"العمال العرب"يصدر بيانا في الذكرى المئوية لوعد بلفور:مستمرون في دعم فلسطين حتي تتحرر من "الإرهاب الإسرائيلي"..و"الإحتلال" وراء تفشي الفقر والبطالة والفوضى..وسنعمل مع الشركاء الإجتماعيين من أجل الوحدة العمالية

الوفاء : 2-11-2017

 

أصدر الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بيانا بمناسبة مرور وعد بلفور المشئوم ،مؤكد على رفضه لهذا "الوعد" ،والتأيد على الإستمرار في دعم القضية الفلسطينية ..وهذا نص البيان:"تمر اليوم الخميس الموافق 2 فبراير 2017 ،الذكرى المئوية لوعد بلفور

المشئوم ،وتزامنا مع هذا الحدث ،يؤكد الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب إستمراره في النضال والمقاومة والمواجهة حتى تتحرر فلسطين ،وجميع الأراضي العربية المحتلة من الإحتلال الإسرائيلي الذي يواصل ممارساته التعسفية والمخالفة لجميع الإتفاقيات الدولية والأعراف والأخلاقيات ،ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق ..

وقال البيان:"لقد "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"..هي أشهر كلمات التاريخ في وصف وعد "بلفور" الذي أكد فيه وزير الخارجية البريطاني، آرثر بلفور، عام 1917، دعم بلاده لمنح اليهود وطنا في فلسطين،وتعهد "بلفور" في 2 نوفمبر عام 1917 في رسالة بعثها إلى اللورد البريطاني اليهودي يونيل روتشيلد، بإقامة الوطن اليهودي في فترة لم يكن سكان فلسطين اليهود يزيدون فيها على 5%، وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين،وتستمر الغطرسة وإغتصاب الأرض بالقوة حتى اليوم اذ يمر 100 عام على "الوعد" الذي غرس بذرة لقيطة وغير شرعية لوطن قومي لليهود في الأراضي العربية، وبداية لاحتلال طويل الأجل، وأول معول في هدم دولة فلسطين وتقسيمها وسط صمت دولي غير مسبوق."

وأضاف البيان:"ولهذه الذكرى السيئة نؤكد أن أخطر ما تتعرّض له قارتنا الآسيوية والإفريقية،بل وجميع القارات ،هو الإرهاب المتمثل بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة من فلسطين إلى الجولان السوري وتلال شبعا ومزارع كفر شوبا في جنوب لبنان، حيث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل "العمال العرب" وإهانتهم وإذلالهم على المعابر فضلاً عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءاً من أجور العمال واستغلال النساء والأطفال في أسوأ الأعمال وفي العمل الجبري والتي تشكّل من وجهة نظرنا مظهراً من مظاهر إرهاب الدولة التي توازي الإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية التي تجتاح دولنا بدءاً من سوريا ولبنان ومصر والعراق وصولاً إلى دول شمالي أفريقيا ،لا بل مجمل القارة حيث الجماعات الإرهابية من داعش وأخواتها وبوكو حرام وأمثالها التي تقتل المواطنين الآمنين وتغتال بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة العمال الساعين إلى رزقهم ،والتلامذة القاصدين المدارس ودور التعليم، فهكذا تتمدّد أذرعة خلاياها الظلامية إلى مختلف دول العالم وآخرها جرائمها الجماعية في العواصم الإقليمية والدولية وتفجيراتها الإرهابية في دول الاتحاد الأوروبي ما يثير الرعب والهلع في كافة أرجاء المعمورة،مما يؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية هي إمتداد بل تتخذ الإرهاب الإسرائيلي الأكبر قدوة في عنفها وتخريبها للأخضر واليابس.."

