اخبار عربية ودولية > سورية تنتفض ضد الإرهاب ومموليه
سورية تنتفض ضد الإرهاب ومموليه: 250 شخصية نقابية من 29 دولة عربية وأجنبية يعلنون الوقوف إلى جانب السوريين في مواجهة الإرهاب وسياسات الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها..ويطالبون بشكيل تحالف عربي وعالمي ..وننشر تفاصيل الجلسة الإفتتاحية
وكالة أنباء العمال العرب:15-9-2015
برعاية الرئيس السوري بشار الأسد.. بدأت امس الأحد فعاليات أعمال الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والتدخلات الامبريالية والعقوبات والحصار الذي ينظمه الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالتعاون مع اتحاد النقابات العالمي والاتحاد الدولي لنقابات العمال
العرب في فندق صحارى بدمشق.ويناقش المشاركون حتى نهاية هذا اليوم الاثنين في الملتقى محاور تركز على الإرهاب وجذوره وعوامل نشوئه وأخطاره على الطبقة العاملة والشعوب وسبل مواجهته إضافة إلى الحصارات والعقوبات والضغوطات الاقتصادية التي تعد أداة إرهابية غير مشروعة ضد الشعوب لتكريس الهيمنة الامبريالية.وفي كلمة له خلال افتتاح الملتقى قال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال إن “السيد الرئيس بشار الأسد يؤكد من خلال رعاية الملتقى أهمية أن يجتمع في دمشق قلب العروبة النابض هذا العدد من خيرة المناضلين النقابيين وحرصه على إنجاح هذا الحدث الذي يشير إلى أن شعب سورية الأبي ليس وحده في مواجهة الإرهاب والتكفير والتضليل وبذل التضحيات لتقرير مستقبل المنطقة والعالم كله في العقود القادمة”.ورأى الهلال أن القوى النقابية من أكثر القوى المجتمعية تأهيلا وجدارة للقيام بهذا الدور بالنظر لما تمثله من شرائح اجتماعية حيوية ورائدة في حمل قيم التقدم الاجتماعي وما تملكه من تاريخ نضالي نقابي وطني عريق راكمت خلاله الكثير من الخبرات وأصبحت بفضله أحد أهم ركائز الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي في المجتمعات.وأشار الهلال إلى “أن المواطن السوري يشعر اليوم أنه ترك وحيدا في مواجهة خطر لا يهدده وحده فقط إنما يهدد جميع شعوب الأرض بل يهدد أعراف الإنسانية وتقاليدها وقيمها العامة التي بنتها وناضلت من أجلها منذ بداية التاريخ وأن دعم القوى التحررية والمحبة للسلام والملتزمة بمبادئ العدل والمساواة في المنطقة والعالم أضعف كثيرا مما تطلبه المعركة المشتركة وأقل من قدرات الشعوب وطاقتها العظيمة” مبينا أن أهمية الملتقى تنطلق من هذا السياق إذ يراه السوريون فسحة أمل واسعة كي يتصاعد الحضور الشعبي في المعركة المشتركة بشكل أكثر جدوى وأمتن تنظيما بما يتناسب مع ما نواجهه جميعا من مخاطر.وبين الهلال أن الحرب على سورية تختلف اختلافا نوعيا عن كل الحروب حيث يتلازم فيها إرهاب العصابات المرتزقة بإرهاب الدول الداعمة وهي كذلك حرب اقتصادية في أشد مستوياتها إيلاما وحرب حصار سياسي دبلوماسي واقتصادي وحرب إعلام تضليلي لا يقف تضليله عند أي حد وحرب ضد القيم والأخلاق والثقافة والتقاليد الإنسانية.
وحول أزمة اللجوء رأى الهلال أنها جزء من نتائج الحرب على سورية والتي شاركت فيها أغلبية الدول الأوروبية عبر الدعم السياسي واللوجستي للإرهاب مبينا أن لجوء السوريين الكبير والحقيقي هو من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون إلى المناطق الآمنة تحت سيادة الدولة ما يعكس مشاعر السوريين تجاه دولتهم.
