اخبار عربية ودولية > رجب معتوق يكتب عن المؤتمر النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية
رجب معتوق يكتب عن الإستعدادات الجارية للتحضير للمؤتمر النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية وجميع البلدان العربية المصابة بالإرهاب..ويؤكد:"الإرهابيون" تسببوا في قتل الاف السوريين ونزوح وهجرة نحو اثنتي عشرة مليون مواطن..وسنقاوم حتى النصر
وكالة أنباء العمال العرب:3-9-2015
نعود مجددا للحديث عن المؤتمر النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية ، المقرر عقده في دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية خلال الفترة 13-14 ايلول / سبتمبر الجاري ، والذي يعقد بدعوة من الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والاتحاد العالمي
للنقابات ، وباستضافة كريمة من الاتحاد العام لنقابات عمال سورية ، والذي وصل عدد الراغبين للمشاركة في أعماله نحو مئتي قيادة نقابية من مختلف أنحاء العالم حتى كتابة هذه السطور . إذ يأتي انعقاد هذا المؤتمر لتأكيد الموقف النقابي العربي والدولي الرافض للارهاب الذي تتعرض له سورية منذ اربع سنوات ونيف ، وسبب في قتل الآلاف من أبناء الشعب العربي السوري ، ونزوح وهجرة نحو اثنتي عشرة مليون مواطن ، سبعة ملايين منهم بداخل سورية ونحو خمسة ملايين مواطن خارجها اغلبهم في دول الجوار ، بينما لاتزال الأحداث الجارية تسبب في لجوء الآف آخرين من أبناء الشعب العربي السوري للدول الأوربية وخاصة ألمانيا التي فتحت ابوابها لهم بينما صدتها أمامهم كل بلدان العرب . لقد وضع الاٍرهاب الذي تقوم به الجماعات الإرهابية المسلحة والتي تضم شذاذ الافاق من جميع أنحاء العالم ، والمدعومة من دول غربية واقليمية وعربية السوريون في محنة لم يتعرض لها شعب من قبل في العصر الحديث ، وهم الان كالمستجير بالرمضاء من النار ، حيث نتابع هذه الأيام ونحن يعتصرنا الالم ما يتعرض له المهاجرون السوريون من ابتزاز من قبل تجار البشر والموت غرقا في البحار او عبر تهريبهم بوسائط قاتلة ، ناهيك عن تعرضهم للموت من قبل عصابات الاجرام الدولية التي تتاجر في أعضائهم البشرية . لقد عانى الشعب السوري جراء ما يقوم به الارهابيون من تدمير للبنية التحتية ، وتفكيك وسرقة المصانع ، وتدمير ما تبقى منها ، مما أدى الى رفع معدلات الفقر والبطالة بنِسَب مخيفة . ونتيجة للحصار الاقتصادي الجائر يعاني السوريون من هبوط سعر العملة المحلية " الليرة " والارتفاع الجنوني لاسعار السلع الضرورية ، مما سبب في فجوة لا تطاق بين الاجور والاسعار ، يوازي ذلك الضغط الشديد امام المؤسسات الصحية نتيجة المعارك والمواجهات المسلحة . هذا بخلاف النقص الحاد في مادة البنزين والمازوت والغاز ، مما دعى الجهات المختصة الى اللجوء لتقنين توزيع التيار الكهربائي على المدن والاحياء . كما يأتي هذا المؤتمر منسجما مع كافة القرارات التي سبق وان اتخذها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مؤتمراته ودورات مجلسه المركزي والتي تشدد جميعها على مقاومة الاٍرهاب بكافة اشكاله وأنواعه ، وادانة ومواجهة كل من يدعمه او يموله او يقدم له اي شكل من أشكال المساعدة اللوجستية . ان حضور ومشاركة هذا العدد الكبير من القيادات النقابية من مختلف أنحاء العالم للتضامن مع عمال وشعب سورية إنما يبعث برسالة واضحة للجماعات الإرهابية ومن يدعمها ويمولها عربا وعجما ، من ان الشعب العربي السوري الصابر والصامد ليس وحده ضدكم وضد لا انسانيتكم ، وضد