اخبار عربية ودولية > رجب معتوق : لا استقرار بلا أمن ولا تنمية بلا استقرار
رجب معتوق فى الجلسة الافتتاحية للدورة 38 للمجلس العام لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية:لا استقرار بلا أمن ولا تنمية بلا استقرار ولا فرص عمل بلا تنمية مستدامة..ولابد من تكاتف اتحادتنا النقابية والعمالية لمقاومة ثالوث التخلف ومواجهة الارهاب.
وكالة أنباء العمال العرب: 24-2-2015
بدأت صباح الاثنين 23 شباط فبراير بقاعة المؤتمرات بفندق اسمرا بالاس ، بالعاصمة الإريترية اسمرا ، اعمال الدورة 38 للمجلس العام لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية ، والفعاليات المصاحبة لها .وقد ألقيت في حفل الافتتاح العديد من الكلمات والبيانات والتي تضمنها برنامج الحفل قبل ان تنطلق اعمال الفاعلية الأولي والتي هي عبارة عن ندوة حوارية حول " إصلاح نقابات العمال في افريقيا " .وشملت كلمات الافتتاح كل من ، تخستي بايري الامين العام الكنفدرالية الوطنية لعمال ارتيريا ، الرزقي مزهود الامين العام المكلف لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية . فرانسيس اتولي رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية رئيس اتحاد عمال كينيا ، كرستين امتوني منسقة الشئون الانسانية ، وكيل برنامج الامم المتحدة لدعم التنمية ، محمد موامازينجو مدير المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية بإفريقيا . رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، أمها كيداني ممثل وزير العمل والرعاية الاجتماعية . بدأت بعد ذلك اعمال الندوة الحوارية حول " إصلاح نقابات العمال في افريقيا " والتي أدارها فرانسيس اتولي رئيس منظمة الوحدة النقابية الافريقية .وتحدث فيها د. محمد موامازينجو مدير المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية بإفريقيا ، حول موضوع الهجرة والعمالة المهاجرة . بروفيسور فلاديمير دنسو ، من جامعة غانا والذي تحدث حول التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في افريقيا ودور نقابات العمال .كما تحدث السيد بيتر فان روجي مدير مكتب منظمة العمل الدولية في قطاع شمال افريقيا بالقاهرة ، حول أجندة التنمية ما بعد 2015 .وتحدث ممثل النقابات في جنوب افريقيا ، كوساتو ، ناكتو ، حول مسؤوليات نقابات العمال اثناء الأزمات الاقتصادية نموذج تجربة جنوب افريقيا . وتحدث ممثل النقابات الإيطالية حول دور نقابات العمال في مواجهة الأزمة الاقتصادية في أوروبا . بينما تحدث ممثل النقابات الصينية عن تجربة بلاده ، واتحاد عمال تركيا حقش عن التجربة التركية . واختتم السيد إيماني قبراب مسؤول الشئون السياسية للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة بمداخلة حول السلام والاستقرار في افريقيا ، التحديات الدولية وفرص التعاون .هذا وفى بداية الجلسة القى السيد رجب معتوق الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كلمة امام الجلسة الافتتاحية للدورة 38 للمجلس العام لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية المنعقدة بقاعة المؤتمرات بفندق اسمرا بالاس في العاصمة الإريترية اسمرا خلال الفترة 23-25 شباط / فبراير 2015 .جاء فيها:" السيد الرئيس السيد الامين العام السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب لي بداية ان انقل اليكم تحيات الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وتمنياتها لكم وللقائكم هذا بكل التوفيق والنجاح ، وان اشكر أمانة الاواتو ، وقيادة الكنفدرالية الوطنية لعمال ارتيريا لتوجيههما الدعوة لنا لنكون بينكم في هذا اللقاء النقابي الأفريقي الهام ، ولتتاح لنا فرصة زيارة العاصمة الإريترية الجميلة اسمرا للمرة الأولي .. وقد اصبحت الكنفدرالية الوطنية لعمال ارتيريا عضوا أصيلا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب .. لقد ارتبط ICATU بعلاقات نضالية متميزة مع OAATU منذ عقود طويلة مضت ، وكانا يلتقيان دائماً في القيم والمثل النضالية العليا والرسالة المشتركة التي يقومان بها من اجل عمالهما وشعوبهما ، بل من اجل عمال وشعوب كل العالم . واليوم والعالم ، ومنطقتنا تحديدا تمر بظروف عصيبة نتيجة تنامي بؤر الإرهاب وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة وانتشار السلاح بكل أنواعه في أيادي غير مسؤولة ، فإننا امام واقع جديد ، تبدو اثاره السلبية عميقة جدا ، حيث امام تعملق هذا الوحش وبما اصبح يحمله من أجرام ويشكله من مخاطر ، بدأنا نفقد مواقع العمل بالآلاف ، ومئات الآلاف من العمال فقدوا وظائفهم ، بل وفقدوا بيوتهم وأي مصدر رزق لهم . ان