في بيان"عيد العمال":الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يدعو عمال وأحرار العالم للوحدة لمواجهة الاستعمار الاقتصادي والاحتلال والرأسمالية المتوحشة ووباء"كورونا المستجد "
الوفاء : 1-5-2020 بمناسبة عيد العمال العالمي أصدر الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب البيان التالي :"يحل الأول من مايو / أيار، عيد العمال العالمي، مختلفا هذا العام في ظل ظروف هي الأسوأ، حيث الإغلاق الجبري لأماكن العمل بسبب تفشي وباء كورونا انعكس سلبا على أكثر من 81% من القوى العاملة العالمية والبالغ عددها 3.3 مليار انسان، فخسر الملايين أعمالهم، وتوقفت دورة الإنتاج في غالبية دول العالم. جاءت التحذيرات من التداعيات "المدمرة" التي ستخلفها جائحة كورونا على العمال ، من جانب منظمة العمل الدولية التي أكدت على أن سوق العمل يواجه "أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية"، وتوقعت "المنظمة" أن تؤدي أزمة وباء فيروس كورونا المستجد إلى إلغاء 6.7 بالمئة من إجمالي ساعات العمل في العالم في النصف الثاني من عام 2020، أي ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل، من بينها 5 ملايين في الدول العربية، موضحة ان من أكثر العمال تأثرا تتركز في قطاعات محددة منها : قطاع الغذاء والفنادق (144 مليون عامل)،وقطاع البيع بالجملة والتجزئة (582 مليونا)،وقطاع خدمات الأعمال والإدارة (157 مليونا)،وقطاع التصنيع (463 مليونا)،حيث أن تلك القطاعات تشكل نحو 37.5% من التوظيف العالمي. وتأتي "جائحة كورونا" لتضيف على الطبقة العاملة، ومعاناة فوق معاناتها، حيث جاءت في الوقت الذي يتوقع زيادة البطالة العالمية بنهاية العام 2020 لنحو 200 مليون شخص. وأن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم، وأنه في كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة في الأمراض المهنية، إضافة إلى أنه لا يزال 168 مليون طفل يعمل في أسوأ اشكال عمالة الاطفال، و21 مليون منهم ضحية من ضحايا العمل الجبري. كما أن ظاهرة الفقر تتزايد حيث يوجد زهاء 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع، و967 مليون شخص يعيشون فى فقر متوسط او على حافة الفقر في الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة على حد سواء، وهو ما يزيد المعاناة والكارثة، حسب تقارير دولية موثوق بها. وفي ظل هذه الظروف فإن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعرب عن تضامنه مع عمال وشعوب الوطن العربي و العالم ، مثمنا التضحيات الجمة الذي يقدمها الذين يقفون على خطوط التماس في موجهة هذا الوباء القاتل من أطباء وممرضين وممرضات ومتطوعين مطالبا بمضاعفة الجهود والتعاون الدولي في مكافحة ومنع تفشي هذا الوباء القاتل وتأمين صحة وسلامة البشر، والحد من محاولات الاعتداء على حقوق العمال وأجورهم، واستغلال الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن انتشار الوباء ذريعة لأصحاب العمل لتسريح العمال وتقويض الحقوق والضمانات الاجتماعية للأجراء وزيادة الضائقة والاجتماعية والمعيشية على محدودي الدخل، وجعل العمال يدفعون تكلفة الأزمة الاقتصادية المتزايدة التي تعززها مشكلة الصحة العامة ،وهشاشة النظام الاستشفائي في العديد من الدول الرأسمالية فضلا عن انعدام التكامل التضامن فيما بينها مما ينبئ بانهيار التكتلات الجيوسياسية التي أرساها النظام العالمي الجديد. ويعرب الاتحاد الدولي عن قلق شديد لانتشار الفيروس المستجد في دول النامية، حيث النظم الصحية والاقتصاديات أكثر هشاشة والتي بدلاً من إعانتها وإغدافها بالمساعدة الطبية والحيوية، تفرض الدول النيوليبرالية عليها وشروط التبعية وإملاءات صندوق النقد والبنك الدولي ما يؤدي إلى تفاقم مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن