أمين "العمال العرب"لـ "قيادات العمل والعمال "حول العالم في "مؤتمرالبرتغال":أنا قادم إليكم من منطقة يضربها الإرهاب والتطرف والاحتلال الإسرائيلي..و"إتحادنا الدولي"وضع خطة ثلاثية المحاور لمواجهة التحديات
الوفاء : 1-12-2017
ألقى الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن كلمة في المؤتمر النقابي الدولي حول مستقبل العمل المنعقد في البرتغال خلال الفترة من 29 – 30 نوفمبر 2017 الجاري،بحضور قيادات العمال والعمال حول العالم ..هذا نصها :"الأخ الأمين العام لاتحاد العام لنقابات عمال البرتغال cgpt-in ..الزملاء رؤساء وأعضاء الوفود..السيدات والسادة، يشرفني مشاركتكم أعمال هذا المؤتمر النقابي العالمي حول مستقبل العمل حاملاً إليكم تحية الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وما يمثله من اتحادات نقابية عربية منتشرة من غرب آسيا إلى شمال إفريقيا ، هذا الاتحاد الذي تأسس العام 1956 كإطار معبّر عن وحدة الطبقة العاملة وتتويجاً لنضالاتها وتضحياتها الكبرى ، ويقوي من تلاحمها في الكفاح من أجل مواجهة الأخطار المهددة لأهدافها وطموحاتها المستقبلية والتحرر من الهيمنة الامبريالية والصهيونية والرجعية بكافة مظاهرها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية بما يعزز من دورها النضالي في إقامة المجتمع المتقدم والمزدهر. هذا الاتحاد الذي يمثل ما يناهز المائة مليون عامل عربي يتشاركون هموم هذه المنطقة الملتهبة البالغة الأهمية والخطورة من العالم حيث يتفش الإرهاب والتطرف وترزح بعض دولها تحت نير الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا في جنوب لبنان ما يجعل مستقبل العمل رهينة الاضطرابات والحروب التي تؤدي إلى تباطؤ النمو مما يفاقم البطالة والتهميش والفقر ويدفع الشباب إلى الهجرة سعياً إلى ما يسد رمقهم ويقض مضاجعهم لتأمين لقمة عيش كريمة. السيدات والسادة، يشكل هذا المؤتمر مرتكزاً أساسياً لنقاش تحليلي وعلمي يمكن الاستناد إليه في إطار اتخاذ القرارات والتوصيات والتوجهات التي ستسفر عنها أعمال هذا الاجتماع الهام منطلقاً من أهداف التنمية المستدامة 2030 وعلاقتها بالعمل اللائق والعوامل المؤثرة في عالم العمل والإشكاليات التي تعترض العمل اللائق وتفعيل الحوار الاجتماعي وتحسين إدارة سوق العمل والقضاء على عمل الأطفال والعمل غير المنظم والاتقاء بسلاسل التوريد وتعزيز الحماية الاجتماعية بالإضافة إلى قضايا الشباب والمرأة والبطالة والفقر وغير ذلك من القضايا الهامة والشائكة. إننا وفي موقعنا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نتشارك وإياكم توصيف المدير العام لمنظمة العمل الدولية: " بانعدام الرؤية" في المشهد العالمي لا سيما أن الزلزال المالي الذي أصاب المراكز الرأسمالية العالمية العام 2008 لا تزال تردداته قائمة. كما أن تراجع أسعار النفط انعكس سلباً على مؤشرات النمو في مختلف دول العالم مما فاقم أعداد العاطلين عن العمل وزاد من ارتفاع معدلات البطالة، ما يتطلب منا اليوم الوقوف صفاً واحداً من أجل مواجهة تلك التحديات التي تعصف بالعالم أجمع. الحضور الكريم، أنا قادم إليكم اليوم من منطقة مستعرة يضربها الإرهاب والتطرف ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبعض الأراضي العربية المحتلة تهديداته العدوانية وهما الاحتلال والإرهاب أخطر تحد تواجهه منطقتنا العربية ويعيقان كل خطط التنمية والإعمار والبناء. وبرغم ما أنجزه الجيشان العربي السوري والجيش العراقي والمقاومة اللبنانية من انتصارات على " تنظيم الدولة الإسلامية “الإرهابي في بلاد الشام والعراق وكذلك ما يحققه الجيش المصري في ملاحقة فلول جماعات الإخوان المسلمين المتطرفة في مصر. غير أن ما خلفه هذا الإرهاب من دمار وخراب وقتل وتشريد وتسبب خلال الخمس سنوات الماضية بدعم من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية بدمار كامل البنية التحتية لأربع دول عربية هي ليبيا واليمن والعراق وسوريا وبتشريد 14 مليون لاجئ و 8 مليون نازح و 1,4 مليون قتيل وجريح و 30 مليون عاطل عن العمل و 900 مليار دولار سنوياً خسائر الناتج المحلي