أمين" العمال العرب" في مؤتمر الجامعة العربية:إرتفاع معدلات البطالة يهدد الأمن القومي ..والإرهاب ومخططات شرذمة العمال تعرقل الإنتاج ..والجلسة الإفتتاحية بحثت ضرورة وضع استراتيجية للتعريف بمنظمات العمل العربي المشترك
الوفاء : 22-1-2018
أكد الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن على ان ازمة البطالة في المنطقة العربية في تزايد مستمر ،لا سيما بعدما إجتاحت العولمة المتوحشة بلدان العالم تاركة أثارها السلبية في كل مكان ،نتيجة عولمة الانشطة المالية وإندماج أسواق العمل وتعاظم إنتشار الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات في مقابل تراجع دور الدولة في الإستثمار والتشغيل .جاء ذلك في كلمة "غصن" خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الإعلامي الاول للترويج لإنجازات وانشطة منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط ،والمنعقد في جمهورية مصر العربية أيام 21 وحتى 23 من يناير 2018 الجاري .كلمة "غصن" التي جاءت خلال الجلسة الأولى التي تأتي تحت عنوان "التشغيل والحد من البطالة ودور الشباب التنموي في المنطقة العربية " التي رأسها المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري تناولت علاقة المؤسسات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية ودورهم في نشر افكار الخصخصة وتراجع دور القطاعات الإنتاجية مما تسبب في تسريح مئات الالاف من العمال ،ناهيك عن تخفيض الدولة الانفاق الاجتماعي ..وكشف "غصن" عن الأزمة التي هددت عالم العمل والعمال في ظل ما يسمى بالربيع العربي ،وما نتج عنه من إنتشار الإرهاب وإحداث فوضى امنية وإقتصادية نتج عنها إرتفاع في معدلات البطالة تخطت الـ20 مليون عاطل في المنطقة العربية ،وهناك توقعات بتزايدها في حال عدم المواجهة الحاسمة .وقال "غصن" أنه فى ظل الربيع العربي ازداد عجز الموازنات العامة لعدد كبير من البلدان ،وإنخفض الاحتياطي النقدي وتدنت قيمة العملة الوطنية وارتفعت معدلات التضخم والمعيشة وزاد عدد المهاجريين والنازحيين واللاجئين ،وانتشر الفقر .كما تطرق "غسان غصن" إلى أثار الإرهاب الذي تسبب في خسائر للإقتصاد العربية بلغ أكثر من 800 مليار دولار متطرقا الى الدور الذي تلعبه منظمة العمل العربية والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بإعتبار الاخير احد اهم أضلع تلك المنظمة بجانب الحكومات وأصحاب الاعمال ،مؤكدا على المعلومات التي جاءت في التقرير الخامس الذي اطلقته المنظمة وكشف عن تزايد عدد العاطليين داعيا الى سرعة الربط بين التنافسية والتشغيل بما يؤدى الى الاستخدام الامثل للموارد البشرية ،هذا بخلاف الاستراتيجيات التي أطلقتها المنظمة انطلاقا من اعلان الدوحة 2008 . وقال "غصن" أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ساهم الى جانب منظمة العمل العربية والشركاء الاجتماعيين في وضع التصور وتقديم الاقتراحات منطلقا من بعض الثوابت منها التاكيد على ان العمل قيمة إنسانية وحضارية ،والتنبيه الى ان اثار البطالة تمتد الى التسبب في ضعف الانتماء والشعور بالتهميش وتهديد السلم الإجتماعي والامن القومي العربي،وكذلك التركيز على مؤتمرات وقرارات العمل العربي المتعاقبة خاصة تيسير تنقل الايدي العاملة العربية ،وكذلك تحسين جودة التعليم وربطة بسوق العمل ،ودعم كافة برامج منظمة العمل العربية الخاصة بسوق العمل والتشغيل ودعم قدرات المنشأت الصغيرة .