اخبار عربية ودولية > ارزوقي مزهود : الحركة العمالية و النقابية اليوم أصبحت ضعيفة و لا زالت تعاني من الانقسام و التمزق
الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية لوكالة أنباء العمال العرب:الحركة العمالية و النقابية اليوم أصبحت ضعيفة و لا زالت تعاني من الانقسام و التمزق..و القطاع غير المنظم يهدد "القارة السمراء"..ونمتلك برنامج عملي لمواجهة الأزمات الراهنة.
وكالة أنباء العمال العرب/حاورته سعاد شريط:13-5-2015
أرزقي مزهود الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية قال لوكالة أنباء العمال العرب:" أولويتنا التكفل بقضايا العمال في القطاع غير المنظم ، و
القطاعات الهشة ،و ترقية النساء في المنظمات الافريقية ،و فتح نقاش ديمقراطي حول المواضيع ذات الصلة بالواقع و تبادل الأفكار و الآراء حول الآفاق و التحديات الجديدة ..فكان هذا الحوار:
*انت نقابي معروف على المستوى الافريقي و طبعا جزائري، هل يمكن ان تقدم ارزقي مزهود لقراء وكالة انباء العمال العرب؟
**في البداية أشكر وكالة أنباء العمال العرب على الاهتمام الذي توليه للعمال الأفارقة و الحركة النقابية الإفريقية و هذا من خلال هذه المقابلة التي أجريتموها معي بصفتي أمينا عاما لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية. أما بالنسبة إلي، أنا نقابي جزائري ناضلت و لازلت أناضل في صفوف الإتحاد العام للعمال الجزائريين. بدأت مشواري النقابي منذ أن التحقت لأول مرة بمنصبي في التعليم في نهاية الثمانينات ثم تدرجت في المهام إلى أن رشحتني منظمتي خلال المؤتمر العاشر لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية المنعقد في شهر ديسمبر 2012 بالجزائر العاصمة إلى الأمانة. و إلى جانب مهامي التنظيمية مارست في مجال التدريب النقابي حيث شاركت في تأطير عدة دورات على المستوى الوطني و العربي و الإفريقي و الدولي.
*هناك حركية كبيرة ضد كافة اشكال الانتهاكات للحق النقابي بإفريقيا، هل يمكنكم ان تحدثونا عن هذه الانشطة التي ينتظر منها تغيير للواقع النقابي ؟
**أكيد أنه كلما بلغنا بحالة انتهاك للحقوق النقابية نتحرك و نكتب إلى الجهات المعنية إما إلى سلطات البلد الذي سجل فيه هذا الخرق أو إلى المنظمات الدولية و أذكر بالخصوص منظمة العمل الدولية. كما نبلغ كل منخرطينا من أجل التضامن مع المنظمة والمناضل النقابي الذي يتعرض لمثل هذه المضايقات. حيث أننا ندعو دائما إلى احترام الاتفاقيات الدولية للعمل التي تضمن الحق النقابي و حماية ممثلي العمال و تشريعات العمل الوطنية و الإيفاء بالتزاماتها. بالمناسبة يجب أن نذكر أن أغلب الدول الإفريقية قد صدقت على الاتفاقيات الأساسية للعمل. و ندعو كذلك إلى الحوار الاجتماعي باعتباره أداة فعالة لحل النزاعات و تجنب الأزمات و تعزيز السلم و الاستقرار الاجتماعي باعتباره شرط أساسي للتنمية في قارتنا. أما فيما يخص الجانب الخاص بالأنشطة التي من شأنها أن تساهم في تغيير الواقع النقابي، فإلى جانب الجانب التنظيمي، أعني