وكالة أنباء العمال العرب تنشر نص كلمة الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين في مؤتمر العمل العربي
الوفاء : 16-4-2019 ألقى محمود أبو الوفا الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين كلمةامام الدورة الـ 46 لمؤتمر العمل العربي المنعقد حاليا في القاهرة خلال الفترة من 14 إلى 21 أبريل الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وبحضور وزير 17 وزير عمل عربي ، ورُؤسَاء أصحاب الأعمال والعمال، وأعضَاء الوفُود العَرَبيَّة..هذا نصها : "الأخ مدير عام منظمة العمل العربية حفظه الله ورعاه الأخوات والأخوة أعضاءالمؤتمر تحية عربية فلسطينية ،، يطيب لنا أن نكون بينكم ومعكم اليوم وأنتم تعقدون هذا الاجتماع العربي الجامع الذي يضم أطراف الإنتاج الثلاث من الشركاء الاجتماعيين في الوطن العربي تحت سقف عروبتنا المتجلي بمنظمة العمل العربية ، وكلنا أمل وكما عودتمونا دائماً أن تكون مؤتمراتنا العربية مؤتمرات عربية قومية دعماً وإسناداً للقضية المركزية للأمة العربية ومؤازرة مدينة القدس المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية وعنوان الكرامة العربية . واسمحوا لي بدايةً أن أنقل لكم تحيات شعب وعمال فلسطين الصامدين المكافحين من أجل كرامة وحرية فلسطين وهم يدافعون بأجسادهم العارية وبكدهم وعرقهم ودمائهم عن كرامة الأمة العربية على درب الحرية والخلاص لبناء دولة فلسطين المستقلة فوق تراب فلسطين وعاصمتها القدس . واسمحوا لي أيها الزملاء أن أعبر عن اعتزازي لهذا الحضور وهذه المشاركة المشرفة في هذه الدورة الجديدة لمنظمة العمل العربية ، متمنين عليكم العمل نحو تفعيل وتطوير الشراكة مع دور ومهام الحركة النقابية والعمالية العربية في الدفاع عن القدس وفلسطين في ظل القرار الأمريكي الجائر الذي يعتبر القدس عاصمة لما يسمى " إسرائيل " وإعلان هذا المتغطرس الامبريالي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ، وكذلك قراراه الأرعن باعتبار الجولان العربي السوري المحتل تحت السيادة الإسرائيلية ، وسياسة العربدة والعنجهية التي يتعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني ، ومن هنا في ظل الأخطار الحقيقية المحدقة بالقدس والقضية الفلسطينية ، بل بالأمة العربية ككل بما تمثله القدس من عنوان الهوية الحضارية والسياسية والدينية الإسلامية والمسيحية فإننا في الاتحاد العام لعمال فلسطين نهيب بكم يا أخوة العروبة .. يا شركاء المسيرة القومية والنقابية الطويلة لتأخذوا دوركم التاريخي الطليعي والمتقدم في مجابهة الهجمة الامبريالية والصهيونية التي تتعرض لها عاصمتنا المحتلة القدس الرازحة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي والعنصري . الأخوة الأعزاء : إن قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة ، يشكل استبعاداً لخيار الحل السياسي وإنهاء لما كان يعرف بعملية السلام ، وهذا القرار غير الشرعي وغير القانوني سيغذي كل أشكال التطرف والإرهاب في العالم ، سيضع الولايات المتحدة الأمريكية أمام تحديات كثيرة من ضمنها جديتها في مكافحة الإرهاب ، كون هذا القرار من شأنه تغذية كل أشكال التطرف والإرهاب في العالم ، ويثير حالة من الغضب والسخط، وهو يقدم مادة غنية لكل المنظمات الإرهابية والمتطرفة في العالم ، باعتبار القدس لها مكانتها الهامة في وجدان المسلمين والمسيحيين في كافة إرجاء العالم ، وأن هذه الخطوة سوف تقوض أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة فالأمتين الإسلامية والعربية لن تقبلان بأي حل سياسي دون القدس ، وهذا القرار له تداعياته الخطيرة ، والإدارة الأمريكية لم تدرس مخاطره وأبعاده، حيث انه سوف يدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر وإلى حالة من الغضب الشديد ، وسيجعل الإدارة الأمريكية غير مؤهلة لأن تكون راعية لعملية السلام ، كونها ستفقد مصداقيتها ، وسوف يتطابق موقفها بالكامل مع موقف الحكومة الإسرائيلية ، حكومة الإرهاب والاستيطان والعدوان المنظم . إن دورنا ليس سهلاً ، وعلينا أن نكون المبادرين دوماً ، والآن بالذات في فعاليات شعبية واسعة نصرة للقدس والقضية الفلسطينية التي ما زالت قضية العرب المركزية . إننا في الاتحاد العام لعمال فلسطين وباسم عمال وشعب فلسطين نعبر عن استغرابنا للصمت العربي الغير المسبوق فالشارع العربي لم يتحرك بما يلبي الحد الأدنى من حجم الحدث الذي أصاب الفلسطينيين من قبل التحالف النجس بين الامبريالية والصهيونية والرجعية ، وبدأنا نشعر وكأن فلسطين والقدس بأقصاها وقيامتها لا تعني أحداً من العرب ، وأن العمال الفلسطينيين والشعب الفلسطيني خارج حسابات الشارع العربي والمواقف العربية التي اقتصرت على بعض الإدانات الخجولة وإرسال بعض المساعدات العينية التي لا تلبي احتياجات أهلنا في الأراضي المحتلة ، فمن هنا نطالب الدول العربية والشعوب العربية وعمال العرب وعمال العالم بالاستنهاض بدورهم العمالي والنقابي التحرري والنضالي المطلبي ، وتوجيه أجندتهم باتجاه خدمة القضية الفلسطينية وان يكون عمال فلسطين على أولويات اهتماماتهم . إننا نعي جيداً ما تتعرض له الأمة العربية من مخاطر وتهديدات وما أنتجه ما يسمى الربيع العربي من كوارث حقيقية تستهدف دور ومكانة وتاريخ وحاضر هذه الأمة ، لذلك نعبر عن رفضنا وإدانتنا لأي تدخل خارجي في قضايانا العربية الداخلية ونؤكد وقوفنا خلف شعوبنا العربية من أجل العدل والمساواة والديمقراطية ومن الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ولكن من خلال تحرك وطني يعبر عن إرادة الشعب العربي وليس تدمير وتقويض وتشويه نضالنا العربي ونشر الفوضى والإرهاب الظلامي الدموي التكفيري الذي يتحالف بشكل مكشوف مع أعداء الأمة وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل اللتان تغذيان وتدعمان هذا الإرهاب خدمة لأهداف تقسيم الأمة وتعزيز الاستقطاب والفتنة المذهبية والطائفية . إننا نعلن دعمنا وإسنادنا الدائم والثابت لوحدة اتحاد العمال العرب ونضالاته النقابية والمطلبية ومواقفه الراسخة التي تعبر عن قيم الوحدة والاجتماع العربي ، فهذا الاتحاد الحصين هو جبهة نضال في مواجهة كل محاولات الشرذمة والانقسام والتي تكشفت وتعرت أمام صلابة ومتانة ومناعة هذا الاتحاد المناضل . أن شعب وعمال فلسطين ينتظرون منكم الكثير .. ينتظرون مواقفكم الداعمة وينتظرون خطوات عملية وملموسة في دعمكم المتواصل للقضية الفلسطينية وفي دعمكم لنا في معركة القدس وفي انتفاضة الشعب الفلسطيني المتواصلة على الأرض في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين المتوحشين ، ينتظرون منكم خطوات ثابتة باتجاه دعم صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال . إن مهام منظمة العمل العربية مهام كبيرة وتقع عليها مسؤوليات واسعة نحو تكريس أسس الشراكة بين أطراف الإنتاج الثلاث في الوطن العربية واجتراح السياسات والرؤى الخلاقة التي تخدم الحوار الاجتماعي وتمكن العمال من نيل حقوقهم الكاملة وترتقي بقطاع العمل نحو قوانين وتشريعات ديمقراطية وعصرية وكذلك تنطلق نحو سياسات اجتماعية واقتصادية تؤدي إلى بناء منظومة المساواة والعدالة الاجتماعية لكافة الفئات والشرائح . شكراً باسم عمالنا المناضلين الذين يتعرضون لكل أشكال القهر والظلم الاستغلال من قبل الاحتلال .. شكراً لمنظمة العمل العربية بكافة طواقمها وكوادرها وعلى رأسهم المدير العام الأخ المناضل فايز المطيري .. شكراً لجمهورية مصر العربية التي تحتضن هذا المؤتمر .. مع تمنياتنا لمصر بالأمن والأمان والاستقرار وان تنعم امتنا العربية بالخير والسلام ."
|