اخبار عربية ودولية > البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العربي العام لدعم انتفاضة الشعب الفلسطينيفي
ننشر نص البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العربي العام لدعم انتفاضة الشعب الفلسطينيفي دورته السادسة المنعقد في بيروت.
وكالة أنباء العمال العرب: 24-11-2015
بحضور الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق ،واديب ميرو مستشار الاتحاد العالمي للنقابات ،وقيادات نقابية وحقوقية وسياسية ،وفي بيروت العروبة والمقاومة والصمود، وبدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية وهيئة التعبئة الشعبية العربية، انعقد
المؤتمر العربي العام السادس بحضور 275 شخصية عربية، دعماً لانتفاضة الشعب العربي الفلسطيني،حيث صدر البيان الختامي عن المؤتمر العربي العام لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني"الدورة السادسة" وجاء فيه ان الانتفاضة الحالية و التي مرّ على انطلاقتها حتى الآن خمسون يوماً، مندلعة في القدس وباحة المسجد الأقصى لتعمّ الضفة الغربية وقطاع غزّة والمناطق المحتلة عام 48 في فلسطين ومن دون أن تتوقف يوماً واحداً وقد اقترب عدد الشهداء من المائة والجرحى والمعتقلين بالآلاف. الأمر الذي يؤكّد بأن الشباب والشابات والشعب كله في فلسطين قد صمموا على أن يجعلوها انتفاضة متواصلة لا تهدأ، إن شاء الله، إلاّ بعد أن تحقق أهدافها المرحلية في تحرير الضفة الغربية والقدس وفك الحصار عن قطاع غزّة وإطلاق كل الأسرى وبلا قيد أو شرط، في المسيرة المتواصلة للمشروع الفلسطيني لتحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، والتي لا ينبغي عرقلتها بأي اتفاقيات أو تنازلات للعدو الصهيوني . لقد لجأ العدو الصهيوني في مواجهة هذه الانتفاضة إلى مستوى من القمع الدموي والبطش تعديا ما لجأ إليه في الانتفاضتين الأولى والثانية. فقد أخذ يعدم المارين والمارات بالشوارع بتهمة نيّة استخدام السكين، كما أصدر قوانين تحكم على الأطفال أربع سنوات بتهمة رمي الحجارة، وسبع سنوات بتهمة قذف زجاجات المولوتوف، وقد راح يعتقل الآلاف ويستخدم التعذيب بهدف الإرهاب والتخويف ووصل الأمر إلى هدم بيت كل من يقتل جندياً ولو بسكين أو حجر أو عجل سيارة. لقد استمرت الانتفاضة وتصاعدت، فكان استخدام القمع الدموي والبطش الشديدين ضدها إذكاءاً لها، كصب الزيت على النار، وقد أظهرت مشاركة عشرات الآلاف من الجماهير في جنازات الشهداء بأن الانتفاضة لا تقتصر على ما يقوم به الشباب والشابات والفتيان والفتيات من أعمال بطولية في التعرض للحواجز العسكرية والدوريات بالحجارة والمولوتوف أو بالدهس بسيارة فحسب، بل وإنما أيضاً إرادة فصائلية وشعبية جماهيرية واسعة لتوسيع الانتفاضة، والاستمرار بها،وعدم الاكتفاء بتراجع نتانياهو عن الاقتسام الزمني للصلاة في المسجد الأقصى كما أعلن جون كيري وزير خارجية أمريكا من خلال ما أسماه التفاهمات بينه وبين نتانياهو بالإشارة إلى العودة وتكريس الوضع القائم (الستاتيكو). إن هذه التفاهمات حملت ذلك التراجع وشهدت بنصر جزئي للانتفاضة في الموضوع الذي تحركت الانتفاضة في البداية ضدّه، إلاّ أنها تضمنت في نفس الوقت سيطرة أمنية للجيش الصهيوني على المسجد الأقصى والإشراف على زيارة غير المسلمين له مما يشكّل مؤامرة جديدة من قبل نتانياهو