الاجتماعات، التي نفتح فيها نقاش ديمقراطي حول المواضيع ذات الصلة بالواقع و تبادل الأفكار و الآراء حول الآفاق و التحديات الجديدة، ننظم كذلك دورات تدريبية تعالج من خلالها القضايا التي من شأنها أن تؤهل القادة النقابيين الأفارقة و تحسين قدراتهم العملية و المعرفية. في كل لقاءاتنا نلح على ضرورة الإصلاح النقابي و ذلك بتكريس الديمقراطية داخل المنظمات و تشجيع المرأة و الشباب من أجل الانتساب و خاصة فسح لهما المجال من أجل تقليد المسؤوليات. حسب اعتقادنا لا يمكن للمنظمات النقابية أن تكون قوية و في مستوى التأثير على السياسات إذا كانت هناك طاقة كبيرة من العمال و العاملات خارج النقابات أو مهمشة. *ماهي الانشطة و الممارسات التي وضعتها المنظمة لدعم و تنمية القدرات النقابية الافريقية ؟ **لقد صادق المؤتمر العاشر لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية على مجموعة من اللوائح و خطة إستراتيجية تغطي كل العهدة. انطلاقا من ذلك، تقود المنظمة اليوم عدة برامج و أنشطة على المستوى القاري و الدولي في إطار علاقات التضامن و التعاون مع المنظمات النقابية الإقليمية أو الدولية. ففي مجال التدريب لدينا برنامج في إطار "الباناف" "PANAF " الذي تستفيد منه مجموعة من المركزيات النقابية الإفريقية و برنامج التعاون مع إتحاد نقابات عمال عموم الصين " ACFTU " الذي تستفيد منه كذلك عدة منظمات نقابية في القارة و برنامج في الصحة و السلامة المهنيتين مع النقابة النرويجية. لدينا كذلك دورة سنوية مع إخواننا في إتحاد نقابات عمال اليابان " RENGO ". ننظم كذلك عدة أنشطة مع منظمة العمل الدولية في أديس أبابا و ننظم منتدى سنوي مع الإتحاد الإفريقي إلخ... هناك إذن ديناميكية تنظيمية و تدريبية من أجل تعزيز قدرات المنظمة و جعلها تستجيب للتحديات التي يطرحها العمل النقابي و خاصة في سياق العولمة.
*هل هناك انشطة او اليات تسمح لكم قريبين من عاملات و عمال القطاع غير المنظم بإفريقيا ؟
**يشكل القطاع غير المنظم في إفريقيا أعلى النسب في العالم. ففي منطقة غرب إفريقيا مثلا، فإن نسبة عمالة القطاع غير المنظم تصل إلى حد 90 بالمائة. تصوروا إذن حجم هذا القطاع في الحياة الاقتصادية. و أغلبية العمال الذين يستهلكهم هذا القطاع هم من فئة الشباب و النساء. و كما هو معروف لدى الجميع فإن هذا القطاع لا تتوفر فيه أدنى شروط العمل اللائق. إذا كيف يمكن للنقابة أن لا تضع هذه الفئة الهشة من العمال خارج أولويتها. بالتالي فإننا نفكر في المنظمة عن كيفية تنظيم هذه الفئة و تغطيتها نقابيا. هناك بعض التجارب في هذا المجال قامت به بعض المنظمات النقابية الإفريقية في كوت ديفوار مثلا و الطوغو و التشاد ...إلخ تستحق الإهتمام و التشجيع. هناك كذلك منظمة خاصة بهذه الفئة من العمال يوجد مقرها بجنوب إفريقيا اتصلت بنا و اجتمعنا و بحثا في سبل التعاون من أجل أيجاد الصيغ العملية لتنظيم هذه الفئة في إفريقيا إنطلاقا من بعض التجارب الناجحة. سنواصل قريبا هذا العمل و ننتقل إلى الجانب العملي و الميداني.
