رئيس إتحاد عمال سوريا في مؤتمر العمل العربي: آن لنا أن نصحو من كبوتنا ونرتقي كأبناء أمة واحدة إلى مستوى التحديات التي تواجهنا جميعاً

الوفاء : 16-4-2019

افتتح في العاصمة المصرية القاهرة مؤتمر العمل العربي بدورته السادسة والأربعين. وسبق افتتاح أعمال المؤتمر انعقاد الدورة الخامسة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، حيث انتخب المجلس ممثلي فريق العمال في هيئات المؤتمر، وتم انتخاب جمال قادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بالإجماع وللسنة الثانية على التوالي، رئيساً لفريق العمال في المؤتمر الذي يشارك فيه سنوياً أطراف عملية الإنتاج في الوطن العربي "الحكومات وأرباب العمل والعمال".وألقى القادري في الجلسة الصباحية اليوم كلمة عمال سورية أمام المؤتمر، أكد خلالها أن انعقاد المؤتمر هذا العام يأتي في ظل تحديات جسام تواجه عالمنا العربي في جميع أقطاره.
 وأشار القادري إلى أن ما لم تطله التحديات الأمنية وشرور الإرهاب، يواجه اليوم تحديات اقتصادية، لافتاً إلى انتشار ظواهر البطالة والفقر والتهميش في أقطارنا العربية بسبب تحول الموارد الهائلة التي تذخر بها أقطار الوطن العربي إما إلى تمويل الإرهاب و"الثورات" والحروب العبثية وخلق الفوضى في بعض الأقطار استجابة للإملاءات الإمبريالية الغربية الصهيوأمريكية، التي تخطط وتعمل لتدمير أوطاننا وتفتيتها وإبقائها في دائرة التخلف والفقر، أو إلى مواجهة أعباء الحروب والإرهاب الذي فرض على الأقطار الأخرى. 
وقال القادري: إن التحديات كبيرة وستطال الجميع بآثارها ونتائجها الكارثية إن لم نبادر إلى التخطيط المشترك لمواجهتها، فالظرف الذي عليه واقع الأمة الآن، شجع أعداءنا على استباحة محرماتنا ، فها هو الرئيس الأمريكي ترامب يعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشريف وينقل سفارته إليها، وها هو يعترف أيضاً بضم الجولان العربي السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، وكل هذه الخطوات تأتي في إطار ما سمي بصفقة القرن، هذه الصفقة المشؤومة التي ستجر الويلات على أمتنا العربية إن لم يبادر الجميع إلى تدارك أخطارها .
وأضاف القادري: رغم حدة ووحشية الأعمال والممارسات الإرهابية التي مورست بحق أبناء شعبنا على امتداد السنوات الثمان الماضية، ورغم وقاحة التدخلات الداعمة للإرهاب، واعتراف أصحابها جهاراً نهاراً على وسائل الإعلام بهذا الأمر، فإن سورية بشعبها الأبي الصامد وجيشها العقائدي البطل، ودعم حلفائها الشرفاء، وبقيادتها الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد تسير بخطى ثابتة إلى النصر النهائي على الإرهاب وداعميه.
وأكد القادري أن عمال سورية وكل أنباء شعبنا اليوم،رغم الجراح والصعوبات، يواصلون ترميم وإعادة ما دمره الإرهاب، وترميم وبناء قاعدتنا الإقتصادية التي شكلت على الدوام الضمانة الأساسية لأبناء شعبنا في توفير الأمن الغذائي وتأمين كافة المجالات الحيوية في التعليم والصحة والثقافة ومختلف فروع الإنتاج، وهي المجالات الأقرب إلى حياة الناس.
وقال إنه رغم الحرب والحصار والصعوبات ، ونقص الموارد وأعباء مواجهة الإرهاب، لم تتوقف المشاريع والبرامج التنموية المخططة، وفي الوقت الذي استطعنا فيه بفضل دماء الشهداء وبسالة أبطال جيشنا استرداد معظم الجغرافية السورية إلى حضن الوطن وتحريرها من رجس الإرهاب، يستمر أعداؤنا انتقاماً لهزائمهم، بفرض حصار اقتصادي خانق وإجراءات قسرية أحادية الجانب تستهدف تعميق معاناة الشعب العربي السوري في أسباب معيشته وحياته اليومية ، وهو الذي عانى على امتداد سنوات الحرب معاناة رهيبة ، تماهت فيها تأثيرات الحصار مع الأفعال الإجرامية التدميرية للعصابات الإجرامية .
وطالب القادري الأخوة والأشقاء وكافة الأحرار والشرفاء من أبناء هذه الأمة، بإدانة هذا التدخل والحصار والإجراءات العدوانية بحق شعبنا، والعمل على كسرها بكل السبل المتاحة، لافتاً إلى أن سورية وشعبها كانوا السباقين في مد العون إلى كل الأشقاء حال احتياجهم .