الأزمة الصحية". كما يبدي "الاتحاد" خشيته على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين، المحاصرين في مخيمات مكتظة والتي ستعدو أرضاً خصبة لانتشار للفيروس وهو وضع يتطلب تدخلا مباشرا من وكالة غوث اللاجئين UNRWA وكافة المنظمات الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية لاتخاذ تدابير عاجلة لحماية صحتهم وسلامتهم. وهنا يطالب الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الأمم المتحدة ومجلس الأمن التدخل الفوري لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية لمواجهة الوباء القاتل ورفع الحصار الجائر والعقوبات والعدوان الذي تمارسه الامبريالية الأميركية على الدول الحرة والمستقلة التي ترفض الخضوع لهيمنتها ولاستسلام لمشيئتها. يؤكد في هذه المناسبة على أن السلام العادل والشامل في المنطقة يتطلب مواجهة ورفض "صفقة القرن"، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، والاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني، ويعلن عن تضامنه الكامل مع العمال والشعب الفلسطيني الذين يعانون، من الإجراءات العدوانية والقمعية للمحتل الإسرائيلي، التي تفاقمت تعسفا وتنكيلا مع الأزمة الصحية وتفشي وباء كورونا الذي يقابله العدوان الصهيوني بكل ضراوة. ويدعو "الاتحاد" الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية وحقوق الإنسان للتدخل فورا لإطلاق المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية التي باتت مثيل معتقلات الإبادة النازية. ونحن نحتفل بعيد العمال فإن الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يحث عمال واحرار العالم على الوحدة والتضامن العمالي في مواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجائحة المدمرة، ومطالبة الحكومات ومنظمات أصحاب العمل، تأمين معايير الصحة والسلامة المهنية جنب إلى جنب مع تأمين فرص العمل اللائق والحماية الاجتماعية تحقيقا للعدالة الاجتماعية وضمانا للاستقرار والسلام العالمي، و تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات، برفع مستوى المعيشة وتطوير التأهيل المهني وتوسيع التقديمات الاجتماعية، والعيش في عالم تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة والرفاه والسلام.. ويجدد "الإتحاد الدولي" عهده على مواصلة العمل والكفاح من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات النقابية لعمال الوطن العربي، وتحقيق المزيد من المكتسبات لحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، وصيانة وحدة واستقلالية وديمقراطية الحركة النقابية العربية، وتعزيز التزامها وارتباطها بقضايا العمال والمجتمع، و مواصلة جهوده الرامية لتطوير أوضاع الحركة النقابية العربية، للارتقاء بمكانتها في إطار المجتمعات العربية، وتمكينها من مواكبة التحديات التي تفرضها المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، وتفاقم البطالة وازدياد الفجوات في المجتمع وانتشار الفقر والتهميش.. ويرى أن هذا الأمر يتطلب تعزيز وحدة الحركة النقابية العربية وتطوير بناها وشعاراتها وأشكال عملها، وذلك عبر صوغ استراتيجية نقابية عربية، وتحقيق التلاؤم والتكامل بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وتعزيز التعليم والتأهيل المهني والتكنولوجي وتطوير التعليم وإمكانيات البحث العلمي وصناعات التكنولوجيا المتقدمة.. كما يدعو الى المزيد من بذل الجهود لتعميق التكامل الاقتصادي العربي وإقامة السوق العربية المشتركة، وتعزيز الدور الاقتصادي للقطاع العام على قاعدة تطويره وتخليصه من السلبيات والعوائق البيروقراطية، باعتباره ضمانة للاقتصاد الوطني.. ..*الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب - في الأول من مايو / أيار 2020"
|