وجون كيري على حق المسلمين في المسجد الأقصى وتكريساً لاستمرار الانتهاكات الصهيونية بحقه والتفافاً على الانتفاضة التي أجبرتها على التراجع بقصد إخمادها والاستمرار بطرق أخرى في الاعتداء على المسجد الأقصى وتهويد القدس والمضي في الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية كما الحصار على قطاع غزّة والتنكيل بالأسرى لقد أحبطت الانتفاضة هذه "التفاهمات الأمريكية المصهينة" ومضت في طريقها إلى دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات باعتبارهما الهدفين الرئيسيين للانتفاضة. هذه الانتفاضة التي ستصبح انتفاضة تحرير إذا استمرّت وتوسعت وأصبحت شعبية شاملة في شوارع نابلس وجنين والبيرة ورام الله وبيت لحم والخليل والقدس وكل القرى في الضفة، بالجماهير التي تعلن تحريرها وعصيانها على الاحتلال في ظلّ وحدة وطنية شاملة مصممة على دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات بدون قيد أو شرط.إن الانتفاضة الثالثة يمكن لها أن تتميز عن الانتفاضتين الأولى والثانية بأن تكون انتفاضة تحرير ودحر للاحتلال عن أرض فلسطين المحتلة وإطلاق كل الأسرى، فهنالك تغيرات أساسية حدثت في موازين القوى بين هذه السائدة الآن وتلك التي كانت سائدة في الانتفاضتين السابقتين. إضافة إلى اتساع نطاق الاقتناع بفشل استراتيجية التسوية والمفاوضات، والقناعة بحتمية تبني استراتيجية الانتفاضة والمقاومة. فهذه الانتفاضة تواجه جيشاً صهيونياً مهزوماً في أربعة حروب منذ انتفاضة الأقصى: في حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان، و2008/2009 و 2012 و 2014 في قطاع غزّة. وهذه الانتفاضة تواجه الحكومة الأشد تخلفاً وعزلة وتخبطاً في ارتكاب الأخطاء في إدارتها للصراع وعلاقاتها بحلفائها والرأي العام. كما أن هذه الانتفاضة تواجه نوعاً من التوتر بين حكومة نتانياهو وحُماتها الدوليين في أمريكا وأوروبا. الأمر الذي يضعفها، فضلاً عما يعانيه أولئك الحلفاء من حال ضعما كانوا عليه سابقاً. والعامل الرابع والأهم هو ما حدث من تغيير هام في موقف الرأي العام الغربي: الأوروبي – الأمريكي من رفض لسياسات الكيان الصهيوني ومن تعاطف متزايد مع الشعب الفلسطيني ومظلوميته وشجاعة شبابه وشاباته هذه العوامل إذا ما ووجهت بانتفاضة شاملة ووحدة وطنية وتصميم على الاستمرارية حتى فرض انسحاب الاحتلال وتفكيك المستوطنات بلا تراجع في نصف الطريق ستولد تضامناً عربياً وإسلامياً ورأياً عاماً عالمياً مع الشعب الفلسطيني يسهم في جعل تكلفة انسحاب الجيش الصهيوني من القدس والضفة الغربية أقل من تكلفة الاستمرار في مواجهة الانتفاضة والرأي العام وما يرتكبه من جرائم وما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات. وهو ما سيفرض، بإذن الله، النصر لهذه الانتفاضة. في هذه الظروف ينعقد المؤتمر العربي العام ليقول لشعب فلسطين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة ومناطق ال 48 نحن معكم ونحن شركاء لكم منخرطين جنباً إلى جنب وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانات بالرغم من تواضعها. ولكنها ستكون إن شاء الله، مؤثرة إذا ما تابعنا هذا اليوم بعد عودتنا إلى أقطارنا العربية بالعمل على تنفيذ التوصيات التالية: 1. الدعوة العاجلة إلى إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية على قاعدة الالتزام بمشروع وطني تحرري يقوم على الانتفاضة والمقاومة وتحرير كامل الأرض المحتلة 2. تنفيذ قرار المجلس المركزي الفلسطيني في آذار/مارس 2015، بوقف التنسيق الأمني وتكريس كل الجهود للإنخراط في الانتفاضة، ورسم استراتيجية كفاحية مستندة إلى الثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما يؤدي إلى إبطال اتفاقيات التسوية التصفوية. 