وخاطب القادري المشاركين في المؤتمر بالقول: آن لنا أن نصحو من كبوتنا ونرتقي كأبناء أمة واحدة إلى مستوى التحديات التي تواجهنا جميعاً، مؤكداً على أهمية مناقشة سبل تطوير العمل العربي المشترك ليواكب بشكل أفضل ما نطمح إليه من تقدم في معالجة أسباب تعثر التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا وإزالة هذه العقبات وذلك بهدف مواكبة احتياجات مجتمعاتنا في التنمية والنمو والقضاء النهائي على ظواهر التخلف والبطالة والفقر، والاعتماد على قدراتنا وامكانياتنا الوطنية والقومية لتحقيق ذلك، بدل الخضوع لوصفات مشبوهة مفروضة من قبل رأس المال المتوحش.
وشدد القادري على ضرورة الاعتماد على قوة العمل العربية، وتيسير سبل تنقلها عبر الأقطار العربية ، بدلاً من استيراد العمالة الأجنبية ، وقال: من العار أن يبقى ملايين الشباب العربي يتسعكون فرص العمل ولقمة العيش في الوقت الذي تذخر به الكثير من الاقتصاديات العربية بعشرات الآلاف من العمالة الأجنبية الوافدة، كما يتوجب علينا أن نسخر مواردنا لتنمية بلداننا بدل إنفاقها وتبديدها على تمويل "ثورات" وحروب عبثية مشبوهة لم تجر على أمتنا سوى الوبال والخراب، وعلينا أن نقف بشجاعة أمام هذه الحقائق ونناقشها ونجد الحلول المناسبة لها لتحقيق مصالحنا وتطلعاتنا في عالم لا يفهم غير لغة المصالح.
وتوجه القادري بالشكر للجهود الخيرة للأخ فايز المطيري المدير العام للمنظمة ، خصوصاً على تقريره المقدم على أعمال هذه الدورة، حول علاقات العمل ومتطلبات التنمية المستدامة ولما أتى عليه من بيانات هامة تصب في اتجاه تحقيق التكامل في الكثير مما ذهبنا إليه، مؤكداً على أهمية البنود الفنية المطروحة للنقاش خلال هذه الدورة لمؤتمر العمل العربي والمتمثلة بتعزيز الاقتصاد الأزرق، ودعم فرص التشغيل في العالم العربي ، نظراً لما تذخر به بلادنا من بحار ومحيطات ومصادر مياه تستقطب أكثر فأكثر المزيد من الاستثمارات واليد العاملة العربية، وعلى دور التكنولوجيا الحديثة في دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في صفوف العمل وأهمية هذا الموضوع في ظل الواقع الراهن الذي أنتجته الحروب في بلادنا وتأثيراتها على القوى العاملة العربية، إضافة إلى اتفاقيات وتوصيات العمل العربية .
كما توجه القادري بالمباركة للمطيري على ثقة أطراف الإنتاج العرب بتجديد ولاية جديدة له في إدارة هذه المنظمة العربية من منظمات العمل العربي المشترك ، متوجهاً بالشكر أيضاً إلى كوادر وخبراء منظمة العمل العربية على التحضير الناجح لهذا المؤتمر وعلى حسن الاستقبال والحفاوة ، وللأخوة في قيادة اتحاد عمال مصر وبشكل خاص الأخ جبالي محمد المراغي رئيس الاتحاد العام على حسن الاستقبال والاستضافة متمنياً لهم ومن خلالهم لشعب وعمال مصر الشقيقة دوام الاستقرار والتقدم والازدهار.
و يشارك في المؤتمر وفد نقابي عمالي سوري برئاسة الرفيق جمال قادري رئيس الاتحاد، وعضوية الرفاق إبراهيم عبيدو و عبد القادر النحاس و محمد خير كمال أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد العام و رفيق العلواني رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية ونبيل العاقل رئيس الاتحاد المهني للخدمات العامة، إضافة إلى الرفيق محمد شعبان عزوز عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال والفلاحين المركزي كونه من المكرمين كأحد رواد العمل العربي، كما يشارك بحضور الجلسات السيد محمد حبش القائم بأعمال السفارة السورية بالقاهرة،ويناقش المؤتمر على مدى أسبوع المواضيع المدرجة على جدول أعماله ويأتي في مقدمتها مناقشة تقرير المدير العام للمنظمة حول مستقبل العمل ومتطلبات التنمية المستدامة، والمواضيع الفنية المدرجة حول الاقتصاد الأزرق و دوره في جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل، و دور التكنولوجيا في إعادة إدماج المعاقين في سوق العمل، إضافة إلى مناقشة اتفاقيات وتوصيات العمل العربية.
وعلى هامش المؤتمر تم تكريم رواد العمل العربي بالجلسة المسائية التي عقدت بالأمس ،حيث تم تكريم الرفيق محمد شعبان عزوز عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال والفلاحين المركزي.