اجرامكم ، وضد ما تقومون به من افعال ، الشيطان نفسه صار يستحي منها ، وضد محاولتكم لتقويض إرادة الصمود والمقاومة لهذا الشعب العربي الابي صاحب التاريخ المشرف ، وهذا البلد الموغل في التاريخ ، ومهد الحضارات الانسانية . لقد اتخذ الاتحاد العام لنقابات عمال سورية ، والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، كافة الترتيبات اللازمة لاستقبال أفواج المشاركين المتضامنين ، الذين بحضورهم الي دمشق من الصين شرقا ، وحتى البرازيل وفنزويلا غربا وما بينهما ، رغم الصورة التي يحاول إعلام التظليل والكذب والتزييف تسويقها عن واقع الحياة في هذه المدينة ، إنما يشكل جسارة وشجاعة وتحديا يحظى بكل التقدير والاحترام . ويكفي القول ان مثل هذا الحضور النوعي والعددي كفيل برفع الروح المعنوية لابناء هذا البلد امام حجم المعاناة التي يتعرضون لها ، وينبه العالم اجمع ان الاٍرهاب لا دين ولا وطن له ، ويوجه دعوة حارة لكل حكومات العالم بأنكم مسؤولون انسانيا واخلاقيا وقانونيا امام ما يجرى في سوريا من ارهاب واجرام . وإذا كان الاٍرهاب بهذا المستوى البشع وجد ضالته اليوم بدعمكم في هذه المنطقة ، فانكم ليسوا ببعيدين عن الاكتواء بناره في وقت قد لا يكون ببعيد . ان السوريين اتبثوا للعالم اجمع بدولتهم وجيشهم وتلاحم شعبهم وقيادتهم انهم على مستوى المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة اللعينة، وتداعياتها القاسية والمقيتة ، بيدا ان ذلك لا يعني انه على العالم ان يستمر في غيه بدعم الجماعات الإرهابية ، او يقف صامتا ساكنا امام تمددها . اننا في الوقت الذي نحيى فيه كل من قرر المشاركة والقدوم الى دمشق للتعبير عن تضامنه ووقوفه مع عمال وشعب سوريا ، وأننا نرحب به بحرارة ، ونؤكد له بأنه سيكون محل عناية ورعاية واهتمام كل أبناء الشعب العربي السوري ، فأنه كم المنا ان نجد من القيادات النقابية العربية من امتنعت عن المجئ لدمشق تحت هذا المبرر او ذاك ، او بدون مبرر إطلاقا . بل منهم من وجه الدعوة لعدم المشاركة في هذا المؤتمر ، وحاول الحيلولة دون مشاركة البعض الاخر . ليس هذا فحسب بل منهم من آثر المشاركة في لقاء آخر " مشبوه " ، ومشبوهة الدعوة اليه ، ومشبوه الهدف منه . لاسيما وانه يأتي في توقيت متزامن مع عقد هذا المؤتمر الدولي للتضامن مع عمال وشعب سوريا . أولئك الذين كنّا نعتقد بأنهم سيكونون اول المشاركين خاصة وان بلادهم اكتوت او هي تكتوي بنار الاٍرهاب . وأنهم سيكونون حريصين على الالتزام بما تعهدوا به اثناء مصادقتهم لقرارات الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب حول الاٍرهاب . على أية حال ، ومهما يكن من أمر ، المؤتمر النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية سوف ينعقد في موعده ، وبمشاركة لم نكن نتوقعها ، بل ولم يتوقعها احد بهذا الحجم ، وسوف يحقق هذا المؤتمر بأذن الله النجاح الذي ينشده ويستحقه . ونؤكد للذين يعتقدون انهم سيخيفوننا باجتماعاتهم المشبوهة ، بأننا سوف لن نتراجع عن قيمنا وأهدافنا ومبادئنا ، والتزامنا النقابي والاخلاقي والقومي العروبي ، وسوف نبقى نناضل من اجل دعم عمال وشعب سورية ، ودعم محور المقاومة ، ودعم كل الشعوب العربية التي تتعرض للارهاب على مستوى الجماعات المسلحة او على مستوى العدوان الخارجي ، وسنبقى رافضين لأي اعتداء على اي بلد عربي من اي جهة كانت ، مهما كلفنا ذلك من تضحيات ، ولن يقطع الرأس الا خالقه ...!
*بقلم الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق.
