الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق يكتب:مواقف نقابية مبدئية للتاريخ مع "الإتحاد المغربي للشغل"..ويكشف عن الثمن الذى حصل عليه هذا "الاتحاد " حتى ينقلب هذا الانقلاب
وكالة أنباء العمال العرب:10-10-2014
الموقف الاول :-في عام 1990 بينما كنت اشغل موقع الامين العام للنقابة العامة للمصارف والتأمينات والأعمال المالية في ليبيا ، قبل التحاقي بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وكنت مشاركا في اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد العربي للمصارف والتأمينات والأعمال المالية ، المنعقد بالدار البيضاء ، وكان ضمن برنامج هذا المجلس الاستماع لمحاضرة يلقيها احد المختصين حول تاريخ الاتحاد المغربي للشغل ، وبعد انتهاء المحاضرة وفتح باب النقاش ، وبعفوية مطلقة وجهت سؤالا للسيد المحاضر ، متسائلا عن موقع الاتحادات النقابية المغربية الاخرى في خارطة التاريخ النضالي للحركة النقابية المغربية ، الغريب ان السيد المحاضر فوجئ بالسؤال ولاذ بالصمت ، بينما تصدي للسؤال بالإجابة السيد ابراهيم قرفة الذي كان حاضرا معنا في هذا اللقاء من خلال هجوم شرس على شخصي لتجرئي بطرح هكذا سؤال ، ونظرا لأنني لم أكن املك الخبرة ولا المعرفة بالوضع النقابي المغربي في ذلك الوقت ، استغربت من حدة الهجوم الذي لم اعرف أسبابه ولذت بالصمت أمام نظرات زملائي المتعاطفة والناقمة في ان على هذا الموقف الذي وضعت نفسي فيه ..!!
الموقف الثاني :- في احدى السنوات التالية وبعد التحاقي بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كأمين عام مساعد ، وقف معي نقابي ( لم أعد اذكر اسمه ) من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وقفة تعارف ونحن نشارك في اعمال الفريق العمالي الدولي بمنظمة العمل الدولية ... لحظات لمحت المرحوم المحجوب بن الصديق الامين العام السابق للاتحاد المغربي للشغل ، يقف قريبا منا ويسترق السمع . أنهينا اللقاء من جانبنا ..!! ولكنه من جانبه لم ينهه .. فقد أقام الدنيا ولم يقعدها .. وذهب وهو في حالة من الغضب يصرخ على المرحوم حسن جمام الامين العام السابق للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي كنت رفيقه في هذا المؤتمر .. محتجا بشدة على تلك الوقفة ..! جاءني المرحوم جمام معاتبا .. متسائلا .. ماذا فعلت ؟ الا تدري بان مثل هذه الوقفات تغضب الاتحاد المغربي للشغل العضو الأصيل في اتحادنا ..؟ لم املك الا الاعتذار للسيد المحجوب بن الصديق ، والسيد حسن جمام ، على هذه الخطيئة ...!!
الموقف الثالث :- في سنة تالية ، دعونا في الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، لجنة النظام والعضوية المنتخبة من المؤتمر للاجتماع في دمشق ، وكان مطروح على جدول أعمالها مناقشة طلبات عضوية من اتحادين من المغرب بالاضافة لطلب من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ، لإبداء رأيها واحالته للمجلس المركزي الذي كان سينعقد بعدها بوقت قريب ، تزامن ذلك مع حضور الاخ فاروق شهير نائب الامين العام للاتحاد المغربي للشغل حاليا ، الذي كان يشارك في اجتماعات اللجنة الدستورية للعلاقات الدولية والهجرة ، وعندما علم بالمناقشات التي دارت بلجنة النظام والعضوية أقام الدنيا ولم يقعدها هو الاخر !! ووقعت مشاجرة بينه وبين الاخ تاج السر شكرًا لله الامين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ( السودان ) كادت تصل للتشابك بالأيدي ، واتهمني لي بأنني وراء الترويج للتعددية داخل الاتحاد !! متهما الاتحادات طالبة العضوية انها اتحادات كرتونية ، تابعة لأحزاب وهي مسخرة لاجندتها ..!! محذرا من قبولها في عضوية الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب . الموقف الرابع :- في سنتي 2010 ، و 2011 وبعد انتخابي كأمين عام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والذي