واكد "غصن" على الدور الذي يلعبه الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في العمل العربي المشترك ولم الشمل ومواجهة كافة مخططات التفكك والتشرزم التي تهدد الإنتاج والامن القومي . وكان قد أكد المشاركون في المؤتمر الإعلامي الاول للترويج لإنجازات وأنشطة مؤسسات العمل العربي المشترك ضرورة وضع استراتيجية للتعريف بمنظمات العمل العربي المشترك وتعزيز وتطوير آليات العمل العربي المشترك.المؤتمر الذي بدأت فعالياته اليوم الاحد بالعاصمة المصرية القاهرة ويستمر لمدة 3 أيام ،برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يتناول العديد من المحاور الهامة التى تتعلق بالتعليم والثقافة والبحث العلمى والبطالة والتشغيل والشباب والأمن الغذائى والمائى وقضايا الفقر وأزمة اللاجئين والنازحين والأمن ومواجهة التطرف.كما يتناول الدور المتوقع من مؤسسات العمل العربى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 فى المنطقة العربية، و دور وسائل الإعلام المختلفة فى الترويج لأنشطة مؤسسات العمل العربى المشترك.وصاحب المؤتمر معرض تشارك فيه مؤسسات العمل العربى المشترك يتضمن عرض أنشطة وإنجازات المؤسسات المتخصصة.ويشارك فى المؤتمر سفراء ومندوبو الدول العربية الأعضاء لدى الجامعة العربية، والعديد من الشخصيات العامة السياسية والإعلامية والثقافية من مختلف الدول العربية ورؤساء ومدراء مؤسسات العمل العربى المشترك، وأعضاء لجنة المنظمات للتنسيق والمتابعة بالإضافة إلى ممثلى مؤسسات القطاع الخاص وبعض مؤسسات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام العربية المختلفة.وفي الجلسة الإفتتاحية قال الدكتور كمال حسن علي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاقتصادية بالجامعة العربية رئيس إن المؤتمر يهدف لابراز الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمنظمات العربية المتخصصة وبرامج العمل العربي المشترك. وأضاف كمال حسن أن هذا المؤتمر يناقش دور مؤسسات العمل العربي المشترك في العديد من القضايا الهامة مثل البطالة الأمن الغذائي الاٍرهاب والنزوح .وأكد ضرورة وضع استراتيجية للتعريف بمنظمات العمل العربي المشترك وتعزيز وتطوير آليات العمل العربي المشترك. وأعرب عن أمله ان يتكرر هذه المؤتمر في دول عربية اخرى لتعاد الثقة لدى المواطن العربي في مؤسسات للعمل العربي المشترك. من جانبه ، قال الدكتور إسماعيل عبد الغفّار مدير عام الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ممثل المنظمات العربية المتخصصة إن المؤتمر الإعلامي الاول للترويج لإنجازات وأنشطة مؤسسات العمل العربي المشترك يشكل نقطة انطلاق جديدة للعمل العربي المشترك وفرصة لإبراز مساهمة مؤسسات العمل العربي . وقال إن المؤتمر يشكل فرصة لوضع رؤية مشتركة والتعريف بالإنجازات التي تحققت من قبل الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة وتوعية المواطن العربي بها وتعريف الاعلام العربي وقال إننا نحتاج رؤية مشتركة لمواجهة التحديات الامر يتطلب استراتيجية للجامعة العربية لتعزيز التعاون بين المنظمات العربية المتخصصة.