وكالة أنباء العمال العرب: 4-4-2016
في سورية وفي كل الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت على مستوى المحافظات وفي مؤتمرات الاتحادت المهنية، أكدنا أننا نعيش ظروفاً استثنائية تفرض علينا جميعاً إدارات ونقابيين وعمالاً بذل جهود
مضاعفة، لكن للأسف ما زلنا نلمس تقصيراً ونرى ترهلاً في الأداء عند البعض، في الوقت الذي نواجه فيه حرباً وجودية تشن علينا من قبل الإرهاب الدولي وداعميه الذين يتربصون بسورية وشعبها الشر. وفيما يخوض الجيش العربي السوري أشرس المعارك مع التنظيمات الإرهابية ويحقق الانتصارات المتتالية، وكان آخرها تطهير مدينة تدمر من رجس الإرهاب، ويقدم قوافل الشهداء لاستعادة ما تبقى من مناطق تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، نشاهد ونسمع عن نماذج لأشخاص يستغلون الأزمة التي تمر بها سورية لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة، ويمارسون أبشع أنواع الاستغلال تجاه المواطن والعامل، ولذلك فإننا في الاتحاد العام لن نسكت عن أي قضية فساد –كما لم نسكت في السابق- ولن نجامل أحداً أياً كان، فمصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار آخر، ولن ندع مجالاً لأحد ما أن يتخذ من مكافحة الفساد شعاراً ويافطة يرفعها دون أن يعمل في سبيلها. تطهير جسد الوطن لا يكون بتخليصه من الإرهاب فقط، بل أيضاً من جميع الآلام التي أصابته عبر مكافحة ضعاف النفوس من تجار الأزمات الذي لا يختلفون عن الإرهابيين بأي شيء، لأنهم روعوا المواطنين وحاربوهم في لقمة عيشهم، كما حارب الإرهابيون المواطنين وروعوهم بأمنهم. بعد اختتام المؤتمرات النقابية والمهنية التي كان محورها قضايا العمل والعمال بمختلف جوانبها، نتحضر حالياً للمجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال والذي سينعقد بداية الشهر المقبل بحضور الحكومة، حيث سيعرض أمامها مذكرات تفصيلية وأوراق عمل كاملة عن هموم وقضايا ومطالب العمال المهنية والمعيشية والحياتية التي لا تنفصل عن بعضها، فالعمال وبالرغم من كل الصعوبات والضائقة المادية التي يمرون بها، استمروا في العمل والإنتاج. المطلوب اليوم من كل مواطن سوري شريف أن يكون عوناً وسنداً ورديفاً للجيش العربي السوري الذي حمى سورية ووحدتها، فالحرب العدوانية التي شنت علينا كان هدفها تدمير سورية وإزالتها عن الخارطة، حيث تناسى الأعداء أن سورية هي قلب العروبة النابض والصخرة الصلبة التي تحطمت أمامها جميع المشاريع والمخططات الصهيو أميركية، ووقفت بوجه من ارتضى أن يكون أداة صغيرة للغرب الاستعماري ضد مصالح المنطقة وشعوبها. وعلى وقع الانتصارات الميدانية التي يحققها بواسل الجيش العربي السوري، والانتصارات السياسية التي تحققها الدبلوماسية السورية، ينتظر أبناء شعبنا في الثالث عشر من الشهر المقبل الاستحقاق الدستوري لانتخابات مجلس الشعب، التي تكتسب أهمية استثنائية توجه من خلالها سورية رسائل عدة إلى العالم مفادها أنها مستمرة في مسيرتها وصمودها ولن تقبل الإملاءات الخارجية ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية، وأنها في طريقها إلى تحقيق نصر مؤزر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد. عمال سورية سيكونون على الموعد المرتقب للتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار المرشحين الأكفياء القادرين على إيصال صوتهم ومطالبهم تحت قبة المجلس، فصوتنا اليوم أمانة وعلى الجميع حفظ هذه الأمانة جيداً ووضعها في المكان الصحيح والمناسب.
*بقلم جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية
|