ولفت الهلال إلى أن أوروبا في تعاملها مع اللاجئين “تظهر حيرة بين مصالحها الاقتصادية ومشاعرها العنصرية” فمن حيث المصالح يناسبها قدوم الآلاف من قوى العمل الشابة والمدربة والنشطة لكن هذا الأمر يتناقض مع مشاعر العنصرية وما يسمونه بالإسلامو فوبيا مبينا أن التضخم في الحديث حول سورية هدفه ضغوط من نوع جديد على هذا البلد العصي على الانكسار والهزيمة فعلى الرغم من أن الإعلام الأوروبي يركز على السوريين إلا أن الإحصائيات نفسها تشير إلى أن نسبتهم لا تتجاوز 25 بالمئة فقط بين مجموع اللاجئين.
وأكد الهلال أن الحل العادل لهذه المسألة هو إنهاء المسألة الأم أي الحرب الإرهابية على سورية فيبقى السوريون في وطنهم معززين سعداء كما كانوا قبل هذه الحرب الوحشية عليهم وعلى وطنهم.
وقال الهلال “إن من أخطر ما أبرزته الحرب إضافة إلى قدوم قطعان المرتزقة الساديين من جميع مناطق العالم هي ظاهرة الارتزاق السياسي ومعارضة الفنادق وأن حكاما كاردوغان وجدوا في الحرب فرصة للتعبير عن أمراضهم النفسية ووهمهم الكبير بإعادة ظاهرة الهيمنة العثمانية سيئة الصيت والاعتماد في تحقيق هذا الوهم على الإرهابيين من جميع الأصناف بمن فيهم جماعة الإخوان الذين فشلوا فشلا ذريعا أمام رفض الشعب المصري الشقيق لهم ولإرهابهم رفضا قاطعا”.
وعن أسباب استهداف سورية لفت الهلال إلى أنهم أرادوا تدميرها لانها أثبتت إمكانية تحقيق استقلال القرار لدى البلدان الصغيرة والنامية في منطقة عز فيها الاستقلال الحقيقي وبلد نما دون استدانة من بيوتات المال الدولية فضلا عن دعمها للقضايا العادلة وقضايا التحرر بقوة في هذه المنطقة والعالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومواجهة العنصرية والصهيونية والرجعية والتكفيرية ومطالبتها بعالم يسوده السلام والقانون الدولي والعيش المشترك المتفاعل بين بني البشر.
وفيما يخص مواجهة الإرهاب استغرب الهلال كيف يواجه بلد عربي آخر الارهاب دون أن يمد يده بقوة ومن فوق الطاولة إلى سورية وقد حارب جيشاهما كل الحروب سوية قائلا “إننا مع العراق ومع مصر صفا واحدا في مواجهة الإرهاب وفي تأكيد الاستقلال الوطني وحماية الأمن القومي العربي” داعيا لتشكيل تحالف عربي وعالمي ضد الإرهاب تدخل فيه القوى والتيارات والدول والأنظمة والأفراد دون أي اعتبار للخلافات والاختلافات الأخرى.
وجدد الهلال ثقته بانتصار سورية المؤزر بفضل إرادة شعبها التي لا تقهر وجيشها العظيم الذي خاض كل حروب العرب العادلة وقائدها الذي لا يستمع إلا إلى صوت شعبه ويؤكد عدم التنازل عن الحقوق أو التفريط بشبر واحد.
وختم الهلال كلمته بالقول “نوجه التحية لأبطال قواتنا المسلحة في كل مكان على أرض سورية الطيبة والإجلال والإكبار للشهداء ولعمال سورية ومنتجيها الأشاوس ولاتحادهم المناضل” معربا عن تمنياته بتحقيق الملتقى لتطلعات العمال والشعوب إلى عالم جديد خال من شرور الإرهاب والهيمنة.
بدوره أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أن أهمية الملتقى تأتى من كونه يتيح الفرصة لجميع المشاركين والممثلين عن عدة دول لمشاهدة حقيقة ما يجرى في سورية على أرض الواقع بعيدا عن التغطية المغرضة لوسائل الإعلام التي لعبت دورا خطيرا في سفك دماء الشعب السوري والتحريض على الدولة السورية بكل مكوناتها والمساهمة بشكل مباشر في تزييف الحقائق ولعب دور المسوق الأساسي للتنظيمات الإرهابية المسلحة وتأمين التغطية الإعلامية لها.