ووجه تحية لمبادرة الامين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط للتعريف بإنجازات منظمات العمل العربي المشترك وإعادة صياغة المتطلبات بينها وبحث كيفية إرسال الرسالة الإعلامية للمواطن العربي. واستعرض المستشار محمد خير مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية المتخصصة بالجامعة العربية منسق المؤتمر أنشطة منظمات العمل العربي المشترك، مؤكدا على أهمية انتقاد هذا المؤتمر لتعزيز الوعي العربي باهمية دور الجامعة العربية ومؤسساتها ودور العمل العربي المشترك. وأعرب عن أمله في دور إعلامي قوي لابراز جوانب العمل العربي المشترك ، وابراز الجوانب الاقتصادية والثقافية للجامعة العربية.وقال أن المواطن العربي حبيس صور نمطية حول الجامعة العربية ومؤسساتها والسائد منها ان عمل الجامعة منصب على الجوانب السياسية بعيدا عن الجوانب الاخرى، مشيرا إلى تنوع مؤسسات العمل العربي المشترك حيث يوجد ١٣ مجلسا وزاريا متخصصا اضافة للمنظمات العربية والاتحادات المتخصصة والشركات.وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المبالغ التي تسدد من قبل الدول العربية لميزانية الجامعة، تبلغ حوالى 50 ٪ من الميزانية المقررة للجامعة، مشيرا إلى أهمية توفير التمويل لتمكين الجامعة العربية ومنظماتها من القيام بأنشطتها الموجهة للأمة بأكملها.وقال أبو الغيط إن ميزانية الجامعة تبلغ نحو ٦٠ مليون دولار وبقية النظام العربي (المنظمات التابعة لها) بمجمله ميزانيته ٤٠ مليون دولار .. أي أن الجامعة بكل هذا الزخم يخصص لها ١٠٠ مليون دولار من ناتج محلي عربي قيمته نحو ٢.٢٥ تريليون دولار.وأضاف أن ما تدفعه الحكومات من الميزانية لايزيد عن ٥٠٪ من الميزانيات المقررة ، ففي عام ٢٠١٧ بلغت نسبة السداد ٤٨٪ من ميزانية الجامعة ، ونفس الشئ في المنظمات اي نتحدث عن ٤٠ مليون دولار أو ٥٠ مليون دولار تستخدم لتمويل جهد موجه ومخصص للأمة بأكملها.وأشار إلى أنه في المقابل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت منذ يومين ميزانيتها لعامي 2018/ 2019 بقيمة ٥٦٠٠ مليون دولار بتخفيض يبلغ ١٨٠ مليون دولار واعتبر هذا التخفيض انجازا. جدير بالذكر ان المؤتمر قام بتكريم شخصيات عربية من بينهم احمد لقمان المدير العام السابق لمنظمة العمل العربية . وكان قد جاء في بيان للجامعة العربية :"إنه في إطار التعريف بمؤسسـات العمـل العربـي المشـترك يعقــد تحــت رعايــة معــالي الأمــين العــام لجامعــة الــدول العربيــة المــؤتمر الإعلامــي الأول للتــرويج لإنجـازات وأنشـطة وبـرامج مؤسسـات العمـل العربـي المشـترك خـلال الفتـرة 21-23 ينـاير 2018 بفندق ريتز كارلتون – القاهرة – جمهورية مصر العربية.والهدف الأساسي للمؤتمر هو الترويج الإعلامي لبرامج وأنشطة منظمـات ومؤسسـات العمـل العربي المشترك والتعريف بها وبالـدور الـذي تقـوم بـه والخـدمات التـي تقـدمها والتـرويج لإنجازاتهـا وإبراز عملها وأهدافها وأنشطتها ومشاريعها كبيوت خبرة عربية والمساهمة في زيادة وعي المواطن العربــي بأهميــة العمــل العربــي المشــترك ، كمــا يهــدف المــؤتمر إلــى إيجــاد آليــات لتفعيــل الــدور الإعلامـي وزيـادة تفاعـل وسـائل الإعـلام العربيـة مـع أنشـطة وبـرامج عمـل جامعـة الـدول العربيـة ومنظماتها ومجالسها المتخصصة ، وتقديم قصص النجاح المتميـزة مـن المشـاريع والأنشـطة التـي تنفذها منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك كأذرع فنية لجامعة الدول العربي" .
|