العربي و 50 مليار دولار تكلفة اللاجئين سنوياً وترليون و 200 مليار دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية بسبب غياب الأمن والقانون فضلاً عن 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر المدقع. كما أن سوريا والعراق وحدها تحتاجان إلى ترليون دولار لإعادة إعمار وإصلاح ما دمره الإرهاب. أما في فلسطين الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي فإن أكثر من مليون فلسطين يعيشون في قطاع غزة على مساحة لا تزيد عن 1،3 من مساحة فلسطين الإجمالية في ظل حصار وبطالة وفقر مدقع وإجراءات أمنية جائرة وحروب دمرت قطاع غزة ثلاث مرات خلال خمس سنوات، ومنع عنها استيراد مواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار الأمر الذي ترك عشرات الآلاف من الأسر تعاني التشرد والضياع. أما عمال فلسطين الذين اضطرتهم ضيق الحال للعمل داخل الكيان الإسرائيلي في ظروف لا إنسانية تتمثل في حرمانهم حقوقهم الأساسية في العمل وإذلالهم وسرقة السماسرة جزءاً من أجورهم وتشغيل الأحداث والأطفال والنساء في أعمال بعيدة عن معايير العمل اللائق فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وخريجي الجامعات إلى ما يزيد عن 55% من الفئة العمرية ما بين 16 عاماً إلى 29 عام، ما يفضي إلى الانفجار ويضع المنطقة كلها في دائرة العنف والتطرف.\ السيدات والسادة، إن السياسات الناجمة عن تغيب العدالة الاجتماعية لا تهدد منطقة بعينها بل تمتد إلى كافة بلدان العالم. وان مؤشرات معدلات البطالة التي بلغت وفق تقديرات منظمة العمل الدولية للعام 2017 نحو 200 مليون عاطل عن العمل والمرشحة للازدياد تنذر بتداعيات اجتماعية خطيرة إن لم تتوفر 600 مليون فرصة عمل لائق تطابقاً مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعته منظمة العمل الدولية بحلول العام 2030. كما أن أعداد الذين يعقون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر حيث رصدت المنظمة زهاء 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع و967 مليون شخص يعيشون على حافة الفقر، في حين لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم. الحضور الكريم، بعد هذا العرض لهذا الواقع فإن مستقبل العمل سيكون بلا ملامح أو رؤية، لذلك نحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وضعنا خطة ثلاثية المحاور تبدأ بلم الشمل والوحدة النقابية. والعمل المشترك مع الشركاء الاجتماعيين ذات الأهداف المشتركة حول العالم. والتعاون مع الأطراف الثلاث لدعم خطط التنمية والإنتاج. إننا مطالبون جميعاً من أجل تحالف إقليمي وعالمي لمواجهة تحديات مستقبل العمل. فنحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نؤمن بالوحدة ونعمل من أجلها مع المنظمات النقابية ذات الأهداف المشتركة. وبالتعاون مع منظمتي العمل العربية والدولية دعماً لأهداف التنمية المستدامة للعام 2030 التي اعتمدتها القمة الأممية سنة 2016، وحشد كل الجهود للقضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة والحد من تحويل العامل إلى مجرد سلعة. ومواجهة العولمة الجائرة ونيو ليبرالية المتوحشة، والخصخصة التي يفرضها البنك الدولي بالإضافة الى شروط صندوق النقد ومطالب منظمة التجارة العالمية وضمان كرامة العامل وحقه بالعمل اللائق وحق التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي وحماية المرأة والطفل ومطالبة الحكومات وأصحاب العمل في العلم بعقد حوارات تتمحور حول تنظيم العمل وحوكمة الإدارة العامة وتأمين الحماية الاجتماعية وتعزيز الضمان الاجتماعي والحد من الفساد والتنبه لمخاطر شبكات التوريد وإقامة المشروعات التي تولد فرص عمل للشباب وتدفع لهم الأجر العادل وكذلك حماية حقوق العمال المهاجرين فضلاً عن بناء اقتصادات متينة ترتكز على القطاعات الانتاجية بما يساهم في توسيع أسواق العمل. السيدات والسادة، إن هذه التطلعات التي نسعى إليها تستدعي منا التعاون المشترك والنضال من أجل مستقبل عمل تتحقق فيه العدالة الاجتماعية التي هي الركن الأساس لتأمين الاستقرار الاجتماعي والسلم العالمي..وشكرا لسحن استماعكم. "
|