأجر المعيشى . فعلى سبيل المثال ، هؤلاء الذين عملوا حتى ولو لمدة ساعة فى الاسبوع لجمع البيانات ، والعمال الموسميين ، والعاملين فى الأعمال العائلية الذين لا يتقاضون أجر ، والعاملين الذين تقرر بأنهم لا يقدرون بدء العمل خلال الاسبوعين القادمين ( على سبيل المثال ، لأسباب صحية ) ، والعاملين الذين يشاركون فى برامج التدريب المهنى او يعملون فى “فترة الامتياز للأطباء” ولا يتقاضون دخل للمعيشة ، والعاملين الذين توقفوا عن التسجيل كباحثين عن عمل منذ فقدانهم الأمل للحصول على عمل بسبب البطالة طويلة الامد ، والفلاحون السابقين الذين فقدوا اراضيهم حديثا ويبحثون عن وظيفة . البطالة خاصية متوارثة للنموذج الرأسمالى للإنتاج . فقد تم تنظيم الانتاج الرأسمالى بالأرباح كهدفهم الوحيد وليس لاحتياجات الناس . البطالة مفيدة لرأس المال . وتُستخدم للحفاظ على الخوف من الفصل وابتزاز الطبقة العاملة من خلال خفض التدابير والمطالب فى المفاوضة على سعر بيع يديها العاملة. وباسم البطالة ايضا ، تم انتهاك وإلغاء حقوق العمل والحقوق النقابية ، وانتُهكت الثمان ساعات عمل اليومية ، وتم تعزيز شروط عمل مرنة ، وتم تنفيذ عقود عمل شهرية وأسبوعية ويومية ، وتم تقنين عقود عمل احتياطية ” متدنية” كنظام يوم عصرى استعبادى ، تقديم تمويل الدولة للأعمال لاستئجار الأيدى العاملة ، وتم تقديم إعفاءات ضريبية ضخمة للمؤسسات . اضافة الى ذلك ، البطالة ضرورية فى الرأسمالية كمصدر احتياطى لا ينضب من العاطلين للأيدى العاملة المتوفرة لجميع الاختيارات الممكنة للاستثمار الرأسمالى . فى ظل ظروف الازمة الرأسمالية الدولية ، والنسبة المئوية المنتظرة لأرباح الرأسماليين من استثماراتهم الأقل مما كانت علية فى فترة التنمية او ليست بالارتفاع المرغوب . فهذه واحدة من الاسباب لدمج الشركات او تم اُكتسابها ، وتوقف الاستثمارات او انتقلت الى مكان آخر ، فهناك اعادة ترتيب عامة ، وتركيز ومركزية الانتاج فى اطار المنافسة ، وانتقال الاستثمارات الى بلدان أخرى بأيدى عاملة رخيصة او استبدال مجال الاستثمار . وإغلاق العديد من الشركات المتوسطة والكبيرة الحجم . ففى المطلق ، يحتل تدمير القوى المنتجة لتؤثر بقوة على الطاقة الانتاجية الأعظم مثل : الطبقة العاملة ، تم دفع الملايين من الأُجراء الى البطالة عن طريق إغلاق الشركات او تطبيق الاصلاحات فى القطاع العام . وتأثر المزيد من السياسات المناهضة للعمل ، استقطاعات فى الرواتب والمعاشات بالهجوم على الحقوق الاجتماعية والعملية . علاوة على ذلك ، هجمات الامبرياليين والحروب الامبريالية التى تُكثف من المشكلة وتفاقم الوضع
بكل تأكيد ! يجب ان يكون ذلك هو الهدف لنضال الطبقة العاملة العالمية ل : استئصال البطالة وإلغاء استغلال الانسان لأخيه الانسان . من اجل مجتمع يُتيح للناس الحصول على عمل وحياة ورعاية صحية كريمة وتنمية بشرية على كافة المستويات للمجتمع البشرى . وفى اطار هذا النضال ، فإننا نكافح كل يوم فى كل مكان من اجل الحماية من البطالة . وهذه الايام , تمتد الاحتياجات الاجتماعية المعاصرة للحشود الشعبية . وفى ذات الوقت , تبقى الملايين من الأيدى العاملة الماهرة غير مستخدمة فى البطالة . الاكتفاء من جميع الاحتياجات المعاصرة للشعب ربما تقدم اماكن استخدام اساسية . كذلك وقف الخصخصة ربما يولد وظائف وربما يوقف الفصل والاضطهاد . فى ذات