وبين القادري أن المشاركين في الملتقى سيناقشون ما تتعرض له سورية من إرهاب استهدف البشر والحضارة إضافة إلى فضح الممولين والداعمين مؤكدا أن عمال سورية وشعبها صامدون وستزهر تضحياتهم ودماء شهدائهم نصرا شاملا لشعوب المنطقة والعالم وأن النموذج السوري في الاستقلال والتمسك بالسيادة عرى حقيقة تخلف بعض الحكومات العربية.
ودعا القادري إلى توحيد الجهود والقوى للدفاع عن حق الإنسان في الحياة والأمن والعمل والاستقرار والتقدم ومواجهة قوى التطرف وأعداء الحياة المنخرطين في صناعة الموت والحروب مؤكدا أن “عمال سورية يجددون عهد الوفاء للوطن وسيادته واستقلاله وتمسكهم بجيشهم ومبادئهم” ومواجهة اعداء سورية والإنسانية من أجل هزيمة المتآمرين ودحر الحرب الكونية التي تخوضها ضد الإرهاب نيابة عن العالم.
من جانبه بين الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق أن المجتمع الدولي والدول الغربية النافذة ورغم ما واجهته سورية من أعمال قتل وتدمير على يد التنظيمات الإرهابية “لم تخرج من عقلية الاستعمار والاستكبار وما زالت تمعن في دعمها الإرهاب والإرهابيين بكل الأشكال والأساليب”.
وذكر معتوق أن “الحرب الشرسة التي تتعرض لها سورية تهدف إلى تدميرها مثلما جرى من قبل تدمير العراق وليبيا واليوم اليمن ومثلما حاولوا من قبل تمرير هذا السيناريو في مصر لتنفيذ مشروع الفوضى المدمرة للمنطقة العربية بكاملها سعيا لتفتيتها وإعادة رسم خريطتها بما ينسجم مع مصالحهم وتوفير الأمن والطمأنينة للكيان الصهيوني بعد تدمير قوى المقاومة في الوطن العربي وتصفية وإنهاء قضية فلسطين إلى الأبد”.
ولفت معتوق إلى أن الشعب السوري بصموده الأسطوري استطاع وقف هذا المشروع التدميري للأمة العربية رغم الضريبة القاسية التي دفعها ولا يزال يدفعها في حياته وأمنه واستقراره ولقمة عيشه قائلا “إن مجيئكم لدمشق في هذه الظروف يؤكد بالدليل القاطع على وقوفكم إلى جانب عمال وشعب سورية ورفضكم للهمجية والإرهاب ويبعث رسالة للعالم أجمع أن سورية في حربها ضد الإرهاب والحصار الظالم والتدخلات الخارجية ليست وحدها بل معها شريحة واسعة من أوسع الطبقات الشعبية في العالم التي هي شريحة العمال الشرفاء في الدول التقدمية والقومية العربية المناهضة للحرب والإرهاب”.
الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي يوروغوس مافريكوس أكد أن مشاركة الاتحاد العالمي في الملتقى تأتي بهدف التعبير عن التضامن مع الشعب السوري وعمال سورية مبينا أن ممثلي النقابات المشاركين يعيشون ويناضلون في 126 بلدا من القارات الخمس ويمثلون ملايين العمال لم يترددوا في الحضور إلى دمشق رغم الظروف الصعبة للوقوف بجانب الشعب السوري الذي يعاني “وضعا مؤلما” لما يقارب الخمس سنوات نتيجة استهدافه من قبل الامبريالية وإرهابها.
وأكد مافريكوس أن وجودهم في الملتقى للمطالبة بإيقاف التدخل الأجنبي في سورية والحصار المفروض عليها وما يمارس من حصارات اقتصادية وتمييز ضدها مبينا أن الاتحاد الدولي دعم الشعب السوري وعمال سورية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الازمة الممنهجة فلم يلحق بتيار الدعاية الواسعة التي تم نصبها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم وتبنتها المنظمات الدولية واتحاد النقابات الدولي.
