في رسالة أمين"العمال العرب" إلى"رئيس"عمال البرتغال":"كورونا" فضح النظام العالمي الجديد والسياسات الرأسمالية المتوحشة..ونشترك معكم في بناء تحالف إقليمي وعالمي لمواجهة تحديات مستقبل العمل
الوفاء : 9-4-2020 *العولمة النيوليبرالية غلبت المصلحة الفردية واكتنزت الثروات على حساب حقوق العمال..ونشرت الفقر والفساد والبطالة والإرهاب *ندين سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو لسعيهم الى نهب ثروات العالم ومحاصرة الدول الحرة عبر ادواتها الاقتصادية والمالية *الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبعض الأراضي العربية في الجولان السوري و جنوب لبنان تشكل تهديداته العدوانية عائقا امام التنمية *نسعى إلى ضمان كرامة العامل وحقه بالعمل اللائق وحق التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي والاضراب وحماية المرأة والطفل *نهنئكم بنجاح مؤتمركم العام الذي نعتبره مرتكزاً أساسياً لنقاش تحليلي وعلمي يمكن الاستناد اليه منطلقاً من أهداف التنمية المستدامة 2030 وعلاقتها بالعمل اللائق بعث الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن برسالة إلى الامين العام لاتحاد العام لعمال البرتغال CGTP-IN الرفيقة ايزابيل كامارينا، بمناسبة انعقاد المؤتمر الرابع عشر بتاريخ 14-15 فبراير..جاء فيها :"يسعدني باسم الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ان أتقدم بخالص التهاني بمناسبة انعقاد المؤتمر الرابع عشر بتاريخ 14-15 فبراير وتكلله بالنجاح وانتخابكم امين عاما وأعضاء المكتب التنفيذي وتولي الرفيق الصديق خوان باريروس مسؤولية العلاقات الخارجية." وأضافت الرسالة :"الرفاق الأعزاء ..ببالغ الاعتذار يؤسفنا عدم التمكن من مشاركتكم اعمال هذا المؤتمر الهام لأسباب قاهرة. والذي يأتي بظروف دقيقة وصعبة يمر بها عمال البرتغال و الشعب البرتغالي العزيز اسوة بكافة شعوب العالم نتيجة لهذه الجائحة الوبائية فيروس الكورونا covid 19 (وما أدت اليه من خسائر بشرية جمة فضلا عن اثارها الاقتصادية والاجتماعية التي طالت بشكل مباشر الطبقة العاملة وخصوصا العمالة غير المنظمة والعمال المياومين .والتي فضحت النظام العالمي الجديد والسياسات الرأسمالية المتوحشة التي قادتها العولمة النيوليبرالية التي غلبت المصلحة الفردية واكتنزت الثروات على حساب حقوق العمال. ضاربة بعرض الحائط قيم العدالة الاجتماعية معايير العمل الدولية فأهملت البعد الاجتماعي لا بل الإنساني والاخلاقي .وهو ما اشرتم اليه في الوثيقة التي قدمتم الى هذا المؤتمر الدولي "لتثمين العمل والعمال من اجل السلام والتضامن .الذي يتبناها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. والتي تكشف هشاشة النظام العالمي الليبرالي الجديد الذي سقط بالضربة القاضية امام اجتياح وباء فيروس كورونا القاتل. فانهارت العولمة وأقيمت الحواجز بين الدول وأقفلت المطارات وسدت المنافذ البرية والبحرية وانهار النظام الاقتصادي الجديد الداعي الى تنحي الدولة عن دورها الاجتماعي لحساب خصخصة الخدمات العامة والوظائف الاجتماعية وموجب الرعاية. وافتضح دور القطاع الخاص الذي عجز عن تقديم الرعاية الصحية للإعداد المتضاعفة للمصابين بالوباء الخبيث. فضلا عن تامين المستلزمات الحيوية والحاجيات والمعيشية للمواطنين." وقالت الرسالة :"الرفاق الأعزاء ..تشكل وثيقة هذا المؤتمر مرتكزاً أساسياً لنقاش تحليلي وعلمي يمكن الاستناد اليه منطلقاً من أهداف التنمية المستدامة 2030 وعلاقتها بالعمل اللائق والعوامل المؤثرة في عالم العمل والإشكاليات التي تعترض العمل اللائق وتفعيل الحوار الاجتماعي وتحسين إدارة سوق العمل والقضاء على عمل الأطفال والعمل غير المنظم والارتقاء بسلاسل التوريد وتعزيز الحماية الاجتماعية بالإضافة إلى قضايا الشباب والمرأة والبطالة والفقر وغير ذلك من القضايا الهامة والشائكة التي قدمتها الورقة لاسيما حال عدم الاستقرار والظلم الاجتماعي ليس فقط بتحسين أجور العمال بل لجهة صحتهم وسلامتهم وكذلك احترام الحقوق الأساسية للعمل وفي مقدمتها التفاوض الجماعي وحق الاحتجاج والاضراب،كذلك المطالبة بإنهاء العدوان وزعزعة استقرار الدول ذات السيادة واحترام شرعة حقوق الانسان ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتحديدا سيادة واستقلالية كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحقها في تقرير مصيرها،و ادانة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو الامبريالية التي تسعى الى نهب ثروات العالم. ومحاصرة الدول الابية والحرة وقهرها وزعزعة استقرارها من اجل اخضاعها والاستيلاء على