كان الاتحاد المغربي للشغل مؤيدا له ، قمت بعدة زيارات للاتحاد المغربي للشغل ، التقيت فيها الاخ الميلودي المخارق الامين العام الجديد وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي ، وفي بعض هذه اللقاءات أعيد اتهامي بأنني من دعاة التعددية ، ووقع تنبيهي لخطورة هذا الطرح على مستقبل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ووحدته . وان مروجي هذا الطرح يستهدفون ادخال منظمات حزبية وليست نقابية ، وهذا يشكل خللا على مستقبل استقلالية الاتحاد ..!! الموقف الخامس :- في عام 2013 ، وعلى هامش اعمال مؤتمر العمل الدولي في جنيف ، التقيت الاخ فاروق شهير ، وتحدثنا في التحديات التي يواجهها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في هذه المرحلة ، وقدم لي جملة من المقترحات التي رايتها قيمة وهامة ومفيدة ، وسمعت منه كلاما رائعا ، واقترح علي ان أدعو لاجتماع تشاوري لرؤساء المنظمات الأعضاء لمناقشة هذه الظروف واتخاذ السبل الكفيلة بمواجهتها .. ودعونا بالفعل لهذا الاجتماع الذي انعقد في القاهرة بعد شهر من لقائنا في جنيف ، وحضره السيد فاروق شهير ، والسيد ابراهيم قرفة ، والمفاجئة الصدمة التي كانت بالنسبة لي ان السيد فاروق شهير انقلب في الراي مائة وثمانون درجة كما يقولون .. ذهلت لموقفه ، ولدعوته ان يعقد مؤتمر استثنائي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بعد شهر !! وهو ما كان منسجما مع دعوة الاخوان المسلمين الذين كانوا يسيطرون على اتحاد عمال مصر في ذلك الوقت .. وربط سداد اشتراكات الاتحاد المغربي للشغل بعقد المؤتمر ، وهو الكلام الذي كان مناقضا تماماً لمحاداثنا ولما تفاهمنا حوله في جنيف !! الموقف السادس :- في المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي انعقد في القاهرة عام 2013 والذي قبلت فيه عضوية اتحاد عمال تونس ، والاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين ، وكان بحضور الاخ ابراهيم قرفة ممثلا عن الاتحاد المغربي للشغل .. وهذا الاجتماع موثق صوت وصورة ، لم يعترض الاخ قرفة عن قرار المجلس المركزي ولم يتحفظ عن قبولهما .. المفاجئة الصدمة انه وصلتني بعد ذلك بعدة ايام نسخة عن رسالة موقعة من قبل السيد الميلودي مخارق الامين العام موجهة للسيدة شارن بورو الامين العام للاتحاد الدولي للنقابات ( احتفظ بهذه النسخة من الرسالة ) يشير فيها الى ان الاتحاد المغربي للشغل اعترض بشدة في اجتماع المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي انعقد بالقاهرة عن قراره قبول اتحاد عمال تونس ، والاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين . وأشاد بعلاقاته الوثيقة والرفيعة مع الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين . طبعا نحن لا نحتج ولا ننتقد سياسة قيادة الاتحاد المغربي للشغل ، ولكن تبقي تتملكنا الدهشة ان هذا الاتحاد ، الذي ما فتيء يقود التيار المناهض للتعددية في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، قبل وبكل سهولة ان يكون عضوا في الاتحاد العربي للنقابات الذي أسس مؤخراً في عمان رفقة بقية الاتحادات المغربية الأخري التي كان يعترض على وجودها معه في أطار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وحرمنا من وجودها في صفوفنا ..!! نقابي عربي مخضرم قال لي وانا اعرض عليه هذه المواقف ، لا تستغرب !! فكل شئ بثمن !! تساءلت وماهو الثمن الذي يقبل به هذا الاتحاد المناضل حتى ينقلب هذا الانقلاب في نظرك ؟ رد مجيبا .. نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقابات في مؤتمر برلين ، وعضوية مجلس إدارة منظمة العمل الدولية بمؤتمر العمل الدولي الأخير ، وإقصاء الجزائر منها !!!..سبحان الله مغير الأحوال .. وللناس فيما " يناضلون " مذاهب !! *بقلم الامين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ر
|
