اخبار عربية ودولية > فايز المطيري : هناك تحديات تواجهنا منها تفشي البطالة والتراجع الاقتصادي وتنقل اليد العاملة
فايز المطيري فى أول حوار معه عقب إختياره مديرا عاما لمنظمة العمل العربية: هناك تحديات تواجهنا منها تفشي البطالة والتراجع الاقتصادي وتنقل اليد العاملة وفقدان الحماية الإجتماعية..وهناك صفات أنا حريص على أن تتوفر لدى من سيعمل معي.
وكالة أنباء العمال العرب/حاوره عبدالوهاب خضر:22-4-2015
إعتمد مؤتمر العمل العربي في دورته الـ 42 المنعقدة حاليا بالكويت ،منذ ساعات فوز السيد فايز على المطيري رئيس اتحاد عمال الكويت بالتزكية بمنصب المدير العام لمنظمة العمل العربي للفترة 2015 - 2019 وفقا لضوابط الترشيحات التي أقرها المؤتمر للمناصب القيادية في منظمة العمل العربية..جاء فوز المطيرى بالمنصب بعد أن تنازل المرشحون الـ 6 الذين سبق وأن تقدموا للترشيح لمنصب المدير العام لمنظمة العمل العربية في كل من مصر والعراق والمغرب ولبنان والأردن وفلسطين عن الترشح للمنصب ليصبح المطيري هو المرشح الوحيد لهذا المنصب والفائز بالتزكية..ووجه المطيرى في كلمة له أمام الجلسة العامة للمؤتمر الشكر لكل المرشحين الستة الذين تنازلوا له لشغل هذا المنصب، كما ثمن مواقف جميع الدول العربية والمشاركين في المؤتمر من الفرقاء الثلاثة " حكومات وأصحاب أعمال وعمال " لدعم بلاده للفوز بالمنصب..وتعهد المدير العام الجديد لمنظمة العمل العربية فايز المطيري بالعمل بكل جد وإخلاص وقوة لاستكمال المسيرة بالمنظمة وتحقيق التوازن والاستقرار لجميع الفرقاء الثلاثة من حكومات وأصحاب أعمال وعمال وتطوير تشريعات العمل والعمال وتشجيع الحوار الاجتماعى الفعال بينهم بما يسهم في دعم البرامج التنموية وتفعيل التعاون الاقتصادي للتصدى للبطالة التي تعتبر أهم المشاكل التي تواجه الدول العربية.كما شدد على أهمية التعاون الفعال بين أطراف الإنتاج الثلاثة لما فيه تفعيل دور منظمة العمل العربية...إلتقى رئيس تحرير الوكالة مع السيد "المطيري" وأجرى معه هذا الحوار على هامش المؤتمر ،كأول حوار صحفي معه بعد فوزه بالمنصب... *سيد"مطيري" بند إختيار أو إنتخاب مدير عام جديد للمنظمة خلفا لليمني أحمد لقمان سيطر على عقول جميع المشاركيين ،وبدا لعدد من المراقبيين ان جميع القضايا الاخرى على المؤتمر قد غابت ؟ **هذا ليس صحيحا ،فرغم ان حدث اختيار مدير عام غاية فى الاهمية ،وشغل إهتمام الجميع الا ان المؤتمر قد شهد اجتماعات مكثفة ،على مدار الاسبوع ،جرى خلالها مناقشة العديد من القضايا والملفات الخاصة بقطاع العمل والعمال ،وسوف ينعكس ذلك على توصيات المؤتمر التى ستكون قوية ومترجمة للواقع الذى نعيشه ،وستكون روشتة لصناع القرار فى بلادنا العربية ،الذين سوف نتعاون معهم لتنفيذها ... *ما هى ابرز قضية من وجهة نظرك يجب التركيز عليها ؟ **دعنى اولا اقدم للقارئ الملفات التى جرى مناقشتها أو أهمها وهو تقرير المدير العام لمكتب العمل العربي السابق أحمد لقمان ، وعنوانه "الحوار الاجتماعى :" تجسيدُ للتحالف من أجل التنمية والتشغيل"، حيث تناول دور منظمة العمل العربية في إرساء ثقافة الحوار الاجتماعي على المستويين الوطني والقومي وباعتباره المدخل الرئيسي للتحالف العربي من أجل التنمية والتشغيل ..والذى كشف أنه في ظل التطورات العميقة التي يمر بها وطننا العربي ، فرضت معالجة قضايا التنمية بمختلف تجلياتها وقضايا التشغيل والبطالة بمختلف أبعادها في إطار الحوار الاجتماعي الجاد الذي تتقاسم فيه الأدوار والمسئوليات بين شركاء الإنتاج الثلاثة وكذلك الحوار الاجتماعي الموسع وخاصة في فترات الأزمات. *كيف نفسر للقارئ العادى والمتخصص هذا التقرير الذى استحوذ على معظم المناقشات على اعتبار ان الحوار الاجتماعي هى استراتيجيتك القادمة كما صرحت من قبل؟ **جاء التقرير في ستة فصول تناول الأول بسط لإشكالية سوق العمل العربية والتذكير بأن من أدق التحديات التي تشهدها أقطار الوطن العربي متصلة البطالة مستعرضا أهم خصائصها من حيث : " التوصيف الاجتماعي للبطالة ، والتوصيف الاقتصـــادي للبطالة ، و أهم أسباب البطالة " الأبعاد السكانية ، والأبعاد النوعية ، والأبعاد التعليمية ، والأبعاد الاقتصادية " ...وتناول المحور الثاني : التوجهات العامة للبيئة الفكرية الجديدة للحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاثة ، حيث أن المتغيرات الأخيرة ستؤدي إلى تطوير أساليب التعاطي مع إستراتيجيات التنمية والتشغيل والفاعلين فيها : مقاربة وصياغة وتنفيذاً في إطار الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاثة ، وأن هذه التحولات لم تكن نتاجا لبعد محلى فحسب بل مرتبطة أيضاً بموجة آتية من بعيد تتصل بالعولمة أحدثت منظومة فكرية جديدة بصدد التشكل تدفع موضوعيا إلى تحديث الحوار الاجتماعي ...أما المحور الثالث : فقد تناول المورد البشري ثالث الموارد الإستراتيجية في الاقتصاد المعولم مؤكدا على أهمية الموارد البشرية باعتباها في صلب الحوار الاجتماعي ، وأن مستقبل التنمية بمختلف عناصرها ستحكمة المعرفة في مختلف الميادين العلمية والتكنولوجية وهو ما يقتضي اكساب كل العاملين كفاءات أساسية ومؤهلات عريضة وخبرات فنية عالية وتوظيفها توظيفاً فاعلاً ومحكما في مجالات التصور والابتكار والإنتاج لتأمين حاجيات الاقتصاد ودعم تنافسية وترسيخ أرضيته المعرفية ...وتعرض المحور الرابع : إلى أثر انماط العمل الجديدة على التشغيل وضرورة التوافق حولها بين أطراف الإنتاج ، حيث يلاحظ التقرير أن أسواق العمل العربية تخضع إلى ضغوطات مزدوجة كما ونوعا وكذلك ضغوطات مزدوجة محليا وخارجيا مع التأكيد على أهمية تخطيط الموارد البشرية واقلمتها مع متطلبات سوق العمل واحتياجات المؤسسات عن طريق تطوير مفهوم الحوار الاجتماعي وآلياته وتوزيع الأدوار والمسئوليات ...