مقدراتها. عبر ادواتها الاقتصادية والمالية كمنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد." واضافت الرسالة:"كما يشكل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبعض الأراضي العربية في الجولان السوري وفي جنوب لبنان تهديداته العدوانية عائقا امام التنمية. وكذلك " تنظيم الدولة الإسلامية “الإرهابي في بلاد الشام والعراق وفلول جماعات الإخوان المسلمين المتطرفة. وما خلفه هذا الإرهاب من دمار وخراب وقتل وتشريد. حيث تسبب بدعم من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية بدمار كامل البنية التحتية لأربع دول عربية هي ليبيا واليمن والعراق وسوريا وبتشريد 14 مليون لاجئ و8 مليون نازح و 1,4 مليون قتيل وجريح و 30 مليون عاطل عن العمل و 900 مليار دولار سنوياً خسائر الناتج المحلي العربي و 50 مليار دولار تكلفة اللاجئين سنوياً وترليون و 200 مليار دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية بسبب غياب الأمن والقانون فضلاً عن 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر المدقع. كما أن سوريا والعراق وحدها تحتاجان إلى ترليون دولار لإعادة إعمار وإصلاح ما دمره الإرهاب. أما في فلسطين الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي والتي تسعى الولايات المتحدة الأميركية لتكريس الاحتلال فرض "صفقة القرن", فإن أكثر من مليون فلسطين يعيشون في قطاع غزة على مساحة لا تزيد عن 1،3 من مساحة فلسطين الإجمالية في ظل حصار وبطالة وفقر مدقع وإجراءات أمنية جائرة وحروب دمرت قطاع غزة ثلاث مرات خلال خمس سنوات، ومنع عنها استيراد مواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار الأمر الذي ترك عشرات الآلاف من الأسر تعاني التشرد والضياع. أما عمال فلسطين الذين اضطرتهم ضيق الحال للعمل داخل الكيان الإسرائيلي في ظروف لا إنسانية تتمثل في حرمانهم حقوقهم الأساسية في العمل وإذلالهم وسرقة السماسرة جزءاً من أجورهم وتشغيل الأحداث والأطفال والنساء في أعمال بعيدة عن معايير العمل اللائق فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وخريجي الجامعات إلى ما يزيد عن 55% من الفئة العمرية ما بين 16 عاماً إلى 29 عام، ما يفضي إلى الانفجار ويضع المنطقة كلها في دائرة العنف والتطرف. " وجاء في الرسالة أيضا:"إننا ومن موقعنا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نتشارك واياكم الرؤيا في توصيف مشهد الارباك العالمي اليوم إزاء جائحة فيروس الكورونا وكذلك ما سبقها من تداعيات اجتماعية بعد الزلزال المالي الذي أصاب المراكز الرأسمالية العالمية العام 2008 ولا تزال تردداته قائمة حتى يومنا هذا. كما أن تراجع أسعار النفط وانعكاسه سلباً على مؤشرات النمو في مختلف دول العالم بما يفاقم أعداد العاطلين عن العمل ويزيد من ارتفاع معدلات البطالة، حيث تقدر منظمة العمل الدولية زيادة إضافية في نسب البطالة الى 25 مليون عاطل عن العمل بسبب انتشار وباء KOVID19. ما يتطلب من الحركة النقابية الوقوف صفاً واحداً من أجل مواجهة تلك التحديات والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة ازاء السياسات الناجمة عن تغيب العدالة الاجتماعية التي لا تهدد منطقة بعينها بل تمتد إلى كافة بلدان العالم " وانتهت الرسالة بالقول:" نحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نشترك معكم في بناء تحالف إقليمي وعالمي لمواجهة تحديات مستقبل العمل. فنحن نؤمن بالوحدة ونعمل من أجلها مع المنظمات النقابية ذات الأهداف المشتركة. وحشد كل الجهود للقضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة والحد من تحويل العامل إلى مجرد سلعة. ومواجهة العولمة الجائرة والنيو ليبرالية المتوحشة، والخصخصة التي يفرضها البنك الدولي بالضافة الى شروط صندوق النقد ومطالب منظمة التجارة العالمية .وضمان كرامة العامل وحقه بالعمل اللائق وحق التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي والاضراب وحماية المرأة والطفل ومطالبة الحكومات وأصحاب العمل في العالم بعقد حوارات تتمحور حول تنظيم العمل وحوكمة الإدارة العامة وتأمين الحماية الاجتماعية وتعزيز الضمان الاجتماعي والحد من الفساد والتنبه لمخاطر شبكات التوريد وإقامة المشروعات الوطنية التي تولد فرص عمل للشباب وتدفع لهم الأجر العادل وكذلك حماية حقوق العمال المهاجرين فضلاً عن بناء اقتصادات متينة ترتكز على القطاعات الانتاجية بما يساهم في توسيع أسواق العمل...الرفاق الاعزاء ..نكرر تهنأتكم بنجاح اعمال المؤتمر الرابع عشر وانتخابكم لقيادة اتحاد عمال البرتغال CGTP-IN وتحقيق اهدافكم النبيلة."
|