3. دعوة كل القوى الفلسطينية إلى الاحتضان الكامل للانتفاضة وتوفير كل سبل الإسناد السياسي والمعنوي والإعلامي والمادي لها باعتبارها تعبيراً أصيلاً عن توق الشعب العربي الفلسطيني إلى دحر الاحتلال وتحرير الأرض وعودة اللاجئين. مع التصدي لكل محاولات الإلتفاف عليها واحتوائها والحفاظ على استمرارها حتى تحرير الأرض والإنسان. 4. دعوة كل القوى والهيئات والشخصيات المشاركة في هذا المؤتمر إلى إجراء اتصالات مع الجهات العربية والإسلامية والدولية من أجل أن يكون يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر القادم (يوم قرار التقسيم المشؤوم)، يوم التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني، يوماً لفلسطين في كل أرجاء الأمّة والعالم تخرج فيه مسيرات وتنظم اعتصامات وتصدر بيانات وتعقد ندوات انتصاراً للانتفاضة ودعماً لحق الشعب العربي الفلسطيني بدحر المحتل. 5. العمل على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وخاصة حصار أهلنا في غزّة، وفتح كل المعابر، خاصة معبر رفح الذي يجب فتحه بصفة كاملة ودائمة ودون قيد أو شرط، لإطلاق طاقات الشعب العربي الفلسطيني دعماً لهذه الانتفاضة وإسناداً لها. 6. دعوة الهيئات المنظمة لهذا المؤتمر من مؤتمرات واتحادات إلى تكليف أعضائها في الوطن العربي وخارجه إلى التواصل فيما بينها لتشكيل لجان وتنظيم مؤتمرات بهدف توحيد الجهود وترجمة الإجماع الوطني حول فلسطين إلى حركة متصاعدة وضاغطة على الحكومات والسياسات المعتمدة، مع العمل على إنشاء صندوق لدعم الانتفاضة من التبرعات الشعبية. 7. العمل على إحياء المقاطعة العربية والدولية للكيان الصهيوني وداعميه من مؤسسات وشركات ودول، وتصعيد حركة مناهضة التطبيع حيثما وجدت في الوطن العربي، والعمل على تجريم التطبيع قانونياً، مع توجيه التحية لكل الهيئات والشخصيات التي تعلن تباعاً مواقفها في مقاطعة العدو، لاسيّما حركة B.D.S التي باتت تحقق إنجازات لافتةعلى المستوى الدولي والتي يجب الانخراط فيها بقوة والمساهمة في توسيع دائرتها. 8. العمل على قطع كل العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين بعض الدول العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني وإغلاق سفاراته ومكاتب اتصاله في بعض العواصم العربية والإسلامية، وإنهاء كافة أشكال التطبيع معه والمساهمة في العمل على طرده من جميع المنتديات الدولية. 9. العمل على تنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية الخاصة بدعم صمود المقدسيين خصوصاً، والفلسطينيين عموماً، لاسيّما تلك الصادرة بعد انتفاضة الأقصى المبارك عام 2000. 10. دعوة القوى والهيئات العربية إلى مراجعة نقدية للذات، من أجل تصحيح مسارها بما يعيد الصراع إلى اتجاهه الصحيح، صراعاً بين العرب والمشروع الاستعماري الصهيوني. 