ويستعرض التقرير في المحور الخامس الحوار الاجتماعي : أطر الحوار وأطرافه حيث يشير إلى عدد من أطر الحوار الاجتماعي على سبيل المثال ،كما يؤكد التقرير على أن نجاح ونجاعة الحوار الثلاثي يتوقف إلى حد كبير على توافر الإرادة السياسية من قبل الحكومات، وقوة نقابات العمال ومنظمات أصحاب الأعمال، واستقلالية هذه النقابات وهذه المنظمات عن الحكومة وعن جماعات الضغط، وأن هذا الأمر يؤدي إلى طرح أشكالية التعددية النقابية ومدي تمثيليتها للمشاركة في الحوار الاجتماعي ...وفي المحور السادس والاخير " الحوار الاجتماعي نحو عقد اجتماعي واقتصادي جديد تجسيداً للتحالف الوطني والقومي من أجل قضايا التنمية والتشغيل حيث أنه ومنذ التسعينات تغيرت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتغيرت معها موضوعيا النظرة إلى الحوار الاجتماعي الذي أصبح يهدف إلى عقد اجتماعي بمفاهيم حديثة ، واصبح التوافق على " عقد اجتماعي جديد " في الحوار الاجتماعي الثلاثي المتكافئ امراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضي لاعتبارات عديدة.. *وهل كانت هناك ملفات اخرى طرحت على جلسات النقاش فى المؤتمر ؟ **نعم عرض على المؤتمر وثيقتين فنيتين الأولى بعنوان: "دور الحوار الاجتماعي في تعزيز الحماية الاجتماعية" ..والثانية بعنوان :"سياسات وآليات تسوية المنازعات العمالية ودورها فى استقرار علاقات العمل"، فضلا تقرير حول الاستراتيجية العربية للإعلام والاتصال في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قضايا العمل..هذا بخلاف الملفات الاخرى وانشطة المنظمة على مدار العام ،وايضا الوضع المالي .. *سيد "مطيري" ما هو الامر الذى كان يشغلك فى الفترة التى سبقت الاعداد للمؤتمر ..هل كنت واثقا من النتيجة؟ **النتيجة بأمر الله وحده ،وكان كل ما يشغلنى هو كيف نخرج متحديين ومتفاهميين وتجمعنا كلمة واحدة ،وهو الامر اللذى يدفعنى الان وعبر وكالة أنباء العمال العرب ان اتقدم بالشكر الى جميع الدول التى تنازلت عن المنصب للكويت ،وهو ما يؤكد على روح الوحدة والرغبة فى العمل العربي المشترك... *كانت هناك مخاوف من ان المدير العام الجديد للمنظمة يكون منحازا للفريق القادم منه..فممثل الحكومات سوف ينحاز لهذا الطرف من العمل ،وايضا العمال واصحاب العمال ..وانت من فريق العمال ،فهل سيكون انحيازك لهذا الفريق ام ماذا؟ **هذا الكلام غير حقيقي بالمرة ،فأنا الان ممثل اطراف العمل الثلاثة ،وهدفي الاساسي هو تحقيق التوزان الايجابي بين جميع الاراء والتوجهات ،وتقديم كل ما يوحد الكلمة والرأي ،ويحقق الاجماع فى المواقف ،وعلى كل من شأنه ،ان يفرق ويشتت فى ما بيننا. *خمسون عاما مرت على تأسيس هذه المنظمة ،والتى تأسست من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ..كيف ترى هذا المفهوم؟ **نعم العدالة الاجتماعية هى من الاسس التى قام عليها بنيان المنظمة ،والتى ستستمر فى الالتزام بها ،وتعمل على تطويرها ،سعيا وراء ايجاد ظروف معيشية ومهنية افضل ،تؤدي الى ارساء قواعد الامن الاجتماعي الشامل والدائم ،وبناء مجتمع انساني ،ومستقبل افضل لشعوبنا وبلداننا العربية . *تحدثت فى البداية عن مفهوم الحوار الاجتماعي ..