وجاء في البيان:"إن كافة المعلومات الرسمية الحديثة الصادرة عن مؤسسات موثوق فيها تؤكد للأعمى والبصير أن إستمرار الإحتلال وغطرسة هذا العدون المتواصل تسبب في تفشي ظواهر الفقر والبطالة وتدني الخدمات ،بسبب الاستمرار في ضرب البنى التحتية والمصانع ومواقع العمل والإنتاج،حيث وصل عدد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية وقطاع غزة 400 ألف شخص، أي ما يشكل نحو 27% من إجمالي السكان، وهو ما يتزامن مع دراسات عربية ودولية رسمت صورة متشائمة لمستقبل سوق العمل والفقر في فلسطين مما قد يؤدي إلى تنامي العنف وسط انعدام للأمن الغذائي.فجاء في  بيان لوزارة العمل بفلسطين إن مشكلة البطالة "وصلت لمستوى خطير جدا، حيث 230 ألف عاطل في قطاع غزة و170 ألفا في الضفة الغربية"،وأن أكثر العاطلين عن العمل هم من قطاع الشباب والخريجين، الذين يتخرجون سنوياً بالآلاف وينضمون إلى جيش العاطلين عن العمل.وحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني فإن نسبة البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة تقدر بنحو 27% فيما في قطاع غزة تبلغ حوالي 40%، كما لفت إلى نسبة الفقر التي تبلغ 25% في الضفة والقطاع فيما في القطاع تقترب من 80%.وكشفت دراسة لجامعة القدس المفتوحة في فلسطين أن المستقبل الذي ينتظر الفلسطينيين سوداوي للغاية بسبب "الإحتلال" إذ توقعت أن ترتفع نسبة البطالة بين الفلسطينيين وكذلك نسبة من يعيشون تحت خط الفقر.وأظهرت الدراسة أن معدلات الفقر والبطالة ستبقى مرتفعة حتى عام 2025 ، حيث إن سيناريو ازدياد الأوضاع سوءا هو الأكثر احتمالا من بين السيناريوهات الأخرى بسبب "الإحتلال".كما أشارت الدراسة إلى أن استمرار ارتفاع مؤشر البطالة والفقر سيحدث خللا اجتماعيا قد يؤدي الى تنامي العنف والفوضى الاجتماعية والسياسية ،فقد لوحظ إن 27% من سكان فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، يعانون من انعدام الأمن الغذائي محلياً،وإن 15% من سكان فلسطين يعيشون تحت الخط الأدنى للأمن الغذائي..وكان تقرير حديث للبنك الدولي حول الواقع الاقتصادي في الشرق الأوسط قال إن ارتفاع معدلات البطالة بين الفلسطينيين "مقلقة"، موضحا أن الاقتصاد الفلسطيني الذي يتعافى ببطء من آثار الركود و"الإحتلال" قد توسّع بنسبة 8% فقط، ولا تزال البطالة مرتفعة بنسبة 27%"."

وقال البيان:"إن الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي تأسس في الرابع والعشرين من شهر آذار (مارس) 1956 ويمثل ما يقرب من 100 مليون عامل عربي ، نشأة في الأساس كأداة تنظيمية سياسية للطبقة العاملة العربية في كفاحها القومي من اجل التحرر الوطني والاستقلال، وفي نضالها من اجل الوحدة العربية، وفي طموحها المشروع لإحداث التحولات الاجتماعية في الوطن العربي ،والانتصار لقضايا الحقوق والحريات النقابية ولحق التنظيم، ومع ذلك فإن الطابع السائد في أنشطة "الاتحاد" وتوجهاته له أبعاده السياسية، واهتمامات قيادته تتركز أساسا على القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني،ومن هذا المنطلق تعتبر قضية التحرر من قبضة الإحتلال هي خط أحمر للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجميع منظماته وهياكله ،ومن خلال هذا التوجه والإتجاه وبمناسبة هذه الذكرى المشئومة ندعو كافة المنظمات الدولية ذات الإهتمام بإصدار بيانات تضامنية مع حقوق الشعب الفلسطيني في التحرر من هذا الإحتلال المتغطرس والمغتصب للأرض العربية ،كما نطالب كافة المنظمات العمالية حول العالم أن تعلن عن رفضها  لهذا الإحتلال الإسرائيلي وممارساته،وأن تعلن المقاطعة في كافة المحافل العربية والدولية ،ومساندة الإتحاد العام لعمال فلسطين عضو الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مسيرة كفاحة ونضاله ضد ممارسات المحتل الغاصب الذي يمارس أبشع أنواع الإستغلال ضد العمال الفلسطينيين ،كما نؤكد على أننا نعمل مع الشركاء الإجتماعيين في منظمتي العمل الدولية والعربية والإتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية ،وكافة الشركاء ذات الإهتمام المشترك حول العالم من أجل دعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل وفضح ممارسات "الإحتلال"،والعمل معا من أجل ترسيخ مبادئ الحوار والعمل المشترك والتأكيد على أهمية الوحدة العمالية في مواجهة كل محاولات الشرزمة والتفكيك التي لا تخدم إلا مصالح الأعداء ...الأمانة العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب..دمشق في 2 نوفمبر 2017"