الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية أرزقي مزهود:بإسم 73 إتحاد قطري في 54 دولة إفريقية و 30 مليون عاملة و عامل إفريقي نطلب من النقابيين الأفارقة و العرب تعزيز الوحدة و التضامن و تحصين الحركة النقابية من كل تأثير خارجي موجه و محاربة "التعددية"
وكالة أنباء العمال العرب:28-5-2016
قال الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية أرزقي مزهود أن منظمته التي تضم 30 مليون عاملة و عامل إفريقي تدعم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مواقفه الرامية نحو الوحدة النقابية والعمالية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها الطبقة العاملة في العالم وبالاخص في القارة السمراء ..وقال ان المنطقة العربية تمر بمرحلة تاريخية صعبة و معقدة نتيجة لما تعيشه من أحداث ذات تداعيات سيئة و أليمة،حيث يعيش العالم العربي و بالضبط خلال السنوات الخمس الأخيرة على وتيرة من الإضطرابات و المخاطر و الأزمات الخطيرة المتزايدة...وأضاف:"إلى جانب ما يواجههه العالم العربي من تحديات تنموية و إقتصادية و إجتماعية و ثقافية و حضارية من أجل الإرتقاء بحياة مواطنيه إلى مستوى آمالهم و خاصة فئة العمال منهم، أصبح على العكس من ذلك، يواجه قضايا أكثر خطورة تتعلق بكل كيانه و مصيره. لقد أصبح عرضة لمخاطر مدمرة و فتاكة تغذيها الفتن الطائفية و التمرد و التطرف و التعصب و التكفير و إشهار قميص عثمان و إنتشار لغة العنف الأعمى بدل الحوار المتمدن. إذ ذاك، أصبح التعايش الذي كان يميز المجتمعات العربية منذ القدم و الأمن و الإستقرار الذان يعمان أقطارها مهددون و حظها في التنمية الشاملة و الديمقراطية و السلم و الإستقرار و الرخاء الإجتماعي مهلهلا. " وقال ارزقي :"لابد أن يدرك الجميع أن هذه المنطقة من العالم التي ساهمت بقسط وافر في بناء الحضارة الإنسانية بمختلف أبعادها و ذات طاقات طبيعية و بشرية خارقة تقلق مصالح الأقلية المهيمنة و أهل الإفتراس في العالم و تثير شهية قوية لدى أصحاب الأطماع الإستعمارية ، مما جعلها موضوعا للخطط و الإستراتيجيات واحدة تلو الأخرى بهدف جعلها بلدانا متقطعة الأوصال و سهلة المنال. لذا فهم لا يكلون عن تجنيد طوابيرهم وخلاياهم الإحتياطية في الخارج و الداخل كي تجهض كل مشاريع شعوبها التواقة إلى غد أفضل و إحكام السيطرة عليها و صياغته خارطة جديدة تضمن مصالح التوسعيين و الإستعماريين." وأوضح إن هذا الوضع المقيت الذي إمتدت أطنابه إلى أكثر من دولة عربية و الذي أمسى ينهش و ينخر إقتصاد العالم العربي لا يبشر بالخير بالنسبة إلى العمال العرب الذين يشكلون مع أفراد أسرهم الصف الأول من الضحايا.وإن تراجع أسعار المحروقات و الجوء إلى الإستدانة الخردجية و ضعف وتيرة النمو ستكون له دون محالة إنعكاسات سلبية و وخيمة على التشغيل و مستوى الأجور و المعيشة ونظام الخدمات الإجتماعية الأساسية للدولة كالتعليم و الصحة و الحماية الإجتماعية. بل سيحل محل الرخاء و الرقي الإجتماعي الفقر و الحرمان والبطالة التي خاصة لى فئة الشباب و العمل غير المنظم و الإستغلال و إتساع الفوارق الإجتماعية. و معلوم أن الفقر و الحرمان و الحيف الإجتماعي يشكلون إحدى المنابع الرئيسية التي تغذي العنف و الإرهاب و تدفع الناس إلى الهجرة الجماعية و المغامرة بحياتهم. ألا تكفي الصور التي تنقلها لنا مختلف القنوات العالمية حول تلك المأساة التي يتعرض لها أبناء و بنات إفريقيا و الوطن العربي في الصحاري و البحار للتأكيد على الوضع؟ وقال:"إن منظمة الوحدة النقابية الإفريقية التي ينضوي تحت لوائها 73 إتحاد قطري عبر 54 دولة إفريقية و 30 مليون عاملة و عامل إفريقي تتابع بإهتمام بالغ التطورات و الأحداث التي تعيشها المنطقة العربية و ما تعانيه جراء تدهور الأوضاع الأمنية و الإرهاب و التكالب الذي يشتد حولها. إنها تشاركهم كل الهموم و المآسي و تعمل بالتعاون مع الأخوات و الإخوان النقابيين العرب من اجل عودة الأمن و الإستقرار إلى كافة أرجاء هذه المنطقة.