وقال “عارضنا ما تواجهه سورية ومنحنا العمال قوة التعبير عن تضامنهم معها وقلنا بوضوح إن هناك في سورية إرهابيين ومرتزقة يسعون لزعزعة استقرار البلاد والشعب في سبيل مصالح احتكارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأيدنا حقوق الشعب السوري وعملنا على إبراز الحقيقة من كل منبر على المستوى الدولي ضد قاذورات دعاية وسائل إعلام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي للنقابات مسهمين في قلب المناخ واستنهاض موجة تضامن مع الشعب السوري”.
وأضاف “إننا نقوم اليوم ومن هذا المنبر بضم صوتنا لصوت شعب سورية وعمالها وعمال جميع البلدان العربية للتنديد بسياسة التدخل المتبناة من قبل الإدارة الأمريكية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي والناتو الساعية لتقويض حرية خيار الشعب السوري ضمن سعيها لنهب ثرواته حيث تسعى هذه الحكومات إلى قطع رأس الدول العربية وتقطيع أوصال الشعوب العربية في سبيل زيادة ربحية احتكاراتها من استغلال الثروات الطبيعية وطرق التجارة.. إنهم يسعون لتشتيت العرب وإذلالهم ويريدون العمال العرب مهاجرين اقتصاديين في أوروبا والولايات المتحدة ليعملوا بأجور بخسة في ظروف بائسة”.
ودعا مافريكوس للوحدة والعمل ضد الامبريالية وفي سبيل حقوق اجتماعية وديمقراطية للجميع ومن أجل تطور اجتماعي واقتصادي على أساس معيار الحاجات الشعبية لا معيار الربح لكي تتمكن الشعوب من أن تختار ماهية حاضرها ومستقبلها معربا في ختام كلمته عن تضامنه مع المهاجرين واللاجئين الذين “يسعون نحو مستقبل أفضل” واستغرابه من استغلال الحكومات الأوروبية وأرباب العمل للاجئين ومعاملتهم كعبيد معاصرين مطالبا بإيقاف أشكال التمييز الممارس ضد المهاجرين واللاجئين.
وعرض على هامش الافتتاح فيلم وثائقي حول ما تعرض له عمال سورية في كل القطاعات والمنشآت ومواقع العمل والإنتاج من تحديات واعتداءات إرهابية.
حضر الافتتاح رئيس مجلس الشعب جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية والأمناء العامين للأحزاب الوطنية وممثلي النقابات المهنية والمنظمات الشعبية.
وفي تصريح للصحفيين عقب الافتتاح أكد الحلقي أن هذه التظاهرة العالمية العمالية في دمشق دليل على تفهم شعوب العالم لطبيعة الحرب الإرهابية التي تواجهها سورية وتعبير عن وقوف هذه الشعوب إلى جانب عمال وشعب سورية مبينا أن الملتقى يوجه رسائل متعددة إلى كل من يقف خلف الحرب التي تتعرض لها سورية والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على شعبها مفادها أن سورية وشعبها وقيادتها وطبقتها العاملة تقف كالسنديان في وجه هذه العواصف ومستمرة بالتصدي لكل هذا الإرهاب التكفيري القادم من العالم.
وأشار الدكتور الحلقي إلى أن عمال سورية الذين بنوا معاملهم ومنشآتهم الاقتصادية الإنتاجية سيبقون الرافعة الاقتصادية القوية في وجه هذه الحرب وفي مرحلة البناء والإعمار مبينا أن المطلوب اليوم من المشاركين في الملتقى رصد ما تعيشه سورية من إحداث وإجرام مارسته التنظيمات الإرهابية المسلحة ورصد آثار الحصار الاقتصادي ونقل ما يشاهدونه إلى شعوبهم مؤكدا أن الطبقة العاملة في سورية تزداد إصرارا على التشبث بمعاملها ومصانعها وإعادة دوران عجلة الإنتاج للتخفيف من الحصار الاقتصادي الجائر الذي يعاني منه السوريون وتعزيز صمود الشعب والجيش العربي السوري.