الوقت , التقدم التكنولوجى والعلمى والتنمية لوسائل جديدة للإنتاج يمكنها التحسين بشكل قاطع من الظروف المعيشية والعملية وكذلك خفض ساعات العمل اللازمة الى 7 أو 6 ساعات فى اليوم لجميع العاملين مع تحسين رواتبهم . وعلى النقيض , ما يحدث اليوم حيث يختار الرأسماليين لاستغلال عامل واحد ل 10 – 13 ساعة عمل او تقسيم الراتب الواحد والاستخدام الى اثنين من العمال كعمل لبعض الوقت . علاوة على ذلك ، القضاء على الجوع والأمراض وحماية البيئة وتحسين الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية كأساسيات عامة وخلق الهيئات العامة من اجل الحماية ضد الكوارث الطبيعية والاكتفاء من الاحتياجات المنزلية للسكان وتنفيذ السياسات للرياضات والثقافة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والتقدم التكنولوجى والعلمى الذى يتطلب الملايين من العمال . صُدمت هذه السياسات بالفوضى فى النموذج الرأسمالى للإنتاج حيث لا تتناسب الاستثمارات مع الاحتياجات الاجتماعية ولكنها تقررت طبقا لنسبة الارباح . صُدمت بنهب الموارد المنتجة للثروة من قِبل التجمعات الاحتكارية والشركات متعددة الجنسية فى بلدان افريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا , صُدمت بسبب القوة فى أيدى البرجوازية وممثليها السياسيون . ولهذا السبب ، جنبا الى جنب النضال اليومى للنجاة من عدم العمل ، جنبا الى جنب مع النضال ضد السياسات المولدة للمزيد من البطالة ، فمن الضرورى بأن نساعد الطبقة العاملة الدولية للإدراك بأنه فقط اذا وُضعت المسائل فى اياديها الخاصة ، يمكن الحصول على حلول حقيقية وكاملة . وبهذا الإدراك ، يُقدر اتحاد النقابات العالمى ويحمى حق العمل والنضالات من اجل القضاء على البطالة ، ويكافح من اجل جميع المشاكل الكبيرة والصغيرة للشعب العامل . وفى ذات الوقت ، يُلقى اتحاد النقابات العالمى الضوء على ان الغاء البربرية الرأسمالية واستغلال الانسان لأخيه الانسان وتكوين مجتمع حيث احتياجات الشعب ولا يكون الربح هدفا مركزيا لعملية صناعة السياسة وحيث ستكون البطالة ذاكرة بعيدة . ليس لدى الشعب العامل وأسرهم المسئولية تجاه ظاهرة البطالة وتأثرهم الشديد بها . ولهذا ، فإن اتحاد النقابات العالمى يطالب بالتدابير التالية لحماية العاطلين عن العمل :
1. فى اطار اعانات البطالة من ميزانية الدولة التى تضمن معايير معيشية كريمة للعاطلين وأسرهم طالما ظلوا بدون عمل . 2. رعاية صحية مجانية للعاطلين وأسرهم . 3. تخفيضات ملحوظة فى اسعار الطاقة والمياه والتدفئة وكذلك تسهيلات فى المتناول لوسائل النقل الشاملة . 4. إعانات سكن ( الايجارات ). 5. تسهيلات مجانية للتعليم لأطفال العاطلين . 6. تجميد اقساط وفوائد القروض . 7. احتساب فترة البطالة كفترة تقاعدية .
اثناء الأزمة الرأسمالية الدولية ، وبالأخص النقابات لديها مهمة خاصة للبقاء على الاتصال مع العمال العاطلين لإيجاد الطرق لتنظيم نضالاتهم وتوحيدهم فى النضال مع الشعب العامل ولتوجيه مشاكل العاطلين .
اذن الثالث من اكتوبر ، فى بوم الحراك العالمى ، نحن نعرض الاسباب الحقيقية للبطالة ونُعلم العمال والعاطلين وننظم الحراك فى كل دولة ونوحد أصواتنا وننسق أعمالنا ! والحدث الرئيس لاتحاد النقابات العالمى سوف يتم عقده فى 3- 4 أكتوبر 2014 فى بالميلا – البرتغال تحت عنوان ” مكافحة البطالة من اجل عمل لائق “."