و عودة الأمور إلى نصابها و الشروع في المشاريع التنموية من أجل إعادة إعمار البلدان التي طالتها هذه الكوارث و المأساة." وقال انه وبحكم سنن التاريخ و دروسه، إننا متيقنون أن كل ما يحاك و يدبر من مؤامرات ضد عمال و شعوب هذه المنطقة سيكون مآله الفشل و سينقلب السحر على الساحر و سيكون النصر حليفا لهم لأن أمل العمال و الشعوب أقوى من الظلم و التجبر و الهيمنة و هذه الظروف الصعبة هي التي تصنع الإرادة و تسقيها مثل الفولاذ. يقول جمال الدين الأفغاني » إن الأزمة تلد الهمة و لا يتسع الأمر إلا إذا ضاق و لا يولد الفجر إلا بعد ظلمة الليل الحالك ... أما أولئك الذين يستمرون في تربصهم ضدها نقول اللهم "اجعل تدبيرهم تدميرهم ورد كيدهم في نحرهم" واضاف:"ان الأواصر و العلاقات الوطيدة التي تربط بين منظمتينا الافريقية و"العمال العرب"شعارها الإرادة في مواصلة النضال المشترك و إعداد خطة عمل في التعاون و التصدي لكل المحاولات التي تستهدف الحركة النقابية و العمالية الإفريقية و العربية المستقلة و الأصيلة. وإن ما يربط منظمتينا يتجاوز حدود التضامن و التعاون، لأن أكثر من 63 بالمائة من السكان العرب يعيشون بالقارة الإفريقية و كذلك بالنسبة إلى العمال. نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا ... وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ" وقال:"و بالمناسبة، لا نفوت على أنفسنا هذه الفرصة كي نتذكر تلك الهجمة الشرسة الموجهة ضد منظمتينا "الافريقية" و"العمال العرب"، التي قادها بعض أولئك الذين يعضون الحلمة التي أرضعتهم، و نشيد بفضل و شجاعة المناضلات و المناضلين الصناديد و الأوفياء و الشرفاء الذين لم تهزهم رياح الإنتهازية و المصالح الشخصية و وقفوا في وجههم و أفشلوا خطتهم. و نحن نعتز اليوم حينما نتذكر تضامن النقابيين الأفارقة الذين وقفوا إلى جانب منظمتكم لما حاول البعض إلغاء حق الإتحاد الدولي لنقابات عمال العرب في الحضور في نشاكات منظمة العمل الدولية. فالمسألة لا زالت تحتاج دائما إلى الحذر و اليقظة. " وقال:"نعبر الان عن تضامننا الكامل مع العمال و الشعوب العربية الذين يواصلون بشجاعة و بسالة مسيرتهم النضالية من أجل بناء مجتمعات و دول ديمقراطية تقوم قيم السلم و المساواة و العدالة الإجتماعية و إحترام حقوق الإنسان . لقد كان ومازال هدفنا السعي من أجل حركة نقابية ديمقراطية و مستقلة متشبعة بقيمها التاريخية و متمسكة بمرجعيتها الفكرية و الوجدانية من أجل تحقيق مصالح العاملات و عمال المنطقة العربية و إفريقيا. و ذلك ليس على حساب التضامن الدولي مع المنظمات النقابية الصديقة و الرفيقة التي تناضل من أجل نفس القيم و الأهداف، و خاصة أننا نواجه نظاما عالميا لا يرحم و لا يدع أي مجال للبعد الإجتماعي و الإنساني. " وقال:"إن منظمة الوحدة النقابية الإفريقية تحيي بإسم العمال الأفارقة كل العمال العرب و تقف إلى جانبهم في السراء و الضراء و تدعو العمال و النقابيين الأفارقة و العرب إلى تعزيز الوحدة و التضامن النقابيين و تحصين الحركة النقابية من كل تأثير خارجي موجه و محاربة التشتت النقابي ،المفتعل تحت غطاء التعددية و » التمزقراطية « ، بكل أشكاله و الذي أصبح اليوم ظاهرة تهدد وحدة العمال و تبدد طاقاتهم أمام تنامي قوى المال و الليبرالية المتوحشة و الإفتراس. لأن ذلك هو السبيل الذي يمكن العمال و ممثليهم من أجل المحافظة على مكاسبهم و ترقية العمل اللائق و تعزيز الحقوق و الحريات النقابية و الحوار الإجتماعي و احترام المعايير الدولية للعمل و توسيع أرضية الحماية الاجتماعية إلى كل فئات العمال و تحقيق المساواة و حماية الفئات الهشة من العمال و خاصة المهاجرين منهم." وقال:"نغتنم الفرصة كي نجدد دعمنا و مساندتنا الكاملة للشعب و للعمال الفلسطنيين الذين يعانون تحت ويلات الإحتلال الإسرائيلي ونعبر كذلك عن تضامننا مع إخواننا في ليبيا و اليمن و سوريا و العراق و نتمنى لهم أن يستعيدوا في أقرب الآجال أمنهم و إستقرارهم و تعود السكينة و الطمانينة إلى بلدانهم و تضمد كل جراحهم و تكون المأساة التي يعيشونها مجرد ذكرى سيئة. "
|