انتشار هذه الآفة اللعينة أفقدتنا الامن والأمان في العالم كله . ولم نكن نحن العمال الا اول ضحاياها.. ولعلكم تابعتم قبل ايام قليلة ، الطريقة البشعة التي تم بها ذبح عدد من العمال المصريين في مدينة سرت الليبية على يد ما يسمي بتنظيم داعش ليبيا ، وهو احد التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في ليبيا كانتشار النار في الهشيم . ووجدت كل الدعم والمساندة والتمويل من اجهزة مخابرات إقليمية ودولية لا بل ومن حكومات إقليمية ودولية . وانني ومن على هذا المنبر لا يسعني الا ان اجدد إدانة منظمتي لكل ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابية من اعمال إجرامية لا يقرها الدين ولا العقل ولا المنطق . كما اجدد ادانتي للعمل البشع الذي طال العمال المصريين في ليبيا ، وان أتقدم الى الاتحاد العام لعمال مصر ولعوائل الضحايا بأحر التعازي ، وان اشاركهم مشاعر الألم والحزن في فقدان أعزاء لهم كانوا يكدحون من اجل لقمة العيش . ان انتشار الجماعات الإرهابية في شمال افريقيا ، ونيجيريا وربما مالي وإفريقيا الوسطى والنيجر وقد ينتقل الى أماكن اخرى مثل موريتانيا والسنغال ، والأحداث التي تتابعونها جميعا في الصومال ، وعلاقة ذلك بما يجري في اليمن والعراق وسوريا . يحتم علينا كتنظيمات نقابية ان ندرس المسالة بمسؤولية ، ونحن نتوقع انتشارها اكثر ، لان هناك من يسعى ان تعم الفوضى العالم اجمع ، وعلينا ان ندرس أسباب نشؤها ، وأسباب تناميها ، وانعكاساتها ونتائجها الكارثية علينا جميعا وعلى مستقبل أجيالنا . وان نناقش معا كيفية التصدي لها ، وما هو دورنا كحركة عمالية في ذلك ..! بالأمس كانت معظم نقاشاتنا في لقاءاتنا ومجالسنا العامة تتركز حول مقاومة ثالوث التخلف ، الفقر والجهل والأمراض المستوطنة ، بينما اليوم نجد ان التحديات قد تضاعفت أمامنا .. فالي جانب آفة الإرهاب ، التي أكدت لنا انه لا استقرار بلا أمن ، ولا تنمية بلا استقرار ، ولا فرص عمل بلا تنمية مستدامة . وجد تجار تهريب البشر السوق رائجا أمامهم ، عبر اغراء الحالمين بحياة افضل من الشباب العرب والأفارقة بنقلهم من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط لضفته الشمالية ، خاصة في ظل فوضي أمنية مريعة تشهدها دولة مثل ليبيا وهي التي تملك أطول ساحل على البحر الأبيض المتوسط ، لا يقل عن ألفي كلم . لو سألنا أنفسنا كم عدد مواطنيننا الذين قضوا بالقرب من سواحل جزيرة مالطا ، او سواحل الجزر الإيطالية ، او حتي جزر قبرص وكريت واليونان ..؟ ستجدون ان الرقم خلال السنتين الاخيريتين قد ارتفع بشكل مرعب . وبدون ان نلاحظ اي جهد من المجتمع الدولي يتناسب مع حجم الكارثة ..! فهل نحن كتنظيمات نقابية علينا ان نبقي مكثوفي الأيدي ، ام علينا ان نتحرك وبسرعة لإيقاف هذا النزيف الهائل للبشر من مواطنين أبرياء لا ذنب لهم الا البحث عن فرصة عمل لائقة ، مستعدون لدفع حياتهم من اجلها . وهل نستمر في السماح لتجار الموت بالمضي في كسب المزيد من الأموال على حساب عمالنا الأبرياء والذين جلهم من فئة الشباب ؟ نحن في الايكاتو نعد الاواتو من المنظمات القوية النصيرة لنا ولقضايانا ، وهي حليف استراتيجي بكل ما تعنيه الكلمة ، كما نحن نصيرون لها ولقضاياها ، وعلى ذلك نحن نخشي على هذه المنظمة كما نخشى على أنفسنا ، ونرى بان ما يطالها يطالنا ، ولا نتمني لها ان تضعف امام اي موقف ، والأفارقة أهلنا وأخواتنا ، ونحن وهم في خندق واحد ، وانه لشرف كبير بالنسبة لي شخصيا ان اكون مواطنا عربيا افريقيا معا . فلا احد يستطيع ان ينزع انتمائي لأفريقيا . ولا ان يقول بغير ذلك . ومن هنا نبعث برسالة تضامن قوية مع النقابات الافريقية ، ونؤكد على عمق العلاقة التي تربطنا معا .واصرارانا على تعزيز وتطوير هذه العلاقة بما يخدم مصالح عمالنا وشعوبنا . ان حلمنا بقيام الاتحاد الأفريقي العظيم ، وان تكون افريقيا قوة اقتصادية عملاقة ، وقوة عسكرية مهابة الجانب ، وفضاء يسهم في خدمة البشرية جمعاء ، يظل قائما .. وعلينا ان نضع اليد باليد من اجل هذا الهدف العظيم الذي ناضل من اجله قادة افريقيا العظماء ، ونحن على ثقة بان الحركة النقابية الافريقية لديها من القدرات والإمكانات ما يجعلها ان تكون فاعلة في هذا الإطار . وأخيرا ،،، اسمحوا لي ان اجدد كامل الشكر والتقدير للصديق باير تخستي ولزملائه من قيادة الكنفدرالية الوطنية لعمال ارتيريا ، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة مع تمنياتنا لهم بمزيد من التوفيق والنجاح ....واتمني لدولة ارتيريا مزيدا من التقدم والازدهار والرخاء والرفاه .. ولمجلسكم العام ولكل الفعاليات المصاحبة له كل التوفيق والنجاح".....