ماذا يعني هذا المفهوم فى ذهن المدير الجديد للمنظمة ؟ **يعنى بناء الثقة بين فرقاء الانتاج ،ووتعزيز جسور التفاهم والعمل المشترك بينهم ..لان الحوار هو اقوى وسيلة للتواصل ووضع سياسات حقيقية للتنمية المستدامة ،وتأمين الحماية الاجتماعية بين كافة الفئات ..بهدف ايجاد استقرار فى العمل وفتح المجالات امام التقدم وارتفاع مستوى المعيشة خاصة الفئات الاجتماعية الضعيفة .. *هل أنت متفائل فى تحقيق ذلك ؟ **طبعا ،ثقتى فى الله كبيرة ،وفى أطراف العمل الثلاثة ،رغم التحديات . *ما هى التحديات التى يراها المدير الجديد؟ **هناك تحديات خطيرة وكثيرة ومنها تفشي البطالة التى تخطت الـ20 مليون عاطل عربي ،يضاف اليها التراجع الاقتصادي والاجتماعي ،واتساع حركة تنقل اليد العاملة ،وفقدان الحماية الإجتماعية بالنسبة لأجزاء كبيرة من مكونات شعوب بلادنا ،وفى مقدمتها فئات العمال والموظفيين والحرفيين واصحاب المشاريع الصغيرة ،وذوي المهن الحرة ،والدخل المحدود ،والفئات الاجتماعية المهمشة بصورة عامة .. *اذن انت متشائم ؟ *إبتسم وقال :لا طبعا هذه تحديات ،ولكنها لن تحبط عزائمنا ،وتغير قناعتنا بضرورة الاستمرار فى العمل العربي المشترك . *كيف سيتم التشخيص والتنفيذ اذن؟ **نحن لسنا جهة تنفيذ قرارات ،نحن نقدم التشخيص للأزمات وعلى الحكومات ان تنفذ ،وعلينا اولا ان نضع برنامجا متفائلا وواقعيا يستند الى القدرات الفعلية التى نحوز عليها ،ويتحلى بطول النفس لأن الظروف الامنية والسياسية وتعقيداتها قد تزيد من صعوبة عملنا . *كيف ستتغلب على هذه الظروف ؟ **الحوار هو صمام الامان الذى يضمن احلال الامن والاستقرار فى علاقات العمل ،ويخلق افضل الشروط للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ،ويؤهل مجتمعاتنا لانهاء كل اشكال صراعاتها الجانبية المدمرة ،والعودة لبناء أوطاننا على أسس قوية وثابتة . *ما هو أول شيئ سوف يشغلك الفترة القادم ؟ **لدينا أولا عملية إستلام المنصب ،بعد القسم الذى سوف يكون أمام الامين العام لجامعة الدول العربية ،ثم سيكون التركيز فى ملف مؤتمر العمل الدولي فى جنيف فى بداية يونيه القادم بجنيف ،لأن هناك برنامج تقوم به المنظمة العربية فى فعاليات مؤتمر العمل العربي ... *تحدثت عن الحوار الاجتماعي والتنسيق مع أطراف العمل من حكومات واصحاب عمل وعمال ..فماذا عن فريق العمل الذى سيتعاون معك داخل مكتب العمل العربي لإنجاز هذه المهام . **أجاب قائلا:"الكفاءة والإخلاص فى العمل والإتقان والصدق ومواكبة العصر" هى صفات أنا حريص دائما فى أن تتوفر فى من سيعمل معي ... *سيد "مطيري" كانت هناك مجموعة اخرى من التساؤلات حول ملفات غاية فى الخطورة والاهمية ومنها التعددية والنقابات المستقلة ،وقيام منظمات دولية بمهاجمة الخليج ،بهدف مكاتب لهم هنا ،وايضا قضايا التدريب وسوق العمل،والهجرة ،والاستثمار العربي ..وهى ملفات ستكون محورا رئيسا فى حوار قادم بإذن الله . **إن شاء الله.