*في اطار تطبيق قرارات منظمة اتحاد النقابات الافريقية تجاه النساء العاملات ، ماهي الخطوات المتخذة في ذلك؟
**مثلما ذكرت سابقا، إن المنظمة النقابية القوية التي تقوم على الأسس و المبادئ الديمقراطية هي تلك التي تمثل كل فئات العمال و تجعلهم يندمجون في إطار متكامل و منسجم و تفتح أمامها مجال ممارسة القيادة. الكل يعلم اليوم، و الإحصائيات تؤكد ذلك، أن العمالة النسوية في اتجاه تصاعدي و هذا يعود إلى عدة عوامل لا يتسع لنا المجال لذكرها هنا. إن منظمة الوحدة النقابية الإفريقية قد أدركت هذا الرهان قيل أكثر من 30 سنة و كانت سباقة إلى إدماج المرأة العاملة في العمل النقابي، و هذه حقيقة تاريخية يجب ذكرها بهذه المناسبة. لهذا قررت في مؤتمرها المنعقد بمقديشو سنة 1980 إنشاء لجنة المرأة العاملة الإفريقية. ضف إلى ذلك أن منظمة الوحدة النقابية الإفريقية خلقت قسم بمقرها بأكرا خاص بالنوع الاجتماعي و تديره اليوم خبيرة في هذا المجال. في شهر سبتمبر 2014 ، عقدت بنيروبي ندوة قارية شاركت كل المركزيات المنخرطة تم خلالها تأسيس لجنة المرأة العاملة الإفريقية ترأسها الأخت ماريا فرناندا من أتحاد عمال أنغولا و تنوب عنها الأخت فضيلة قجور من الإتحاد العام للعمال الجزائريين. لقد صادقت هذه الندوة على خطة عمل خلال ندوتها الأولى بنيروبي و تحضر لتنظيم لقائها الأول في الجزائر قريبا. و تفكر حاليا قيادة هذه اللجنة بالتعاون مع الأمانة في البحث عن الموارد الضرورية من أجل تجسيد البرنامج الوارد في خطة عملها. اننا نشجع الأعضاء المنتسبين على ترقية العنصر النسوي داخل هياكل منظماتهم و تقليدهن المسؤوليات.
*ماهي الرسالة التي توجهها الى الرفاق النقابيين قراء وكالة أنباء العمال العرب ؟
**أولا أريد أن أجدد شكري ألى وكالة أنباء العمال العرب عن هذا الإهتمام الذي توليه للعمال الأفارقة و مصير الحركة النقابية الإفريقية. و هذا يؤكد على إرادة تعزيز التضامن النقابي إقليميا وجهويا و دوليا. و هذا التضامن أمسى اليوم في رأيي ضرورة لا مفر منها بحكم النظام العالمي السائد الذي يلهث وراء الأرباح فقط. لأن مثل هذا التضامن المتعالي الناضج و الحكيم و المتحرر من الإرث البالي البائد و الجامد سيسمح للعمال و النقابات أن يدخلوا كطرف فعال ذات مصداقية في معادلة بناء السياسات التنموية الاقتصادية و الاجتماعية. إن الحركة العمالية و النقابية اليوم أصبحت ضعيفة و لا زالت تعاني من الانقسام و التمزق الأمر الذي قلل من قدرة تأثيرها في صناعة السياسات و اتخاذ القرارات. لأن حتى الحوار الإجتماعي هو كذلك مسألة ميزان القوة و ليس مجرد الكلام الرنان. أقول لإخواني و أخواتي في وكالة أنباء العمال العرب أن الإعلام و التواصل اليوم و هم أدرى مني بذلك، و خاصة النقابي منه الذي يعاني من التأخر و قلة الوسائل، أصبح من الوسائل الإستراتيجية التي يجب أن يبنى عليها العمل النقابي. فهو أداة فعالة جدا إذا ما تم استغلالها بذكاء لأنها تنشر المعلومات و تجند الرأي و تخلق الرأي و التضامن. لذلك أقول أن عملكم مهم جدا رغم ما تواجهونها من الصعوبات و شكل من أشكال النضال النقابي الذي لا يمكن فصله. ونحن في شهر ماي الذي يذكرنا بإحدى الرموز التاريخية للتضامن و النضال النقابي العمالي، أحيي كل العمال العرب و الأفارقة و العالم. يحيا التضامن و و حدة العمل. وفقكم الله في عملكم و تحياتي لكم الأخوية و النضالية.