11. دعوة كل الاتحادات العربية لإطلاق حراك خاص بكل واحد منها، وجماعي بينها، لنصرة انتفاضة الشعب الفلسطيني، كأن تخصص أيام لها، كيوم العامل، والفلاح، والطبيب، والمهندس، والمحامي، والطلبة والشباب وغيرهم، تجري خلالها فعاليات متنوعة ومتناسبة مع ظروف كل جهة 12. الدعوة إلى انعقاد مؤتمر لوسائل الإعلام العربية (خاصة الفضائيات) للبحث في سبل وآليات تغطية أخبار الانتفاضة بما يساهم في تفعيلها ودعمها، وبما يليق بعظمتها وما تقدمه لنا من نموذج. 13. الدعوة إلى تفعيل دور لجان القدس وفلسطين في البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، وكذا اللجان الحقوقية، من أجل حماية مقدساتنا العربية (المسيحية والإسلامية) وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وملاحقة الجمعيات والمؤسسات الصهيونية التي تمول وتشجع الاعتداء عليه. 14. الدعوة إلى تبني مشاريع عملية لخدمة القدس بحيث ينشأ في كل قطر عربي وإسلامي وفي الخارج مشاريع وقفية تعود بالنفع على أهلنا الصامدين في القدس تعزيزاً لهذا الصمود. 15. العمل على إعادة الاعتبار للقرار 3379 الذي أقرته الأمم المتحدة يوم 10 نوفنبر 1975 والذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. 16. إعلان الرفض الكامل لمساعي قوى التطرف والإرهاب التكفيري المسنودة بالعدوان الأجنبي على أمّتنا والهادفة إلى تحويل أنظار الأمّة عن معركتها في مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين ودعم الانتفاضة، مما يؤدي إلى تبديد طاقات الأمّة خدمة للقوى الاستعمارية الهادفة للسيطرة على الأمّة ونهب ثرواتها. 17. السعي لإنجاح الدورة الثانية للمنتدى الدولي من أجل العدالة لفلسطين المقرر انعقاده في تونس في إطار فعاليات ذكرى "يوم الأرض" في 30/3/2016، وإجراء أوسع الاتصالات مع كل الشخصيات الدولية المناصرة لقضية فلسطين، واعتبار الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم أحد موضوعات المنتدى لإبراز العلاقة العميقة بين الصهيونية والاستعمار. 18. دعوة اتحاد المحامين العرب للتنسيق مع الاتحادات والمنظمات الحقوقية الدولية من أجل مواصلة التحرك القضائي لملاحقة المسؤولين الصهاينة من سياسيين ومدنيين بتهمة ارتكابهم جرائم حرب ضدّ الشعب الفلسطيني وكل أبناء الأمّة، ولتوسيع دائرة الإنخراط في حملة المقاطعة الدولية، ومتابعة مجرمي الحرب الصهاينة أمام محكمة الجنايات الدولية، وحملة الملاحقات القضائية في كل أرجاء العالم. وبهذه المناسبة نوجه التحية للقضاء الإسباني لإصداره مذكرة توقيف بحق مجرم الحرب نتانياهو وأركان حكومته على خلفية مجزرة سفينة مرمرة في أسطول الحرية. كما التحية لقضاء جنوب إفريقيا لحذوه حذو القضاء الإسباني في إصدار مذكرات اعتقال مجرمي الحرب الصهاينة، كما نوجه التحية لكل المواقف والتحركات العالمية المناصرة لقضية فلسطين وآخرها موقف وزيرة خارجية السويد مارغوت وولستروم الأخير، ودعمها في مواجهة الحملة الصهيونية. وبهذا تثبت القوى الشعبية الحيّة في الأمّة العربية أن قضية فلسطين هي قضيتها المركزية، بالرغم من كل ما تواجهه أقطارنا العربية من مؤامرات ومن انشغالات داخلية، وبالرغم من كل المحاولات التي تريد أن تحرف البوصلة العربية والإسلامية وأحرار العالم عن اعتبار قضية فلسطين وكفاح شعبها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية للأمة." التاريخ: 20/11/2015 **المشاركون في المؤتمر